ساعة وساعةللشيخ أبو إسحاق الحويني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين،
هذا تلخيص لحلقات برنامج (ساعة وساعة) لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني -حفظه الله- من تسجيلات قناة الرحمة.
محاضرة رقم (1)
------
من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
أما بعد.
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
اللهم صلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
_______
فأهلا ومرحبا بكم في هذا البرنامج الذي اخترت له عنوان ساعةً وساعة.
أي اجعلها ساعةً وساعة ولكن قبل أن أتكلم عن موضوع هذا البرنامج وعن طريقتي فيه:
توضيح الشيخ حفظه الله سبب عدم ظهوره في قناة ا الرحمة من بداية ظهورها:
أود أن أتكلم عن شيءٍ أثار لغطاً في أول أو ظهور قناة الرحمة ذلك أنني لم أشارك في هذه القناة من بدايتها وظن بعض الناس أن هناك نوعاً من سوء التفاهم بيني وبين الشيخ محمد حسان جعلني أتأخر أو أتقاعص عن المشاركة في هذه القناة لكن ليس شيءٌ من هذا بفضل الله عز وجل والود بينا بحمد الله عز وجل ودٌ أكيد ولكن الذي منعني هو ماذا أقول وما الذي أقدمه لأنني أحترم عقل من يسمعني وأتعب في تحضير المادة العلمية ولا أخرج إلا وعندي ما أقوله فما الذي يمكن أن أضيفه هذا عبءٌ جديد عليّ فمن خلال تجربتي في الدروس يستطيع المرء أن يشرح كتاباً ما أي كتاب كما كنت أفعل مثلا في شرح كتاب العلم من صحيح البخاري كنت أشرح هذا الكتاب في بلدي وفي القاهرة وفي المنصورة أشرح الكتاب الواحد في عدة بلاد طبعا هو الكتاب مكرر بالنسبة لي لكنه جديدٌ بالنسبة لمن يسمعه الأمر بالنسبة للقنوات الفضائية مختلف لأن الإنسان وهو جالس ينتقل بسهولةٍ ويسر من قناة إلى قناة، فلابد إذا كنت أنا أقدم مثلا في قناة من القنوات موضوعاً ما، فلا بد أن يكون الموضوع مختلفًا في القناة الأخرى ، فعجزت في الحقيقة أن أجد من الوقت ما أهيئ مادةً علمية أخاطب بها من يسمعني ، وليس معنى أنني جلست على هذا الكرسي وواجهت الكاميرا أنني أفضل في عرض هذه المادة ممن يسمعني ـ لا أنا معتقد اعتقادًا جازمًا أن هناك الآن من يسمعني ممن هو أفضل مني ولو كان مكاني ربما كان عرضُه للمادة عرضا أفضل مني أيضًا, فاحترام عقل المشاهد هذه مسألة مهمة , فلابد من إعداد الدرس إعداداً جيداً وتعيين الموضوع الذي سيُتَحدث فهذا الذي جعلني حتى قبل هذه اللحظة أتردد في إن أشارك مع المشايخ في إحياء هذه القناة. بل لما قررت أن آتي اليوم في قناة الرحمة كنت أيضاً في حيرة من أمري ماذا أقول وما الذي أقدمه حتى هداني الله تبارك وتعالى أمس فقط إلى:
فكرة البرنامج ومصدرها:
فكرة هذا البرنامج ألا وهو ساعةٌ وساعة واستللت هذه التسمية من حديث حَنظلة الأسيدي والحديث في صحيح مسلم (أنه لقي أبا بكرٍ رضي الله عنه في الطريق فقال له : نافق حَنظلة. فقال له أبو بكرٍ : وما ذاك . قال : نكون عند النبي _صلى الله عليه وسلم_ يحدثنا عن النار والجنة حتى كأنا رأي عين يعني كأننا نرى الجنة بأعيننا ونرى النار بأعيننا- فإذا رجعنا إلى بيوتنا وعافسنا الأزواج والنساء والضيعات -أي خالطنا الأولاد وخالطنا النساء- نسينا كثيرًا مما سمعناه من النبي_ صلى الله عليه وسلم _. فقال أبو بكرٍ : وإني لأجدُ ذلك . فذهبا معًا إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم _، فقال حَنظلةُ: وكان كاتبًا للوحي "نافق حَنظلة "؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَه أي انظر ما تقول- قال:يا رسول الله نكون معك تحدثنا عن الجنة والنار كأنا رأي عين، فإذا عافسنا الأولادَ والزوجاتِ والضيعات نسينا كثيرًا مما سمعنا . فقال : يا حَنظلة لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكُم الملائكةُ على فُرِشُكُم وفي طُرِقُكُم ولكن يا حنظلة ساعةً وساعة ، ساعةً وساعة ، ساعةً وساعة)
الفهم الخاطئ عند بعض الناس لكلام النبي_ صلى الله عليه وسلم _
وظنوا أن المراد بكلام النبي_ صلى الله عليه وسلم _ ( ساعةً وساعة) ساعة لقلبك(معناها الفرفشة والضحك) وساعة لربك (الحزن والبكاء) ساعة القلب على الحقيقة هي ساعة ذكر الرب تبارك وتعالى وأن القلب الذي يخلو من مهابة الله عز وجل كالبيت الخرب.
من المفاهيم الخاطئة:
اعتقاد بعض الناس, أن القرآن لايُقرأ إلا علي ألموتي لكن في الفرح لابد من الإتيان بأناشيد و أغاني وإن كان مجتمع غير ملتزم يكون هناك نوع من الاختلاط والأغاني بكل أسف هذه المفاهيم المغلوطة تحتاج إلى جهود جبارة حتى تُصحح مرةً أخري.
ماقُصِدَ ببرنامج ساعة وساعة:
أنه برنامج لا يختص بالعلم الشرعي وحده، إنما ستجد فيه الحديث والتفسير واللغة والشعر وتجد فيه من الطرائف وتجد فيه من التجارب وتجد فيه من الأمثال فهو برنامج منوع قصدت به إحياء الذوق العام مرة أخرى,.
ظاهرة التدني في الذوق العام في كل المجالات:
تجد في جميع المجالات تدني في الذوق العام حتى في مجالات الفسق تجد أهل الفسق نفسهم يشتكون من تدني الذوق العام.
المراد بالذوق العام:
أنا أُعنيَ بالذوق فيما يتعلق بتذوق الشرع تذوق الدين لأنه من الغضن الكبير الفاحش أن يموت المرء ولم يستمتع بهذا الإسلام .
من التدني في الذوق العام التدني في الفتيا:
بكل أسف ، المنظومة نفسها كلها مختلة . فيما يتعلق بالفتوى مثلا حصل نوع من التدني في الذوق العام ، المذهب الذي أنكره كل العلماء لا أعلم أحدًا خالف فيه وهو (أنه لا يجوز أن يتتبع المرء رخص العلماء أو أن يأخذ بنوادر أهل العلم) النوادر( الغلط).
وكلمة سليمان بن طرخان التيمي: التي طارت كل مطار وتداولها الأئمة الكبار كالإمام أحمد وغيره من العلماء (إذا أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كُلُه ليس المقصود بالرخصة الرخصة الشرعية التي قام عليها الدليل ، بل المقصود برخصة العالم أي أن العالم ترخص (أي أخطأ) أخذ بقول خفيف ليس عليه دليل .
تجد مثلا مسألة فيها ثلاثة أقوال عندما يأتي أي أحد متصدر للإفتاء يفتي أي أحد إذا لم يكن متحققاً بمذاهب أهل العلم ينظر على أخف الأقوال التي تناسب العوام ويفتي.
مثال ذلك:عندما سُئِل أحد المفتين أنه أحب إمراة وبينهما علاقة قال له عندنا حديث ضعيف يقول( من عشق فعف فصبر فمات مات شهيدًا ) هذا ليس هذا حديثاً ضعيفاً فقط بل هو باطل وأنكره كل أهل العلم روي هذا الحديث ( سويد بن سعيد )متكلم فيه في حفظه وهو من مشائخ الإمام مسلم في الصحيح لكن مسلماً روى له صحيفة حفص بن ميسرة حتى لما ليم مسلم لماذا أخرج لسويد بن سعيد؟ قال: ومن أين كنت آتي بصحيفة حفص بن ميسرة يقصد أنه علا بسويد بن سعيد؟ لو أراد مسلم أن يروي صحيفة حفص بن ميسرة من غير طريق سويد ين سعيد لنزل درجة بدلاً أن يقول حدثنا سويد قال حدثنا حفص سيأتي بواحد ينزل درجتين يقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان قال حدثنا حفص إذاً أصبح بينه وبين حفص بين ميسرة اثنين ، .
فالإمام مسلم يقول :والحديث معروفٌ عند الثقات من أهل العلم إنما علوت بسويد بن سعيد ومع ذلك لم يُكثِر له إنما انتقى من رواية سويد بن سعيد ما لم ينكرها أهل العلم عليه .
يحيى بن معين: لما بلغه أن سويد بن سعيد روى هذا الحديث قال(لو كان لي فرس ورمح لغزوته)
وقيل ليحيى بن معين (إن سويد بن سعيد يقول من بدل دينه فاقتلوه)قال( ينبغي أن يبدأ بسويد فيقتل ) طبعًا هذا على سبيل التغليظ
كما قال شعبة لما أنكر على أبان بن أبي عياش وهو متروك الحديث قال( لأن أشرب من بول حمار حتى أروي ظمأي أحب إلي من أن أروي عن أبان ،)
بل قال( لان أزني أحب إلي من أروي عن أبان ). لا أحد يقول إن شعبة ممكن يقدم على الزنا لو خير بين إنه يروي عن أبان وإلا يزني لا لأن فيه إ نوع من المبالغة والتبشيع، .
إذاً ندما أفتي وأقول أن هناك حديث ضعيف يقول( من عشق فعف فصبر فمات مات شهيدًا ) فهذا معناه أنني أقررت هذا السائل أنه يمشي في الحرام مع امرأة لا تحل له.فهذا قول خارج عن كل الأقوال، لا أحد يقول به.
من الغضن الفاحش:
عندما يكون هناك عدة أقوال من الغضن الفاحش وهو مخالف لقانون العلم ألا أراعي الدليل ولا صحة الدليل في المسألة ، و أن أراعي العوام العامي بحجة كي لايكره العوام في الدين، فأخد أضعف الأقوال وأفتي بها ، هذا لا يفعله إلا رقيق الدين، وهذا أنكره سائر أهل العلم .
مثال ذلك: يأتي أحدهم ويقول: أنصح الدعاة المتوجهين إلى الغرب ألا يشترطوا الولي في الزواج،لأن البنت في الغرب قبل أن تسلم عندها الحرية الكاملة في منتهى الفوضى تعمل ما تريد إذا أسلمت وأرادت أن تتزوج وقلت لها لا بد من الولي تكون قد عثرت عليها مع وجود قول أبي حنيفة بجواز الزواج بغير إذن الولي، إذا كان قول أبي حنيفة سيناسبهم نأخذ به ونعرض عن الأقوال الأخرى،.
وإذا كان في بلد أخرى قول مالك يناسب الأقوال يقول هذا المفتي لمجموعة ذاهبين إلى كوريا لا يحرمون عليهم لحوم الكلاب لأنه يس عندنا نص يحرم الكلاب والقوم يأكلون الكلاب،,
فعندما أذهب هذه البلد وأجدهم يرفضون الزواج بإذن الولي وهنا يأكلون الكلاب وهنا يأكلون الحمير أقوله لا تنهاهم عن هذا ولا تنهاهم عن هذا ولا تنهاهم عن هذا إذاً لم يعد الإسلام حاكماً إذا الإسلام يمكن أن يترك بالجملة على جملة الناس وهذا من الغضن الفاحش اليوم ن الأئمة سائر الأئمة يبطلون الزواج بغير إذن الولي فلا يجوز أن يقال يجوز الزواج بغير إذن الولي ، فهذا المذهب هو الذي جعل الزواج العرفي منتشر في الجامعات.
في آخر الإحصائيات التي قرأتها احدي وعشرون ألف طفل ليس لهم نسب يحاولون في المحاكم أن يثبتوا لهم العدد في تزايد منذ ثلاث أو أربع سنين كانوا اثني عشرة ألفاً.
لا يجوز إسقاط ولاية الأب مطلقًا إلا إذا ثبت بالدليل الشرعي أن هذا أعضل البنت ، ولا يجوز تلمُس أضعف الأقوال في كل مسألة.
إذاً حدث نوع من الفساد في الفتوى فساد في الذوق العام كذلك من يتصدر لتعليم الجماهير بدون علم ينبغي أن يعلم هذا المتكلم أنه لن تزول قدمه يوم القيامة حتى يسأل عن هذا الذي قاله، أقاله بعلم وكان متحققا به أم قاله عن غير علم فخروج مثل هؤلاء الذي يتكلمون بغير علم هو الذي أحدث فسادًا في الذوق العام.
أمثال هؤلاء كما قلت كمثل رفقة كانوا في طريق سيموتون من العطش وجدوا بئر ماء آسن المياه متغيرة رائحته وطعمه متغيرة ، فشربوا ثم شربوا ثم شربوا حتى فسدت أذواقهم ، إذا مروا بعين ماء عذب لا يحسون بطعم الماء العذب لفساد أذواقهم كي تعيد لهم الحس مرة أخرى بالماء العذب أنت محتاج إلى جهد .
فهذا هو الذي حدث بكل أسف ، في نوع من التدني في سائر المجالات، حتى في آداب العربية لو اليوم لو طلبت من أي ولد أو بنت يكتب موضوع إنشاء في أي موضوع من الموضوعات يعجز عن الكتابة، ممكن يشاهد على شاشات التليفزيون ما يحدث مثلا لإخواننا في غزة أو في أو في أي بلد من بلاد الإسلام في العراق أو في أفغانستان أو في أي بلد من المناطق الملتهبة اللي هي كلها ديار المسلمين سببه أنهم لم يتعلموا علوم العربية ، لم يقرءوا آداب العرب،.
والعرب أمة لا نظير لها، أشرف جنس على وجه الأرض الجنس العربي، أنا لا أتكلم عن أفراد العرب،هناك ، أناس في أفراد العرب لو ماتوا على ما هم عليه لا يستحقون إلا النار ، أنا لا أتكلم عن أفراد، أنا أتكلم عن الجنس العربي، هذا أشرف جنس على وجه الأرض، لغتهم أوسع اللغات وأشرفها أيضا، خدموا اللغة لغتهم بما لا يتصور عشر معشاره في أي لغة أخرى، تقرأ أشعار العرب أمثال العرب، أمة كما قلت لا نظير لها لكنها غبنت بأبنائها، لايعرفون يعبرون فيجب علي الآباء تعليم الأولاد حسن الكلام كما يأتي له بمدرس جغرافيا وتاريخ وانجليزي يعلمه يتكلم ، يعلمه كيف يكتب،.
أسلافنا كانوا كذلك، كانوا يبحثون عن أطايب الكلام وكانوا يعلمون الأولاد الأمثال العربية،بدلاً أن يتكلم كلاما كثيراً يقول مثل .
الأمثال ممتعة، مثال ذلك: عندما يذهب لقضاء حاجة من الحاجات ولم تُقض فسألني سائل ماذا فعلت أرد عليه بمثل(رجعت بخفي حُنين،) هذا مثل مشهور عند العرب قصته، (خف حُنين) رجل اسمه حُنين كانت له ناقة جيدة لكنه كان خفيف العقل، أراد لص سرقتها وهو يعرف أن صاحبها قليل العقل فجاء علي شجرة فعلق أحد خفيه وبعد مسافة علق الثانية حُنين أثناء رجوعه وهو راكب ناقته فوجد الخف الأول فقال هذه جميلة وجيدة وجديدة، لو أنني أجد الثانية فوجد الثانية فلما وجد الثانية نزل من علي ناقته ليأت بالأولي ففي هذه اللحظة كان ينتظر اللص الذي يريد أن يسرق الناقة فأخذها وفر بها فلما رجع حُنين للناقة لم يجدها ففي هذه الحالة خسر الناقة في مقابل الخف، .
فهذا مثل (يضرب لكل من رام شيئاً فرجع خاسرًا،.)
فدراسة الأمثال تعين, على حسن التعبير، كان العرب قديمًا لاسيما من يتولى منصبًا عامًا، لا بد أن يكون جيد العبارة، يستطيع التفاهم مؤدباً يختار الألفاظ المناسبة، لأنه رجل عامة، حتى لا يستفز الناس ويستفز الجماهير، .
مثال ذلك: هارون الرشيد- كان يأتي بالعلماء كي يؤدبوا الأولاد، فمثلا الأصمعي كان أحد الذين يؤدبون أولاد هارون الرشيد، حتى ذكروا في الكتب أن الرشيد كان يجعل عينًا على الأصمعي لأن العالم يمكن يتصور إنه يعلم ولي العهد أو النائب أو الذي سيصير خليفة فيما بعد، فمن الممكن أن يدخر عنده جميلا ويتبسط معه في الكلام ويخالف سبيل الأدب.
ففي يوم من الأيام ابنا الرشيد اختصما من الذي يُلبِس الأصمعي نعله، فقام أحدهم كي يلبس الأصمعي فقام أخوه معترضاً أنه الذي سيلبسه فاقترحا كل واحد منهما يلبسه أحد النعلين فنقل الجاسوس هذا الموقف لهارون الرشيد كل فذات مره كان الرشيد يجلس مع الأصمعي فقال :يا أصمعي من أعز الناس، فقال: أعز الناس أمير المؤمنين، قال: لا بل أعز الناس من اختصم وليا العهد أن يلبساه النعل، فكان أحد هؤلاء المأمون الذي صار أمير المؤمنين بعد ذلك دخل عليه والد ومعه ابنه سنه تسع سنوات، فالمأمون يداعب الولد وكان المأمون يلبس خاتمًا، فقال المأمون لهذا الغلام: هل رأيت أجمل من هذا الخاتم؟ قال: نعم، والمأمون كان متكئاً فجلس، قال: ما هو يا غلام، قال: الأصبع الذي فيه, من الذي علم هذا الغلام هذا الرد علمه أباه.
ذكروا في ترجمة عمر بن عبد العزيز_ رحمه الله _أن في جماعة وفد كان قادمًا على عمر بن عبد العزيز فقدموا شابًا بالرغم إن كان فيه كهول وكان فيه ناس شيوخ فقدموا شابًا فكأن عمر استنكر عليهم أن يقدموا شابا مع وجود الكهول والشيوخ، فهذا الشاب عندما قال له عمر: يا بني أما وجدوا أكبر منك،:
فقال: يا أمير المؤمنين:
تعلم فليس المرءُ يولد عالماً*** وليس أخو علمٍ كمن هو جاهلُ.
وإن كبير القوم لا علم عنده **صغيرٌ إذا التفت عليه المحافلُ،
فقال: أفلح قوم ولوك أمرهم يا غلام.
التربية على أطايب الكلام لا يتأتى إلا إذا انغمس المرء في علوم العربية وفي آداب العرب وهي أمة فيما يتعلق بالآداب لا نظير لها في ذلك :
__________
إن شاء الله سنعرض في أثناء الحلقات لشيء من هذا، فهذا البرنامج ليس له موضوع ثابت،يمكن يكون مثلا تفسير آية، ممكن يكون فوائد من حديث من الأحاديث، ممكن يكون قراءة بعض الأشعار الرائعة من مثل ديوان الحماسة أو أشعار الهزليين،.
وكنت أنا الحقيقة أعددت العدة أن أختار حديثًا من صحيح الإمام مسلم ألا وهو حديث معاوية بن الحكم السُلَمي -رضي الله عنه- وهو حديث جميل ورائع ورائق ربما أذكر الحديث في آخر هذه الحلقة إن استطعت أن أقف على بعض فوائده فعلت وإلا فإن أحيانا الله عز وجل والتقينا بكم مرة أخرى نقف على فوائد هذا الحديث
لكن أنا أسعف صاحبنا الذي طلب مني أن أذكر له أبيات أبي صخر الهُزَلي والقصة التي ذكرتها بخصوص ذلك،:
أبيات أبي صخر الهزلي هي في شرح أشعار الهُزَليين لأبي سعيد السكري الحسن بن الحسين وهذا الكتاب مطبوع في ثلاثة مجلدات، حاول أن يستوفي كل ما نسب إلى الهُزَليين ومعروف قبيلة هزيل أنها من أشعر العرب والإمام الشافعي رحمه الله أول ما تعلم تعلم في قبيلة هزيل وحفظ عشرة الآف بيت من أشعار الهزليين حتى أن ابن هشام وغيره من الأئمة الكبار في النحو كانوا يقولون كلام الشافعي يحتج به في اللغة من فصاحته ولأنه كما قلت تربي في هزيل.
القصة التي ذكرتها جاءت على لسان أبي محمد عبد الله بن بري رحمه الله وهو أحد العلماء الكبار من المصريين الذين شُهِدَ لهم بالتبحر والتقدم في علوم العربية حتى أنهم نسبوه إلى التغفيل أو إلى عدم الضبط في سائر العلوم إلا علوم العربية بسبب قصة هو ذكرها.
وأنا التقطتها من كتاب لسان العرب لابن منظور ووقفت على هذه الحكاية بقصة فأنا كان وُلِدَ لي بنت وأحببت أن أسميها رميسة أو رميساء لكنني أحببت أن أنظر في هذه اللفظة هل تشتمل على معنى قبيح أم لا لأن الاسم لابد أن يشتمل على معنى جيد أو على الأقل إن لم يكن له معنى فلابد أن ينسب إلى اسم أو إلى شخصية شريفة فلا أسمي اسم البنت مثلا باسم امرأة اشتهرت بالفجور لكن أسميها باسم امرأة اشتهرت بالعفة ممكن أسمي مريم ممكن أسمي فاطمة ممكن أسمي خديجة أو عائشة أو ميمونة أو حفصة أو حبيبة أو زينب الاسم الكبير المشهور يكون اسم له عراقة واسم محترم , إن لم يكن هذا يبقى الشيء الآخر وهو أن يشتمل الاسم على معنى جميل فـأنا خشيت أن يكون رمس أو رميساء تشتمل على اسم قبيح فذهبت لمادة رمس في لسان العرب كي أعرف هل هذا الاسم يشتمل , على معنى قبيح أم لا فوجدت رمس( الأرماس) التي هي عبارة عن خشب يركب بعضه على بعض ويركب عليه في النهر أو على الماء الحقيقة لم يعجبني المعني وقلت أسميها أُمامة علي حفيدة النبي عليه الصلاة والسلام لكن لما قرأت في مادة رمس في لسان العرب وقفت على هذه القصة الرائقة الرائعة وقفت على الأبيات وهي التي دلتني على أن أذهب إلى شرح أشعار الهزليين لما عرفت أن أبا صخر الهزلي هو الذي قال هذه الأبيات،.
أبو محمد عبد الله بن بري هو الذي يحكي هذه القصة قال: رأى أبي قبل أن يُرزَقَني أن في يده رمحاً طويلا وفي رأس الرمح قنديل وأخذ هذا الرمح وعلقه على صخرة في بيت المقدس، فذهب إلي بعض المعبرين قال له ستُرزق ولدًا يرفع ذكرك بعلم يتعلمه، ففي ذات يوم من الأيام بعد ما بلغ سن خمسة عشر سنة ظافر الحداد وابن أبي حصينة وكلاهما كان مشهورًا بالأدب أتيا بريًا الذي هو أبو عبد الله بن بري الذي يحكي القصة وجلسوا يتجاذبون أطراف الحديث في الأدب فأنشد بري أبياتاً لأبي صخر الهُزَلي يقول، أنا لما نظرت في شرح أشعار الهزليين وجدتها تقريبا في حدود واحد وثلاثين بيتا ،:
يقول في جملة هذه الأبيات:
أما والذي أبكى وأضحك والذي *** أمات وأحيا والذي أمره الأمرُ
لقد تركتني أغبط الوحش أن أرى أليفين منها لا يروعُمها الزجر
إذا ذُكِرت ارتاح قلبي لذِكرها كما انتفض العصفُورُ بلله القطرُ
تكاد يدي تندى إذا مالامستها وتنبت في أطرافها الورق الخُضرُ
وصلتكِ حتى قِيلَ لا يعرف القِلا وزُرتُكِ حتى قِيلَ ليس له صبرُ
فيا حبَها زدني هويً في كل ليلةٍ ويا سلوة الأيام موعِدُكِ الحشرُ
عجبت لسعي( الناس) بيني وبينها فلما انقضى ما بيننا سكن (الشرُ )
إلى آخر الأبيات لكنني حرفت في آخر بيت أبدلت الدهر. في الشطر الأول بالناس وفي الشطر الثاني من البيت أبدلت الدهر بالشر.
أبي صخر الهزلي يقول :
عجبت لسعي (الدهر) بيني وبينها فلما انقضي ما بيننا سكن(الدهر )
فيه ذم للدهر أو عتاب للدهر وقد نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نذم الدهر قال(لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر)
ولا يجوز شرعا أن يعتب أحد على الدهر ولا يذكر الدهر لا بذم ولا بسوء فلذلك حرصت على أن أضع كلمة مكان كلمة مع الاحتفاظ بوزن البيت :
عندما قرأ بري والد عبد الله الإمام هذا البيت قرأه هكذا :
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها وتنبت في أطرافها الورق الخضرِ
هو قرأها الورق(الخضرِ )بكسر الراء فضحكا منه للحنه ، فلما ضحكا منه نادى ابنه قال يا بني إني أنتظر تفسير منامي، أنا أريدك أن تتعلم علمًا لعل الله أن يرفع ذكري بك فقال ابنه أي العلوم تريد، قال تعلم النحو حتى تعلمني فكان هذا الابن يذهب إلى بكر بن السراح وهو محمد بن عبد المالك يتعلم منه النحو ثم يرجع فيعلم أباه
هذه كانت القصة التي ذكرتها وأنا أحيل الأخ الذي طلب مني هذه الأبيات إلى شرح أشعار الهزليين وسيجد فيها شيئا رائعًا لاسيما أشعار أبي ذؤيب الهزلي صاحب القصيدة المشهورة التي يقول فيها:
وتجلُدي للشامتين أريهمُ*** أني لريب الدهر لا أتضعضعُ،.
قصيدة في غاية الروعة .. .. فنستمتع كثيرًا بالنظر في أشعار الهزليين وسيكون لنا بإذن الله تبارك وتعالى بعض الوقفات في شرح ديوان الحماسة لأبي تمام سنختار منها بعض المقطوعات الرائعة وكذلك من أشعار أبي الطيب المتني أو أشعار البارودي متنبي العصر الحديث ومجدد شباب الشعر العربي في هذا العصر.
أما الأبيات التي يشير الأخ إليها أنا كنت ذكرتها منذ حوالي ستة أشهر تقريبا أو أكثر من ذلك بقليل عندما كنت أتكلم عن الدنيا وعن فتنة الدنيا وأن الذي ينغمس في الدنيا يشقى بها ولا يسعد.
هذه الأبيات مؤلمة وصدعت قلبي أول ما قرأتها وأنا التقطتها من بعد كتابات ومقالات الإمام الكبير العلم سيد العربية في هذا الزمان الشيخ محمود محمد شاكر_ رحمه الله تعالى_وهذا الرجل ما أخذ حظه من التوقير في بلادنا له الأيادي البيضاء على العربية ونسأل الله عز وجل أن يكافئه في قبره وأن يكافئ أخاه محدث مصر الأكبر الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر وأن يكافئ الوالد الشيخ محمد شاكر وكيل الجامع الأزهر في زمانه ومؤسس القضاء الشرعي في السودان رحمة الله عليهم جميعًا ،.
يقول هذا الرجل الذي ابتلي بامرأته .
يقول كان لامرأته طموحات فذهب في أسفار طويلة ركب ناقته و عاش في الهاجرة يلتحف السماء ويفترش الغبراء و بعد هذه الرحلة الطويلة نحيلاً هزيلاً وقد لفحته الشمس وغيرت من شكله رجع هزيلاً راكباً ناقته الهزيلة من كثرة السفر فلما دق الباب و فتحت له الزوجة وكان اسمها أميمة عندما رأته لأول وهلة أنكرته ودار بينهما حوارٌ صاغه هذا المكلوم بأعذب عبارة:
يقول في ترجمة هذا الموقف :
رأت نِضو أسفارٍ أميمةُ شاحبًا****على نِضو أسفارٍ فجُنَ جنوُنُها،،
وقالت من أي الناسِ أنتَ ومن تكُن*** فإنك راع صِرمَةٍ لا تُزينها فقلت لها ليس الشُحوبِ على الفتى **بعارٍ ولا خيرِ الرجالِ سمينُها عليكِ براعي ثلةٍ مُسلَحِبةٍ****** يروحُ عليه مخضٌها وحقينُها.
سمين الضواحي لم تؤرقهُ ليلةً **وأنعمَ أبكارُ الهمومِ وعونُها.
فهذا كلام قوي لكنه مشتمل على معان كبيرة وعلى تفجع أكبر يقول:لما فتحت أميمة الباب رأت نِضو أسفارٍ أميمةُ شاحبًا****على نِضو أسفارٍ فجُنَ جنوُنُها،،
(النضو )( المهزول،) النضو الأول يقصد نفسه يقول عندما فتحت أميمة الباب رأت رجلا مهزولاً يركب بعيرًا مهزولاً وهذا من كثرة الأسفار، (وقالت من أي الناسِ أنتَ ومن تكُن قال لاتعرفينني أنا من خرجت أحقق لك رغباتك وبعدما غيرت الشمس لوني وجلدي تقولين من أنت ومن تكن( فإنك راع صِرمَةٍ لا تَزينها ) لو أنت جلست في المحافل لاتشرف من تمثل من الناس ،.
فقلت لها ليس الشُحوبِ على الفتى **بعارٍ ولا خيرِ الرجالِ سمينُها الرجل ليس بشكله ولا بحجمه ولا بلونه ، إنما الذي يميز الرجل القوة المستكنة فيه، وهذه القوة المستكنة قلما تحرك امرأة إلا إذا كانت عاقلة ، القوة المستكنة في الرجال هي العقل والحلم ولا يكون رجلا إلا إذا كان هكذا، عندما يتلبس الرجل بصفات الرجولة يطلقون عليه لفظة الفارس، أي يُنظر إليه، يندر أن تجد امرأة عاقلة تبحث عن شكل إنما يميز بالقوة المستكنة يميز بعقله وهذا رأس مال الرجل الحقيقي.
بخلاف المرأة، المرأة زينة في نفسها زينة خلقها الله عز وجل زينة فالزينة إذا كانت تهمل الزينة تفقد كثيرًا من رأس مالها،.
يقول لها فقلت لها ليس الشُحوبِ على الفتى **بعارٍ ولا خيرِ الرجالِ سمينُها إذا كنت تبحثين عن الرجل السمين فعليك
عليكِ براعي ثلةٍ مُسلَحِبةٍ*** يروحُ عليه مخضٌها وحقينُها.
(عليكِ براعي ثلةٍ )، (والثلة هي مجموعة من الإبل أو المجموعة من الغنم أو المجموعة من البهائم من البقر) أي مجموعة،( مسلحبة )تبرك ودرعها ملآن باللبن(يروحُ عليه مخضٌها وحقينُها.) يصب اللبن الرايب على اللبن الحليب فعمل هؤلاء الناس أن يأتوا له باللبن وهو فقط يشرب اللبن ولاعمل له .
سمين الضواحي لم تؤرقهُ ليلةً **وأنعمَ أبكارُ الهمومِ وعونُها.
(سمين الضواحي )-عضلات (لم تؤرقهُ ليلةً ،)إنسان رأسه فارغة من أي شيء همه الأكل والشرب فقط الناس الذين يعرفون لماذا خلقوا هؤلاء يموتون كل يوم عندما يجدوا الفساد ويجدوا المناكيرا وتغيير الديانات وتبديل الشرائع وهو لا يستطيع فعل شيء هذا يموت كل يوم إنما هذا لا يشغل نفسه فقط إلا بشرب الحليب.
( وأنعمَ أبكارُ الهمومِ وعونُها) بخلافي أنا،( أبكارُ الهمومِ) الهم البكر أي لم يُصَب أحدٌ قبلك به، إنما (العوان )ما أصبت به وغيري كأنما قال لها أنا واجهت في رحلتي من الشقاء ما لم يواجهه أحد قبلي ووجدت من الشقاء ما وجده غيري، أي أصيب بمحنتين جسيمتين محنة اختص هو بها ومحنة شارك الناس فيها أو شاركه الناس فيها، فهذا رجل متفجع حزين لكنه أبلغ في العبارة واستطاع أن يدافع عن نفسه وأن يبين للمرأة أنها لا تستحقه.
________________
هذه أشعار من أشعار العرب ترفع من الذوق العام، أنا حريص على أن أنقل كثيرًا من آداب العرب في هذا البرنامج مع عنايتي التامة وهي الأولى عندي بجذب الناس إلى الاستمتاع بدين الله تبارك وتعالى الوقوف على الدليل هو الذي يجلب لك التيسير وليس التيسير أن آتي بأخف الأقوال حتى وإن لم يكن عليها دليل إنما التيسير أن تلزم دين الله سبحانه وتعالى. إذا لم تكن قادراً علي قول الحق فالسكوت أشرف لك، نحن لم نأتي هنا كي نعطي الناس مايريدونه لا إذا لم نستطع أن نقدم دينًا صحيحًا قائمًا على ساق الدليل الراجح فسكوتنا أولى،.
لا تكتب بكفكك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه، {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18.
وهذا هو الذي كان يجعل أسلافنا يتهيبون الفتوى كان يسأل الإمام مسألة فيكلها إلى غيره يخشى على نفسه،.
رُفِعت إلى مالك ستٌ وثلاثون مسألة فأجاب عن ستٍ منها وقال في ثلاثين منها لا أدري، وهذا مالك الذي عقدت عليه الخناصر وكان كلمة إجماع، .
قال له رجل( يا أبا عبد الله مثلك يقول لا أدري في ثلاثين مسألة، قال نعم وأبلغ من ورائك أنني لا أدري، ).
ليس كما قلت مهمتنا أن نوافق أهواء الناس، إنما مهمتنا أن نرجع الناس إلى دين الله عز وجل وإلى الأدلة الراجحة، عندما أقول القول
لابد أن أنصب الدليل عليه حتى لو خالفني الناس، إذا كان قول الحق سيكون مانعًا أن أخاطب الناس فالسكوت حينها عبادة لكن لا يجوز أبدًا أن أوافق أهواء الناس و الذي يريد أن يتحقق من هذا المعنى ويعرف كيف كان سلفنا يتهيبون الفتوى وما قيل منهم ومن الصحابة قبلهم وتعلموه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فليطالع مقدمة سنن الإمام أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي فإنها مقدمة رائعة ممتعة، وربما يكون لنا فيها مجالس أيضا في هذا البرنامج نقرأ بعض هذه المقدمة ونلقي عليها شيئا من الشرح والبيان والتوضيح.
والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجري الحق على لساني وأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعكم بما أقول إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-----------------
انتهى بحمد الله الدرس الأول(نسألكم الدعاء)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين،
هذا تلخيص لحلقات برنامج (ساعة وساعة) لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني -حفظه الله- من تسجيلات قناة الرحمة.