أن لكل إنسان منا سبع مقامات ترتقي فيها طاقته من مقام إلى مقام في مراحل حياته التي يعيشها... لكن هناك مؤامرة كبيرة أُحيكت على الإنسان منذ سنين طويلة... لتنحصر حياته وطاقته في المقامات المادية السفلية فقط...دون أن يرتقي بطاقته إلى مقامات الوعي والروح... ليستطيعوا أن يحكموا البشر ويحركوهم كما يشاؤون.. والمقامات السفلى المادية هي مقام الأكل والشرب...والمقام الثاني مقام الأنا وحب السلطة وجمع المال ...والمقام الثالث هو مقام الجنس... وجعلوا حياتنا تدور في هذه المقامات الثلاث المادية دون أن نعبر لباقي المقامات الروحية...فأصبحنا في سجن ودائرة مفرغة لا نستطيع أن نخرج منها وكل ذلك دون أن ندري أو نعي ما يُحاك لنا...ونحن المسؤولين لأننا أقفلنا باب العلم وفتحنا باب الجهل والتبعية والانقياد..
فمسار الطاقة الطبيعي هو أن تعبر من مقام إلى مقام بكل سهولة وانسجام وتناغم...من مرحلة إلى مرحلة في عمر الإنسان...ولكن عالمنا المادي الذي نعيشه جعل تفكيرنا ونظرتنا للحياة نظرة مادية تتمركز في الاهتمام بالمظاهر دون الجوهر والباطن... فأصبحنا لا نصدق إلاّ ما نراه بأعيننا أو نسمعه بآذاننا المادية...وغفلنا عن حواسنا الجوهرية .. يقول الله في القرآن إشارة إلى حواس الإنسان الجوهرية التي لم يستخدمها بعد...فيقول: (( لهم قلوب لا يفقهون بها..ولهم أعين لا يبصرون بها..ولهم آذان لا يسمعون بها..أولئك كالأنعام بل هم أضل ..أولئك هو الغافلون)) ولا يمكن الوصول إلى هذه الحواس إلاّ بالرقي الروحي وبتدفق الطاقة بشكل سليم في باقي مقاماتنا... ولكن النخبة التي تحكم العالم اليوم وتمسك باقتصاده وإعلامه وداءه ودواءه...يعلمون هذه الحقيقة جيدا وهم حريصون على أن يلا يصل الإنسان إلى هذه المقامات لكي لا يصبح حرا متمردا عليهم وليسهل عليهم السيطرة على الشعوب ويتحكموا فيها كما يريدون تماما... إذن فطاقتنا التي تسعى للرقي والوصول...انحصرت فقط في مقاماتنا السفلية..وأصبحت تكبر وتكبر فيها وكلما كبرت طاقتنا في هذه المقامات فإنها تسعى لتجد متنفسا بأي طريقة...إلاّ المتنفس الطبيعي لها الذي هو الانتقال السليم بين باقي المقامات.. فتجد الإنسان يصيبه الملل من طعامه وسلطته وماله وحتى علاقاته الجنسية...فيظهر الجشع والطمع والجوع الذي لا ينتهي بحثا عن المزيد والمزيد... وتلك النخبة التي تحكم العالم تعرف تماما أيضا هذه الحقيقة...ففتحوا باب الإسراف في الطعام...وانتشرت المطاعم بأنواعها وانتشرت المأكولات بكل صنف ومذاق ولون...فترى بعضنا يقضي معظم يومه دون أن يتوقف فمه عن الحركة بين المأكولات السريعة والحلويات والسكاكر وعلك اللبان وشرب العصائر والمشروبات الغازية التي تحاكي اللسان وتغريه بمذاقها...فأصبحوا يعيشون ليأكلوا..وليس يأكلون ليعيشوا..
ثم فتحوا باب التحكم والسلطة والجمع...فأصبح عالمنا عبارة عن حاكم ومحكوم ...رئيس ومرؤوس...في البيت والمكتب والشركة...وأصبحت كل نشوتنا وسعادتنا في جمع المال والمركبات والعقارات دون شبع أو اكتفاء...و نطمح للمزيد والمزيد...سعيا وراء التميز والسعادة والفرح..
(( ألهاكم التكاثر..حتى زرتم المقابر))
أما بالنسبة لباب الجنس فلم يسلم أيضا من العبث ...ففتحوا له أيضا باب الإسراف ...فلم يعد الإنسان يكتفي بزوجة واحدة بل يريد أن يجرب ويجرب...وانتشرت الدعارة باسم الحرية... حتى مل الناس من الجنس بين الجنسين ولم يعودوا يشعرون بالنشوة فيه فظهر من يطالب بالمثلية الجنسية...وشرعته بعض الدول باسم الحرية أيضا فوضعت قوانين حماية حقوق المثليين... ورغم كل هذا الانفتاح والانحلال وما يسمونه الحرية...نجد أن الإنسان بعد أن جرب كل شيء ولم يحرم نفسه من لذة أو متعة ممكنة...نجد حياته تنتهي على الأغلب إما بالمخدرات أو الانتحار المباشر!!!لبعدهم عن طريقة العيش الفطرية الطبيعية التي أرادها الله لخليفته الإنسان...الذي حول نفسه من آية إلى آلة... ومن خليفة إلى جيفة..
.http://badralshraif.ucoz.com/
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.