أسطورة خولة بنت الأزور
أسطورة خولة بنت الأزور
عندما كنا في المرحلة الابتدائية كان يدرس لنا في منهج التربية الدينية موضوعاً هو الأفضل والأشوق عندنا وهو موضوع 'بطولة بنت الأزور' حيث رسم لنا واضع المنهج صورة تلك المرأة ي بطولة وشجاعة وتضحية وبذل وفروسية تفوق فروسية خالد ودهاء يفوق دهاء عمرو وإقدام يفوق إقدام البراء وشجاعة تفوق شجاعة علي فكنا نقرأ هذا الموضوع وخيالنا يجمع معها ويتقلب في بطولاتها فنحفظ كل أقوالها ومواقفها ثم يرتبط ذلك كله برابط من العقيدة ذلك لأنهم قالوا لنا أنها من الصحابة وهي أخت الصحابي الجليل ضرار بن الأزور وأنها اشتركت في فتح دمشق وقامت بعملية فروسية جريئة لإنقاذ أخيها ضرار من أسر الرومان .
ولكن المفاجأة العجيبة والتي ربما يفاجئ بها من هم مثلي أن شخصية خولة بن الأزور شخصية وهمية لا وجود لها إلا في مخيلة واضع كتاب 'فتوح الشام' المنسوب زوراً للإمام محمد بن عمر الواقدي، ولقد أثبت بعض المؤرخين أن هذا الكتاب الذي يعتبر المصدر الأول والأوحد في استلهام بطولات خولة بن الأزور قد ألف في سنة 907هـ على يد مؤلف مجهول نسبه زوراً للواقدي الذي لا يحتاج إلى مزيد طعن منا بسبب هذا الكتاب حيث أجمع العلماء على ضعفه ورماه الكثير بالكذب والوضع .
وبين أيدينا المصادر والمراجع التي تتحدث عن الصحابة مثل الإصابة لابن حجر وأسد الغابة لابن الأثير والاستيعاب لابن عبد البر وغير ذلك من التراجم والسير وحتى التواريخ الشهيرة مثل تاريخ ابن عساكر عن دمشق لم يرد فيها ذكر صحابية باسم خولة بن الأزور نهائياً ولقد ذكر ابن حجر 28 صحابية باسم خولة في اختلاف في بعضهن ولكنه لم يذكر مطلقاً اسم بنت الأزور.
ثم إن الصحابي الجليل ضرار بن الأزور قد ذكر ابن حجر ترجمته وذكر ثلاثة من إخوته الذكور من المسلمين ولم يكن بينهم أي امرأة، ثم إن هذا الصحابي الراجح أنه قد قتل شهيداً في معركة اليمامة مع المرتدين أتباع مسيلمة الكذاب .
والعجيب أننا نرى ممن ينسبون للعلم والفضل والدين يستشهدون ببطولات تلك الشخصية الأسطورية كأنها حقيقة لا مراء فيها ويطلق اسمها على الميادين والشوارع في بعض العواصم العربية وتصير مصدر إلهام عند نساء هذا الزمان من المتهتكات والسافرات والمقتحمات لكل الميادين ثم يقلن إن لنا أسوة في خولة بن الأزور التي شاركت الرجال في كل شيء وتفوقت عليهم وهذا يذكرنا بما فعله الشيوعيون والاشتراكيون في وقت سابق عندما اتخذوا أبا ذر الغفاري إماماً لهم وأطلقوا عليه اسم رائد الاشتراكية ونصير الفقراء وهكذا من هذا البهتان والزور والضحية في النهاية هم أشرف جيل جيل الصحابة رضوان الله عليهم
تقييم:
0
0
عندما كنا في المرحلة الابتدائية كان يدرس لنا في منهج التربية الدينية موضوعاً هو الأفضل والأشوق عندنا وهو موضوع 'بطولة بنت الأزور' حيث رسم لنا واضع المنهج صورة تلك المرأة ي بطولة وشجاعة وتضحية وبذل وفروسية تفوق فروسية خالد ودهاء يفوق دهاء عمرو وإقدام يفوق إقدام البراء وشجاعة تفوق شجاعة علي فكنا نقرأ هذا الموضوع وخيالنا يجمع معها ويتقلب في بطولاتها فنحفظ كل أقوالها ومواقفها ثم يرتبط ذلك كله برابط من العقيدة ذلك لأنهم قالوا لنا أنها من الصحابة وهي أخت الصحابي الجليل ضرار بن الأزور وأنها اشتركت في فتح دمشق وقامت بعملية فروسية جريئة لإنقاذ أخيها ضرار من أسر الرومان .
ولكن المفاجأة العجيبة والتي ربما يفاجئ بها من هم مثلي أن شخصية خولة بن الأزور شخصية وهمية لا وجود لها إلا في مخيلة واضع كتاب 'فتوح الشام' المنسوب زوراً للإمام محمد بن عمر الواقدي، ولقد أثبت بعض المؤرخين أن هذا الكتاب الذي يعتبر المصدر الأول والأوحد في استلهام بطولات خولة بن الأزور قد ألف في سنة 907هـ على يد مؤلف مجهول نسبه زوراً للواقدي الذي لا يحتاج إلى مزيد طعن منا بسبب هذا الكتاب حيث أجمع العلماء على ضعفه ورماه الكثير بالكذب والوضع .
وبين أيدينا المصادر والمراجع التي تتحدث عن الصحابة مثل الإصابة لابن حجر وأسد الغابة لابن الأثير والاستيعاب لابن عبد البر وغير ذلك من التراجم والسير وحتى التواريخ الشهيرة مثل تاريخ ابن عساكر عن دمشق لم يرد فيها ذكر صحابية باسم خولة بن الأزور نهائياً ولقد ذكر ابن حجر 28 صحابية باسم خولة في اختلاف في بعضهن ولكنه لم يذكر مطلقاً اسم بنت الأزور.
ثم إن الصحابي الجليل ضرار بن الأزور قد ذكر ابن حجر ترجمته وذكر ثلاثة من إخوته الذكور من المسلمين ولم يكن بينهم أي امرأة، ثم إن هذا الصحابي الراجح أنه قد قتل شهيداً في معركة اليمامة مع المرتدين أتباع مسيلمة الكذاب .
والعجيب أننا نرى ممن ينسبون للعلم والفضل والدين يستشهدون ببطولات تلك الشخصية الأسطورية كأنها حقيقة لا مراء فيها ويطلق اسمها على الميادين والشوارع في بعض العواصم العربية وتصير مصدر إلهام عند نساء هذا الزمان من المتهتكات والسافرات والمقتحمات لكل الميادين ثم يقلن إن لنا أسوة في خولة بن الأزور التي شاركت الرجال في كل شيء وتفوقت عليهم وهذا يذكرنا بما فعله الشيوعيون والاشتراكيون في وقت سابق عندما اتخذوا أبا ذر الغفاري إماماً لهم وأطلقوا عليه اسم رائد الاشتراكية ونصير الفقراء وهكذا من هذا البهتان والزور والضحية في النهاية هم أشرف جيل جيل الصحابة رضوان الله عليهم
تقييم:
0
0