نيويورك تايمز: إعلام الدولة الرسمي يقود الحملة ضد مرسي
نيويورك تايمز: إعلام الدولة الرسمي يقود الحملة ضد مرسي
14
يوليو
2012
02:28 PM
وقالت الصحيفة أن الإعلامي الرسمي الذي احتفل بمحمد مرسي باعتباره أول رئيس مصري منتخب ديموقراطيا، إنقلب بشكل ملحوظ ضده بعدما بدأ في تحدي جنرالات المجلس العسكري بإنتزاع السلطة التشريعية منهم ليعيدها للبرلمان المنتخب، حيث سارعت وسائل الإعلام الحكومية للتحالف مع الجنرالات والعمل بكل إصرار على تقويضه.
وأكدت أن التناقض الواضح في الإعلام الحكومي المعروف بموالاته للسلطة، يكشف بما لا يدع مجالاً للشك عمن يملك مقاليد السلطة الحقيقية على البيروقراطية المصرية.
ودللت الصحيفة على ذلك بموقف صحيفة الأهرام الحكومية من قرار مرسي بعودة مجلس الشعب المنحل للإنعقاد مرة أخرى، حيث تجاهل العنوان الرئيسي مرسي وتحدث عن تصريحات المجلس العسكري بأن القوات المسلحة ملك للشعب وستقف بجانب الشرعية و الديموقراطية.
وأشارت إلى أن الخبر الوحيد في صفحة الأهرام الأولى الذي تحدث عن مرسي، كان يتهمه بأنه ألحق خسارة بالبورصة بسبب قراره بعودة البرلمان المنتخب. وقالت بأن الصفحة الرئيسية للأهرام أيضاً تضمنت صورة للرئيس مرسي وهو يقف بجوار المشير طنطاوي، ويبدو أقصر منه بشكل واضح.
وأضافت أنه في الوقت الذي استضافت فيه القنوات الخاصة اعضاء البرلمان لمناقشة قرار عودته، إنشغل التلفزيون الرسمي للدولة بعرض أفلام وثائقية بعضها لتكريم الذكرى السنوية للشرطة السرية في مصر.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الحملة التي يشنها الإعلام الحكومي ضد الرئيس المصري هي جزء من صراع السلطة الدائر في الشوارع والمحاكم والغرف الخلفية الذي أصاب البلاد بالشلل. مشيرة إلى أن الإقتصاد المصري الذي يقف على حافة الإنهيار، في حاجه ماسة إلى الإستقرار.
وتابعت قائلة أن الحرب في الإعلام الحكومي المصري ضد الرئيس المنتخب اتسع ليشمع تغطية زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث حرصت صحيفة الأهرام طيلة الإسبوع في تغطيتها على التأكيد على وجود حالة من القلق في واشنطن تجاه الرئيس المصري الجديد الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين المعروفة بمواقفها المناهضة لإسرائيل وإنتقاداتها للغرب.
بينما جاءت تغطية النسخة الإنجليزية من الصحيفة معاكسة تماما للنسخة العربية، لتلعب على المشاعر الشعبية بإنعدام الثقة تجاه الولايات المتحدة، وتخرج بنظرية مؤامرة تصور من خلالها الرئيس المصري بأنه "رهان" الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وحليفها.
واقتبست النيويورك تايمز تصريحات ضياء رشوان للنسخة الإنجليزية من صحيفة الإهرام التي قال فيها أن قرار مرسي بعودة البرلمان "كان يهدف لإرسال رسالة للجيش والسلطات الأخرى لتحذرهم من أن الولايات المتحدة تريد منه تولي صلاحياته كاملة، وأنهم على إستعداد لحمايته لتحقيق هذا الهدف". مشيرة إلى أن تقرير الأهرام الإنجليزية حرص على إبراز أن قرار مرسي جاء بعد لقائه مع نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام برنز.
ونقلت الصحيفة تصريحات أبو العز الحريري للأهرام، التي ألمح فيها أن الولايات المتحدة تهدف إلى إستخدام إقامة الدولة الدينية ذريعة للغزو.
من جانبه قال عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن هجمات إعلام الدولة على رئيس الدولة جعل الوضع واضحاً تماماً: مرسي يمثل تهديداً مزدوجاً بإعتباره أول رئيس مدني وأول شخصية إسلامية تتولى رئاسة البلاد. وقال شاهين: "هذه حملة متعمدة ومدبرة جيداً لزعزعة صورة مرسي، وضمان فشله وإحباط الثورة".
وأكدت النيويور تايمز أن موقف الإعلامي الرسمي أصاب العاملين فيه بحالة من الإرتباك. ونقلت عن تغريد وافي، المعدّة بالتلفزيون المصري، قولها أنها وزملائها يعانون من الإرتباك لأنهم لا يعرفون من هو المسؤول، مشيرة إلى أن حالة الإرتباك التي تسود الإعلام الحكومي الآن تشبه تلك التي حدثت في أعقاب الثورة المصرية حيث لم يكن أي شخص يدرك أي شئ، وكان بإمكان أي شخص تقديم ما يريده، وذلك حتى تولى الجيش إدارة مبنى ماسبيرو وأصبح من المحظور الحديث عن الجيش في الإعلام المصري.
ولكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أنه منذ تولي مرسي الرئاسة خفت قبضة الجيش قليلاً عن الإعلام الحكومي حيث أصبح بالإمكان إستضافة ناشطين ممن ينتقدون المحاكمات العسكرية للمدنيين، وهو ما كان محظوراً من قبل.