دعوة للحب في الله
دعوة للحب في الله
إن ديننا الجميل يحب الحب ويشجع على الحب بل ويدعو إلى الحب، ونستطيع أن نقول أن ديننا دين الحب فهو ينظر إلى الحب نظرة سامية وعظيمة فهو مؤلف القلوب ومجمع القلوب وهو المحرك الوحيد والجميل والفعال لحركة الحياة والدافع الأكبر والمستمر على حب الحياة وعلى الامل وحب العمل والتفاني فيه بلا ملل ولا سأم
فالحب في الإسلام قيمة عظيمة وغاية فريدة ..
فالله سبحانه (جل جلاله) يحب:
فهو يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً ، … ويحب العبد التقي النقي ، ويحب التوابين ويحب المتطهرين…. ، وقال تعالى وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أُحبه .. ووصف الذين آمنوا بأنهم " أشد حُباً لله " ولذلك ينادي الله عليهم يوم القيامة أين المتحابين فيّ ، أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي
ورسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أستاذ الحب:
وهومعلم البشرية الحب في الله ولله وبالله
وهو الذي زرع الحب في قلوب غليظة قاسيه لا تعرف للحب سبيلا ولا تعرف إلا الحرب والقتال والشدة…..فبذر بذور الحب الأولى في قلوب أهل مكة وما أدراك من أهل مكة ( في ذلك الوقت ) ، ألم يقل وحشي: ( إنما يبكى على الحب النساء )
علمهم صلى الله عليه وسلم أن أحب الأعمال إلى الله الحب في الله …وقال لهم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا.
ولقد أحب ( صلى الله عليه وسلم ) الوطن وأحب الأرض ..أحب مكة .. مولده ومنشأه وقال عند فراقها ( والله إنك لخير أرض الله ، وأحبُ أرض الله إلى الله عز وجل ، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت ) منتهى الحب و منتهى الإنسانية ومنتهى الانتماء.
وعندما نزل الحبيب بالمدينة لم يستطع أن يعيش فيها بغير الحب ..فقلبه مازال هناك وحبه مازال هناك فرفع يده إلى السماء وسأل المولى سبحانه وتعالى أن ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد )..فلبى الله دعوته فأحب المدينة وأحب جبالها ووديانها وأحب ( أُحد ) الجبل الصامت الصامد وأشار إلينا أن نحبه فقال "هذا جبل يحبنا ونحبه" فأحببناه فوالله ثم والله لو لم يقل هذا لكرهناه ، وما أحببناه أبداً ، فهو الذي سقطت عليه رباعيته (صلى الله عليه وسلم ) وبقرت بطن سيد الشهداء وزلزل المؤمنون عنده زلزالاً شديداً لكنها وصية نبوية بالحب رغم الجرح والدم والألم.
فصلى الله عليك يا رسول الحب يا معلم البشريه الحب ، حتى أَحبك الشجر والحجر حتى أن جزع النخلة بكى وأنَّ لفراقك كأنين الطفل عندما انتقلت إلى منبرك الجديد…أنّ لفراقه الجزع الذي كان يصدر من فوقه القرارات والتوصيات والتعاليم، حزن عليه المكان فأنّ لفراقه.
فمََنْ منّا بكي عليه مكتبه أو مقر عمله عند فراقه ؟!
كم من مسئول ذهب، وكم من مسئول سيذهب ولكن !! كم منا سيبكي عليه موقعه أو يبكي عليه رفاقه والعاملين معه عند فراقهم
ألم يأنِ لنا أن نتعلم الحب من معلم البشرية الحب.
دعنا نحلم بمجتمع للمحبين، يستشري فيه الحب، يحكم فيه الحب، فيه الطبيب يحب مرضاه ويدعوا لهم دُبر كل صلاة بالشفاء العاجل كلٌ بأسمه ورسمه ، وفيه المريض يطير شوقاً وفرحاً لرؤية طبيبه المعالج عند مروره عليه صباحاً فيدعوا لطبيبه بالصلاح والفلاح "ودعوة المريض مقبولة بأذن الله" …وكذلك يحب يد الممرضة الحانية التي تقدم له العلاج والغذاء وتربت على كتفيه وتمسح له دمعته وتواري سوئته وتستر عورته.
مجتمع به الموظفون يحبون الراجعين ويهرعون ويهرولون لتلبية رغبتهم لا خوفاً من ردع أو أوعقاب الرئيس بل حباً وشوقاً وقربى إلى الله وطمعاً في الجنة ، وفيه مهندسون يحبون من يتعاملون معهم ويحبون المبنى الذي يبنون والسكان الذين فيه سيسكنون، ويخافون عليهم وعلى ارواحهم كانهم فلزات اكبادهم، ومحاسبون ومحامون يخافون علي أمول الموكلين ، وعمال يحبون ما يعملون ويحبون كل من لهم يعملون، ومسئولون يحبون كل من هم عنهم مسئولون، ومن معهم يعملون، فتجدهم عليهم يحنون ولهم يرحمون و لمشكلاتهم هم يحلون…يبتسمون في وجوههم بدلاً من أن يتجهمون ، وبدلاً من العبوس الذي أصبح سمةً من سمات الإدارة والمناصب العليا ….فترى الرجل هشُ وبشُ ووجهه متلألئ بالبسمة فإذا ما أصبح في موقع المسؤليه ترك البسمه خارج مكتبه حتى لا يراها على وجهه أحد وكأنها عيب في حقه وسُبةٍ يخشى أن يلحق به عارها…
كيف هذا ولم هذا ، والرسول الأعظم القائد المعلم كان مُبتَسِماً دائماً، بل وكان يضحك حتى تظهر نواجزه….ويقول لنا ( تبسمك في وجه أخيك صدقه) وكان يمزح مع العجوز ويقول لها ( لا يدخل الجنة عجوز ) بل وكان يداعب الصبي قائلاً : " يا عُمير ماذا فـعل النـُغير" وما خُير بين أمرين إلا واختار أيسرهما …وقال : " يسروا و لا تعسروا " وأخبرنا أن من يسر يسر الله له ومن شدد شدد الله عليه ..وأخبرنا أيضاً أن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا…وكان يخفف عن المسلمين ، ففي يوم الأحزاب كان يحفر معهم الخندق ويشيع البهجة والحماس في الآفاق حاديا ومردداً…
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فـأنزلن سكيـنةً عليـنا * وثبت الأقدام إذ لا قينا
ونصح أن يذهب مع العروس من يغني لها ويقول ( أتيناكم .. أتيناكم ..فحيانا وحياكم ) وهو الذي أحب كل الناس ورفق بهم فأحبه أصحابه ، فاتبعوا سنته ، وكانوا رهن إشارته ، فالقوا بأنفسهم في نيران الحروب والمعارك حباً لله وحباً لرسول الله وحباً في الجنة ….وانتشر الإسلام بالحب قبل الحرب ، وأصبحنا سادة الأمم …
ولو عاد مثل هذا الحب بين الآمر والمأمور ، بين القائد والمقود …إذا سرى الحب في عروق مجتمعنا الحبيب فأحب الكبير الصغير ، وأحب الصغير الكبير ، إذا أحب الوزير الخفير فأحب الخفير الوزير ، إذا تحاببنا جميعاً في الله أبْيَضُنا وأسودنا …أحمرنا وأصفرنا …إذا التقينا على الحب في الله فتجمعنا عليه وتفرقنا عليه ..إذا تواصينا بالحق وتواصينا بالصبر …إذا أحب كل منا لأخيه ما يحبه لنفسه …إذا بات كلاً منا في فراشه وليس في قلبه حقداً ولا ضغينةً لأحد ، إذا تعلمنا درس الحب من معلم الإنسانية الحب…عندها سيحدث التلاحم بين الجميع ويندفع العمل بدافع الحب، وليس بدافع الرعب..يندفع إلى الأمام .. وينطلق إلى أعلى وتنهض أمتنا الإسلامية وتزول آلامها المزمنة والمستعصية... ويبارك الله فيها وفي مجهوداتها ..ويجبر قصورها ، ويغفر تقصيرها ..وتعلوا راياتها خفاقة في الأرض ، ويعلوا ذكرها في السماء.
فهيا ضع يدك في يدي كي نجعل الحياة كلها حب × حب، بأن نكون رُسل حبٍ ودُعاةُ حبٍ وسلام بين الناس وللناس أجمعين، نستأصل آلامهم ما استطعنا، ونزرع الأمل في قلوبهم ما استطعنا.
فما ندعوا اليه وما يدعوناديننا اليه هو الحب الصادق الطاهر النقي وليس الحب الخادع الغشاش، حب العطاء وحب التفاني، وليس حب الاخذ والسلب وجلب المنفعة، حب الفضيلة وليس حب الرذيلة، الحب الذي يبني المحبوب ويسعده وليس الذي يهدمه ويحطمه.
هذا هو الحب الذي نريده لا مايدعونه عبر الشاشات الكاذبه، فذلك ليس حبنا الذي نريد بل انه ليس حب اصلاً وكان يجب ان يسمونه بمسمياته الحقيقية ان شهوة او زنى محرم أو استغلال أو انتهازية أو سلب ونهب أو فجر وفجور أو..او..
لكن حبنا هو الحب الراقي الذي لايريد ولا يهمه الا رضى الله والجنة
فمحبيه يظلهم الله يوم الحر الشديد والعرق الغزير ويوم الحسرة ، يوم ان يزحف الآخرون على بطونهم، يوم يقول الآخرون ياليتها كانت القاضيه، يومها يظل الله المتحابين فيه بظله يوم لاظل إلا ظله، على سرر متقابلين وعلى منابر من نور وعلى كثبان المسك.
فهيا اجهر بحبك ولا تخجل من خلجات قلبك فديننا دين الحب.
فربنا سبحانه وتعالى اذا احب عبدا قال لجبريل اني احب عبدي فلانا فاحبه
ورسوله المصطفى علمنا ان لانخجل من حبنا ولانحبسه بين جنبينا فقال (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه )
وبشرنا أيضا أن (المرء مع من أحب)،
وهو الذي يرفض أن يعطي راية الجهاد إلا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله …
فلا تخجل يا حبيبي من اظهار حبك لصاحبك ولاخيك ولابيك ولابنك ولبنتك ولزوجتك ولرئيسك أو مرؤوسك، وانت يافتاة الاسلام اظهري حبك لاختك وصديقتك وامك وابيك وزوجك. فاحيانا يكتشف الانسان انه يحب شخصاًما لسنوات طويلة ولكنه نسي او تناسى او خجل او لم يبالي بان يخبره بذلك (على اساس أن هذا شيئ معروف ومحسوس) وعندما يخبره بعد ذلك يجده مشدوها مندهشا لأنه لم يكن يعرف ذلك ولم يتوقعه.
فهيا ارفع راية حبك فنحن حماة الحب ونحن دعاة الحب ونحن رسل الحب
فالحب في ديننا ليس عيباً بل هو شرط لدخول الجنة فلقد قال صلى الله عليه وسلم: ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا)
واكثر من ذلك فان الحب شرط للايمان الكامل قال المصطفى: (لن تؤمنوا حتى تحابوا)وقال أيضاً ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وقال ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه )
فلو احتفل العالم بالحب يوماً فلابد ان نحتفل نحن به دوماً، ولوجعلوا للحب عيداً فلابد أن نجعل العمر كله بالحب سعيدا.
كيف لا ..ولم لا ، ونحن خير أمةٍ أخرجت للناس.
كيف لا ولم لا ونحن احفاد اعظم من ضربوا مثالا عملياً للحب عندما كان يقتسم المحب الأنصاري مع حبيبه المهاجر بيته وماله بكل الحب.
كيف لا ولم لا ونحن نعيش على أشرف بقعة وأطهر أرض الله ..
كيف لا ولم لا ونحن أتباع خيرُ خلق الله.
رسول الحب ..معلـم البشـرية الـحب
والى اللقاء في اول الشهر القادم لنراجع موقفنا مع الحب
هل فهمنا معنى الحب
وهل اصبحنا فعلاً رسل حب
وهل تغيرت تعاملاتنا مع من نحب ومن لا نحب.
وهل تزايد عدد من نحب، وقَلَّ أو انعدم عدد من لا نحب.
وحتى اللقاء الشهري القادم لاتبخلوا علينا بحبكم ومشاركاتكم.
وحتى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع.
إن ديننا الجميل يحب الحب ويشجع على الحب بل ويدعو إلى الحب، ونستطيع أن نقول أن ديننا دين الحب فهو ينظر إلى الحب نظرة سامية وعظيمة فهو مؤلف القلوب ومجمع القلوب وهو المحرك الوحيد والجميل والفعال لحركة الحياة والدافع الأكبر والمستمر على حب الحياة وعلى الامل وحب العمل والتفاني فيه بلا ملل ولا سأم
فالحب في الإسلام قيمة عظيمة وغاية فريدة ..
فالله سبحانه (جل جلاله) يحب:
فهو يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً ، … ويحب العبد التقي النقي ، ويحب التوابين ويحب المتطهرين…. ، وقال تعالى وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أُحبه .. ووصف الذين آمنوا بأنهم " أشد حُباً لله " ولذلك ينادي الله عليهم يوم القيامة أين المتحابين فيّ ، أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي
ورسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أستاذ الحب:
وهومعلم البشرية الحب في الله ولله وبالله
وهو الذي زرع الحب في قلوب غليظة قاسيه لا تعرف للحب سبيلا ولا تعرف إلا الحرب والقتال والشدة…..فبذر بذور الحب الأولى في قلوب أهل مكة وما أدراك من أهل مكة ( في ذلك الوقت ) ، ألم يقل وحشي: ( إنما يبكى على الحب النساء )
علمهم صلى الله عليه وسلم أن أحب الأعمال إلى الله الحب في الله …وقال لهم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا.
ولقد أحب ( صلى الله عليه وسلم ) الوطن وأحب الأرض ..أحب مكة .. مولده ومنشأه وقال عند فراقها ( والله إنك لخير أرض الله ، وأحبُ أرض الله إلى الله عز وجل ، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت ) منتهى الحب و منتهى الإنسانية ومنتهى الانتماء.
وعندما نزل الحبيب بالمدينة لم يستطع أن يعيش فيها بغير الحب ..فقلبه مازال هناك وحبه مازال هناك فرفع يده إلى السماء وسأل المولى سبحانه وتعالى أن ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد )..فلبى الله دعوته فأحب المدينة وأحب جبالها ووديانها وأحب ( أُحد ) الجبل الصامت الصامد وأشار إلينا أن نحبه فقال "هذا جبل يحبنا ونحبه" فأحببناه فوالله ثم والله لو لم يقل هذا لكرهناه ، وما أحببناه أبداً ، فهو الذي سقطت عليه رباعيته (صلى الله عليه وسلم ) وبقرت بطن سيد الشهداء وزلزل المؤمنون عنده زلزالاً شديداً لكنها وصية نبوية بالحب رغم الجرح والدم والألم.
فصلى الله عليك يا رسول الحب يا معلم البشريه الحب ، حتى أَحبك الشجر والحجر حتى أن جزع النخلة بكى وأنَّ لفراقك كأنين الطفل عندما انتقلت إلى منبرك الجديد…أنّ لفراقه الجزع الذي كان يصدر من فوقه القرارات والتوصيات والتعاليم، حزن عليه المكان فأنّ لفراقه.
فمََنْ منّا بكي عليه مكتبه أو مقر عمله عند فراقه ؟!
كم من مسئول ذهب، وكم من مسئول سيذهب ولكن !! كم منا سيبكي عليه موقعه أو يبكي عليه رفاقه والعاملين معه عند فراقهم
ألم يأنِ لنا أن نتعلم الحب من معلم البشرية الحب.
دعنا نحلم بمجتمع للمحبين، يستشري فيه الحب، يحكم فيه الحب، فيه الطبيب يحب مرضاه ويدعوا لهم دُبر كل صلاة بالشفاء العاجل كلٌ بأسمه ورسمه ، وفيه المريض يطير شوقاً وفرحاً لرؤية طبيبه المعالج عند مروره عليه صباحاً فيدعوا لطبيبه بالصلاح والفلاح "ودعوة المريض مقبولة بأذن الله" …وكذلك يحب يد الممرضة الحانية التي تقدم له العلاج والغذاء وتربت على كتفيه وتمسح له دمعته وتواري سوئته وتستر عورته.
مجتمع به الموظفون يحبون الراجعين ويهرعون ويهرولون لتلبية رغبتهم لا خوفاً من ردع أو أوعقاب الرئيس بل حباً وشوقاً وقربى إلى الله وطمعاً في الجنة ، وفيه مهندسون يحبون من يتعاملون معهم ويحبون المبنى الذي يبنون والسكان الذين فيه سيسكنون، ويخافون عليهم وعلى ارواحهم كانهم فلزات اكبادهم، ومحاسبون ومحامون يخافون علي أمول الموكلين ، وعمال يحبون ما يعملون ويحبون كل من لهم يعملون، ومسئولون يحبون كل من هم عنهم مسئولون، ومن معهم يعملون، فتجدهم عليهم يحنون ولهم يرحمون و لمشكلاتهم هم يحلون…يبتسمون في وجوههم بدلاً من أن يتجهمون ، وبدلاً من العبوس الذي أصبح سمةً من سمات الإدارة والمناصب العليا ….فترى الرجل هشُ وبشُ ووجهه متلألئ بالبسمة فإذا ما أصبح في موقع المسؤليه ترك البسمه خارج مكتبه حتى لا يراها على وجهه أحد وكأنها عيب في حقه وسُبةٍ يخشى أن يلحق به عارها…
كيف هذا ولم هذا ، والرسول الأعظم القائد المعلم كان مُبتَسِماً دائماً، بل وكان يضحك حتى تظهر نواجزه….ويقول لنا ( تبسمك في وجه أخيك صدقه) وكان يمزح مع العجوز ويقول لها ( لا يدخل الجنة عجوز ) بل وكان يداعب الصبي قائلاً : " يا عُمير ماذا فـعل النـُغير" وما خُير بين أمرين إلا واختار أيسرهما …وقال : " يسروا و لا تعسروا " وأخبرنا أن من يسر يسر الله له ومن شدد شدد الله عليه ..وأخبرنا أيضاً أن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا…وكان يخفف عن المسلمين ، ففي يوم الأحزاب كان يحفر معهم الخندق ويشيع البهجة والحماس في الآفاق حاديا ومردداً…
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فـأنزلن سكيـنةً عليـنا * وثبت الأقدام إذ لا قينا
ونصح أن يذهب مع العروس من يغني لها ويقول ( أتيناكم .. أتيناكم ..فحيانا وحياكم ) وهو الذي أحب كل الناس ورفق بهم فأحبه أصحابه ، فاتبعوا سنته ، وكانوا رهن إشارته ، فالقوا بأنفسهم في نيران الحروب والمعارك حباً لله وحباً لرسول الله وحباً في الجنة ….وانتشر الإسلام بالحب قبل الحرب ، وأصبحنا سادة الأمم …
ولو عاد مثل هذا الحب بين الآمر والمأمور ، بين القائد والمقود …إذا سرى الحب في عروق مجتمعنا الحبيب فأحب الكبير الصغير ، وأحب الصغير الكبير ، إذا أحب الوزير الخفير فأحب الخفير الوزير ، إذا تحاببنا جميعاً في الله أبْيَضُنا وأسودنا …أحمرنا وأصفرنا …إذا التقينا على الحب في الله فتجمعنا عليه وتفرقنا عليه ..إذا تواصينا بالحق وتواصينا بالصبر …إذا أحب كل منا لأخيه ما يحبه لنفسه …إذا بات كلاً منا في فراشه وليس في قلبه حقداً ولا ضغينةً لأحد ، إذا تعلمنا درس الحب من معلم الإنسانية الحب…عندها سيحدث التلاحم بين الجميع ويندفع العمل بدافع الحب، وليس بدافع الرعب..يندفع إلى الأمام .. وينطلق إلى أعلى وتنهض أمتنا الإسلامية وتزول آلامها المزمنة والمستعصية... ويبارك الله فيها وفي مجهوداتها ..ويجبر قصورها ، ويغفر تقصيرها ..وتعلوا راياتها خفاقة في الأرض ، ويعلوا ذكرها في السماء.
فهيا ضع يدك في يدي كي نجعل الحياة كلها حب × حب، بأن نكون رُسل حبٍ ودُعاةُ حبٍ وسلام بين الناس وللناس أجمعين، نستأصل آلامهم ما استطعنا، ونزرع الأمل في قلوبهم ما استطعنا.
فما ندعوا اليه وما يدعوناديننا اليه هو الحب الصادق الطاهر النقي وليس الحب الخادع الغشاش، حب العطاء وحب التفاني، وليس حب الاخذ والسلب وجلب المنفعة، حب الفضيلة وليس حب الرذيلة، الحب الذي يبني المحبوب ويسعده وليس الذي يهدمه ويحطمه.
هذا هو الحب الذي نريده لا مايدعونه عبر الشاشات الكاذبه، فذلك ليس حبنا الذي نريد بل انه ليس حب اصلاً وكان يجب ان يسمونه بمسمياته الحقيقية ان شهوة او زنى محرم أو استغلال أو انتهازية أو سلب ونهب أو فجر وفجور أو..او..
لكن حبنا هو الحب الراقي الذي لايريد ولا يهمه الا رضى الله والجنة
فمحبيه يظلهم الله يوم الحر الشديد والعرق الغزير ويوم الحسرة ، يوم ان يزحف الآخرون على بطونهم، يوم يقول الآخرون ياليتها كانت القاضيه، يومها يظل الله المتحابين فيه بظله يوم لاظل إلا ظله، على سرر متقابلين وعلى منابر من نور وعلى كثبان المسك.
فهيا اجهر بحبك ولا تخجل من خلجات قلبك فديننا دين الحب.
فربنا سبحانه وتعالى اذا احب عبدا قال لجبريل اني احب عبدي فلانا فاحبه
ورسوله المصطفى علمنا ان لانخجل من حبنا ولانحبسه بين جنبينا فقال (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه )
وبشرنا أيضا أن (المرء مع من أحب)،
وهو الذي يرفض أن يعطي راية الجهاد إلا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله …
فلا تخجل يا حبيبي من اظهار حبك لصاحبك ولاخيك ولابيك ولابنك ولبنتك ولزوجتك ولرئيسك أو مرؤوسك، وانت يافتاة الاسلام اظهري حبك لاختك وصديقتك وامك وابيك وزوجك. فاحيانا يكتشف الانسان انه يحب شخصاًما لسنوات طويلة ولكنه نسي او تناسى او خجل او لم يبالي بان يخبره بذلك (على اساس أن هذا شيئ معروف ومحسوس) وعندما يخبره بعد ذلك يجده مشدوها مندهشا لأنه لم يكن يعرف ذلك ولم يتوقعه.
فهيا ارفع راية حبك فنحن حماة الحب ونحن دعاة الحب ونحن رسل الحب
فالحب في ديننا ليس عيباً بل هو شرط لدخول الجنة فلقد قال صلى الله عليه وسلم: ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا)
واكثر من ذلك فان الحب شرط للايمان الكامل قال المصطفى: (لن تؤمنوا حتى تحابوا)وقال أيضاً ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وقال ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه )
فلو احتفل العالم بالحب يوماً فلابد ان نحتفل نحن به دوماً، ولوجعلوا للحب عيداً فلابد أن نجعل العمر كله بالحب سعيدا.
كيف لا ..ولم لا ، ونحن خير أمةٍ أخرجت للناس.
كيف لا ولم لا ونحن احفاد اعظم من ضربوا مثالا عملياً للحب عندما كان يقتسم المحب الأنصاري مع حبيبه المهاجر بيته وماله بكل الحب.
كيف لا ولم لا ونحن نعيش على أشرف بقعة وأطهر أرض الله ..
كيف لا ولم لا ونحن أتباع خيرُ خلق الله.
رسول الحب ..معلـم البشـرية الـحب
والى اللقاء في اول الشهر القادم لنراجع موقفنا مع الحب
هل فهمنا معنى الحب
وهل اصبحنا فعلاً رسل حب
وهل تغيرت تعاملاتنا مع من نحب ومن لا نحب.
وهل تزايد عدد من نحب، وقَلَّ أو انعدم عدد من لا نحب.
وحتى اللقاء الشهري القادم لاتبخلوا علينا بحبكم ومشاركاتكم.
وحتى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع.