اجرمواس

بين مرتفعات جبلية، توجد جماعة اجرماوس التي تنتمي لدائرة الريف باقليم دريوش.

1- مساحة الجماعة : تبلغ مساحة الجماعة حوالي 165 كلم2، لكنها عبارة عن جبال ووديان تنعدم فيها طرق المواصلات.
2- سكان الجماعة : تبلغ ساكنة الجماعة حسب احصاء 1994 نحو 13990 منهم حوالي9382 ينتمون إلى فرقة بني عكي، أما عدد المهاجرين إلى الديار الأوروبية فيبلغ حوالي 1000 نسمة أو أكثر.
معظم سكان الجماعة عبارة عن فئة الشباب، يشتغلون أساسا بالفلاحة والقطاع الغابوي، إضافة إلى تربية الماشية، لكن سنوات الجفاف التي شهدها المغرب خلال فترات التسعينات وانعكاساتها السلبية دفعت بمعظم الشباب إلى ركوب " قوارب الموت" والهجرة نحو أوروبا بحثا عن لقمة العيش.
3- الطرق والمواصلات : إن هذه الجماعة عبارة عن شبه جزيرة معزولة عن الطرق الرئيسية والثانوية كما أن المواصلات منعدمة.فقط 2004 تم انشاء طريق الرابطة بين جماعة تمسمان واجرماوس لاكن لم يصبر كثيرا جرفته أمطار الخير التي شهدتها المنطقة في نفس السنة.مات قبل أن يكون.
يقع مركز الجماعة على بعد حوالي 15 كلم من قرية أمزاورو بجماعة تمسمان، ويربط بينهما طريق جد صعبة، أما المسالك الطرقية التي تربط هذه الجماعة بدواويرها فإنها تكاد منعدمة، فلا تجد سوى البعض منها، إلا أنها غير صالحة، وكثيرا ما تنقطع كل المواصلات، كلما نزلت بعض الأمطار.
4- الإدارة : تحتوي جماعة اجرماوس على مقرين إداريين : مقر يوجد بمركز الجماعة، ومقر يوجد بفرع تيزي انتروشت.
أ‌- مركز الجماعة : توجد البناية الإدارية للجماعة بمكان غير ملائم للدور المنوط بها، حيث تقع بواد بني بلعيز المعروف بواد أمقران، حيث يوجد مقر القيادة، وهو ما يخلق صعوبات جمة للمواطنين تحول بينهم وبين قضاء أغراضهم الإدارية، وهذا ما يجعل الجماعة أن تطلق العنان للسماسرة وأعوان السلطة لابتزاز المواطنين، ومما يزيد من هول المأساة أن المسؤولين المحليين والإقليميين غالبا ما يغضون النظر عن مثل هذه التجاوزات ولا يمارسون سلطات الوصاية التي يخولها لهم القانون حتى يضعون حدا لهذا النزيف الذي لا يتوقف.
ب‌- مركز الفرع: يقع هذا الفرع بالمكان المعروف بالصندوق، قرب الطريق الرئيسية المتوجهة إلى الحسيمة، ويبعد عن مركز الجماعة بنحو 44 كلم كما يقع قرب سد محمد بن عبد الكريم الخطابي المشيد على واد النكور، ويحتوي هذا الفرع على دار للجماعة، ومنزل للسكن، ومكتب للسيد خليفة القائد لكنه بدون مهمة، وتوجد به بناية تعود لتعاونية فلاحية لم يكتب الاستمرار، ومجموعة مدرسية ومسجد تقام به الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، ويلاحظ أن البناية الإدارية لهذا الفرع توجد بمنطقة بها طبيعة خلابة تحيط بها الأشجار المثمرة من كل جانب وتتدفق من خلالها المياه العذبة، ونتيجة لهذا الموقع الاستراتيجي فان سكان هذا الفرع يقطعون مسافة كبيرة ذهابا وإيابا للحصول على وثائق إدارية عادية، وإلا فما معنى حرمان مواطني هذا الفرع من الحصول على شهادة الإقامة أو غيرها، وإذا استحضرنا بعض المداشر والدواوير البعيدة عن مقر جماعة اجرماوس وقيادتها البعيدتين بأكثر من 50 كلم، وسط سلسة جبال الريف في أشرس تضاريسها، يمكن آنذاك أن نتصور بأن حياة هؤلاء الأبرياء ستصبح جحيما لا يطاق.
5- الصحة : لا تتوفر الجماعة إلا على مستوصف واحد، رغم النمو البشري المتزايد الذي تعرفه الجماعة، ولكنه بدون فعالية ومهمة، تشرف على إغاثة السكان وأولادهم، كلما استلزم الأمر تدخلا طبيا مستعجلا.
أما فرقة أو ساكنة بني عكي التي تمثل ثلثي سكان الجماعة فإنها تتوفر على مستوصف ومنزل للطبيب لكنها بناية فارغة، مما يضطر السكان إلى التنقل إلى عمالة الحسيمة من أجل تلقيح أولادهم الذي أصبح إلزاميا، ولا سيما حينما يريدون تسجيل أولادهم في سجلات الحالة المدنية، فضلا عن العناية الصحية اللازمة لكل التجمعات العائلية البشرية.
6- التعليم : تعرف الجماعة نقصا حادا في التربية والتعليم، حيث أن بعض الدواوير محرومة من التربية والتعليم، أي أنهم لا يتوفرون على أقسام، مما جعل الأمية تتفشى بشكل كبير، وكيف يعقل ل14 ألف نسمة بدون إعدادية.
والمجموعات المدرسية التي توجد بالجماعة لا تقوم بدورها التربوي والتعليمي، حيث نجد غياب المعلمين باستمرار عن عملهم.
7- الكهرباء : شهدت الجماعة كهربة تجمع سكني واحد قرب مقرها، أما أغلبية الدواويير فينعدم فيها الكهرباء، فمثلا نجد تجمع سكني ( حوالي 6000 ) بالمكان المسمى تيزي انتروشت، الكائن بالقرب من سد محمد بن عبد الكريم الخطابي، والذي يحتوي كذلك على فرع لدار االجماعة اجرماوس ومجموعة مدرسية( النهضة ) وتعاونية فلاحية، أن التيار العالي يمر محاذيا للمنطقة، فان هذا التجمع محروم من الكهرباء، فاين هي سياسة كهربة العالم القروي.
8- مكتب بريدي : لا يتوفر سكان فرع تيزي انتروشت على مكتب بريدي، إذ كثيرا ما يراسلون أفراد عائلاتهم المتواجدين بالخارج فيضطرون إلى التنقل مسافة بعيدة إلى مدينة الحسيمة من أجل ذالك، ومن شأن إحداث مكتب بريدي أن يخفف عليهم كثيرا من مشاق التنقل لإرسال رسالة أ تلقيها أو صرف حوالات بريدية لكن المسؤولين المحليين والإقليميين لا يبالون بهذا المشكل، ولا يعيرونه أدنى اهتمام.
9- الماء : بعض الدواوير ينعدم فيها الماء الصالح للشرب، فلا حفر الآبار، ولا ربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب.
خلاصة القول..
كل القضايا المطروحة، لا مناص من إيجاد حلول واقعية لها، خصوصا وأن الله أنعمنا هذا العام بأمطار الخير تحولت عندنا إلى كارثة طبيعية لم يبالي معظم المسؤولين بحجم الخسائر التي أحدثتها.