كفر ابشيش

«أوميجا 3» كلمة السر في انتشار «الرجيم الياباني» عالمياً
للغذاء دور قوي في حياة الفرد وصحته ونشاطه وسلوكه وذكائه.. لكن هل فكر أحد منا في سر نجاح اليابانيين في القضاء على السمنة، وهل يدرك أحد منا سبب نشاطهم وحبهم للعمل بشكل متقن، ولماذا اليابانيون يمثلون أقل نسبة «سمنة» في العالم؟.. الجميع يتهم ويقول إن التطور التكنولوجي يعد السبب الرئيسي في انتشار السمنة، رغم أن اليابانيين هم أكثر شعوب العالم تطوراً في عالم التكنولوجيا. لكن عند الدكتور سمير سامي أخصائي التغذية وعلاج السمنة، عضو الجمعية الطبية لعلاج وأبحاث السمنة الخبر اليقين، حيث يشير إلى أنه ومن خلال إطلاعه على الكثير من الأبحاث، وجد أن «الرجيم» أو الحمية اليابانية ونمط حياة هذا الشعب الغذائي بدءا من الأواني المستخدمة في الأكل من أطباق وحجمها المميز إلى نوعية الأكل ونسبة محتوى الدهن فيه، إلى طريقة الطهي وطريقة تناول الطعام، هو ما جعل الكثير من الباحثين عن الرشاقة يلجأون إلى استخدام «الرجيم الياباني».
الأطول عمراً
ويقول الدكتور سمير سامي «أظهرت الدراسات أن الرجيم الياباني هو الأكثر رشاقة ونشاطاً وحيوية وذكاء، والأطول عمراً، فمن يرى سكان اليابان سيجد أغلبهم ذات قوام رشيق سواء رجالاً أم نساء، ويرجع سبب ذلك إلى تكامل غذائهم الصحي، واحتوائه على جميع العناصر الغذائية الأساسية، التي توجد في بروتينات المنتجات البحرية والحبوب الكاملة والفواكة والخضار ذات السعرات الحرارية القليلة التي تعد سبباً رئيسياً في نقص أو زيادة الوزن».
موضحاً د. سمير أن الرجيم الياباني غنى بكمية كافية من الألياف الغذائية التي تعطى الإحساس بالامتلاء والشبع ولها الكثير من الفوائد الصحية، سواء من ناحية القلب أو الكوليسترول والضغط وسلامة الجهاز الهضمي والوقاية من السرطان بمختلف أنواعه وخاصة سرطان القولون.أطفال اليابان
ترجع الرشاقة اليابانية أيضاً كما يوضح الدكتور سمير، إلى الرجيم الياباني للحامل والمرضع حيث أنه مستوفي جميع الاحتياجات، وبعض المكملات الغذائية من حيث التغذية السليمة للأم أثناء الحمل والرضاعة، والتي تفيد الجنين داخل الرحم، وأيضاً خلال فترة رضاعته.
ويتابع سمير «الرشاقة في الصغر تستمر في الكبر مع اتباع عادات غذائية صحية، حيث تتكون الخلايا الدهنية أثناء مرحلة الطفولة، فسمنة الصغر تنتج عن زيادة في عدد الخلايا الدهنية، أما سمنة الكبر فتنتج عن زيادة في حجم الخلايا الدهنية، وهذا هو أحد أسرار السيطرة على الوزن الياباني منذ الصغر.
ومن أفضل نتائج الرجيم الياباني، أنه لا يؤدي إلى ارتداد الوزن بعد خسارته، بسبب احتوائه على نسبة عالية من المعادن المسؤولة عن نشاط الغدة الدرقية ومعدل حرق الجسم،ويعد اليابانيون من أكثر الشعوب حيوية ونشاطاً وحباً للعمل. وهذا ما أكدته العديد من أبحاث التغذية العلاجية التي أشارت إلى أن الرجيم الياباني وراء الحيوية والنشاط لاحتوائه على قدر كاف من الكربوهيدرات المعقدة، وعلى دهون غير مشبعة وخضار وفواكه تحافظ على مستوى سكر الدم، وتعطى الجسم القدرة على الحركة وراحة البدن، بعيدا عن الأكلات الدهنية التي تحوي الكثير من الزيوت.
الذكاء الياباني
ويضيف د. سمير «من خلال رحلتي العلمية في عالم الرشاقة، وجدت العديد من مختلف النتائج على ما يزيد عن 20.000 ألف مريض كانوا يعتمدون على العلاج بالرجيم الياباني لاحتوائه على نسبة عالية من «الأوميجا 3»، التى لها كبير الأثر على نسبة الذكاء والتركيز والاستيعاب لدى الأطفال، كما أنها تحمي من بعض أمراض الشيخوخة. لافتا « قد أثبتت العديد من أبحاث التغذية العلاجية، أن أوميجا 3 مهمة جداً للنشاط العصبي السليم، حيث تمنع اضطرابات المزاج والعنف والاضطرابات العقلية، كما تنظم عمل «السيروتينين « المانع للاكتئاب، كما تشير دراسة علمية فرنسية أخرى إلى أن أفضل علاج للاكتئاب النفسي ليس من خلال مضادات الاكتئاب، وإنما بالمكمل الغذائي أوميجا 3 لمدة ثمانية أسابيع».
مصادر الأوميجا
توجد مصادر الأوميجا3 ، كما يقول د. سمير، في بذور وزيت الكتان، والزيت الحار، بذور القنب، زيت الجوز «عين الجمل»، بذور القرع وزيتها. أيضا توجد في الخضراوات الورقية مثل السبانخ، الرجلة «البقلة»، الخس، وفي اللفت والحبوب الكاملة. وأكد سمير أن أفضل مصدر لأوميجا 3 على الإطلاق هو بذور الكتان التي يفضل طحنها حتى يستطيع الجسم امتصاص أوميجا 3 منها، ويمكن تخزينها في الثلاجة أو المجمد، مثل الزيوت حتى نحميها من الأكسدة. موضحا «من الأمور التي يجب ملاحظتها هو أن أوميجا 3 قد تتعرض للتلف عند تعرضها للحرارة والأكسدة، لهذا من المستحسن تخزين الزيوت في أوعية قاتمة اللون في الثلاجة».
أما بالنسبة للمصادر البحرية لأوميجا 3 فتوجد كما يوضح د. سمير، في الأسماك الدسمة التي تعيش بمياه باردة مثل «أسماك المحيطات خاصة السلمون، التونة، السردين، سمك موسي، والهوكي، والقفندر، القد الأسود، السمك الأزرق، الرنجة، كما توجد في بلح البحر، وبعض المأكولات والطحالب البحرية وفي زيت السمك».
اليابانيون أعلى متوسط عُمر
يمتاز اليابانيون بأعلي متوسط عمر في العالم، حيث يبلغ متوسط العمر بالنسبة للرجال اليابانيين 78 عاما والنساء 85 عاما. ويعزون ذلك إلي الطعام الذي يتناوله الفرد الياباني، ففي بريطانيا يعاني 22 بالمئة من البالغين من السمنة، مقارنة بـ 32 بالمئة في الولايات المتحدة، و 3 بالمئة فقط في اليابان