راوية لتراي محمد فخرالدين - الخزندار
الخزندار ....
إن أحداث هذه الرواية منبثقة عن حقيقة ، وقعت في أواخر القرن السابع عشر ميلادي وسنوات قليلة قبل دخول الفرنسيين لأرض الجزائر ، و هي مقتبسة عن حياة مواطن أوروبي يعد من الرحالة آن ذاك ، كان قد وقع في الأسر صدفة في آيادي جيش " الإيالة " الجزائرية ـ الإنكشارية ـ لينتهي به المطاف وزيرا للمالية .... " خزندار" في بلاط الباي محمد الكبير بن عثمان الكردي بمدينة معسكر.
و ترافق أحداث هذه الرواية فصولا من تاريخ الحقبة التي عرفت تشنجا كبيرا بين الجزائر وأوربا تمخضت عنه أزمات على المستوى السياسي والدبلوماسي بين داي الجزائر وملك إسبانيا لأسباب هناك منها ما تتحدث عنه هذه الرواية .
أما الوقائع التاريخية والأماكن المذكورة في حقول هذه الرواية فهي صحيحة وحقيقية ووردت متطابقة الذكر عند المؤرخين الجزائريين ، .. وبعض الباحثين الأوروبيين من المهتمين بالتاريخ العثماني في الجزائر من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر ، وكل هؤلاء اعتمدت عليهم في هذا العمل .
... ....إني أراك ... تقطع عرضها الأخضر الذي تلتحم مع مرتفعاته الجبلية العالية ،أكوام السحاب الثقيلة وهناك البرودة القوية في الشتاء ،
تقطع ذاك العرض لتقي بنصفك الثاني من التاريخ ..،صامتا ،، يحتفظ بملامح حضاراك القديمة التي تألف لك مجدك وماضيك حين تسكن إليها ...،
هناك شيء سيقوله التاريخ لك ، هناك كوامن عنك فأنت ومن معك تصنعون تاريخا كاملا لا ينتهي عند النقاط ولا يعرف الفواصل ...، لأنكَ أنتَ من يختفي تحت ظل سطور تاريخها الساكن ، ...لكن يحال عليك البقاء في الظل ... سوف تلج السطر !!
...أوروبا ، ...حيث السلطة ،
... المال ...
وإرضاء النساء بخيانة الأنظمة ،
...ثم تأتي الشعوب للحروب .. ،
تنازعك أوروبا ...وتخاطبك ...وتقول لك ...
أَمَا إن كنت تستطيع فعل ذلك ، فآتنا من عقلك شيئا ونعطيك نحن خبزا طريا طازج من قمح بلاد البربر !! ، هكذا قيل لمن كانوا شعوبا في أوروبا أما ما تبقى لهم في مواطنهم ليست فقط إلا مواجع هضموا رواسبها ،
أخرجتها لهم أثقال أنظمة فاسدة همها الوحيد ملئ الخزائن واستعباد الناس وتوزيع الجوع بالمجان ،...
حتى جاء بعد ذلك زمن الرضا و التقبيل ، زمن ... وقفت فيه عقارب الساعة على مرح المعاهدات و المصالحات
وجاء زمن مسح الدموع من العيون ،
إذ لا تكاد فيه أن تتجدد وثيقة الصلح حتى تطعن سابقتها بالخيانة ولو كلف ذلك الإبحار في حوض البحر المتوسط ،
وتضاف قصة أخرى عن قصص هذا البحر ،
ومن هناك أين يقرأن الإنجيل ، تقبع تلك الأندلس ،،، ألم أوروبا القوي ،
تتداعى له كل عيونها الحزينة ، بل حتى من كان هناك يعبد الرب الواحد فتدركه التداعيات على حسب النسب والجنس والديانة ، فلا صوت يعلو على نواح سلاطين أوروبا حينما تجمعهم الأندلس تحت سقف البيت الواحد وتنحرهم خيانة الأنانية في كل الأصقاع ، وظل الإخوة الأوروبيون في الأسوأ السيئ فيما بينهم ، أما إذ ما قفزت بوادر الصلح فيما بينهم على مرتعى أنظار العالم ، فهم يخجلوا و يصمتوا ، يصمتوا جميعا ولا أحد يتمتم ،، ثم يلتزموا الهدوء ويترقبوا ، لكنهم يلقوا أوزار حملاتهم على كل من يطل على الحوض المتوسط من ضفته الأخرى و على كل فطيم فطين تجرأ وأعلن عن قيام دولته مثلما كان يحدث مع عثمانيي الجزائر ، هذا الصبي الذي عق أوروبا وأفسد عليها سعادة ملوكها وزلزل كبرياءهم لأطماعهم التي لا تكاد تنتهي ، أطماع عن كل شيء لكل شيء ولم تستثني شيئا، بداية من البشر ثم الأنظمة وانتهاء بوضع راياتهم على مواطن الآخرين .
