ما هو الغرور؟ وما هي الأنانية؟
ما هو الغرور؟ وما هي الأنانية؟
الغرور والأنانيه من نفس الطاقة ولكن طاقة الغرور تأتي من الخارج وطاقة الأنانية تأتي من الداخل.
الغروريعني أنك تفتخر وتتباهي بشيء عندك وهذا الشيء جاء من الخارج مثل المال أو الأولاد أو سمعة أوشهاة أو شهرة.... والأنانية هو التفاخر والتباهي بشيء يأتي من الداخل مثل جمال الوجه أو جمال الجسم والعضلات أو الصحة أو علم، كلّ هذه الأشياء تقودك للغرور أو الأنانية.
ماذا تقول الآية: إن الله لا يحبّ الفرحين؟ لماذا؟ الفرح والسعادة هي جزء من الحياة إذاً لماذا لا ?حبّ الله الفرحين؟
في الحقيقة إن الله لايحبّ ناكري الجميل والذين لا يتقون الله. ويذكرنا في آيات كثيره أن أولادنا وأموالنا فتنة ولكننا ننسي أو نتناسي لأن إحساس الغرور هو إحساس جميل ويعطي الشعور بالفرح والانتصار، تصور أن عندك المال الكافي أو أكثر من الكافي فأكيد ستحصل علي ما تريد وأيضاً من وقت لآخر ستتصدق من هذا المال للفقراء وسي
شكرونك كثيراً وستكون من
أصحاب (حسنة الدنيا والآخرة) وأكيد ستشكر الله لأن الشكر واجب وليس من امتنان. وإذا امتحنك الله في أحد الأشياء يعني خسارة مالية أو مرض أو مشكلة صغيرة تقول في نفسك لماذا اختارني الله لهذا الامتحان؟ أنا أتصدق وأفعل كلّ شيء يرضي الله إذاً من أين جاء هذا الامتحان؟ أكيد أنا محسود أو أصابني فلان بالعين!!!! لا حبيبي أنت مغرور
إذا أردت أن تعرف أنك مغرور أو لا، اجلس في مكان هادئ واغمض عينيك وفكر من أنا؟ ابدأ من الخارج للداخل واحذف كلّ شيء حصلت عليه من الخارج ويمكن أن يزول.... مثلاً: المال يمكن أن يزول بطرق مختلفة إذاً احذفه والأولاد سيتركونني لأني لا أملك المال ويذهبون حتي يحققون ذاتهم وأموالهم الخاصة إذاً احذفهم، العائلة والسمعة يمكنها أن تزول أيضاً إذا شخص عاطل خرج من هذه العائلة (أسامة بن لادن قضي علي سمعة أهله وعائلته لأنه اتبع الدين بشكل غلط) إذاً لنحذف العائلة أيضاً وكذلك الشهادة التي حصلت عليها احذفها لأنك حتي تحصل عليها أكيد غششت وكذبت أو استخدمتها لأغراض شخصية، هكذا احذف أي شيء خارجي.
وكذلك ادخل أكثر واحذف الأشياء الداخلية مثل:
الجمال لأنه يمكن أن يزول بمرض أو حادث وكذلك بالنسبة للجسم والعضلات، والعلم وكلّ شيء يمكن أن يزول.
هل تستطيع أن تفرح بما تبقي؟ هذا هو الفرح والسعاده الداخلية.... ولن يؤاخذك الله عليها ولن يقول (إن الله لايحبّ الفرحين). حتي مساعدة الآخرين والدخول في وادي الروحانبات يجلب الأنانية ولكنها أنانية شفافة لا تحسّ بها، تفخر بنفسك لأنك ساعدت الفقراء؟ إذا لم تكن أنت فسيأتي شخص ثاني ويساعدهم أنت كنت وسيلة فقط.
تفخر لأنك لا تكذب أو لا تزني أو لا تعصي الله؟ وما خلقنا الجنّ والإنس إلا ليعبدون!! إذاً ما تفعله هو تحقيق لمشيئة الله ولا تنسي أن إبليس كان يعبد الله وكان من المقربين وفي لحظة أصبح من الملعونين...
لماذا يمتحنني الله؟ لا تسأل هذا السؤال لأنه يأتي من الأنانية... لا يمكنني أن أعترض علي شيء ليس لي علم به إذاً اقبله بسعة صدر وامتنان هذه الطريقة الوحيدة التي يمكنني أن أخفف صعوبته ولا تنسي أن رحمته وسعت كلّ شيء.
أنا أحس بالاستغناء عن كلّ شيء وأتمني الموت!!! هذه أيضاً من الأنانية راقب نفسك جيداً واسأل: لو كانت عندك كلّ مؤهلات السعادة (السعادة تختلف من شخص لآخر وكذلك مؤهلاتها) هل ستتمني الموت؟
كلّ يوم اسأل نفسك هل أنا مستعد للموت الآن؟ كرر هذا السؤال مرات عديدة وفي مواقف عديدة!!! في الفرح وفي الحزن وستري أن أتعس الناس لهم شيء متمسكين به....
إذا وصلت في يوم إلي مرحلة يكون الجواب فيها في كلّ مرة ومع كلّ المؤهلات هو نعم أنا مستعد للموت.. إذاً أنت تخطيت الغرور والأناينة...