اهمية اللغة العربية
لماذا يجب الاهتمام باللغة العربية؟
لست فى حاجة إلى القول إن اهتمامنا باللغة العربية ينبع من عقيدة دينية ثم من عاطفة وطنية وقِيَم حضارية وضرورات اجتماعية؛ هى وعاء الفكر ووسيلة الاتصال والتفاهم ورابطة القومية ، هى اللسان المبين الذى حفظه الله مع الذكر الحكيم وهو الوعاء الذى يحوى خبرات أهلها وتجاربهم ومعارفهم وفنونهم ومُثُلهم العليا وسائر ضروب ما تنتجه قرائحهم، والذى يحفظ كل ذلك من جيل إلى جيل عبر العصور، واللغة العربية إلى هذا كله الأداة الأساسية التى نستخدمها فى نقل مختلف العلوم والفنون والمعارف إلى الناشئة فى مراحل تعليمهم العام والعالى والجامعى وهى كذلك أداة نشر الثقافة بأوسع معانيها وتراثنا وحضارتنا عن طريق مختلف وسائل الإعلام، كما هى الأداة التى يستخدمها الإنسان فى تثقيف نفسه بنفسه وفى تعلمه الذاتى مدى حياته، ومن هنا تبدو أهمية اللغة العربية وأهمية تعلمها وتعليمها لا باعتبارها مادة دراسية مقررة فحسب ولكن باعتبارها محورًا أساسيًّا فى بناء الإنسان بكل جوانبه ومحورًا للعملية التعليمية فى كل مراحل التعليم ومحورا للنشاط الإنسانى فى المجتمع، وفوق كل ذلك الاعتبار الدينى، فكل شعائر الإسلام وأركانه تدعو إلى تعلم اللغة العربية، ثم كان القرآن الكريم الباعث إلى أكثر العلوم العربية الخالصة سواء العلوم الدينية من تفسير وحديث وفقه وتشريع أو العلوم الدنيوية من نحو ولغة وبلاغة وغيرها، وقد حمل الأزهر الشريف فى مصر هذه الرسالة السامية أكثر من ألف عام.
وعن عظمة اللغة العربية وعبقريتها ما شهد به المستشرقون المنصفون فقد قال المستشرق جرونباوم فى مقدمته لكتاب "تراث الإسلام": إن اللغة العربية هى محور التراث العربى الزاهر، وهى لغة عبقرية لا تدانيها لغة فى مرونتها واشتقاقاتها، وهذه العبقرية فى المرونة والاشتقاق اللذين ينبعان من ذات اللغة جعلتها تتسع لجميع مصطلحات الحضارة القديمة بما فيها من علوم وفنون وآداب، وأتاحت لها القدرة على وضع المصطلحات الحديثة لجميع فروع المعرفة، كما يقول المستشرق الألمانى بروكلمان الذى أرَّخ للفكر والتأليف العربيين فى العصر الجاهلى حتى الآن فى سلسلة كتبه الشهيرة " تاريخ الأدب العربى"، يقول إنه بفضل القرآن بلغت اللغة العربية من الاتساع مدى لا تكاد تعرفه أى لغة أخرى.
تقييم:
0
0