يبدو الحديث عن حروب المائتي سنة الماضية جد كثير ، متشعب ومنغلق ،
كم هي خطرة حين تجرب مفاتيحك على قفل باب غيرك ،
حديث يسيل ما يسيل من الحبر الممزوج بقطرات دم العرض والحمية ،
وحروب أوروبا كلها مفتعلة تسعى لتحقيق شيء واحد وهو البقاء للأقوى ، ...
حروب أوروبا لا تختلف في مضامين أهدافها، ولم تتغير في أشكالها منذ مائتي سنة ماضية ،
قتل وغزو
وأسر واضطهاد للمتدينين لغير الكاثوليك والأورتودوكس والبروتستانت كل هذا، باسم الإعتراف بها ولوجدانيتها ،
أما أن تكون لك في أوروبا دولة قوية ورادعة للمكروه، فعليك بآذان في كل مكان ، حتى تحت سرير الملك المغضوب عليه .. فهذا مباح ، أبواق تسمع وتجيد الخبر، وكلاب تسبق الظل ، وتفقه لحركات ابن الشهر الثالث في رحم أمه ،
وتبهج الملكة إن أغضبها عبلها ولا تفسد فرحة ولي العرش الصغير ،،
و لو شئت أن تكون ملكا و لك دولة ،
.... احترس !!
فأنين أوروبا يعد لغزا ...
يُحسب له ألف حساب ،، في أوروبا ذاتها .
مائتي سنة مضت ،
تجلى جنون الحروب فيها ألما في النفوس ، وغيرت منطق العقل وعروة العقيدة وأصبح الميراث الشرعي عند كل الناس أن تتقيأ كلمة واحدة و تنطقها بالقيصرية
... يعيش السلطان ...
وها هي نفوس تقيحت تقرض من الحقد والكراهية ، منذ فجر النهضة العلمية الدينية لما قلبته هذه من قواعد في القصور و الكنائس وبيوت الأشراف ،
.... فليس أمرا سهلا أن تقرأ وتكتب قبل مائتي سنة !! ...
إن أحداث هذه الرواية منبثقة عن حقيقة ، وقعت في أواخر القرن السابع عشر ميلادي وسنوات قليلة قبل دخول الفرنسيين لأرض الجزائر ، و هي مقتبسة عن حياة مواطن أوروبي يعد من الرحالة آن ذاك ، كان قد وقع في الأسر صدفة في آيادي جيش " الإيالة " الجزائرية ـ الإنكشارية ـ لينتهي به المطاف وزيرا للمالية .... " خزندار" في بلاط الباي محمد الكبير بن عثمان الكردي بمدينة معسكر.
و ترافق أحداث هذه الرواية فصولا من تاريخ الحقبة التي عرفت تشنجا كبيرا بين الجزائر وأوربا تمخضت عنه أزمات على المستوى السياسي والدبلوماسي بين داي الجزائر وملك إسبانيا لأسباب هناك منها ما تتحدث عنه هذه الرواية .
أما الوقائع التاريخية والأماكن المذكورة في حقول هذه الرواية فهي صحيحة وحقيقية ووردت متطابقة الذكر عند المؤرخين الجزائريين ، .. وبعض الباحثين الأوروبيين من المهتمين بالتاريخ العثماني في الجزائر من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر ، وكل هؤلاء اعتمدت عليهم في هذا العمل .
... ....إني أراك ... تقطع عرضها الأخضر الذي تلتحم مع مرتفعاته الجبلية العالية ،أكوام السحاب الثقيلة وهناك البرودة القوية في الشتاء ،
تقطع ذاك العرض لتقي بنصفك الثاني من التاريخ ..،صامتا ،، يحتفظ بملامح حضاراك القديمة التي تألف لك مجدك وماضيك حين تسكن إليها ...،
هناك شيء سيقوله التاريخ لك ، هناك كوامن عنك فأنت ومن معك تصنعون تاريخا كاملا لا ينتهي عند النقاط ولا يعرف الفواصل ...، لأنكَ أنتَ من يختفي تحت ظل سطور تاريخها الساكن ، ...لكن يحال عليك البقاء في الظل ... سوف تلج السطر !!
...أوروبا ، ...حيث السلطة ،
... المال ...
وإرضاء النساء بخيانة الأنظمة ،
...ثم تأتي الشعوب للحروب .. ،
تنازعك أوروبا ...وتخاطبك ...وتقول لك ...
أَمَا إن كنت تستطيع فعل ذلك ، فآتنا من عقلك شيئا ونعطيك نحن خبزا طريا طازج من قمح بلاد البربر !! ، هكذا قيل لمن كانوا شعوبا في أوروبا أما ما تبقى لهم في مواطنهم ليست فقط إلا مواجع هضموا رواسبها ،
أخرجتها لهم أثقال أنظمة فاسدة همها الوحيد ملئ الخزائن واستعباد الناس وتوزيع الجوع بالمجان ،...
حتى جاء بعد ذلك زمن الرضا و التقبيل ، زمن ... وقفت فيه عقارب الساعة على مرح المعاهدات و المصالحات
وجاء زمن مسح الدموع من العيون ،
إذ لا تكاد فيه أن تتجدد وثيقة الصلح حتى تطعن سابقتها بالخيانة ولو كلف ذلك الإبحار في حوض البحر المتوسط ،
وتضاف قصة أخرى عن قصص هذا البحر ،
ومن هناك أين يقرأن الإنجيل ، تقبع تلك الأندلس ،،، ألم أوروبا القوي ،
تتداعى له كل عيونها الحزينة ، بل حتى من كان هناك يعبد الرب الواحد فتدركه التداعيات على حسب النسب والجنس والديانة ، فلا صوت يعلو على نواح سلاطين أوروبا حينما تجمعهم الأندلس تحت سقف البيت الواحد وتنحرهم خيانة الأنانية في كل الأصقاع ، وظل الإخوة الأوروبيون في الأسوأ السيئ فيما بينهم ، أما إذ ما قفزت بوادر الصلح فيما بينهم على مرتعى أنظار العالم ، فهم يخجلوا و يصمتوا ، يصمتوا جميعا ولا أحد يتمتم ،، ثم يلتزموا الهدوء ويترقبوا ، لكنهم يلقوا أوزار حملاتهم على كل من يطل على الحوض المتوسط من ضفته الأخرى و على كل فطيم فطين تجرأ وأعلن عن قيام دولته مثلما كان يحدث مع عثمانيي الجزائر ، هذا الصبي الذي عق أوروبا وأفسد عليها سعادة ملوكها وزلزل كبرياءهم لأطماعهم التي لا تكاد تنتهي ، أطماع عن كل شيء لكل شيء ولم تستثني شيئا، بداية من البشر ثم الأنظمة وانتهاء بوضع راياتهم على مواطن الآخرين .
يبدو الحديث عن حروب المائتي سنة الماضية جد كثير ، متشعب ومنغلق ،
كم هي خطرة حين تجرب مفاتيحك على قفل باب غيرك ،
حديث يسيل ما يسيل من الحبر الممزوج بقطرات دم العرض والحمية ،
وحروب أوروبا كلها مفتعلة تسعى لتحقيق شيء واحد وهو البقاء للأقوى ، ...
حروب أوروبا لا تختلف في مضامين أهدافها، ولم تتغير في أشكالها منذ مائتي سنة ماضية ،
قتل وغزو
وأسر واضطهاد للمتدينين لغير الكاثوليك والأورتودوكس والبروتستانت كل هذا، باسم الإعتراف بها ولوجدانيتها ،
أما أن تكون لك في أوروبا دولة قوية ورادعة للمكروه، فعليك بآذان في كل مكان ، حتى تحت سرير الملك المغضوب عليه .. فهذا مباح ، أبواق تسمع وتجيد الخبر، وكلاب تسبق الظل ، وتفقه لحركات ابن الشهر الثالث في رحم أمه ،
وتبهج الملكة إن أغضبها عبلها ولا تفسد فرحة ولي العرش الصغير ،،
و لو شئت أن تكون ملكا و لك دولة ،
.... احترس !!
فأنين أوروبا يعد لغزا ...
يُحسب له ألف حساب ،، في أوروبا ذاتها .
مائتي سنة مضت ،
تجلى جنون الحروب فيها ألما في النفوس ، وغيرت منطق العقل وعروة العقيدة وأصبح الميراث الشرعي عند كل الناس أن تتقيأ كلمة واحدة و تنطقها بالقيصرية
... يعيش السلطان ...
وها هي نفوس تقيحت تقرض من الحقد والكراهية ، منذ فجر النهضة العلمية الدينية لما قلبته هذه من قواعد في القصور و الكنائس وبيوت الأشراف ،
.... فليس أمرا سهلا أن تقرأ وتكتب قبل مائتي سنة !! ...