فضاءات نزلة سرقنا

نزلة سرقنا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
بدر الشريف
مسجــل منــــذ: 2011-05-05
مجموع النقط: 198.84
إعلانات


باختصار عن الأيجو 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يعبر الناس عن الإيجو بمصطلحات مختلفة كلها تحمل بين طياتها معنى الأيجو (الأنا المتعالية) .....فيقول الشخص وهو يعبر دون وعي منه عن الأيجو بكلمات مثل ......كرامتي ,كبريائي,ذاتي,نفسي, أنا,,قدري,مكانتي,...........وغيرها من المصطلحات التي يظن الناس انها تمثلهم لكنها في الحقيقة............

تمثل الأيجو داخلهم ...........فنحن لسنا الأيجو الذي بداخلنا .....انت لست هذه الصورة الوهمية التي يوهمك بها الأيجو ...........ولكي نفهم معنى هذا الكلام لابد ان نعرف اكثر عن الأيجو

*******

لابد ان تعلم ان الأيجو قد يظهر في الافكار التي تفكرها ....قد يظهر في المشاعر التي تشعر بها ........وقد يظهر في الكلام الذي تنطقه .......وقد يظهر في الأفعال التي تقوم بها .................وسنذكر هنا اكبر عدد ممكن من الحالات الذي يظهر فيها الأيجو ....والغاية من التعرف على هذه المواقف هو كشف الأيجو امامك ....فعندما تمر بهذه الحالة تعرف انها ليست منك وانما من الأيجو بداخلك

صفات الأيجو :

اولا: يجعلك تتعلق بالأشياء المادية ....من اصغرها الى اكبرها ...السيارة والبيت والملابس و الطعام والمجوهرات والمال

ولاحظ ان هذه الاشياء قد تكون مهمة لديك ولها قيمة وهذا طبيعي ....لكن من غير الطبيعي ان تتعلق بها وترتبط بها ارتباطا شديدا ............وترهن سعادتك بحصولك عليها ..........ولتعرف هل انت متعلق بشيء ما ....لاحظ نفسك

الى اي مدى تربط سعادتك بحصولك على هذا الشيء ؟

الى اي مدى ستتأثر مشاعرك لو أنك فقدت هذا الشيء؟؟

وغالبا هناك دائما المزيد مماتريده من هذه الأشياء ....فلانهاية لهذه الطلبات ...لأن منبعها الأيجو الذي يسعى لشغلك دائما بالتعلق والارتباط الشديد بالأشياء المادية بعيدا عن منبع ذاتك الحقيقة الا وهي الروح .............فتبدأ بتقييم نفسك من مقدار ماتملكه من هذه الأشياء ............كلما ملكت اكثر كلما ازداد طلبك لأكثر واكثر ........فهي حلقة مفرغة لانهاية لها .........والملفت للنظر انك مهما حصلت على المزيد فأن الزيادة لن تحقق السعادة التي كنت تظن انك ستنعم بها عند حصولك على هذا الشيء ....وان شعرت بالسعادة فهي مؤقتة لاتلبث ان تتبدد وتزول ويحل محلها طلب اخر وشيء جديد ترتبط به وتعلق سعادتك عليه .......

فلاشيء ابدا سيشبع ماتريد

***************

كيف اتخلص من تعلقي بالأشياء ؟ وارتباطي بها ؟

الجواب : لاتحاول هذه المحاولة المستحيلة .............ماتستطيع فعله هو شيء واحد فقط ( لاترى نفسك في الأشياء .....بمعنى لاتقيم نفسك من منطلق مالديك ....لاتحاول أيجاد نفسك في هذه الماديات ) ............واثناء الفترة التي تبدأ بها بهذا ....ابدأ بمراقبة نفسك .......بأي الأشياء انت متعلق بشكل كبير ........اي الاشياء التي لو فقدتها ستسبب لك حزنا او قلقا ؟؟

وعندما تكتشف هذا الارتباط ......فهي الخطوة الأولى لك لتتحرر من هذا الأرتباط ...........فأول خطوات التغيير هو الوعي بالشيء

******************

ثانيا : الشكوى ......من اهم الوسائل التي يعيش عليها الايجو ...................ولايهم ان كانت الشكوى بصوت عالي ام شكوى داخل عقلك فحسب على شكل افكار .............فالشكوى من الأخرين والظروف والوقت القليل والرزق القليل والمدير غير العادل والجو المضطرب والحالة الاقتصادية الصعبة والعالم المتأزم والبلدان والشعوب وووووو القائمة الطويلة ....ماهي الا انواع مختلفة للشكوى التي في وجهها الاخر نوعا تعيش عليه الأنا العالية ...التي تحب الشكوى ولعب دور الضحية .............

