يرتجف جسدك يتوقف قلبك. لا هواء يدخل ويخرج عبر رئتيك . تفقد بصرك، , إحساسك، حركتك- حاسة السمع تتلاشي كآخر شئ.. ظلام دامس صمت مرعب تتوقف هويتك.."أنت" التى كنت عليها مرة تصبح مجرد ذكري.
شعور يسـرع عجلة الزمن و يشعرك بأنك ذاهب إلى عالم آخر دنيا أخرى بعيدا عن أهلك و من عرفتهم .
تتوحد بك الملائكة و تتـشـتت من السؤال .. لحظات لا تعلم كيف يكونون و على أي هيئة سيأتون هل هم أنوار فرحة أم ظلام مرعب هل ستتألم أم ستنقاد إلى عالمك الجديد و أنت مبتسم ..؟
هذا شعور غريب مريب مخيف تتقطع به الوجنات و تعمى به الأعين و ترتجف له القلوب أنت تائه لا تعرف على ماذا ستكون و كيف ستبعث ..
لحظات …. و تترك عالمك و تنسى أهلك و تذهب إلى رحلة طويلة لا تعلم شاقة هي أم مريحة ..
نعم هو مجرد إحساس بالموت .. تشعر بأن الدقائق تكاد تنفذ و أن وراءك من مـد يده بانتظار أمر أخذك و أنت لا تملك شيئا تؤمـن به نفسك زادك كان للدنيا .. متاعك كان للدنيا .. عملك كان للدنيا .. روحك إخلاصك و جهدك كله للدنيا .. سؤال يأتي لمخيلتك ماذا معي ..؟ كيف سأعيش بعالمي الجديد و أنا لا زاد و لا استعداد معي للانتقال .. ؟
قال تعالى (( حتى اذا جاء احدهم الموت قال ربي أرجعون )) صدق الله العظيم
تتمنى دقيقة تعيش فيها بعد أن فرطت في الأيام و لياليها في الساعات و ثوانيها في السنين و شهورها تتمنى دقيقة حتى تقف أمام ربك طاهرا مغتسلا مكبرا ..
ما أحسرك يا إنسان في هذا الوقت ..
كيف لك أن تتمنى الدقيقة و كنت تمرح و تمرح و تمرح بالسنين و لياليها .. لا تحسب لعالمك الجديد أي حساب .. و حينها تقف تبكي تصلي تدعي تتمنى تطلب .. و تجد شي عظيم و رد كريم من رب وهاب رحيم يمنحك حياة جديدة يهديء كل أحاسيسك و مشاعرك و يدخلك في اختبار جديد .. فهل ستطمع بدنياك و تفعل المزيد أم انك ستلغيها و تقوم و تعمل للظفر بالعالم الجديد ..؟
قال تعالى (( كلا اذا بلغت التراقي * و قيل من راق * و ظن انه الفراق * و التفت الساق بالساق * الى ربك يومئذ المساق )) صدق الله العظيم
الدهشة الكبري لدي الكثيرين عند الموت هو إدراكهم بعد ذلك أن الموت ليس نهاية الحياة. بغض النظر عن ما إذا كان الظلام أو النور سيأتي بعد ذلك، أو شئ من الأحداث، أن تكون إيجابيا،سلبيا، أو ما بينهما، أشياء متوقعة أو غير متوقعة، الدهشة الكبري أن تدرك أنك مازلت أنت.. ما زلت تفكر، ما زلت تتذكر، يمكنك أن تري، تسمع، تتحرك، تبرر، تتساءل،تحس، وتطلق النكات-إذا ما أردت..
ما زلت حيا، حياة أكثر حيوية!. فى الحقيقة أنت تعيش بعد الموت بطريقة أكثر مما كنت عليها عند ولادتك.. فقط تختلف الطريقة لذلك،تختلف لأنك خلعت جسدك المادي لتكون شفافا وتخترق حواس مختلفة كمؤشر لبدء حياة أخري..أنت تعلمت أن ترتدي جسدا لتحيا..
الشئ الوحيد الذى يفعله الموت هو أنه يساعدك فى أن تدرك،تنسلخ، وتلقي "المعطف" الذى كنت ترتديه (الذى نطلق عليه تسمية جسد)..
عندما تموت تفقد جسدك.
هذا كل ما هناك.
لا شئ آخر يمكن فقدانه..
أنت لست جسدك. إنه شيئا ترتديه فقط لفترة، لأن الحياة على مستوي-الأرض هى أكثر معني وأكثر تداخلا إذا ما تماشيت مع قوانينها ومقاييسها ..
ما هو الموت؟
هناك عملية تغيير للطاقة عند لحظة الموت، زيادة فى السرعة وكأنك فجأة تهتز أكثر مما كنت سابقا.
دعونا نستخدم راديو لإجراء المقارنة، هذه السرعة يمكن مقارنتها بأن نقول مثلا أنك كنت تعيش على ترددات محددة، وأتى أحدهم فجأة وقام بتغيير مؤشر الترددات.. هذا التغيير نقلك الى آخر، بموجات أطول.. التردد الأصلي الذى كنت فيه ما زال هناك.. لم يتغير..كل شئ ما زال هو نفسه كما كان.. أنت فقط من تغيرت، أنت فقط من تسارعت لتدخل فى التردد التالي على الموجات..
أنت تنقل الترددات عند موتك. أنت تنتقل الى حياة على موجة أخري..
أنت لا تموت عندما تموت.. أنت تنقل إدراكك وسرعة ترددك..
هذا هو الموت.. الإنتقال..ألى حياة ربما تكون مجهولة لنا ألى الأن ..
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.