الجهل ...أعظم المصائب
الجهل ...أعظم المصائب
كلما تشتت ذهني وتجاذبتني الافكار يمينا ويسارا ...احسست بالضيق والحزن على حالي
وكلما تفكرت في حالي وحال غيري ممن يتلمسون طريقهم الى الله
دعوت الله ان يزيدني علما فما اعظم مصيبة الجهل
وما اقسى ان تتسأل وتتسال ولا تجد في محصلت علمك ما يرد عليك
والمصيبة الاعظم ان ياخذك الجهل الى ما تعتقد انه صواب
ويسير بك ذلك الجهل اياما واياما في طريق مظلم وانت تحسب انك تحسن صنعا .
وما اشد خوفي من ذلك المطب الذي قد يقع فيه الجاهلون امثالي ....
ولذلك ما ان تخطر لي فكرة او احس بشعور ما او اتساءل عن امر ما
حتى تبدأ تلك المعركة في نفسي
والتى لا اعتقد انها تنتهي الا بقلق وخوف من الا اهتدي الى الصراط المستقيم ...
ولا اجد لنفسي ملجا الا الله فاكرر دعاءي له ان يزيدني علما .
ومن اعظم الجهل وأشده قسوة على النفس
هو الجهل بالله وصفاته
فلو عرفنا الله حق المعرفه لاشرقة لنا الحياة ولاطمانة نفوسنا
ولكننا للاسف نجهل عن الله الكثير .. ومن الجهل اليأس من النفس ...
اليأس من الحياة .... اليأس من القدرة على التغيير والنجاح ...
والتى هي في الحقيقة مشاعر نشاة من الجهل بالله
واليأس من رحمته .
وذلك انك عندما تستشعر عظمة الله و تستشعر عظمة نعمته عليك
وفي مقابل ذلك ترى عصيانك وتماديك في الذنب
وترى كسلك وعجزك عن عبادته حق العبادة ...
وعندما تتفكر في صعوبة الامتحان والتكليف ...وصعوبة الابتلاء
ثم تفكر في مدى قدرتك على اجتيازه ...
عندها قد ياخذك اليأس الى احتقار نفسك واصتصغارها
والى ان تتمنى انك لم تخلق ولم تكلف ...
ولا ينقذك من ذلك كله الا شي واحد ...
يفتح لك نوافذ النور التى اغلقتها وساوس الشيطان
ويشق لك طريقا مليئا بالامل ...
انه اسم الله
" الرحيم "
إن استشعار ك بمدى رحمة الله بك ...وان الله ما كان ليخلقك ثم يشقيك ...
بل انه سبحانه ارحم عليك من امك التى ارضعتك...
امك التي يكاد قلبها يطير شوقا وهي تنظر اليك تمشي خطوة وتسقط اخرى ...
ولا تمل بل تنتظرك بعد سقوطك ...لتقوم مرة اخرى ...
وقد تمد يدها اليك تساعدك على النهوض مرة اخرى ...
حتى اذا سرت بخطوات ثابتة احتضنتك بكل حب وحنان ....
ان الله ارحم بك من تلك الام بوليدها ...
فلا تعتقد انك اذا سقطت في وحل المعصية او في وحل الفشل والعجز ان الله سيتركك
او انه سيعرض عنك بسبب ذنبك أو تقصيرك و عجزك
بل هو في انتظارك لتنهض من جديد وتعود اليه ....
ولا تعتقد انك اذا تاخرت في النهوض والتوبة من تلك المعصية
ان الله قد اغلق بابه دونك ...بل انه سبحانه يفرح بك اذا رجعت اليه ....
بل هو اشد فرحا من تلك الام بوليدها ...
وتذكر انه ستكون لك سقطات كثيرة في هذه الحياة
والاهم من ذلك ان تتذكر ان باب الله مفتوح مهما بلغت او كثرة سقطاتك ...
فلا تحتقرن نفسك ابدا ولا تقتلها بلومك وسخطك عليها فلا تكن عدوا لنفسك بعد الشيطان ...فتكون ظالما لها
وكن حذرا من سموم اليأس التى ينفثها الشطان في قلبك كلما سقطت ...
وتذكر رحمة الله التى وسعت كل شئ ...
وتذكر قول الامام الشافعي
تعاضمنى ذنبي فلما قرنته ......بعظيم عفوك كان عفوك اعظم
قبل الختام
ما أطول وأصعب وأشق ذلك الطريق الذي نريد أن نسلكه دون أن يكون الله هو بدايته ....ومن كانت بدايته مع الله كانت خاتمته كذلك .
( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ َالْعَالَمِين)
(الأنعام:162)