فضاءات نزلة سرقنا

نزلة سرقنا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
بدر الشريف
مسجــل منــــذ: 2011-05-05
مجموع النقط: 198.84
إعلانات


لن نتشفر على بطة.

يا الله كم من السلام الداخلي ينبع عندما نعرف أن الدافع الوحيد وراء أفعال البشر مهما كانت هو الحب!
وكم من السلام يهبط في القلب عندما نعرف أنه لا يوجد شر في الحياة!
مهما كانت أفعال الإنسان مصدرها الوحيد هو الحب.. جيدة أم سيئة، عمار وتخضير أم دمار وتفجير، كلها بدافع الحب!!
ربما شخص يقتل ويسرق لأنه "يحب" المال والسلطة.. أو "يحب" زوجته ويغار عليها.. أو "يحب" بلده أو دينه أو عشيرته ويدافع عنها... وهناك ألوف الأشياء والمفاهيم التي "نحبها"..
إذا كان سبب كل أفعال البشر هو الحب، فلماذا يتقاتلون ويصنعون ألوف الحروب؟
السبب هو سوء الفهم والجهل.. السبب أن مفهومنا الفكري عن الحب خاطئ فحسب.. بسبب التربية.
بدل أن يكون الحب أعظم مصدر للحرية، صار أكبر قيد وعبودية...
لأن مفهوم الحب صار تعلق... بشيء.. بفكر وأفكار... يعطي للمرء أصفاداً بدل الأجنحة!
السبب الجذري هو طريقة التربية... التربية الأحادية في عائلة واحدة... أب واحد وأم واحدة..
تستغل الأم دون وعي حاجة طفلها الماسة إليها، لكي يسمعها وينفذ طلباتها.. "طبعاً لأجل مصلحته"!
تقول له: أنا أمك الوحيدة وإذا لم تسمع كلامي سأرحل أو أموت وأتركك وحدك.. والطفل ضعيف يضطر للخضوع وسماع الكلام.
مثل صوص الدجاجة الذي يفقس جانب بطة، سيعتقد طوال حياته أن البطة هي أمه فقط وليس الدجاجة، سيكبر وتكون حياته كلها بحث عن شريكة حياة بطة، ولن يرضى بغيرها!
هكذا يصبح مفهوم الحب عنده مقيداً بشخص بدل أن يكون مفتوحاً على السماء وكل الأشخاص
بعدها عندما يكبر، إذا أحب امرأة كثيراً وماتت، غالباً سينتحر، كيف سيحب غيرها!؟
أو إذا اشترى سيارة فخمة، وتحطمت في حادث أيضاً سينتحر.. كيف سيجلب غيرها!؟
ولأن مفهوم الحب صار مزيفاً، أصبحنا نستبدل الحب الأصيل بأي بديل.. لأنه سهل ورخيص
صرنا "نحب" المال والسيارة والطيارة.. نحب التحكم واستعباد الآخرين.. نحب الشهرة والسهرة والموضة... "نحب" الوطن والدين والعشيرة و"نكره" أعداءهم!
طبعاً لأن مفهوم الحب صار مزيف، جلب معه نقيضه الكره.. وهما وجهان لعملة واحدة.. كلاهما أفكار وأوهام الفكر.
الحب الحقيقي ليس له نقيض.. لا يبقي في الإنسان أي كره أو شر وشيطان!
وهذه هي حال الحياة دائماً ترقص بنور الحب والألوهية.. ليس فيها شر ولا إله ولا شيطان... فكرنا يفسر ويبرر الجهل.
الحل بالتأمل وتوسيع الفكر.. إعادة فهم كامل للحب من جديد وكأننا لا نعرف شيئاً عنه
الحل بتغيير طريقة التربية.. ليتربى الطفل في جماعة بدل عائلة واحدة...
عندها سيرى كثيراً من الوجوه ويلامس كثيراً من الأرواح.. ولن يتشفر على بطة.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة