فضاءات نزلة سرقنا

نزلة سرقنا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
بدر الشريف
مسجــل منــــذ: 2011-05-05
مجموع النقط: 198.84
إعلانات


الكارما والعلاج الروحي لأمراض العصر

في المستقبل القريب ستصبح الأفكار المادية بلا جدوى في ظل غياب التعاليم السماوية

إننا نسهم كبــشر في تكوين واقعنا من خلال إيماننا وتواصلنا الحقيقي مع الله



كثير من الأمراض يرتبط ظهورها بالنظام الداخلي للإنسان وسلامة أفكاره ونواياه


تتكاثر أمراضنا وتنتشر العدوى.. تكثر أضرارنا.. وتنتشر الوصاية علينا بلا فائدة، فنترك إيماننا ونهرب للمُرَكَّبات والمساحيق والعقاقير والتجارب، متناسين أننا هنا في الداخل.. في أعماقنا.. متناسين أن العالم هنا وأن الداخل هو الخارج بكل قِيَمه ومسبباته ومكوناته ومؤثراته، متناسين أن العلة هي العلة والدواء هو الدواء، وأن ما أعطانا إياه الدين من معان هو المادة الحقيقية الفاعلة القادرة على إزالة أورامنا وآلامنا وأوهامنا وأمراضنا الكثيفة التى ظهرت في فجوة الرحيل عن وعينا وإيماننا. قال تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).


في المستقبل القريب، ستفقد الأدوية والعقاقير فاعليتها، وسيجد العالم نفسه غير قادر على مواجهة هذا الانهيار، وستصبح الأفكار المادية غير مجدية في مواجهة ذلك، نتيجة لغياب التطور الروحي للإنسان الذي ينبع من تعاليم الله وسننه، ولذا فالناس البعيدون عن هذه السنن الذين لايعملون على معالجة أنفسهم من الداخل ستكون تقنية (الكارما) معينا لهم! ولابد أن تتغير نظرة الإنسان لنفسه وللعالم المحيط به، ليصبح أقل سلبية، فالطب الذي ظل يعالج الأجساد لقرون طويلة، سيصبح عاجزاً عن معالجة الروح التي بدأت آلامها وأمراضها تتكاثر، والشفاء الحقيقي من أي داء هو تطور داخلي يساعد العلاج المادي على إحداث تأثيراته وإنقاذ الروح، فالوعي الداخلي هو الملاذ لإنقاذ البشر من هذه الكوارث والأمراض.

جاء هذا الكلام، أو إن شئت فسمه «هذه الصرخة» ضمن كتاب رائع عنوانه «الكارما في الإسلام» أعده الدكتور نايف الجهني، وهو كتاب يصح أن يوصف لكل إنسان في ظل عالم المادة والصراع والاكتئاب والتوتر الذي نعيش فيه.
يقول الدكتور الجهني: إنْ كان المرض قدَراً من الله عز وجل وكذلك الرزق، فإننا كبشر نسهم في تكوين واقعنا من خلال إيماننا أو عدمه، ومن خلال تواصلنا الحقيقي مع الله عز وجل أو عدمه، وهذا ما تقوم عليه كل القوانين التي تنطلق منها قضية العلاج بالنوايا والأخلاق، والتي أطرح لها هذا المسمى عبر مصطلح (العلاج بالحكمة)، حينما انطلقت من التوثيق من الآية الكريمة: (ذلك أن الله لم يكُ مغَيِّرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم)، مدركاً أن الصحة من نعم الله التى لم يكن يزيلها أو يغيرها عن الإنسان إلا إذا غيَّر نواياه ومعتقداته وأفكاره، وكذلك حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «إفعل ماشئت كما تدين تدان»، واللذان يعكسان مفهوم (الكارما) وهو قانون السبب والنتيجة، أو الفعل وثوابه، مع التأكيد على أن مصطلح (الكارما) هنا مجرد من أية دلالات أخرى وأنه مرتبط بالمعنى المباشر للكلمة (السبب والنتيجة)، ولايرتبط أبداً بما تضفيه عليه بعض الفلسفات المادية.
هذا الكتاب كما يقول صاحبه يقدم رؤية جديدة تقوم على التأصيل الإسلامى أو فكرة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة في مجال الحديث عن العلاج من خلال الطب ما وراء الحسي في الإسلام، عبر طرحه لأفكار وقوانين قامت عليها الممارسات العلاجية وأفكار العلماء المعالجين في العالم، الذين طرحوا أبحاثاً علمية تؤكد بالتجارب وبالحالات التي تم علاجها، على علاقة النوايا والأفعال بالمرض الذي يصيب الإنسان، سواء كان هذا المرض نفسياً أو جسدياً، مع تأكيدها على الأمراض العضوية وتأثرها بإرادة الإنسان وأخلاقه السيئة تجاه الآخرين، واعتماد كل وصفات العلاج من قبل هؤلاء الأطباء على التقنيات النفسية الداخلية التي دعا إليها الإسلام في تعاليمه، وهي التوبة والاستغفار والاعتراف بالذنب والتسامح تجاه الآخرين وعدم الإساءة والإهانة والاحتقار، والتخلص من الطاقة والشحنات السلبية تجاه المحيط، والتي تندرج كلها تحت مظلة الإيمان بالله وحبه والعمل على ترسيخ هذا الحب داخل النفس، كي ينطلق إشعاعه إلى ما يحيط بهذه النفس من عناصر كونية، وتأكيد أكثر آيات القرآن الكريم على أن هذه التعاليم والأخلاق تعد حصانة نفسية وجسدية للإنسان، انطلاقاً من مبدأ (الكارما) الذي يتفق مع مبادىء الإسلام (الفعل وجزاؤه).
هذا الكتاب، كما ذكر صاحبه، وهو على حق، لاينفي أو يعارض جهود الطب البشري ولكنه يقف من بعضها موقف التساؤل والتنويه، مشيرا إلى ضرورة التكامل بينهما.
وقد أكد علماء الطب أن التوتر العصبي تنتج عنه أمراض عضوية لا حصر لها. وبالتالي تتضح أهمية علاج الإنسان من داخله أولا، حيث إن التوتر منشؤه الخوف من المستقبل أو عدم الرضا أو الاستسلام لصراع الحياة القاتل، وهذه أمور لايعالجها إلا تقويم النفس البشرية عن طريق الدين.
يقول الدكتور الجهني إنه انطلق في بحثه هذا من خلال الرؤية الجديدة التي تشكلت لديه حول المرض والصحة، وإدراكه بأن روح الإنسان وجسده كينونتان غير منفصلتين وهما طرفان لتكوين واحد، وأن أكثر ما يتم في العيادات والمستشفيات من محاولات علاج للمرضى لاتتجاوز منطقة التعامل مع الجسد أو مع الإنسان كبنية شكلية فقط، مما أدى إلى انتشار الأمراض وتراكمها.
ويقول إنه كان دوماً يتساءل عن قضية كبح الأمراض بالمضادات الحيوية أو الكيميائية، وإلى أنه فهم من خلال دراسته للعلاقة بين الطب والفلسفة، أن كبح كل مرض يؤدي إلى نشوء مرض آخر، فتتوالى بالتالي عملية المواجهة والرد داخل هذا التكوين البشري ليظل الطب يدور في حلقة مفرغة، لأنه لايتعامل مع الروح التي هي المرآة الحقيقية التي يمكن أن تعكس حالة الصحة والشفاء أو حالة المرض لدى الإنسان ولايدرك أبعادها وقوانينها.
ويستند المؤلف إلى قول أحد الفلاسفة: إن الإنسان الذي يفكر اليوم بالصحة البدنية فقط سيكون مصيره في السنوات القادمة مصير الديناصورات، وأنه يجب أن تكون سلوكيات وأخلاقيات البشر حالياً نتيجة وحصيلة الفهم العميق للعالم ولقوانينه العليا (سنة الله في الكون).
إن انفصام الشخصية، مثلا، حالة مرضية غالباً ما يعاني منها الأشخاص المنغلقون والغيورون، فإذا حاولت أن تكبح رغباتك أثناء النهار وتسعى للظهور بمظهر الشخص الطيب، فإن العدوانية وخضوعك لرغباتك سيظهران ليلاً عندما تكون وحيداً وسيحتلان كل المساحات في الروح، مما يؤدي إلى تدمير الوعي، لذا فلابد من العمل على الذات قبل النوم عن طريق الصلاة.

السرطان يحاصر الاعتزاز بالنفس
ويقول الدكتور الجهني إنه عندما بدأ في قراءة ما يحيط بهذا التوجه من أبحاث فلسفية وعلمية تدعو إلى جعل التأمل الذي تقابله العبادات في ديننا الإسلامى، محوراً رئيساً فى عملية الاستشفاء من الأمراض ومعالجة أكثرها صعوبة والوصول إلى حالات العلاج بالتنويم المغناطيسي وتخليص الجسد من سيطرة المشاعر السلبية، قد فهم (أى المؤلف) آلية نشوء أمراض مثل السرطان، والذي يقول الأطباء أنه تَجَلٍ لكل أمراض الإنسان المكبوتة في السابق والتي شكلت جيشاً وهاجمته دفعة واحدة، وهذا ما يجعل العقاقير تفشل في دفعها. وإن وجود هذا المرض مرتبط بالنظام الداخلي للإنسان وسلامة أفكاره ونواياه أيضاً.
ويقول المؤلف إن الاعتزاز بالنفس وعدم قبول الواقع هو مبدأ الخلية السرطانية، وإذا نسيت الخلية الجسم فإنها تخضع للتدمير، فالروح تصبح معتزة بذاتها وعدوانيتها عندما تتعلق برغباتها! وكلما اشتد انجذابها للأرض كلما كانت قدرتها على تقَبُّل الوضع أقل، وهذا يجب أن تتم محاصرته بالمرض للحد من هذا الشعور غير الإيجابي وإنقاذ روح الإنسان، فالسرطان يحاصر الاعتزاز بالنفس تحديداً. وإذا ارتبطت روح الإنسان بالمال والعمل والمكانة في المجتمع، فعليه أن يتطهر من ذلك، فأرواحنا يجب أن تتعلق بكل ما هو رباني، فإذا سارت عكس ذلك فإن الانهيار سيكون مصير الجسد وربما الروح، وهذا يتم ما معالجته بواسطة الأمراض والمآسي والموت.
ويقول المؤلف إن عبادة القدرات تؤدي أيضا إلى الإصابة بأورام السرطان! لأن هذا يؤدي إلى احتقار الأشخاص غير القادرين والاستياء الذاتي الذي يرفع مستوى الاعتزاز بالنفس والعجرفة. قال تعالى (ولاتُصَعِّر خدَّك للناس ولاتمش في الأرض مرحاً، إن الله لايحب كل مختال فخور)، كما أن ضعف البصر أيضا مرتبط بالغيرة وجعل القدرات هدفاً فى الحياة. فالإخلاص وحب الله أولاً ثم ما سواه أفضل وسيلة للتخلص من هذا الاعتزاز القاتل.
ويقول الحكماء: إننا لانعرف أن القدرات عبارة عن سيارة يمكن أن تنقلنا ويمكن أن تدهسنا.
(الكارما) لاتعتمد على العقاقير
يقول المؤلف إن تجارب الطب الباراسيكولوجي (ما وراء الحسي) في (الكارما) لاتعتمد فى علاجها للعديد من الأمراض المستعصية والحالات والممارسات التي لا تفسير لها على الأدوية والعقاقير والإبر والعمليات، ولكنها تعتمد على إعادة تشكيل كيمياء المعلومات الداخلية، وتنقية الروح وتطهير النفس من أعمالها السيئة وما ارتكبته من ذنوب تجاه الآخرين وما لها وما عليها، ودفعها إلى طريق الله ومعرفته والاتصال به والتواصل معه والصلاة طلباً لرحمته وغفرانه، فالصلاة في النهاية تقودنا إليه وإلى ما يحمله ديننا من حقائق أعظم وتفاصيل أوحد وأشمل، لأننا وما جبلت عليه أنفسنا كبشر لانؤمن إلا بالمادي والملموس، ولانتفاعل إلا مع المرئي والظاهر كي يتضاعف إيماننا.
كما أن أثر الصدقة على الشفاء موجود فى ديننا، ونراه هنا عبر(الكارما) صورة واضحة ومجسدة ماديا، وأثر الاستغفار أيضاً يتشكل أمامنا ملموساً، فنرى علاقته بدمائنا وأرواحنا، وهو عنق عبادتنا الذي لم نتنازل عنه يوماً، ونرى ما للصلاة والصيام وبقية العبادات، من فاعلية فى الشفاء من الأمراض وتجاوز مرض الروح وقذارتها والخروج من ذلك الإحباط والانسياق خلف شهواتنا ورغباتنا، التي هي سبب كل مرض معنوي ومادي ينعكس على مرض الجسد وأعضائه.
فالكارما (قانون السبب والنتيجة) العمل وجزاؤه التي تخرج من عنق الإسلام وتعاليمه، تؤكد على أهمية أخلاقنا تجاه غيرنا وسلوكنا مع محيطنا وعلاقتنا الكونية والمعلوماتية بالآخرين وبالأشياء من حولنا، فالمرض هو لغز الجسد والروح، وهو الفجوة بينهما. هو المسافة التي تفصل بين كونك المادي وكونك الأثيري.. بين شكلك ومعناك، وكلاهما يؤكد أن هذين الطرفين مرتبطان ببعضهما، متحدان ومنفصلان، فحينما تضطرب الروح يتأثر الجسد، وحينما يضطرب الجسد تتفاعل الروح، وهذا ما يحدث حينما تكون أخلاقكك مشوهة أو مضطربة، فإنها تنقل هذا الاضطراب إلى جسدك وأعضائك كلها، والإنسان يتلقى عقوباته جزاءً على ذنوبه شخصياً فى حياته ويدفع لقاء ذلك من صحته أو من صحة أولاده على أبعد الحدود. غير أنه وعلى المستوى الحقلي لايوجد أناس بل توجد أفكار تزيدها الأخلاق العالية شرفاً وحيوية.