*********

وقد تظهر الشكوى باشكال اخرى مثلا اطلاقك الصفات السلبية عن شخص ما في وجهه او عند وصفه امام الأخرين ....ماهي الا نوع من انواع الشكوى ......جميع الالقاب التي تصف بها شخص ما سواء كانت بصوت عالي او بصوت مخفي في عقلك ....هي نوع من انواع الشكوى

الخطير في موضوع الشكوى ان المشاعر الداخلية العميقة المصاحبة للشكوى هي الغضب والغيظ والشعور بالمرارة

فأنت مستاء من طمع فلان ...وعدم امانة فلان ....وقلة مصداقية فلان ....غاضب مما عمله هذا ....ومما قام به ذاك في الماضي ....تشعر بالمرارة مما قاله فلان ....وماكان يجب على فلان القيام به ..او مالم يقم به

والأيجو مستمتع بهذا الحوار الذي يجعلك تعيش هذه المشاعر ....ويجعلك تركز على الأخطاء والسلبيات من حولك اينما تذهب .........ولقد تعلمنا قاعدة تقول (ماتركز عليه تزداد طاقته .....وماتزيح عنه انتباهك يضمحل وينتهي ).........ولهذا ستزداد الشكوى ومشاعر الغضب والغيظ والمرارة ..........حتى تصبح مدمنا على الشكوى والغضب ...ولافرق بين المدمن على الشكوى او المدمن على المخدرات ...فكلاهما يشبع حاجة الايجو بداخله

*****************

هنا من المهم ان نفرق بين الشكوى وبين ذكر حقيقية معينة .....مثلا انت تطلب من الشخص المسؤول عن تنظيف السيارات ان ينظف سيارتك يوميا .....وتدفع له طبعا اجرا مقابل ذلك (قانون تبادل المنفعة ) .......ولعدة ايام متتالية تجد ان سيارتك مازالت غير نظيفة ........فلو قلت للشخص المسؤول عن تنظيفها .....(مازالت السيارة متسخة وغالبا مايكون هذا المكان في السيارة غير منظف بشكل جيد ) هذه الجملة ممتازة وليس فيها اي نوع من الشكوى ........لكن لو قلت له ( ماهذا يافلان سيارتي مازالت غير نظيفة ..وانا ادفع لك شهريا لتنظفها بشكل جيد ) ....هذه الجملة فيها صوت أيجو عالي لأني وضعت الأنا في اكثر من محل (سيارتي ، ادفع لك شهريا ، ثم انك تنتقص الان من فلان نفسه ولاتقيم أدائه ..بل تنتقص منه كشخص

*************

فمادمت تلتزم بسرد الحقائق فقط فأنت بعيد عن صوت الأيجو .......

مثلا شخص قال كلاما سبب لك الأذى ...فلوقلت له (يافلان ان هذا الأسلوب يؤلم ويؤذي المشاعر ) ...فهي جملة ممتازة بعيدة عن الشكوى والأيجو .......لكنك لو قلت له ( يافلان انت تهينني بهذه الطريقة ....او كيف تجرؤ على الحديث معي بهذه الطريقة ... او انك انسان قليل الذوق وغير محترم لأنك تكلمني بهذا الاسلوب ....او انني لن انزل الى هذا المستوى ولن اجيبك على اسلوبك السيء) .......كل هذه الاجابات هي اجابات شكوى ومنطلقها الأيجو الذي يجعلك تركز على نفسك كضحية وعلى الأخر كمعتدي


والشكوى المستمرة مع مشاعر الغضب والاستياء لفترات طويلة يؤدي الى الشعور بالظلم وبالمقابل خلق الأعداء ............فمصطلح عدو تستطيع ان تطلقه على كل شخص لاتستطيع سماحه ..............فعندما تفكر بهذا الشخص او تلتقيه انت تشكو منه بصوت عالي او في افكارك ....مع شعور بالغضب والأستياء في جسدك وموقف داخلي يقول (أنا ضدك ) ....وشعور بالظلم

***

لاحظوا هذه السلسلة السيئة ذات الأثر السلبي على كل جانب من جوانب حياتك ...عدا الأيجو المستفيد الوحيد من هذه الدراما كلها .....فهو يسعد بوجود الاعداء في حياتك ..وبمعاناتك لانه يعيش على المعاناة

*****************

ولهذا كان أعظم مايخمد صوت الأيجو هو مسامحة الأخر ............وتستطيع ان تسامح الاخر بصورة سهلة عندما تعلم وتعي ان كل هذه الدراما هي لتغذي الأيجو وهي ليست من ذاتك وروحك الحقيقية

***

الأحساس بالمرارة والشكوى من شأنها ان تحبسك في قفص الماضي .......فتخلص من هذا الحمل الثقيل في هذه الحقيبة القديمة وارميها عن ظهرك وسامح الأخر .......ولاتجعل هديتك لنفسك ان تحبسها في هذا القفص المدمر طويلا ...........فمن يمنعك عن المسامحة هو صوت الأيجو الذي يوهمك بأنه أنت .....بل الحقيقة انك روح حرة ..لن يضرها شيء ولن تستاء من شيء ...ولن يحدها شيء ولن تهاب اي شيء .........لايستطيع احد ان يقلل من قيمتها ...وهي متواضعة لاتتعالى على أحد فتشعر بأنها افضل منه


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة