الايمان الحقيقي
"إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله ?هدي من ?شاء وهو أعلم بالمهتد?ن" قصص
"فلعلك باخع نفسك عل? آثارهم إن لم ?ؤمنوا بهذا الحد?ث أسفا" الكهف
"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا ?زالون مختلف?ن" هود 118
لماذا خاطب الله الرسول (ص) بهذا الشكل وهو أرسله للهدا?ة؟
لأن الله خلقنا أحرار ونحن حملنا الأمانة إذاً لا ?ستط?ع أي أحد أن ?جبرنا عل? فعل أي شيء حت? وإن كان الإ?مان بالله. أرسل الأنب?اء لتذكرنا فقط (إنما أنت مذّكر لست عل?هم بمس?طر). حت? هو ?نصح الرسول كي لا ?حزن عل?هم لأنهم لا ?ؤمنون لأنه إذا شاء ?مكنه أن ?جعل الناس كلهم مؤمن?ن ومن أمه واحدة ولكن س?جعل لهم شيء آخر ?ختلفون عل?ه، لماذا؟
هكذا أنت تصل للإ?مان الحق?قي الإ?مان الذي ?ملأ وجودك ولا تستط?ع أن تعدل عنه بعد ذلك. تصور أنك تستط?ع أن تعمل تنو?م مغناط?سي للناس وتجعل منهم عباد وأتباع لك!!! أك?د ستفرح لفترة ولكن أنت تع?ش الخوف كلّ ?وم، ماذا س?حصل إذا است?قظ أحدهم فجأة؟ لن ?تبعك بعدها وس?وقظ الناس من حوله أ?ضاً....
إن الله ?ر?دنا أن نؤمن به لا أن نتبعه، الإ?مان شيء آخر؛ أول درجات الإ?مان هو الحبّ ومن ثمّ العشق وبعدها التوح?د والصمت.
ك?ف تشعر بالحبّ؟ كلنا أحسسنا بالحبّ في ?وم من الأ?ام، نحبّ الوالد?ن ونحبّ الحب?ب ونحبّ الأولاد ونحبّ الناس ومن هذا الحبّ ?وجد (عشم) ?عني أنا أحبك إذاً أنت أ?ضاً ?جب أن تبادلني نفس الشعور أنا أحبك إذاً ?جب أن تعط?ني كذا وكذا... أنا أحبك إذاً.....!!! هذا ?عني أن ?كون الحبّ متبادل ومحسوب. أنا أحبّ الله إذاً س?عط?ني الجنّة.... هذا ?عني أننا صغرنا الله وجعلناه بحجم الأش?اء التي من حولنا حت? ?ستوعبه عقلنا لأن هذا الحبّ ناتج من الفكر.
أما في العشق فلا توجد أي مقارنة لأنه لا ?وجد أي شيء، كلّ شيء أصغر منه. في العشق لا ?وجد أي عشم، أنا أحبّه لأنه ?ستحق هذا الحبّ لأنه الله... ك?ف ?مكنني أن لا أحبه وهو الوح?د الموجود في هذا الوجود....
"فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موس? إنّا لمدركون * قال كلا إنّ معي ربي س?هد?ني" شعراء
قال موس? إن معي ربيّ س?هدني، لماذا ربي؟ من هو الربّ؟ الربّ هو الشخص الذي تتبعه.
مثل ربّ العمل أو ربّة المنزل هؤلاء ناس نحن نحبّهم ولنا انتظاراتنا الخاصه منهم. نحن نعمل وننتظر الراتب في آخر الشهر من رب ّالعمل؛ وننتظر الترت?ب والتنظ?م من ربّة المنزل؛ وفي كلتا الحالت?ن نحن نتبع قوان?ن وضعها ربّ العمل وربّة المنزل إذاً هي علاقة مبن?ة عل? تكافؤ.
بني اسرائ?ل مع كلّ المعجزات التي رأوها من موس? لم ?ؤمنوا بل اتبعوا موس? لأنهم لم ?ستط?عوا أن ?ستوعبوا الله إذاً كان ?جب أن ?خاطبهم بقدر عقولهم فقال ربّي... ?عني نحن اتبعناه وهو س?هد?نا... ولكن س?دنا محمد (ص) ح?ن كان في الغار مع أبو بكر قال: لا تخف إن الله معنا... لم ?قل ربّي لأنه كان عل? درجة أعل? من الإ?مان ?عني العشق فقال: الله. ?عني ك?ف تخاف والله معنا؟؟؟؟؟ معه كلّ الحق!!! إذا أحسست الله (لا الرب) بكلّ جوارحك ووجودك فستسقط باقي الأش?اء من تلقاء نفسها...
المرحلة الأخ?رة من الإ?مان لا ?وجد لها اسم وأكثر العارف?ن ح?ن وصلوا لهذه المرحلة لم ?تكلموا وعاشوا في صمت.
في مرحلة الحبّ ?وجد أنا وابني وأهلي وربّي والجنة والنار وكلّ شيء.
في مرحلة العشق ?وجد عاشق والمعشوق.
في مرحلة التوح?د لا?وجد شيء إلا هو... ?عني حت? العاشق لا ?حسّ بوجوده لهذا لا ?وجد اسم لأن العاشق ل?س موجوداً حت? ?ضع لما ?حسّه اسم أو صفة.... كلّ شيء هو....
"?وم لا ?نفع مال ولا بنون * إلا من أت? الله بقلب سل?م" شعراء 88-89
الآ?ة الأول? تنفي الحبّ وتوجهنا نحو العشق، القلب السل?م هو القلب الخالي من كلّ شيء والمليء بالعشق.