السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات هن الايجو الجزء الثاني
نحن نكتشف الصور التي يتخفى خلفها الأيجو .....وتعرفنا ان الأيجو يدفعك للإرتباط بالأشياء...حتى يجعلك تعلق قيمتك عليها وسعادتك مشروطة بالحصول عليها وعرفنا ايضا ان الايجو يعيش على الشكوى العلنية والشكوى الصامتة التي تعيش في العقل .....
ثالثا: يحب الأيجو ان تنشغل دوما بالدفاع عن وجهة نظرك ....فتبدأ بالسعي لأن تكون دوما على حق ....على حق في رأيك ووجهة نظرك....على حق في تحليلك...على حق في حكمك ......وعلى حق في كل شيء............وبالطبع لتكون على حق هذا يتطلب ان يكون هناك شخص اخر على خطأ.........وهذا مايحبه الأيجو ...ان يكون الاخر على خطأ ليكون هو على حق ...

عندما تقوم بسرد الحقائق المجردة من الكلمات التي تشير اليك ...عندها تكون جملة خالية من الايجو ......مثلا عندما تقول " البرق اسرع من الرعد " فأنك تسرد حقيقة وهي جملة خالية من الايجو .....لكن لو بدأت بإدخال المصطلحات التي تشير اليك في الجملة عندها سيصبح الايجو موجودا كأن تقول مثلا "صدقني البرق اسرع من الرعد أنا اعرف ذلك ......او لماذا لاتصدقني دائما .....وهكذا من الاشارات الى الأنا

بعدها ومن أجل اثبات وجهة نظرك فان الايجو يدفعك للدفاع او قد يدفعك للهجوم ...وكلاهما تحت ستار انك تدافع وتحمي الحقيقة (المتمثلة بوجهة نظرك ..حسب رأيك )............لكن هل فعلا انت تدافع عن الحقيقة ؟؟

الجواب : كـــــــلا انت لاتدافع عن الحقيقة ...ببساطة لأن الحقيقة ليست بحاجة لأحد يدافع عنها ....لأنها حقيقة .......فالبرق او الرعد لايهمهم ماتعتقده انت او مايعتقده غيرك .....فالحقيقة ستظل دائما حقيقة ولن يغيرها رأي أحد

اذن انت لاتدافع عن الحقيقة وانما تدافع عن نفسك او (ماتتوهم انه نفسك

مثال هنا صادفني قبل ايام لعدد من الاشخاص الذين يتناقلون على الفيس بوك صور من يمزقون القران الكريم ويحرقونه .....ثم يتداولون هذه الصور والمواقع على صفحاتهم ....ومنهم من يدعو على من يقوم بهذا العمل ومنهم من يسبهم ومنهم من يستحلفك لنشر هذه الصور.......هم يظنون انهم يدافعون عن الأسلام بهذه الطريقة او يحمونه .......لكن الحقيقة هي مسألة ذاتية متعلقة بذاتهم والأيجو بداخلهم ........الذي يوهمهم بانهم يدافعون عن الحق ............لكن هذا وهم ...لأن القران محمي بقسم من الله تعالى " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" ......رجاءا لاتقعوا في هذا الفخ .....لاتركزوا على مايعزز هذه الطاقات المؤذية ......(ماتركز عليه يزداد .....وماتصرف عنه انتباهك يضمحل وينتهي) ...........

وهنا يبدأ الأيجو بوضع نفسه بصورة جديدة ...فهو كما يعمل دائما على ان يكون هناك( انت) وهناك من هو (ضدك) ......فسيعمل بنفس الصورة على ايجاد مصطلح ( نحن ) و ( هم) .......فتزداد المعركة جمالا ومتعة بالنسبة للأيجو .....صدى الأيجو الأن سيصبح أضعافا ....فتختلف الجماعات ...ويحتد الصدام بين الفرق ....وتتقاتل الأحزاب ......من أجل ان تثبت احدى الفرقتين صحة وجهة نظرها ..............

هل تستطيعون رؤية ضخامة الأيجو في كل مايحدث حولكم الأن ...........اصدقاء العمر يتفرقون ...وعوائل تنفصل ....وجيران يتحاربون ...فقط من أجل ان يعيش الأيجو ويكبر ويسيطر على العالم

مالحل لكل هذا ؟؟؟ الجواب ....الوعي ولاشيء سوى الوعي ...ان تعرف اين يظهر الأيجو وتعي ان هذا ليس انت ....عندما تغضب فهذا الغضب ليس نابعا من روحك بل نابع من الايجو لديك .........الأنانية , الطمع ,العنف ,العدائية,العنصرية, الطائفية, كل هذا ليس من روحك (ذاتك الحقيقية) ....بل من الايجو بداخلك ......فكن واعيا ...وأقصد بكن واعيا ....(عيش اللحظة