انتهى زمان الدول... رغم ذلك لا تزال موجودة وهي سبب المشاكل والحروب.. عندما ننظر إلى العالم بعين النسر المحلّق في أعالي السماء... مراقباً شاهداً على ما يجري في الأرض... سنشعر بشعور غريب... سنبصر برؤية مختلفة... إننا نحتاج فقط إلى إنسانية واحدة موحّدة. كمثال.. كان هناك ألف شخص يموتون يومياً من الجوع في أثيوبيا... في نفس الوقت، كانت أوروبا ترمي بلايين الدولارات من الطعام في المحيط.......
إن أي شخص ينظر إلينا من بعيد... سيعتقد أن البشر مجانين تماماً..!! آلاف الناس يموتون وجبال من الزبدة والمواد الغذائية تُرمى في المحيط... طبعاً لأن أثيوبيا والدول الفقيرة ليست من اهتمامات الدول الغنية والمتقدمة... اهتمامها الأول هو الحفاظ على اقتصادها ومالها ومكانتها في السوق وسباق السوء.... حتى لو كان بإمكانها إنقاذ حياة الناس بإعطائهم ذلك الطعام المرمي... ياريت للكلاب... بل للخراب والإرهاب... مشاكلنا عالمية... لذلك على الحلول أن تكون عالمية أيضاً... وأقول لكم نظرتي إلى هذه المشاكل... دائماً هناك أشياء لا ضرورة لها في مكان ما... وفي مكان آخر تعتمد حياة الناس عليها... مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ... ووجود حكومة عالمية يعني أنها ستنقل الأشياء الضرورية إلى مكان حاجتها. فالإنسانية واحدة.. أمة واحدة... عندما نفكر بهذا وننوي عليه.. سيكون هناك اقتصاد واحد.
في آخر مرة قامت فيها أميركا بإغراق موادها الغذائية، كانت كلفة إغراقها فحسب ملايين الدولارات... هذه ليست كلفة المواد بل فقط كلفة نقلها ورميها... وأميركا ذاتها لديها ثلاثين مليون شخص لا يستطيع تأمين طعامه!... وهكذا نجد أن السؤال ليس في تقديم الطعام للغير... بل لأهل الدار قبل الجار... لكننا نوينا على الدمار... المشكلة معقدة.. لأنك إذا أعطيت الغذاء المجاني لثلاثين مليون جائع، سيبدأ عندها الآخرون بالقول: لماذا يجب علينا نحن أن ندفع ثمن طعامنا؟... وسوف تهبط جميع الأسعار والدرهم والدينار والدولار... يتوقف المزارعون عن الزراعة والتجار عن التجارة... لذلك من خوف أميركا على اقتصادها، تترك ثلاثين مليون يجوعون ويتسوّلون في الشوارع، وتستمر برمي الطعام الزائد عن حاجة السوق والفوائد... ليس هناك ثلاثين مليون أميركي يموت من الجوع فحسب... هناك أيضاً ثلاثين مليون آخرين يموتون من التخمة واللحمة.... العلم قادر تماماً على حل مشكلتهم.. بالتوعية الصحية والمواد المساعدة. وهكذا بإمكاننا إنقاذ ستين مليون شخص فوراً... عندما يصبح لدينا قليل من الفهم الشامل والكامل.... الذي نحصل عليه عندما ننظر بعين النسر الحكيم.... نظرة واسعة الأفق.. ترى حق كل خلق...
وصلت بنا مشاكلنا إلى حالة تستدعي أن نحوّل الإنسان بتقاليده البالية وأفكاره المشفرة المتحجرة... كل الأنظمة التعليمية.... كل القيم والتقاليد والشرائع المشرّعة بالجهل والتعصّب.... هذا ما أوصلنا إلى هذا المستوى وإلى أسفل السافلين... الانتحار العالمي الذي سيحدث قريباً.. هو النتيجة النهائية ومحصلة حضاراتنا وفلسفاتنا وأدياننا... كلها ساهمت فيه بطرق غريبة... لكن لا أحد حتى الآن فكر بالعالم ككل... كل منا كان ينظر إلى بيته أو شارعه... مدينته أو دولته... دون أن يهتم بالجار... لا سابع جار ولا حتى أقرب جار إلى الدار...
في هذه الحالة المشحونة المحقونة... أخطر خطر هو أن التحضير للانتحار والدمار، من قِبل جميع الدول، يحمل اسم الحرب والانتصار... أي لعبة سخيفة للأولاد الصغار... تستطيع أن ترى هذا في الطريقة التي تحترم فيها الدول أعلامها وتعبدها... مجرد قطعة صغيرة من القماش.. إذا أنزلتها تكون قد خسرت الدولة كل هيبتها وشرفها وكرامتها ومباشرة تعلن الحرب.... أصبح كل الناس معاقين متخلّفين عقلياً... مجانين دون حاجة إلى مشفى المجانين...
إذا نظرتَ بعين العاقل والعقل ستجد أن الأرض في الحقيقة غير مقسومة أو مرسومة... فما هي الحاجة إلى العديد من الدول والحكومات... ما عدا أنها تُشبع الأنا والكبرياء عند كثير من الناس؟؟؟ لماذا على ألمانيا أن تخاف من المهاجرين إليها... وتدفع الألمانيين إلى التكاثر وزيادة الأعداد... في حين أن الأرض تموت من زيادة عدد البشر عليها؟؟... لو أن هناك حكومة واحدة، لكان بإمكانها أن تنقل البشر من مكان لآخر... من مكان الازدحام في السكان إلى مكان الهدوء والاطمئنان... لو أن هناك حكومة عالمية واحدة... دون تقسيمات بين الدول... ومع حرية الانتقال دون الحاجة إلى جوازات السفر والتراخيص وغيرها من الأشياء التافهة... سيكون من السهل جداً حل جميع مشكلاتنا والجلوس معاً بقلوب دافئة.... والهدية من الهادي يا هادي... ما نطلبه هو الهداية...
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.