أيتها القلوب استيقظي!
أيتها القلوب استيقظي!
أيتها القلوب استيقظي واغتنمي هذه الأيام المباركة في تجديد الإيمان وتجديد البيعة لله تعالى. استيقظي وانهضي من خلودك للأرض وتحركي حركتك الذكية، فالعالم يتغير من حولك، والأيام ترسل إشارتها الواضحة الجلية التي لا تخطئها العين على التحول النامي الذي لن يتوقف لحظة.
أيتها القلوب كوني إلى جانب الحق، ولا يخدعنك ضجيج الباطل، واسعي لترك بصمة في الحياة، واتركي لنفسك أثرا في نهضة أمتنا في هذه الأيام التي تصفد فيها الشياطين وتفتح فيها أبواب الجنان.
أيتها القلوب تزودي بالتقوى والوعي والهمة، فرحلة البداية نحو صعود أمتنا بدأت منذ بزوغ أول برعم من براعم ربيعها في تونس؛ وهاهو ثاني رمضان يظللنا برحمته وواحته التي تقربنا من ربنا، وتعيدنا إلى أنفسنا لنعدل من سلوكيتنا وأخلاقنا ونعيد تنظيم علاقتنا المرتبكة بربنا وبأنفسنا وكل من حولنا!
أيتها القلوب استيقظي واستوعبي درس التاريخ ودورة الأيام، واعلمي أننا جيل فريد؛ لأننا وجدنا في هذه الحقبة المهمة، وأننا كنا شهودا على أضخم تغير يحدث في حياة البشرية منذ سقوط الخلافة الإسلامية.
أيتها القلوب استيقظي واعلمي أن الأحداث جميعها تتجه نحو السؤدد والعزة للإسلام والمسلمين، ولتتأكدي من ذلك فقط قلبي ناظريك في أحوال المسلمين في بلاد الربيع العربي اليوم والأمس!
أيتها القلوب هل تذكرين كم كانت تذهلنا تعسفات الحكومات المتيبسة التي اكتسحها الربيع، حين كانت تمنح المصلين رخصة للصلاة في المساجد بتونس، وحين كانت تحرم تعدد الزوجات، وحين كانت ترحب بالخليلة وتستنكر وجود الزوجة على سنة الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
أيتها القلوب هل تتذكرين كم كان يعاني كل الذين تعلقت قلوبهم بالإسلام في مصر وليبيا، بل هل تذكرين جريمة اللحية في مصر؟ أذكرك أيتها القلوب بنعمة الله على المسلمين في ليبيا ومصر.
أيتها القلوب ألم يذهلك عشرات الآلاف من الشهداء في سورية رفضا لنظام قاتل متجبر، ألم يذهلك ويوقظك من غفلتك هؤلاء الأطفال الذين يندفعون في الطرقات يطالبون برحيل الطغاة ولا يعبأون بآت القتل والموت التي تترصدهم!
أيتها القلوب استيقظي.. استيقظي واعلمي أنك في زمن استثنائي، وتتعلق بك عيون العالم البائس المحروم الذي أهلكته المادة الغربية، فيما يحاول أعداء التغيير من أبناء جلدتك إلهاءك وإشعارك أن ما يحدث موجة عابرة أو سحابة صيف وستمر سريعا، ويجتهدون في تغيبك بالمسلسلات والفوازير وبرامج التوك شو.
أيتها القلوب استيقظي واعلمي أنك تعيشين اللحظة الفارقة، فإما أن تكوني إضافة لنهضة الأمة وعودتها إلى سابق عزتها، أو أن تكوني عبئا ثقيلا يعوق هذه المسيرة، إن أنت لم تستفيدي من مواسم الطاعة وساعات التأمل والتدبر فما يجري حولنا من أحداث أدهشت العالم وأطارت النوم من عينيه!