عادات من الزمن الجميل
سنتحدث اليوم عن بعض العادات التى إزدان بها الزمن الجميل منها ما أدركناه ومنها ما لم ندركه ولكن كان قريباً منا على بعد سنوات قليلة , ولكن إندثرت هذه العادات اليوم أو أصبحت أثراً بعد عين ,
وأصبحت كلمات فى الأغانى والأشعار والقصص والروايات ولكن أصبح وجودها على أرض الواقع يكاد يكون وهماً وخيال
ولأن تلك العادات يجمعها رابط واحد هو ( الجيرة والجيران ) فقد أوردتها هنا مجتمعه وإن كنت سأفصلها عن بعضها بعنواين
تبادل الأطعمة
من بين تلك العادات التى إندثرت تقريباً , تبادل الأطعمة بين جيران البيت وجيران الحى وهذه العاده عندما تطبخ إمرأة ما طبخه من الطبخات المصرية الأصيلة والشهيره مثل المحشى بأنواعه والكشرى أو بعض الحلويات فكان من الواجب وقتها ان تهدى مما طبخت إلى جارتها ولو طبق صغير لتذوقه وكنا ونحن أطفال صغار ندور على الشقق المجاورة نوزع تلك الأطباق على الجيران
وكان من العادة أيضاً أن لا ترد الجارة التى أهدى إيها هذا الطعام الطبق أو الإناء خاوياً وإلا يعد هذا عيباً كبيراً , ولكن لابد من رده وهو يحتوى على أى طعام آخر أو حتى بضع حبات من الفاكهه او الحلوى ,
وإيضاً إذا كان هناك جاراً له أصول ريفيه وجاءته ما يسمى بالزيارة من الريف والتى كانت تحتوى على بعض أنواع الخبز الريفى والجبن والقشطه والدواجن .... إلخ , فكان لابد من إهداء بعض تلك الخيرات الى الجيران
وفى أغانى رمضان قديماً أغنيه شهيره للأطفال فى ليالى رمضان عندما كانوا يمرون على الجيران وفى أيديهم فوانيسهم الملونة الجميله ويقولون {{ إدونا العاده .. ربى يخليكم }} فكان لابد من ملأ جيوب هؤلاء الأطفال بالنقل والياميش والحلوى وإن لم يوجد فيعطونهم قروش قليلة , هذا بغض النظر عن ثراء هؤلاء الأطفال أم فقرهم ولكنها كانت عاده
وقد حث الإسلام على هذه العادة الجميلة الطيبة عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
{{ تهادوا تحابوا }}
وليس هناك هدية أبسط من طبق فيه بعضاً مما نأكل
ولكن أين ذهبت تلك العادات اليوم ؟
سؤال بلا جواب
==========
========
======
====
===
==
=
القعدات و الزيارات
كان من العادات الجميلة فى الزمن الجميل التزاور بين الجيران فى مناسبات او غير مناسبات
كان هناك جو من الألفة بين الجيران وكانوا يعرفون معنى الجيرة الحقيقى التى أوصى بها النبى صلى الله عليه وسلم
وكان هناك ما يسمى باللمه , حيث يجتمع أهل بيت واحد او عدة بيوت فى مكان ما ربما كان سطح أحد البيوت او حوش فى بيت ما أو حتى امام البيوت فيجلس الرجال سوياً وعلى قرب منهم تجلس النساء ومن حولهم الأطفال يلهون ويلعبون
ويتبادلون الاحاديث والقفشات والفكاهات بينما تدور اكواب الشاى والمشروبات والعصائر وتتبادل النساء إحضار هذه المشروبات بينهم
وكانت تلك القعدات تجعل من كل جار عالماً بحال جاره فلو كان فيهم من هو فى عسرة إجتمعوا معاً على فك عسرته ومن كان منهم ذا حاجة إجتمعوا على قضاء حاجته
هذا بخلاف الجو الأسرى الجميل الذى يشع حباً وألفه بين الجميع
وكانت تلك القعدات كثيراً ما تحل خلاف نشأ بين جارين ربما كان بسبب لعب الأطفال أو تبادل بعض الكلمات بين النساء مما يؤدى إلى نشوب خلاف بين الجارتين فكانت تلك القعدات تساهم بشكل كبير فى فض هذه الخلافات وتصالح المتشاجرين وصافى يا لبن , حليب يا قشطه .
وكانت هناك مشاركات فعالة بين الجيران فى كل المناسبات
فى الأفراح وفى الأتراح , فى الصحة وفى المرض
فمثلاً إذا كانت هناك مناسبة زواج عند أحد الجيران كان الرجال يسارعون فى قضاء بعض حاجات جارهم والد العروس وكانت النساء يجتمعن أياماً قبل ليلة المناسبة ليل ونهار لمساعدة أم العروس فى كل ما تفعله من أجل تجهيز إبنتها لهذه الليلة السعيده من إعداد ملابس إلى صنع الطعام والحلويات لهذه المناسبه ولا يضن أى جار بالمساهمة سواء كان بمال او بجهد كل حسب طاقته
ونفس الوضع إن حدثت وفاة لدى جار , نجد الرجال يقفون وقفة رجل واحد منذ لحظة الوفاة وربما لعدة ايام تليها يقضون حوائج أهل الميت ويقفون معهم يتقبلون العزاء ويستضيفون فى بيوتهم بعض الأهل الذين يأتون للعزاء من بلدان أخرى إذا ضاق بهم بيت أهل المتوفى
وكذلك كانت النساء لا يتركن نساء المتوفى بل يصاحبونهن ليل نهار يطيبن خاطرهن ويعددن الطعام لهن ولمن جاء للعزاء من بلدان أخرى
وكذلك لو مرضت جارة وكان لديها أطفال صغار وأقعدها المرض عن قضاء حوائجهم تكفلت الجارات بهؤلاء الأطفال فى كل شئ حتى الإستحمام ويتكفلن أيضاً ببيت المريضة من تنظيف وغسيل وإعداد طعام وغيره من حوائج البيت التى لا تتوقف
لقد ذهبت كل تلك العادات وأصبح الجار بالكاد يعرف جاره الذى يسكن جنبه فإذا مرض لا يدرى عنه شئ وإن بات فى هم أو عوز لا يعرف عنه شئ
لقد وصل الحال اليوم أنى قد قرأت ذات مرة فى جريده خبر فى صفحة الحوادث عن إمرأة عجوز كانت تقيم بمفردها بعد ان تركها الأبناء وإنشغل كل منهم ببيته وأولادة
وماتت تلك العجوز فى فراشها دون ان يعلم بها احد إلا الله , وظلت فى رقدتها تلك حتى تحولت إلى هيكل عظمى دون ان يكلف أحد من جيرانها ان يسأل نفسه , لماذا لم تظهر جارتنا منذ أيام طويله ؟ ودون ان يكلف أحد نفسه أن يطرق بابها ليسألها أن كانت تريد شئ او قضاء حاجه وإلا لكانوا علموا بوفاتها , ونحن هنا لا نتكلم عن جريمة أبنائها فهم حسابهم أشد حساب عند الله ولكن نتحدث عن الجيرة
=========
=======
==
=
{{{ آل على رأى المثل }}}
عاده متأصله فى الأحاديث المصرية بين الناس وبعضهم وبعض
وخصوصاً وبشكل أكبر بين النساء وحواراتهم
ففى أغلب الحوارات والحكاوى بين الناس نجد الكثير منهم يستشهد على كلامه ببعض الأمثال الشعبية التى تواترت فى التراث المصرى القديم وحتى يومنا هذا
فنجد دائماً من يحكى قصة او موقف ويؤمن عليه بقوله ( وعلى رأى المثل ) ثم يطلق مثلاً شعبياً حديثاً او قديماً يتطابق مع الموقف الذى يتحدث فيه
وهذه عاده مصرية قديمه وحديثه فى نفس الوقت تدل على مدى إرتباط الشعب المصرى بأقوال وحكم الأجداد التى تناقلوها عبر الأزمنه ولذا فهم دائماً ما يستشهدون بها فى أحاديثهم ونوادرهم وحكاويهم فى قعداتهم الخاصة والعامة
والعجيب أنه لا يوجد موقف إلا ونجد له مثال ينطبق عليه
وبغض النظر عن كون تلك الأمثال الشعبية تتوافق مع الشرع أم تخالفه ولكنها دائماً تدخل فى الحوارا وبصورة دائمه ويتفق فى ذلك المتعلمين وغير المتعلمين والمثقفين وغيرهم رغم أننا فى الغالب لا نعلم مصدر هذا المثل أو متى أطلق لأول مرة ولا أصوله التاريخية
وإن كان لكل طبقة الأمثال التى تتطابق مع ثقافتهم وبيئتهم
وهذا مما دفع الكثيرين من الباحثين والمفكرين فى بحث تلك الظاهره وإفراد المؤلفات والأبحاث التى تبحث وتحلل تلك الأمثال الشعبية التى تواترت على مر الزمان
وآل على رأى المثل ( اللى يعيش ياما يشوف )
========
=====
===
==
=
{{{ ليلة الحنــــــــــــة }}}
يا حنه يا حنه يا حنه , يا قطر الندى
شباك حبيبى يا عينى ,جلاب الهوى
ليلة الحنة , أجمل ليله تعيشها العروس قبل زفافها
وفى مصر هنا نحتفل بليلة الحنه فى أشكال متعدده تختلف من بيئة إلى أخرى وأيضاً تختلف بين الريف والحضر
وليلة الحنه هى الليلة التى تسبق الزفاف مباشرة , ولكنها لا تقتصر على تلك الليلة فحسب , فهى قد تبدأ منذ اليوم السابق لها أو على الأقل من الصباح الباكر لتلك الليلة
فمنذ الصباح الباكر يجتمع فى بيت العروس كل صحباتها وقريباتها وجاراتها ويبدأون فى تجهيز العروس ليوم زفافها المشهود والمنتظر
ويحدث كل هذا فى جو من المرح والفرحة وسط الأغانى المشهورة الخاصة بالأفراح وما اكثرها فى مصر
وفى نفس الوقت يتم تخمير الحنه من قبلها بيوم أو منذ الصباح , وعند المساء يبدأ الإحتفال بالحنه
ويختلف الإحتفال هنا من منطقة إلى منطقة ومن بلد إلى آخر
فقد نجد فى بيئات معينه يقتصر الإحتفال على تواجد الأهل والأصحاب ثم قيام واحده من السيدات المختصات فى الرسم بالحناء برسم أشكال ورسومات جميلة على يد العروس وصديقاتها وقريباتها
وفى بيئات ومناطق أخرى يحدث ما يسمى بزفة الحنه وهى أن يضعوا الحنة فى صوانى ويوقدون فيها الشموع مثل تورته عيد الميلاد ويطوفون بها فى الشوارع المحيطه وسط الغناء والزغاريد وكثيراً ما تكون هناك فرق موسيقى شعبية تصاحب هذا الإحتفال
بينما نجد حالياً الإحتفال قد يقتصر على بعض موسيقى وأغانى الدى جى فى الشارع الذى تقيم فيه العروس
أما فى الريف ففى بعض القرى وإن لم يكن اغلبها أحياناً كثيرة يكون الإحتفال بالحنة هو الإحتفال الرئيسى أو على الأقل يكون الإهتمام به أكبر من الإهتمام بإحتفال ليلة الدخله
وهنا تقتصر ليلة الدخلة على الوليمة بعد كتب الكتاب وبعض الزغاريد والتهييص للعروسين ثم يذهبا إلى بيتهما وهذا يحدث خاصة عندما يكون بيت الزوجية بعيد عن بيت العائلة ويحتاج إلى سفر مثلاً
{{{ حلاق الصحة }}}
الحلاق أو المزين كما كان يطلق عليه منذ القدم
كان له دور كبير فى حياة الاسرة المصرية بخلاف عملية الحلاقة والتزيين
وخاصة فى المجتمعات الريفية والمناطق الشعبية
فقد كان الحلاق أو المزين له أدوار أخرى يلعبها
ومن أهم تلك الأدوار والتى أكسبته لقب الصحة بجانب لقب الحلاق
هو قيامة ببعض الأمور المتعلقة بالصحة
فقد كان الحلاق هو من يقوم بعمليات الختان للذكور والإناث
وأيضاً كان يمارس بعض طرق العلاج القديمة مثل الحِجامة & فتح الخراريج & كاسات الهواء & الكى بالنار & اللبخة
وغيرها من وسائل العلاج البدائية
هذا بخلاف معالجة الجروح وأحياناً الكسور كبديل للمجبراتى
وأحيانا كان يستعان به فى حلات الولادة المتعسرة إذا ما فشلت القابلة فى عملها
وكان أيضاً يعالج ببعض العقاقير المصنعة كالمراهم والمساحيق التى يقوم بتحضيرها بنفسه طبقاً لوصفات طبية قديمة
ولهذا كان له دور كبير فى حياة الأسرة المصرية وذلك إلى عهد قريب ربما يصل لما بعد منتصف القرن الماضى ,
ولكن بعد إنتشار الطب فى الريف والأماكن المتطرفة والعشوائية , تقلص عمل حلاق الصحة حتى زال تقريباً , وإن كنت أظن أنه ما زال يمارس بعض أعماله وخاصة فى المجتمعات البدوية التى تنفر بطبيعتها من وسائل التحضر وتكاد تنشئ لنفسها عالمها الخاص
وكم من مصائب حلت بالمرضى بسبب الأخطاء الكثيرة التى كان يرتكبها
ولكن رغم ذلك كان دائماً فى حياة الأسرة المصرية
عادات شهر رمضان
يستقبل أهل مصر شهر رمضان بالاحتفالات والفرح والطبول تعبيرا عن سرورهم بهذا الشهر الكريم حيث تضاء الشوارع بالفوانيس
ويسهر الصائمون إلى السحور لصلاة الفجر، وتضج الأسواق بالبائعين والمشترين وأصناف رمضانية خاصة.
ولشهر رمضان عادات وتقاليد يتوارثها الناس عن آبائهم وأجدادهم فما إن تثبت رؤية الهلال إيذانا ببدء الصوم حتى يجتمع الناس رجالا ونساء وأطفالا في المساجد والساحات العامة يستمعون إلى الأناشيد والمدائح النبوية ابتهاجا بقدوم هذا الشهر كما يقوم العلماء والفقهاء بالطواف على المساجد والتكايا لتفقد ما جرى فيها من تنظيف وإصلاح وتعليق قناديل وإضاءة شموع وتعطيرها بأنواع البخور والمسك والعود الهندي والكافور .
وللفانوس أهمية خاصة واستعمالات عديدة فكان الكبار يحملونه لكي ينير دروبهم أثناء السير، لكن أهل مصر استعملوه لأغراض أخرى إبان الحملة الفرنسية على مصر فمن خلاله بعثوا إشارات متفق عليها من أعلى المآذن لإرشاد المصريين بتحركات الجنود الفرنسيين وهذا لم يمنع نابليون بونابرت قائد الحملة من الانتباه إلى خطر الفوانيس ومحاولة تكسيرها
عادات مصرية:
في الغالب يبدأ المصريون في الإفطار بمشروب مثلج في شهر الصيف وفي الغالب ما يكون هذا المشروب هو العرقسوس نظرا لتميزه في أنه يمنع العطش نهاراً في الصيف في حين تتناول بعض العائلات مشروبات مثل الكركدية (مع وجوب الحذر من تأثير الكركديه على مستوى ضغط الدم)
أو قمر الدين
المانجو أو البرتقال المثلج الذي تم تخزينة ليبدأو بعد ذلك في تناول الإفطار الذي عادة ما يضم بعض الحساء منها شوربة لسان العصفور
او قليل من شوربة العدس
ليبدأو بعدها في إفطارهم، حيث يختلف الإفطار من عائلة لأخرى، البعض يتناولون اللحوم الحمراء
والبيضاء
والبعض الآخر يتناول الفول
والبيض سواء على السحور أو الإفطار وهم من فئة محدودي الدخل ويطلقون عليه لحوم الغلابة.
أما ما يسمى بالياميش والمكسرات فتستحوذ على نصيب كبير سوءً في مأكولات المصريين جميعها من خلال الحلوى التي عادة ما تكون الكنافة أو البقلاوة والكنافة والقطايف والتي يتم حشوها جميعها بالمكسرات والياميش، ويحتل الخشاف منزلة هامة بين الأصناف التي تعتمد على الياميش كمشروب ومأكل محبب للجميع.
عزومات رمضان:
عادة لم تنقطع لدى المصريين وهي العزومات المتكررة طوال الشهر لدرجة أن فاتورة الشهر الكريم قدرها البعض ب 100 مليون دولار حيث يتجه المصريون إلى عزومة الأهل والأصدقاء إلى الموائد الرمضانية في البيوت وعادة ما يكون التجمع في بيت العائلة أو في أحد الأماكن الصوفية ولتكن الحسين والأزهر حيث يشتهي البعض المأكولات المشوية أو البحرية في تلك الاماكن التى يقبل عليها السائحون أيضا.
ويعقب الإفطار اتجاه المصريون لصلاة العشاء والتراويح في المساجد حيث تكثر الأعداد ويلبي الجميع نداء المؤذن وهو يقول حي على الصلاة حي على الفلاح لتبدأ صلاة العشاء ويعقبها التراويح وإقامة الشعائر الدينية، بعض المصريين أونسبة قليلة منهم يفضل البقاء مستمتعاً أمام شاشات التلفاز لمتابعة البرامج والمسلسلات الرمضانية وكذلك المسابقات