وقذف في قلوبهم الرعب
وقذف في قلوبهم الرعب
http://www.manhag.net/main/2010-08-11-00-11-52/2010-08-11-00-08-28/9142-%D9%88%D9%82%D8%B0%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A8%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A8.html
قوله تعالى : وقذف في قلوبهم الرعب .
منطوقه أن الرعب سبب من أسباب هزيمة اليهود ، ومفهوم المخالفة يدل على أن العكس بالعكس أي : أن الطمأنينة وهي ضد الرعب ، سبب من أسباب النصر ، وهو ضد الهزيمة .
وقد جاء ذلك المفهوم مصرحا به في آيات من كتاب الله تعالى ، منها قوله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا [ 48 \ 18 ] ، ومنها قوله تعالى : لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين [ 009 026 ] ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين [ 9 \ 25 - 26 ] ، فقد ولوا مدبرين بالهزيمة ، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنودا من الملائكة فكان النصر لهم ، وهزيمة أعدائهم المشار إليها بقوله تعالى : وعذب الذين كفروا [ 9 \ 25 ] أي : بالقتل ، والسبي في ذلك اليوم .
ومنها قوله تعالى : إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم [ 9 \ 40 ] .
وهذا الموقف آية من آيات الله ، اثنان أعزلان يتحديان قريشا بكاملها ، بعددها وعددها ، فيخرجان تحت ظلال السيوف ، ويدخلان الغار في سدفة الليل ، ويأتي الطلب على فم الغار بقلوب حانقة ، وسيوف مصلتة ، وآذان مرهفة حتى يقول الصديق رضي الله عنه : والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت نعليه لأبصرنا ، فيقول - صلى الله عليه وسلم - وهو في غاية الطمأنينة ، ومنتهى السكينة : " ما بالك باثنين الله ثالثهما " ؟ .
ومنها : وفي أخطر المواقف في الإسلام في غزوة بدر ، حينما التقى الحق بالباطل وجها لوجه ، جاءت قوى الشر في خيلائها وبطرها وأشرها ، وأمامها جند الله في تواضعهم [ ص: 20 ] وإيمانهم ، وضراعتهم إلى الله : فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام [ 8 \ 9 - 11 ] .
فما جعل الله الإمداد بالملائكة إلا ؛ لتطمئن به قلوبهم ، وما غشاهم النعاس إلا أمنة منه ، وتم كل ذلك بما ربط على قلوبهم ، فقاوموا بقلتهم قوى الشر على كثرتهم ، وتم النصر من عند الله بمدد من الله ، كما ربط على قلوب أهل الكهف : وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا [ 18 \ 14 ] .
هذه آثار الطمأنينة والسكينة والربط على القلوب المدلول عليه بمفهوم المخالفة من قوله تعالى : فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، وقد جمع الله تعالى الأمرين المنطوق والمفهوم في قوله تعالى : إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب [ 8 \ 12 ] ، فنص على الطمأنينة بالتثبيت في قوله : فثبتوا الذين آمنوا ، ونص على الرعب في قوله : سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فكانت الطمأنينة تثبيتا للمؤمنين ، والرعب زلزلة للكافرين .
وقد جاء في الحديث أن جبريل - عليه السلام - لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتوجه إلى بني قريظة ، قال : " إني متقدمكم ؛ لأزلزل بهم الأقدام " ، ومما يدل على أسباب هذه الطمأنينة في هذه المواقف قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين [ 8 \ 45 ، 46 ] .
فذكر الله تعالى أربعة أسباب للطمأنينة :
الأولى : الثبات ، وقد دل عليها قوله تعالى : إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص [ 61 \ 4 ] .
[ ص: 21 ] والثانية : ذكر الله كثيرا ، وقد دل عليه قوله تعالى : ألا بذكر الله تطمئن القلوب [ 13 \ 28 ] .
والثالثة : طاعة الله ورسوله ، ويدل لها قوله تعالى : فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف [ 47 \ 20 - 21 ] .
والرابعة : عدم التنازل والاعتصام والألفة ، ويدل عليها قوله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا [ 3 \ 103 ] .
ومن ذكر أسباب الهزيمة من رعب القلوب ، وأسباب النصر من السكينة والطمأنينة ، تعلم مدى تأثير الدعايات في الآونة الأخيرة ، وما سمي بالحرب الباردة من كلام وإرجاف مما ينبغي الحذر منه أشد الحذر ، وقد حذر الله تعالى منه في قوله تعالى : قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا [ 33 \ 18 ] ، وقد حذر تعالى من السماع لهؤلاء في قوله تعالى : لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين [ 9 \ 47 ] .
ولما اشتد الأمر على المسلمين في غزوة الأحزاب ، وبلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن اليهودنقضوا عهدهم أرسل إليهم - صلى الله عليه وسلم - من يستطلع خبرهم ، وأوصاهم إن هم رأوا غدرا ألا يصرحوا بذلك ، وأن يلحنوا له لحنا حفاظا على طمأنينة المسلمين ، وإبعادا للإرجاف في صفوفهم .
كما بين تعالى أثر الدعاية الحسنة في قوله تعالى : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم [ 8 \ 60 ] ، وقد كان بالفعل لخروج جيش أسامة بعد انتقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى ، وعند تربص الأعراب كان له الأثر الكبير في إحباط نوايا المتربصين بالمسلمين ، وقالوا : ما أنفذوا هذا البعث إلا وعندهم الجيوش الكافية ، والقوة اللازمة .
وما أجراه الله في غزوة بدر من هذا القبيل أكبر دليل عملي ، إذ يقلل كل فريق في أعين الآخرين ، كما قال تعالى : إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور [ ص: 22 ] [ 8 \ 43 - 44 ] ، وهذا كله مما ينبغي الاستفادة منه اليوم على العدو في قضية الإسلام والمسلمين .
من كتاب أضواء البيان .. سورة الحشر ..
آيات للتدبر
آيـــــــــــات للتدَبُّر
http://www.manhag.net/main/2010-08-11-00-11-52/2010-08-11-00-08-28/9142-%D9%88%D9%82%D8%B0%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A8%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A8.html
قوله تعالى : وقذف في قلوبهم الرعب .
منطوقه أن الرعب سبب من أسباب هزيمة اليهود ، ومفهوم المخالفة يدل على أن العكس بالعكس أي : أن الطمأنينة وهي ضد الرعب ، سبب من أسباب النصر ، وهو ضد الهزيمة .
وقد جاء ذلك المفهوم مصرحا به في آيات من كتاب الله تعالى ، منها قوله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا [ 48 \ 18 ] ، ومنها قوله تعالى : لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين [ 009 026 ] ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين [ 9 \ 25 - 26 ] ، فقد ولوا مدبرين بالهزيمة ، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنودا من الملائكة فكان النصر لهم ، وهزيمة أعدائهم المشار إليها بقوله تعالى : وعذب الذين كفروا [ 9 \ 25 ] أي : بالقتل ، والسبي في ذلك اليوم .
ومنها قوله تعالى : إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم [ 9 \ 40 ] .
وهذا الموقف آية من آيات الله ، اثنان أعزلان يتحديان قريشا بكاملها ، بعددها وعددها ، فيخرجان تحت ظلال السيوف ، ويدخلان الغار في سدفة الليل ، ويأتي الطلب على فم الغار بقلوب حانقة ، وسيوف مصلتة ، وآذان مرهفة حتى يقول الصديق رضي الله عنه : والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت نعليه لأبصرنا ، فيقول - صلى الله عليه وسلم - وهو في غاية الطمأنينة ، ومنتهى السكينة : " ما بالك باثنين الله ثالثهما " ؟ .
ومنها : وفي أخطر المواقف في الإسلام في غزوة بدر ، حينما التقى الحق بالباطل وجها لوجه ، جاءت قوى الشر في خيلائها وبطرها وأشرها ، وأمامها جند الله في تواضعهم [ ص: 20 ] وإيمانهم ، وضراعتهم إلى الله : فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام [ 8 \ 9 - 11 ] .
فما جعل الله الإمداد بالملائكة إلا ؛ لتطمئن به قلوبهم ، وما غشاهم النعاس إلا أمنة منه ، وتم كل ذلك بما ربط على قلوبهم ، فقاوموا بقلتهم قوى الشر على كثرتهم ، وتم النصر من عند الله بمدد من الله ، كما ربط على قلوب أهل الكهف : وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا [ 18 \ 14 ] .
هذه آثار الطمأنينة والسكينة والربط على القلوب المدلول عليه بمفهوم المخالفة من قوله تعالى : فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، وقد جمع الله تعالى الأمرين المنطوق والمفهوم في قوله تعالى : إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب [ 8 \ 12 ] ، فنص على الطمأنينة بالتثبيت في قوله : فثبتوا الذين آمنوا ، ونص على الرعب في قوله : سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فكانت الطمأنينة تثبيتا للمؤمنين ، والرعب زلزلة للكافرين .
وقد جاء في الحديث أن جبريل - عليه السلام - لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتوجه إلى بني قريظة ، قال : " إني متقدمكم ؛ لأزلزل بهم الأقدام " ، ومما يدل على أسباب هذه الطمأنينة في هذه المواقف قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين [ 8 \ 45 ، 46 ] .
فذكر الله تعالى أربعة أسباب للطمأنينة :
الأولى : الثبات ، وقد دل عليها قوله تعالى : إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص [ 61 \ 4 ] .
[ ص: 21 ] والثانية : ذكر الله كثيرا ، وقد دل عليه قوله تعالى : ألا بذكر الله تطمئن القلوب [ 13 \ 28 ] .
والثالثة : طاعة الله ورسوله ، ويدل لها قوله تعالى : فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف [ 47 \ 20 - 21 ] .
والرابعة : عدم التنازل والاعتصام والألفة ، ويدل عليها قوله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا [ 3 \ 103 ] .
ومن ذكر أسباب الهزيمة من رعب القلوب ، وأسباب النصر من السكينة والطمأنينة ، تعلم مدى تأثير الدعايات في الآونة الأخيرة ، وما سمي بالحرب الباردة من كلام وإرجاف مما ينبغي الحذر منه أشد الحذر ، وقد حذر الله تعالى منه في قوله تعالى : قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا [ 33 \ 18 ] ، وقد حذر تعالى من السماع لهؤلاء في قوله تعالى : لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين [ 9 \ 47 ] .
ولما اشتد الأمر على المسلمين في غزوة الأحزاب ، وبلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن اليهودنقضوا عهدهم أرسل إليهم - صلى الله عليه وسلم - من يستطلع خبرهم ، وأوصاهم إن هم رأوا غدرا ألا يصرحوا بذلك ، وأن يلحنوا له لحنا حفاظا على طمأنينة المسلمين ، وإبعادا للإرجاف في صفوفهم .
كما بين تعالى أثر الدعاية الحسنة في قوله تعالى : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم [ 8 \ 60 ] ، وقد كان بالفعل لخروج جيش أسامة بعد انتقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى ، وعند تربص الأعراب كان له الأثر الكبير في إحباط نوايا المتربصين بالمسلمين ، وقالوا : ما أنفذوا هذا البعث إلا وعندهم الجيوش الكافية ، والقوة اللازمة .
وما أجراه الله في غزوة بدر من هذا القبيل أكبر دليل عملي ، إذ يقلل كل فريق في أعين الآخرين ، كما قال تعالى : إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور [ ص: 22 ] [ 8 \ 43 - 44 ] ، وهذا كله مما ينبغي الاستفادة منه اليوم على العدو في قضية الإسلام والمسلمين .
من كتاب أضواء البيان .. سورة الحشر ..
آيات للتدبر
آيـــــــــــات للتدَبُّر