الشفاء بالرغبة
يقول المؤلف إن قانون العدل الإلهي في البقاء والاحتفاظ بالصحة والشفاء من الكوارث والأمراض باق إلى يوم القيامه، ومن يخالف هذا القانون لابد له من العودة، كي يمكنه التواصل مع أسراره والتوجه إلى الله والتنازل عن المنطق البشري الذي أصبح سبباً في هلاك الإنسان كفرد وهلاك الجماعات.
ويقول إن الإنسان نُهِيَ عن الظلم والحقد والكراهية والاعتداء وعن ظلم النفس الذي يؤدي إلى ظلم الآخرين، وإنه بالرجوع إلى مسببات الأمراض المستعصية كالسرطان والقلب والإيدز وغيرها قد تبين للعلماء أن من مسبباتها الرئيسية، الممارسات المعنوية للإنسان ونواياه وطريقة تفكيره.
وضرب المؤلف مثلاً بصديق له أصيب بالسرطان، فقصد هذا الصديق مكة المكرمة وظل فيها لمدة شهرين عند البيت الحرام، وحينما عاد ذهب للفحص فاستغرب الأطباء عندما لم يجدوا أثراً للنتائج السابقة حول مرضه بالسرطان، وكأن أمامهم شخص آخر، وعندما سألوه قال: لم أفعل شيئاً سوى أننى ذهبت للاستغفار وطلب السماح من الله، وبدأت فى تغيير تفكيري هناك وتنظيم مشاعري الداخلية، حيث كنت سلبياً تجاه نفسي وتجاه الآخرين، وكنت أسير عكس قوانين الطبيعة في أفعالي وتصرفاتي، وشافاني الله وله الحمد من كل هذا.

تطهير الجسد بتطهير النفس
يقول الكاتب إننا فى كتاب تشخيص الكارما :
منذ فترة التقيت مريضة غريبة روت لي حادثة مثيرة للفضول، قبل ولادتها طفلتها تشكلت لديها حصى في الكليتين، وعندما ذهبت إلى الاختصاصيين، تبين أنها أحجار كلورية، وهذه لايمكن طرحها من الكلية، وعادة ما ينتهي الأمر إما باستئصال الكِلية أو الموت، لكنها استمرت في الحمل وأنجبت طفلتها، وبعد وقت قصير أصبحت تلك الأحجار تختفى دون تناول أية أدوية، وكِليتاها الآن نظيفتان تماماً، وقال لها: كان لابد من جعل طابعك أخف ليدفعك إلى الحب الإلهى، لذا كانت الطهارة عندك من خلال المرض، وقمت بالشيء الصحيح، تركت كل المشكلات وأصبحت لطيفة، واستطعت ليس فقط تطهير نفسك ولكن تطهير روح ابنتك، وإذا تطهرت النفس فإن الجسد سيلحقها أيضاً، لذا بعد ولادة الطفلة تطهر الجسد بسرعة.
ويقول الدكتور الجهني إن ما يطرحه الغرب ليس بجديد علينا كمسلمين، فجميعنا يعلم أن التوبة توصل الإنسان إلى حالة من التجدد العضوي والنفسي والتطهر الروحي وكذلك الصيام وبقية العبادات كالصدقة. قال تعالى ( خُذْ من أموالهم صدقة تطهِّرهم وتزكيهم بها وصلِّ عليهم إن صلاتك سَكَنٌ لهم والله سميع عليم) وقال صلى الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقة، فإنه عندما نستطيع أن نغفر للإنسان نستطيع التخلص من المرض.
ويورد المؤلف حالتين أخريين: الأولى امرأة كانت مصابة بسرطان الثدي، ذهبت وزوجها للاستجمام في البرازيل، وقد اشترى زوجها مخدرات ووضعها في حقيبة الزوجة، أملاً فى أنه يمكن حملها إلى هناك!! وتم العثور على المخدرات، وزُجَّ بالزوجة فى السجن! وبعد ذلك خرجت من السجن وأصيبت بسرطان الثدي. وعندما أقنعوها بضرورة أن تغفر لزوجها، وعندما غفرت له اختفى سرطان الثدي لديها. والحالة الثانية لفتاة طردتها أمها من البيت، ولما كبرت هذه الفتاة أصيبت بالربو، ولم يمكن علاجها، وعندما غفرت لأمها اختفى مرضها.

حالات أخرى عجيبة
يقول الكاتب إن أكثر الحالات أهمية بالذكر هي قيامه بمساعدة أحد أصدقائه في التخلص من مشكلة عدم تحقيق أبنائه لطموحاته، وذلك بتعليمه آلية مناسبة للتوبة، وتذكر أنه كان دائماً ما يحتقر الآخرين وأبناءهم، ويفرح بأن يكون أبناؤه خارج أخلاق البشر العاديين بحيث لاتصدر عنهم أية أخطاء.
ويورد حالة شخص آخر قال له إنه مصاب بالنحس الدائم، فكلما ذهب إلى مكان تعطلت به السيارة، وكلما سار في الصحراء وجد نفسه في مشكلة، سواء مع الرمال أو الضياع أو فقدان الطريق. وبعد حديث طويل مع هذا الشخص وبحث في طريقة تفكيره وجد المؤلف أنه يعاني من مشكلة التعالي فوق الآخرين والإحساس بأنه أفضل منهم، خاصة وأنه يتجاوزهم بسيارته أو أثناء سيره بمفرده، وقد يؤذيهم أثناء السير بطريقة ما. وحين بيَّن له المؤلف كيفية التخلص من هذا التفكير السلبي الذي يؤثر على واقعه النفسي، بدأ في برمجة نفسه على قذف هذه الأفكار خارج وعيه والتخلص منها، ثم أخذ في التحسن حتى تخلص نهائياً من هذا الأمر.

وماذا عن الاكتئاب
وفي مجال الاكتئاب يقول الدكتور الجهني إنه وجد لدى أكثر المتسائلين انغماساً في الخوف وعدم الثقة بالنفس، وفى محاولة لمساعدة أحدهم التخلص من هذا، دعاه إلى قراءة القرآن الكريم والتركيز على آيات الحب والتسليم لله والرحمة التى تنمي الثقة بالله وبرحمته وتزيد من إحساس الإنسان بقيمته كفرد والتعامل معها من منطلق فكري وإيماني، وكذلك دعوته لمحاربة الأفكار السيئة التي يمليها عليه عقله فيما يتعلق بخوفه من الموت ومن الآخرين، ومساعدته على فهم حقيقة الموت والإدراك بأنه توجه نحو الله عز وجل، وأن المؤمن يفرح به إنْ كان قد أعد له العدة. ويقول المؤلف إنه طلب من ذلك الشخص برمجة نفسه على هذه الأفكار لفترة ليست طويلة وتكرار بعض العبارات حتى تمكن من التخلص نهائياً من مشكلة الاكتئاب.
ويحكي المؤلف أيضاً أنه جاءته رسالة من إمرأة أراد زوجها أن يتزوج عليها رغم جمالها وحسبها ونسبها، كما تقول، وحينما أجابت على العديد من الأسئلة، تأمل طريقة تفكيرها فوجد أن الفجوة كبيرة بينها وبين الزوج من حيث الإحساس بالذات والفوقية، وأنها تنظر إليه على أنه أقل منها بكثير رغم أنها تحبه ويحبها، إلا أن هذه الفكرة السلبية قد أثرت على العلاقة بينهما، وبدأ شعورها بالاكتمال إلى التناقص حتى وصلت إلى هذه المرحلة، ولكن بعد المداومة على تطهير نفسها واستعادة أفكارها السلبية ورفضها من جديد بدأ الوضع بالتغير.

فى الختام
هذا الكتاب جدير بالقراءة وهو عظيم الفائدة لإنسان هذا العصر، وهو متعة كبيرة وشفاء لكثير من أسقام الزمن الذي نعيش فيه.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة