رفع السواري في الذب عن البخاري
رفع السواري في وجه الصائل والضاري في الذب عن البخاري
قال تعالى : (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون )) ........... وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)السلسلة الصحيحة للباني
نشرت وكالة عجلون الاخبارية على صفحاتها الغراء بتاريخ 25 كانون الثاني من هذا العام مقالة بعنوان (صحفي شــاب يصحح للأئمــة الأعــلام خطـأ ألـف عـام- لم يتزوج النبي محمد (ص) السيدة عائشة وهي بنت تسع كما يزعمون ) وكان جمال البنا ينقل هذا الحدث وكأنه ارخميدس الذي وجدها لما عرف عنه من العداء للتراث الاسلامي وللازهر خصوصا" . وقد انتظرنا وتوقعنا ان نرى ردا" مفحما" من علماء الامة والاردن وعلى صفحات وكالتنا الغراء على هذا العبث والهراء ولكن للاسف لم يحدث ذلك بل ان الذين مروا على هذا المقال الركيك راحوا يثنون على الرجل وعلى مقاله دون محاكمة علمية تأصيلية تضع الحق في نصابه ولم يقف الامر عند ذلك بل طالعتنا عناوين مشابهة تعاضد هذا العنوان كالقائل ( هل كل ما في البخاري صحيح ؟؟) ونحن هنا لا نشكك بنية اصحاب هذه الكتابات بل نبحث عن الموضوعية والامانة العلمية لذا كان لزاما" توضيح بعض الحقائق عن هذه المقالات واصحابها وهم جمال البنا واسلام بحيري الصحفي الشاب وهما مصريان واظنهما من نفس المدينة فمن هو اسلام بحيري هذا ..... إسلام بحيري هو مفكر شاب حاصل على درجة الماجستير من بريطانيا في تجديد مناهج الفكر الإسلامي
وهو رئيس مركز الدراسات الإسلامية بمؤسسة اليوم السابع الصحفية وهو كاتب بالجريدة تمثل صفحته الأسبوعية في الجريدة نواة هامة لمشروع كبير حيث تعنون اليوم السابع الصفحة باسم "الإسلام الآخر" ويعني بالاسلام الآخر غير الذي توافقت عليه الامة وتشكيكها بكل مصادرها التشريعية .
اما مقاله فهو اقتباس كامل من مقال للكاتب ((T.o Shanavas9) وهو فيزيائي من ولاية ميشيغان ) وقد تم نشره عام 1999م، بعنوان: هل كانت عائشة عروساً وهي في السادسة؟ يمكن مراجعته بالإنكليزية على الرابط:
http://www.ilaam.net/Articles/Ayesha.htmlhttp
وهذا بحد ذاته يطعن في نزاهة الرجل .....اما الرد العلمي على ما جابه هو وجمال البنا ومن هم على مذهبهم والذي يميل ميلا" عضيما" الى التشيع والاعتزال فنقول ...ان ما جاء به إضافة إلى طعنه في صحيح البخاري فإنَّه نسف به جميع مصادر التاريخ وتراجم الرجال والنساء ونسب الجهل لمؤلفيها، ويا ليت شعري ما وَجْهُ الغرابة في تزوّج رجل من امرأة عمرها ست سنوات ويدخل بها وعمرها تسع سنوات في مناطق استوائية يؤيِّد العلم حصول بلوغها السن الذي يمكن أن يدخل بها زوجها؛ حيث كان نساء الحجاز آنذاك يحصل لأجسامهنَّ البسطة في الطول ومضاهاة النساء البالغات في أماكن أخرى، وتعتريها الدورة الشهرية في هذا السن، فهو يُصحِّح ويُضعِّف على حسب مزاجه، فقد قوَّى رواية الطبري في كتابه (تاريخ الأمم) في أنَّ جميع أولاد أبي بكر وُلدوا في الجاهلية، ويُضعِّف رواية البخاري التي يرويها هشام بن عروة بحجّة أنَّه عندما ذهب إلى العراق ساء حفظه، وأنَّ الروايات عنه كلها عراقية.
وعلى فرض صحّة هذا الكلام، فهل تأكَّد أنَّ هذه الرواية رواها في العراق ولم يروها في المدينة؟!! وهل رواية العراقيين عنه تدل على أنَّهم تلقّوها منه بعد ذهابه إلى العراق؟!!
لقد بيَّن الدكتور بشار عواد معروف أستاذ الحديث في جامعة العلوم الإسلامية العالمية في عمّان - الأردن في كتابه "المسند الجامع" 19/ 788- 790 حديث رقم (16692) أنَّ حديث هشام بن عروة هذا قد رواه اثنا عشر راويًا من تلامذة هشام، وهم:
1- جعفر بن سليمان: عند النسائي 6/ 82.
2- حماد بن أسامة، أبو أسامة: عند مسلم (1422) (69)، وأبي داود (4933) و(4934) و(4936)، وأبي يعلى في مسنده (4897).
3- حماد بن زيد: عند أبي داود (2121) و(4933) و(4935).
4- حماد بن سلمة: عند الإمام أحمد 6/ 280، وأبي يعلى (4600).
5- سفيان بن سعيد الثوري: عند البخاري (5133) و(5158).
6- سفيان بن عيينة ا لهلالي: في مسند الحميدي (231).
7- عبد الرحمن بن أبي الزناد: عند أحمد 6/ 118.
8- عبدة بن سليمان: عند مسلم (1422) (70)، والنسائي 6/ 131.
9- علي بن مسهر: عند الدارمي (2266)، والبخاري (3894) و(5160) و(5156).
10- محمد بن خازم الضرير، أبو معاوية: عند مسلم (1422) (70)، والنسائي 6/ 82.
11- معمر بن راشد: عند النسائي في الكبرى (5570).
12- وهيب بن خالد بن عجلان: عند البخاري (5134).
فهل كل هؤلاء الأئمة الأعلام سمعوه في العراق؟!! وهل يستطيع أن يثبت ذلك، وطلبة العلم يجوبون الآفاق في طلب العلم، فيرحلون إلى الشيوخ المتقنين الثقات؟!! فهذا جهل ما بعده جهل بأحوال الرواة وطلبهم العلم.
أمَّا قوله إنَّ حديث زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة وبنائه بها جاء من خمسة طرق في البخاري فهو خطأ أيضاً، فهذا الحديث ورد مُقطَّعًا في ستة مواضع هي: (3894) و(5133) و(5134) و(5156) و(5158) و(5160). على أنَّ الرواية التي ورد فيها أنّه تزوَّجها وهي ابنة ست وبنى بها وهي ابنة تسع إنما جاءت في أربعة مواضع عن ثلاثة من الرواة عن هشام وهم:
1- سفيان الثوري، رواها البخاري عن شيخه محمد بن يوسف (5133) تارة، وتارة أخرى عن شيخه قبيصة بن عقبة (5158).
2- علي بن مُسهر، رواها البخاري عن شيخه فروة بن أبي المغراء (3894).
3- وهيب بن خالد، رواها البخاري عن شيخه معلى بن أسد (5134).
على أنَّ هشام بن عروة لم يتفرَّد برواية هذا الحديث عن أبيه، فقد تابعه الإمـام الزهـري -محمد بن مسلم بن شهاب- وناهيك به من ثقة جبل، فرواه عن عروة عن عائشة أيضًا بهذا السياق وإن اختلف مع هشام في سنة الزواج إذ قال: وهي بنت سبع سنين ولكنه اتفق معه إلى أنَّها زُفَّت إليه وهي بنت تسع سنين، وهو اختلاف يسير لا يضر، والحديث في صحيح مسلم (1422) (71) قال: حدَّثنا عبد بن حميد، قال: حدَّثنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة عن عائشة؛ أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بنت سبع سنين، وزُفَّت إليه وهي بنت تسع سنين ولُعَبُها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة. كما أخرجه النسائي في الكبرى (5570) مثله، كما هو مبين في "المسند الجامع" للدكتور بشار 19/ 790 حديث رقم (16692).
وأيضاً فإنَّ عروة بن الزبير لم ينفرد به عن عائشة، فقد تابعه على روايته الأسود بن يزيد ابن قيس النخعي الكوفي الثقة الفقيه فرواه عن عائشة، وهو في صحيح مسلم (1422) (72)، ومسند أحمد 6/ 42، وسنن النسائي 6/82، وسنن البيهقي 7/ 114 ونصّه: "عن الأسود، عن عائشة، قالت: تزوَّجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي بنت ست، وبنى بها وهي بنت تسع، ومات عنها، وهي بنت ثمان عشرة" (وينظر المسند الجامع للدكتور بشار 19/ 791 حديث رقم (16693).
كما رواه عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي المدني الثقة الفقيه عن عائشة عند النسائي في سننه الكبرى (5365) ونصّه: "أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بنت ست سنين، ودخل بها وهي بنت تسع سنين" (وينظر المسند الجامع 19/ 791 حديث 16694).
كما رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الثقة المتقن عن عائشة عند النسائي في المجتبى 6/ 131 وفيه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي بنت تسع. (وينظر المسند الجامع 19/ 792 حديث 16696).
فهؤلاء ثلاثة من الرواة الأثبات المتقنين تابعوا عروة بن الزبير على روايته ومثلما رواها هشام بن عروة عن أبيه. ولو شئنا تتبع الطرق كلها لوجدنا الكثير منها، وفيما قدمنا كفاية لكل ذي معرفة بهذا العلم الشريف، وبذلك يثبت هذا الحديث عن عائشة ويصير متواتراً، فهل نكذِّب كل هؤلاء، ونكذِّب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، ونصدِّق جاهلاً حاقداً لا يعرف أبسط قواعد البحث العلمي الرصين؟!!
أمَّا الاتِّهامات التي اتُّهم بها هشام بن عروة فلا قيمة لها، وقد ردَّها اثنان من علماء الحديث والرجال: الشيخ شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار عواد معروف، وقالا: إنَّ هذا مما لا يعتد به (تحرير تقريب التهذيب 4/ 41).
أمَّا الحديث رقم 2297 الذي ورد فيه قول عائشة {لم أعقل أبواي قط إلاَّ وهما يُدينان الدين} فإنه دليل على أنَّها وُلدت بعد البعثة وعند بلوغها الخامسة أو السادسة مرحلة الإدراك لم تعقل من أبويها إلاَّ الإسلام، ولو كانت وُلدت قبل البعثة لأدركت بداية دخولها في الإسلام؛ لأنَّها كبيرة بعد البعثة، فما استدلَّ به الباحث هو حجة عليه لا على رواية الزواج منها وهي في السادسة من عمرها. وقد ادَّعى أنَّ كتب السيرة اتَّفقت على أنَّ المصادر التاريخية أنَّ عائشة وُلدت قبل البعثة، وأنَّ أسماء تكبرها بعشر سنوات، وهذا ادعاءٌ يكذبه الذهبي في سير أعلام النبلاء حيث جاء فيه "وعائشة مِمَّن وُلدت في الإسلام".
ويكذِّبه الحافظ ابن حجر في الإصابة فإنه قال: "وُلدت بعد البعثة بأربع سنين أو خمس سنين". وممَّا يؤيِّد هذا أنَّ كتب السيرة تقول: إنَّ عائشة ماتت وعمرها ثلاث وستون سنة وبعض الأشهر، وقد توفيت سنة 57هـ، فإذا أخرجنا عمرها من تاريخ وفاتها 63-57= 6 أي قبل الهجرة.
أمَّا أسماء فإنَّها أكبر من عائشة ببضع عشرة سنة كما ذكر الذهبي في السير 2/ 287 أي أنَّها وُلدت قبل البعثة بعشر سنوات، والمدة بعد البعثة وقبل الهجرة 13 سنة، فإذا أنقصنا منها 9 سنوات تبقى 4+ 10 عمر أسماء يوم وُلدت عائشة = 14 سنة، فهي تكبرها بـ 14 سنة وليس بـ 10 سنوات.
ومما يؤيِّد أنَّه -صلى الله عليه وسلم- دخل بها في سن التاسعة: ما حصل في حديث الإفك، فإنَّه ينسجم مع رواية البخاري، وهو أنَّه -صلى الله عليه وسلم- سأل بريرة عن سلوك عائشة وتصرفاتها فقال: "أي بريرة وهل رأيت من شيء يريبك؟ قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق إنْ رأيتُ عليها أكثر من أنَّها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الدواجن فتأكله" البخاري 4750.
فلو كان عمرها كما يدعي ثمانية عشرة سنة لما حدث لها هذا لأنَّها وصلت سن النضوج فلا تفرِّط بالعجين تأكله الدواجن، إذن هي صغيرة كما قالت بريرة لا تسيطر على غلبة النوم عليها.
وحادثة الإفك وقعت في السنة السادسة من الهجرة، أي عمرها أربع عشرة سنة وليس أربعاً وعشرين سنة كما يدعي أنَّه تزوَّجها وعمرها ثمان عشرة سنة.
وفي كل ما تقدم دلالة على أنَّه تزوَّجها وهي في سن ا لحداثة لا النضوج مما يجعل لديها قوة لمقاومة النوم وحماية العجين . وبالاستشهاد العقلي ودفع الاستغراب عن زواج ابنة التسع سنوات اسأل القراء الكرام هل يعرف احدنا كم كان عمر جدته عندما تزوجت او جدة ابيه او جدة جده وقس على ذلك قبل الف واربعمائة عام كيف كانت ابنة التسع سنوات . اما الكاتب جمال البنا والذي يستغرب فتوى ارضاع الكبير مع اني اسغربها معه ولكني استغرب اكثر تحليل البنا لزواج المتعة وتبادل القبل بين الشباب والفتيات وامامة المرأة للرجل وغيرها من الفتاوي الشاذة والتي لا تخفى على احد ويمكن الرجوع اليها . واخيرا" نقول ...قال سفيان الثوري - رحمه الله - :
" الملائكة حراس السماء ، وأصحاب الحديث حراس الأرض" ( أخرجه الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " [ 80 ] بسند لا بأس به ) .
قال تعالى : (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون )) ........... وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)السلسلة الصحيحة للباني
نشرت وكالة عجلون الاخبارية على صفحاتها الغراء بتاريخ 25 كانون الثاني من هذا العام مقالة بعنوان (صحفي شــاب يصحح للأئمــة الأعــلام خطـأ ألـف عـام- لم يتزوج النبي محمد (ص) السيدة عائشة وهي بنت تسع كما يزعمون ) وكان جمال البنا ينقل هذا الحدث وكأنه ارخميدس الذي وجدها لما عرف عنه من العداء للتراث الاسلامي وللازهر خصوصا" . وقد انتظرنا وتوقعنا ان نرى ردا" مفحما" من علماء الامة والاردن وعلى صفحات وكالتنا الغراء على هذا العبث والهراء ولكن للاسف لم يحدث ذلك بل ان الذين مروا على هذا المقال الركيك راحوا يثنون على الرجل وعلى مقاله دون محاكمة علمية تأصيلية تضع الحق في نصابه ولم يقف الامر عند ذلك بل طالعتنا عناوين مشابهة تعاضد هذا العنوان كالقائل ( هل كل ما في البخاري صحيح ؟؟) ونحن هنا لا نشكك بنية اصحاب هذه الكتابات بل نبحث عن الموضوعية والامانة العلمية لذا كان لزاما" توضيح بعض الحقائق عن هذه المقالات واصحابها وهم جمال البنا واسلام بحيري الصحفي الشاب وهما مصريان واظنهما من نفس المدينة فمن هو اسلام بحيري هذا ..... إسلام بحيري هو مفكر شاب حاصل على درجة الماجستير من بريطانيا في تجديد مناهج الفكر الإسلامي
وهو رئيس مركز الدراسات الإسلامية بمؤسسة اليوم السابع الصحفية وهو كاتب بالجريدة تمثل صفحته الأسبوعية في الجريدة نواة هامة لمشروع كبير حيث تعنون اليوم السابع الصفحة باسم "الإسلام الآخر" ويعني بالاسلام الآخر غير الذي توافقت عليه الامة وتشكيكها بكل مصادرها التشريعية .
اما مقاله فهو اقتباس كامل من مقال للكاتب ((T.o Shanavas9) وهو فيزيائي من ولاية ميشيغان ) وقد تم نشره عام 1999م، بعنوان: هل كانت عائشة عروساً وهي في السادسة؟ يمكن مراجعته بالإنكليزية على الرابط:
http://www.ilaam.net/Articles/Ayesha.htmlhttp
وهذا بحد ذاته يطعن في نزاهة الرجل .....اما الرد العلمي على ما جابه هو وجمال البنا ومن هم على مذهبهم والذي يميل ميلا" عضيما" الى التشيع والاعتزال فنقول ...ان ما جاء به إضافة إلى طعنه في صحيح البخاري فإنَّه نسف به جميع مصادر التاريخ وتراجم الرجال والنساء ونسب الجهل لمؤلفيها، ويا ليت شعري ما وَجْهُ الغرابة في تزوّج رجل من امرأة عمرها ست سنوات ويدخل بها وعمرها تسع سنوات في مناطق استوائية يؤيِّد العلم حصول بلوغها السن الذي يمكن أن يدخل بها زوجها؛ حيث كان نساء الحجاز آنذاك يحصل لأجسامهنَّ البسطة في الطول ومضاهاة النساء البالغات في أماكن أخرى، وتعتريها الدورة الشهرية في هذا السن، فهو يُصحِّح ويُضعِّف على حسب مزاجه، فقد قوَّى رواية الطبري في كتابه (تاريخ الأمم) في أنَّ جميع أولاد أبي بكر وُلدوا في الجاهلية، ويُضعِّف رواية البخاري التي يرويها هشام بن عروة بحجّة أنَّه عندما ذهب إلى العراق ساء حفظه، وأنَّ الروايات عنه كلها عراقية.
وعلى فرض صحّة هذا الكلام، فهل تأكَّد أنَّ هذه الرواية رواها في العراق ولم يروها في المدينة؟!! وهل رواية العراقيين عنه تدل على أنَّهم تلقّوها منه بعد ذهابه إلى العراق؟!!
لقد بيَّن الدكتور بشار عواد معروف أستاذ الحديث في جامعة العلوم الإسلامية العالمية في عمّان - الأردن في كتابه "المسند الجامع" 19/ 788- 790 حديث رقم (16692) أنَّ حديث هشام بن عروة هذا قد رواه اثنا عشر راويًا من تلامذة هشام، وهم:
1- جعفر بن سليمان: عند النسائي 6/ 82.
2- حماد بن أسامة، أبو أسامة: عند مسلم (1422) (69)، وأبي داود (4933) و(4934) و(4936)، وأبي يعلى في مسنده (4897).
3- حماد بن زيد: عند أبي داود (2121) و(4933) و(4935).
4- حماد بن سلمة: عند الإمام أحمد 6/ 280، وأبي يعلى (4600).
5- سفيان بن سعيد الثوري: عند البخاري (5133) و(5158).
6- سفيان بن عيينة ا لهلالي: في مسند الحميدي (231).
7- عبد الرحمن بن أبي الزناد: عند أحمد 6/ 118.
8- عبدة بن سليمان: عند مسلم (1422) (70)، والنسائي 6/ 131.
9- علي بن مسهر: عند الدارمي (2266)، والبخاري (3894) و(5160) و(5156).
10- محمد بن خازم الضرير، أبو معاوية: عند مسلم (1422) (70)، والنسائي 6/ 82.
11- معمر بن راشد: عند النسائي في الكبرى (5570).
12- وهيب بن خالد بن عجلان: عند البخاري (5134).
فهل كل هؤلاء الأئمة الأعلام سمعوه في العراق؟!! وهل يستطيع أن يثبت ذلك، وطلبة العلم يجوبون الآفاق في طلب العلم، فيرحلون إلى الشيوخ المتقنين الثقات؟!! فهذا جهل ما بعده جهل بأحوال الرواة وطلبهم العلم.
أمَّا قوله إنَّ حديث زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة وبنائه بها جاء من خمسة طرق في البخاري فهو خطأ أيضاً، فهذا الحديث ورد مُقطَّعًا في ستة مواضع هي: (3894) و(5133) و(5134) و(5156) و(5158) و(5160). على أنَّ الرواية التي ورد فيها أنّه تزوَّجها وهي ابنة ست وبنى بها وهي ابنة تسع إنما جاءت في أربعة مواضع عن ثلاثة من الرواة عن هشام وهم:
1- سفيان الثوري، رواها البخاري عن شيخه محمد بن يوسف (5133) تارة، وتارة أخرى عن شيخه قبيصة بن عقبة (5158).
2- علي بن مُسهر، رواها البخاري عن شيخه فروة بن أبي المغراء (3894).
3- وهيب بن خالد، رواها البخاري عن شيخه معلى بن أسد (5134).
على أنَّ هشام بن عروة لم يتفرَّد برواية هذا الحديث عن أبيه، فقد تابعه الإمـام الزهـري -محمد بن مسلم بن شهاب- وناهيك به من ثقة جبل، فرواه عن عروة عن عائشة أيضًا بهذا السياق وإن اختلف مع هشام في سنة الزواج إذ قال: وهي بنت سبع سنين ولكنه اتفق معه إلى أنَّها زُفَّت إليه وهي بنت تسع سنين، وهو اختلاف يسير لا يضر، والحديث في صحيح مسلم (1422) (71) قال: حدَّثنا عبد بن حميد، قال: حدَّثنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة عن عائشة؛ أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بنت سبع سنين، وزُفَّت إليه وهي بنت تسع سنين ولُعَبُها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة. كما أخرجه النسائي في الكبرى (5570) مثله، كما هو مبين في "المسند الجامع" للدكتور بشار 19/ 790 حديث رقم (16692).
وأيضاً فإنَّ عروة بن الزبير لم ينفرد به عن عائشة، فقد تابعه على روايته الأسود بن يزيد ابن قيس النخعي الكوفي الثقة الفقيه فرواه عن عائشة، وهو في صحيح مسلم (1422) (72)، ومسند أحمد 6/ 42، وسنن النسائي 6/82، وسنن البيهقي 7/ 114 ونصّه: "عن الأسود، عن عائشة، قالت: تزوَّجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي بنت ست، وبنى بها وهي بنت تسع، ومات عنها، وهي بنت ثمان عشرة" (وينظر المسند الجامع للدكتور بشار 19/ 791 حديث رقم (16693).
كما رواه عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي المدني الثقة الفقيه عن عائشة عند النسائي في سننه الكبرى (5365) ونصّه: "أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بنت ست سنين، ودخل بها وهي بنت تسع سنين" (وينظر المسند الجامع 19/ 791 حديث 16694).
كما رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الثقة المتقن عن عائشة عند النسائي في المجتبى 6/ 131 وفيه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوَّجها وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي بنت تسع. (وينظر المسند الجامع 19/ 792 حديث 16696).
فهؤلاء ثلاثة من الرواة الأثبات المتقنين تابعوا عروة بن الزبير على روايته ومثلما رواها هشام بن عروة عن أبيه. ولو شئنا تتبع الطرق كلها لوجدنا الكثير منها، وفيما قدمنا كفاية لكل ذي معرفة بهذا العلم الشريف، وبذلك يثبت هذا الحديث عن عائشة ويصير متواتراً، فهل نكذِّب كل هؤلاء، ونكذِّب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، ونصدِّق جاهلاً حاقداً لا يعرف أبسط قواعد البحث العلمي الرصين؟!!
أمَّا الاتِّهامات التي اتُّهم بها هشام بن عروة فلا قيمة لها، وقد ردَّها اثنان من علماء الحديث والرجال: الشيخ شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار عواد معروف، وقالا: إنَّ هذا مما لا يعتد به (تحرير تقريب التهذيب 4/ 41).
أمَّا الحديث رقم 2297 الذي ورد فيه قول عائشة {لم أعقل أبواي قط إلاَّ وهما يُدينان الدين} فإنه دليل على أنَّها وُلدت بعد البعثة وعند بلوغها الخامسة أو السادسة مرحلة الإدراك لم تعقل من أبويها إلاَّ الإسلام، ولو كانت وُلدت قبل البعثة لأدركت بداية دخولها في الإسلام؛ لأنَّها كبيرة بعد البعثة، فما استدلَّ به الباحث هو حجة عليه لا على رواية الزواج منها وهي في السادسة من عمرها. وقد ادَّعى أنَّ كتب السيرة اتَّفقت على أنَّ المصادر التاريخية أنَّ عائشة وُلدت قبل البعثة، وأنَّ أسماء تكبرها بعشر سنوات، وهذا ادعاءٌ يكذبه الذهبي في سير أعلام النبلاء حيث جاء فيه "وعائشة مِمَّن وُلدت في الإسلام".
ويكذِّبه الحافظ ابن حجر في الإصابة فإنه قال: "وُلدت بعد البعثة بأربع سنين أو خمس سنين". وممَّا يؤيِّد هذا أنَّ كتب السيرة تقول: إنَّ عائشة ماتت وعمرها ثلاث وستون سنة وبعض الأشهر، وقد توفيت سنة 57هـ، فإذا أخرجنا عمرها من تاريخ وفاتها 63-57= 6 أي قبل الهجرة.
أمَّا أسماء فإنَّها أكبر من عائشة ببضع عشرة سنة كما ذكر الذهبي في السير 2/ 287 أي أنَّها وُلدت قبل البعثة بعشر سنوات، والمدة بعد البعثة وقبل الهجرة 13 سنة، فإذا أنقصنا منها 9 سنوات تبقى 4+ 10 عمر أسماء يوم وُلدت عائشة = 14 سنة، فهي تكبرها بـ 14 سنة وليس بـ 10 سنوات.
ومما يؤيِّد أنَّه -صلى الله عليه وسلم- دخل بها في سن التاسعة: ما حصل في حديث الإفك، فإنَّه ينسجم مع رواية البخاري، وهو أنَّه -صلى الله عليه وسلم- سأل بريرة عن سلوك عائشة وتصرفاتها فقال: "أي بريرة وهل رأيت من شيء يريبك؟ قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق إنْ رأيتُ عليها أكثر من أنَّها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الدواجن فتأكله" البخاري 4750.
فلو كان عمرها كما يدعي ثمانية عشرة سنة لما حدث لها هذا لأنَّها وصلت سن النضوج فلا تفرِّط بالعجين تأكله الدواجن، إذن هي صغيرة كما قالت بريرة لا تسيطر على غلبة النوم عليها.
وحادثة الإفك وقعت في السنة السادسة من الهجرة، أي عمرها أربع عشرة سنة وليس أربعاً وعشرين سنة كما يدعي أنَّه تزوَّجها وعمرها ثمان عشرة سنة.
وفي كل ما تقدم دلالة على أنَّه تزوَّجها وهي في سن ا لحداثة لا النضوج مما يجعل لديها قوة لمقاومة النوم وحماية العجين . وبالاستشهاد العقلي ودفع الاستغراب عن زواج ابنة التسع سنوات اسأل القراء الكرام هل يعرف احدنا كم كان عمر جدته عندما تزوجت او جدة ابيه او جدة جده وقس على ذلك قبل الف واربعمائة عام كيف كانت ابنة التسع سنوات . اما الكاتب جمال البنا والذي يستغرب فتوى ارضاع الكبير مع اني اسغربها معه ولكني استغرب اكثر تحليل البنا لزواج المتعة وتبادل القبل بين الشباب والفتيات وامامة المرأة للرجل وغيرها من الفتاوي الشاذة والتي لا تخفى على احد ويمكن الرجوع اليها . واخيرا" نقول ...قال سفيان الثوري - رحمه الله - :
" الملائكة حراس السماء ، وأصحاب الحديث حراس الأرض" ( أخرجه الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " [ 80 ] بسند لا بأس به ) .