المنافقون
يعرض كتاب “المنافقون في عصر مبارك”، للكاتب صلاح الرشيد، أصنافاً عديدة للمنافقين من ذوي المناصب المختلفة، ساسة، دبلوماسيين، برلمانيين، محافظين، رأسماليين، علمانيين، ليبراليين، مشاهير، وأناساً نعرفهم وآخرين غرباء، منهم من جهر بالكُفْر ومنهم من أسرَّ به, منهم من ركع، ومنهم من سجد، ومنهم من سَبَّحَ تسبيحاً كثيراً، منهم من أراق ماء وجهه، ومنهم من أكل على كل الموائد، منهم حملة المباخر، ومنهم الذين يُصفّقون في السراء والضراء, منهم المغفلون التائهون، وأكثرهم الماكرون المجرمون، بحسب وصف المؤلف.
فالنفاق مدارس وأشكال وأساليب وحيل تختلف من منافق إلى آخر، والثابت أن المنافق لا يذكر الحقيقة ويقول ما يرضي الحاكم أو ما يحب سماعه فقط؛ درءاً لشر او طلباً لمنفعة، وتزداد خطورة النفاق حين يصبح عاماً وعادياً وإلا اعتُبر صاحبه من المعارضين أو من المغضوب عليهم الذين لا يستحقون دخول جنة الحاكم.
ورغم أن النفاق كان موجوداً أيام الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر الذي كان لا يقبل الرأي الآخر، وبصورة أكبر أيام السادات؛ لأنه كان يحب الإطراء، الا ان النفاق في عصر مبارك فاق كل حد وخيال.
ففي عصر الرئيس السابق مبارك أدت طول فترة حكمه التي بلغت 30 عاماً إلى تحول النفاق الى أسلوب عمل ومنهاج حياة، ووجدنا منافقين من كل صنف ونوع وكأنهم في سباق مفتوح: سياسيين وكُتاب وفنانين ونقاد ونواب ونساء وإعلاميين وليبراليين ومحافظين واشتراكيين.
لجنة السياسات.. والتوريث
وبعيداً عن أسماء المنافقين يعرض كتاب “المنافقون في عصر مبارك” للذين عاشوا في كنف الحزب الوطني وإخوانهم الذين تفيأوا ظلال “لجنة السياسات” التي أُنشئت ابتغاء التوريث والتي أسهم هؤلاء في تكريسها ومنحها صفة الشرعية، ونفض الغبرة عنها، وتبرير أخطاء النظام وخطاياه بحق الشعب والوطن.
ويقول الرشيد: “ما من شك أن هؤلاء وأولئك هم أقبح الخلائق، وأبغضهم عند الله، وعند الناس، إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُون، بلْ هم اليد اليُمنَى من الطغيان؛ لأنهم يُؤلِّهون الحُكَّام، ويصنعون الطواغيت.. فيلقّبون الفاشل والتافه والديكتاتور المستبد “حسني مبارك” بالزعيم والحكيم والبطل والقائد، وغير ذلك من الألقاب الرنانة، مع أنه في حقيقة الأمر صعلوك، حاكم بأمر الشيطان.. لكن المنافقين من أسف خلعوا عليه من صفات المهابة والجلالة والوقار والتقديس التي لا يستحقها بأيّ حال من الأحوال”.
ويستعرض المؤلف بعض الأشعار التي هتف بها شعراء في مدح الرئيس المخلوع: “هناك شاعر فاشل مدح الديكتاتور حسني مبارك فقال فيه: مبارك “تهتف به الأكوان” و”عنوان الزمان” و”الروح للوجدان” وهو “الحُسن والإحسان” وهو “الفلك المشرق في الدوران” وهو “العذب الفُرات ولا يستوي البحران”… إلخ.
وشاعر آخر مدح سوزان مبارك فقال فيها: “سوزان مبارك.. جبينها ساطع.. نورها في القلوب.. شامخة بالعلم.. علمها الأهرامات هي أُخت نفرتاري.. المرسومة على البرديات… إلخ. وهناك أطنان من شعر المديح الذي يتخلّله التقديس ويطفو عليه النفاق!
