كيف يمكننا تغيير العالم
كيف يمكنني أن أغير العالم.. وأنقذه من الدمار الشامل؟
يبدو أننا بحاجة للتأمل والحب والالتزام بالعهد والعمل...
إنني أشعر بالمسؤولية تجاه الله والوجود الذي وهبني نعمة الحياة والوعي.. وجعلني موجود...
لكنني أحياناً أشعر بصعوبة تحويل ذلك إلى أفعال واقعية
فماذا عليّ أن أفعل لأصلح العالم والناس؟
العهد والالتزام ليس ضروري... بل هو ضد السلام والانسجام
لأن العهد لا بد أن يصبح قديماً من الماضي
ولا يمكنه أن يتجاوب مع هذه اللحظة
العهد عبودية وقيود... من الماضي المحدود...
يا صديقي لستَ بحاجة للقيام بأي فعل...
إذا كان قلبك يفيض بالحب والرحمة والتأمل... سيحدث الفعل
سيحدث من تلقاء نفسه...
وعندها سيكون لهذا الفعل جمال خاص...
سيكون فعل لا انفعال... سيزهر لوحده كوردة برية...
لكنك تقيّد نفسك بأعباء غير ضرورية...
وتجبرها بالوعود والعهود والأفعال والمسؤولية...!
ألم توقن بعد أيها العابد بأنك صغيرٌ جداً أمام المعبود مبدع الوجود...
والأزمة العالمية كبيرة.. فماذا يمكنك أن تفعل؟...
العهد والفعل والمسؤولية لإنقاذ البشرية
ليست سوى أعباء غير ضرورية...
عش واستمتع بهذه اللحظة... انمو وحلق بوعي وحرية...
كن أكثر حباً... أكثر رحمة... تصرف بعفوية... واختبر الألوهية...
لا داعي لأن تصاب بجنون العظمة... وفكرة إنقاذ الكرة الأرضية...
احتفل بما يحيط بك من الجمال... وسط هذا الاحتفال لاشيء محال...
الفعل سيظهر تلقائياً في الحال... لا داعي لتمثيله والتظاهر به لنبدو أبطال...
فقط إنْ استطعنا جعل المزيد من الناس أكثر حباً...واحتفالاً...وعفويةً...
قد نتجنب حدوث هذا الانتحار... ونحمي كوكبنا من الدمار...
لكن لا تأخذ الأمر بجدية... بل كن أكثر لعباً وعفوية...
فإنْ أراد الوجود لهذا الكوكب أن يختفي ويزول
مَن نحن لنعارض مشيئته ونمنع ذلك من الحصول؟؟!!
في كل يوم تختفي نجوم لتتحول إلى ثقوب سوداء...
وكل يوم تولد نجوم جديدة من ثقوب بيضاء...
أمرٌ واحد عليك تذكره جيداً ودائماً:
كل شيء يولد سيموت...
هذا الكوكب عمره آلاف ملايين السنين...
ربما أصبح قديماً... ربما لا يمكننا عمل شيء لإنقاذه...
ربما قد حان الوقت له ليستريح... والموت استراحة...
أنا لا أقول لك أن تعمل إذاً على تدميره...!!
أقول لك أن تكون حاضراً هنا الآن.... لا تنتظر فناء الزمان والمكان...
طالما أن هناك حياةً على هذه الأرض.... كن حياً....
ارقص...غني...أحب... استمتع بما هو موجودٌ الآن...
اجعل هذا الكوكب أجمل مما كان بقدر الإمكان....
حتى يشعر خالق الأكوان بأن على هذا الكوكب أن يحيا ويستمر..
لا يمكنك أن تحميه مباشرة... لكن يمكنك أن تخلق السبب للرحمن....
السبب لأن يشعر بالحزن لتدميره كوكباً جميلاً كهذا المكان...
أن يدمر الأزهار والأنهار... ومخلوقاً جميلاً واعياً كالإنسان...
لا التأييد ولا المعارضة ستجديان...
فقط شيءٌ واحد بالإمكان:
وهو جعلك لهذا المكان أكثر فأكثر جمالاً... جعله رائعاً خلاباً..
لدرجة أن الله لن يقوى حتى على التفكير بتدميره....
وبقدر ما سيسمح المكوّن للكون بالاستمرار..
بيدك القرار وعليك الاختيار...
فاستمتع به...
أضف بعضاً من الجمال والبهجة على أي فعل من أفعال حياتك
دع كل عمل يصبح عبادة.... قم به بإتقان فأنت الفنان...
بالنسبة لي تلك هي الطريقة الوحيدة لتجنب انتحار هذا الكوكب والدمار...
بيدنا الخيار ونحن أصحاب القرار... وذلك لن يتطلب منا أي فعل أو استنفار!...
سكونك وتأملك كافيان لحمايتك.. فلهما قوة أكبر بكثير من الأفعال...
ومن صمتك هذا قد يولد فعل ما يساهم في جعل أمنا الأرض أكثر سحراً وروعة...
ما أحاول إيصاله هو:
أثبت للكون بأن هذا الكوكب ثمينٌ وغالي جداً...
وأن السماح بتدميره أمرٌ تافه غير مقبول...
ليس عليك أن تصنع شيئاً.. عليك فقط بالتأمل...
أن تكون صامتاً في داخلك..أن ترمي بضجيج الفكر...
وتدخل السكينة في أعماقك...
أن تكون شعلة من الحب... وتملأ الدنيا بالضحك...
فالضحك أقوى بكثير من أي سلاح نووي أو تفجير...
اغمر الوجود بحبك...
وعالم مليء بالحب ليس فيه مكان للحرب...
حين يسود الحب.. من سيقوم بالحرب؟!...
لقد قتلنا الأنبياء والأولياء لأنهم دعوا للمحبة والتوحيد والسلام..
وقد أدانني الكثيرون لأنهم لم يفهموا الجوهر في أسرار الحياة
يعتقدون بأنني أجعل من الناس كسالى خاملين.. عن العمل عاطلين
وأقول لهم تأملوا وكونوا صامتين...
لا يعلمون بأنني أجعل الأفعال العفوية تخرج وتنبع لوحدها
من صمتهم وحبهم وفهمهم...
الأفعال تحدث من خلالهم... والرقص يرقص من خلالهم...
الحب أكبر منا جميعاً.. فلا يمكنك أن تستخدم الحب..
لكن.. يمكنك أن تسمح للحب بأن يستخدمك
تسمح للنور والجمال أن يظهر من خلالك
تلك النعمة والرحمة عندما تملأ الأرض
ستكون أعظم حماية من الدمار والانتحار