التعليم ... الجرح الغائر
أولا أحمد الله جل وعلا وأثني عليه فهو أهل الثناء والمجد ، وأصلي وأسلم علي خير من وطإت قدماه التراب ، حبيبي وقدوتي وسيدي محمد بن عبدالله عليه من الله أفضل الصلاة وأتم السلام ، الذي بعثه ربه مربيا ومعلما للقيم السمحة والأخلاق الفاضلة ، ما ترك شيئا يقودنا إلي الفضيلة إلا ودلنا عليه ، وما ترك شيئا يقودنا إلي الرزيلة إلا وحذرنا منه، وتركنا علي مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء لايذيغ عنها إلا هالك ، فاللهم صل عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد . . .
( التعليم . . . الجرح الغائر ) هي سلسلة من الوقفات الصريحة الجادة التي تنبع من قلب الحدث ومن أرض الواقع المرير الذي تناساه وجهله معظم الناس إهمالا منهم ، وإسقاطا لحقوق لطالما وقفنا سؤالا عنها ، ألا وهي مهنة و وحقوق التعليم ، وسوف أتناول بإذن الله مثلثا مهما ولا تكتمل الرؤيا إلا من خلال تكامل زواياه الثلاث ( التعليم . المعلم . المنهج ) ، وما هي الأسباب التي أدت إلي تردي هذه المهنة وخاصة في مرحلتي الأساس والمتوسط والثانوي ، وسوف نعرض الحلول المناسبة التي تجعلنا في منأي من المضاعفات السلبيه الحادة التي نتجت من هذه المعضلة والمشكلة ، وأسال ربي التوفيق والسداد في طرحي لهذا الموضوع . . .
إذا تأملنا حياة الإنسان نجد أن التعلم يشكل مكانا هاما فيها على نحو مستمر عبر مراحل العمر المختلفة. فالطفل يولد مزودا ببعض الأفعال الفطرية كالمص، والبلع أثناء الرضاعة، والبكاء، وحركات اليدين والقدمين، وعمليات الإخراج. ولكن مع العمر يتعلم كثيرا من الحركات وأنواع السلوك البسيط والمركب فيتعلم اللغة والعادات والميول والاتجاهات والمهارات، والفنون والحِرف والعلوم المختلفة
فالتعليم مهمة عظيمة تتطلب همة كبيرة وعزماً صادقاً إنها إعداد للجيل وبناء للأمة ، فهو يساعد في إرساء الخلق الحسن للمتعلم لينتج جيل قادر على التغيير والاصلاح في مجتمعاتنا العربية والاسلامية ، ودمتم في حفظ الله ورعايته .
رأيت العلم صاحبـه كريـم ..... ولـو ولدتـه آبـاء لـئـام
وليس يزال يرفعه إلـى أن ..... يعظم أمـره القـوم الكـرام
ويتبعونه فـي كـل حــــــــــــال ..... ٍكراعي الضأن تتبعه السوام
فلولا العلــــــــم ما سعدت رجـــــــــــــال ..... ولا عرف الحــــــــلال ولا الحــــــرام
الإمام الشافعي