وبخلاف الشعر، هناك بعض المقالات التي تعطي دروساً في النفاق، حيث كتب أحدهم يقول: “حسني مبارك أجمعتْ على اختياره القلوب”. وآخر يؤكد: “مبارك صاحب البصيرة الثاقبة والرؤية المستقبلية”. وثالث يرى أن عهد مبارك “ملحمة من العطاء والتنمية”. ورابع يزعم أن مبارك “بوصلة القيادة للسفينة العربية”. وقال منافق آخر: “صراحة مبارك ترياق لنا، وصمام أمان لحلول الأزمات”. بل كتب سفيههم وحامل لوائهم مقالاً في عيد ميلاد المخلوع، بعنوان: “وكان فضل الله عليك عظيماً”.
فالنفاق مدارس وأشكال وأساليب وحيل تختلف من منافق إلى آخر، والثابت أن المنافق لا يذكر الحقيقة ويقول ما يرضي الحاكم أو ما يحب سماعه فقط؛ درءاً لشر او طلباً لمنفعة، وتزداد خطورة النفاق حين يصبح عاماً وعادياً وإلا اعتُبر صاحبه من المعارضين أو من المغضوب عليهم الذين لا يستحقون دخول جنة الحاكم.
ورغم أن النفاق كان موجوداً أيام الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر الذي كان لا يقبل الرأي الآخر، وبصورة أكبر أيام السادات؛ لأنه كان يحب الإطراء، الا ان النفاق في عصر مبارك فاق كل حد وخيال.
ففي عصر الرئيس السابق مبارك أدت طول فترة حكمه التي بلغت 30 عاماً إلى تحول النفاق الى أسلوب عمل ومنهاج حياة، ووجدنا منافقين من كل صنف ونوع وكأنهم في سباق مفتوح: سياسيين وكُتاب وفنانين ونقاد ونواب ونساء وإعلاميين وليبراليين ومحافظين واشتراكيين.
لجنة السياسات.. والتوريث
وبعيداً عن أسماء المنافقين يعرض كتاب “المنافقون في عصر مبارك” للذين عاشوا في كنف الحزب الوطني وإخوانهم الذين تفيأوا ظلال “لجنة السياسات” التي أُنشئت ابتغاء التوريث والتي أسهم هؤلاء في تكريسها ومنحها صفة الشرعية، ونفض الغبرة عنها، وتبرير أخطاء النظام وخطاياه بحق الشعب والوطن.
ويقول الرشيد: “ما من شك أن هؤلاء وأولئك هم أقبح الخلائق، وأبغضهم عند الله، وعند الناس، إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُون، بلْ هم اليد اليُمنَى من الطغيان؛ لأنهم يُؤلِّهون الحُكَّام، ويصنعون الطواغيت.. فيلقّبون الفاشل والتافه والديكتاتور المستبد “حسني مبارك” بالزعيم والحكيم والبطل والقائد، وغير ذلك من الألقاب الرنانة، مع أنه في حقيقة الأمر صعلوك، حاكم بأمر الشيطان.. لكن المنافقين من أسف خلعوا عليه من صفات المهابة والجلالة والوقار والتقديس التي لا يستحقها بأيّ حال من الأحوال”.
ويستعرض المؤلف بعض الأشعار التي هتف بها شعراء في مدح الرئيس المخلوع: “هناك شاعر فاشل مدح الديكتاتور حسني مبارك فقال فيه: مبارك “تهتف به الأكوان” و”عنوان الزمان” و”الروح للوجدان” وهو “الحُسن والإحسان” وهو “الفلك المشرق في الدوران” وهو “العذب الفُرات ولا يستوي البحران”… إلخ.
وشاعر آخر مدح سوزان مبارك فقال فيها: “سوزان مبارك.. جبينها ساطع.. نورها في القلوب.. شامخة بالعلم.. علمها الأهرامات هي أُخت نفرتاري.. المرسومة على البرديات… إلخ. وهناك أطنان من شعر المديح الذي يتخلّله التقديس ويطفو عليه النفاق!
وبخلاف الشعر، هناك بعض المقالات التي تعطي دروساً في النفاق، حيث كتب أحدهم يقول: “حسني مبارك أجمعتْ على اختياره القلوب”. وآخر يؤكد: “مبارك صاحب البصيرة الثاقبة والرؤية المستقبلية”. وثالث يرى أن عهد مبارك “ملحمة من العطاء والتنمية”. ورابع يزعم أن مبارك “بوصلة القيادة للسفينة العربية”. وقال منافق آخر: “صراحة مبارك ترياق لنا، وصمام أمان لحلول الأزمات”. بل كتب سفيههم وحامل لوائهم مقالاً في عيد ميلاد المخلوع، بعنوان: “وكان فضل الله عليك عظيماً”.