في نظرتي إلى الحياة... إذا أردنا مجتمعاً إنسانياً حقيقياً فعلينا عدم فرض أي شيء على الطفل على الإطلاق.
طبعاً لا أقصد ترك الطفل لوحده كما الحيوانات، بل مطلوب مساعدته دون رفض أو فرض.
مساعدته ليبقى كاملاً، ليبقى موصولاً بالجذور.. بالجوهر الإنساني والعطور...
لن نجبره على تحويل طاقته ووعيه من الجوهر إلى الشخصية الوهمية.
التعليم في المستقبل لن يكون تعليماً وتعليباً لصنع شخصية بمواصفات قياسية مثل الرجل الآلي، بل سيكون علماً يجمع الأبدان والأديان، ويهتم أكثر بالجوهر والسر الكامن في اللب يا أولي الألباب.
وهذا هو معنى "التعليم الديني" الحقيقي... دين ودنيا معاً....
لم يظهر أي تعليم ديني أو روحي حتى الآن... وكل ما تسميه تعليم ديني ما هو إلا تعليب في مئات الأديان وآلاف الطوائف تجعلك هندوسياً مسيحياً مسلماً وغيره، أي مجرد تعليم وتحفيظ للشرائع دون أي شرح للصدور ولنور الأنبياء والحكماء والأولياء....
التعليم الديني سيساعد الطفل على تذكر البذرة الموجودة فيه... وعدم فقدان هذا النور الإلهي المقدس مهما كبر بالعمر...
التعليم الحقيقي سيجعل الطفل أكثر تأملاً، بحيث لا يفقد أبداً الاتصال مع كيانه العميق، مع صلة الأرحام الموصولة بالرحمة الكونية.
هناك إمكانية كبيرة لفقدان الصلاة.. الصلة الحقيقية مع الأصل... لأن الطفل سيحتك ويتفاعل مع الآخرين: سيبدأ بتقليدهم وعليه أن يتعلم منهم عدة أشياء..
دعه يتعلم، لكن أيضاً اجعله مدركاً بأنه ليس عليه أن ينسخ أو يقلد أحد...
لكن للأسف هذا ما كان ولا يزال يحدث عبر العصور وحتى الآن في كل مكان... نعلّم أولادنا أن يصبحوا ممثلين ومقلدين للشخصيات العظيمة في فكرنا: كن مثل بودا.. كن مثل أفلاطون أو سقراط... كن مثل المسيح مثل النبي... حتى السيد المسيح بعظمته قال لنا: أنا أتيت لتكون أنت مسيحاً آخر، ليس نسخة عني بل مسيح فريد وجديد... وحتى الحبيب محمد قال لنا: ما أنا إلا رسول ومذكّر وبشر مثلكم وما على الرسول إلا البلاغ....
الطفل لا يستطيع أن يكون إلا حقيقة ذاته
لا نسخة عن أي شخص آخر...
وكل ما يحاول تقليده سيبقى وهماً مزيفاً...
فلنستيقظ من عتمة الجهل إلى نور العقل
ونتعرّف على أنفسنا...
من أنا؟... ولماذا أنا هنا؟
مَن عرفَ نفسه عرفَ ربه
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.