استراتيجيات النجاح ( 3) المرونة
المرونة
فرضية : تكرار نفس الوسائل والأساليب سيؤدي إلى نفس النتيجة
تبدو هذه الفرضية بسيطة جدا لدرجة السخافة، ربما، ولكن الغريب في الأمر أنه على بساطتها فإننا نتجاهلها في حياتنا اليومية. دعني أضرب لك بعض الأمثلة لتتضح الصورة أكثر. الأب الذي حاول علاج سلوك الكذب مع ابنه عدة مرات وفشل في ذلك مع أنه استخدم وسيلة تربوية صحيحة، وتراه يعاود استخدام نفس الوسيلة ويصل إلى نفس النتيجة مرة بعد مرة. الخلل في الاستراتيجية هنا يكمن في تجاوز تلك الفرضية وتكرار استخدام نفس الوسيلة.
هل هذه هي الوسيلة التربوية الوحيدة لتغيير كمثل هذا السلوك؟! لم لا تجرب طريقة أخرى. وهذا هو مفهوم المرونة الذي أقصده في هذا السياق.
مثال آخر : الأب أو الأم الذي يشكو من عدم رغبة ابنه أو ابنته من مواصلة الدراسة، ويشعر هذا الابن أو البنت بالملل من الدراسة وعدم وجود دافع لها. جرب هذا الأب وسيلة أو ربما بعض الوسائل للتغلب على هذه المشكلة، ولكن لم يصل إلى نتيجة. سر الاستراتيجية الناجحة يكمن في عدم اليأس والاستمرار في المحاولات ( المرونة ) حتى تجد الحل المناسب. ولعل قصة أديسون في اكتشاف المصباح الكهربائي خير دليل على ضرورة المرونة في استراتيجيات النجاح. فقد جرب أديسون مئات المرات ولم يفقد الأمل في إشعال المصباح الكهربائي حتى توصل إلى التعرف على المادة المناسبة للمصباح وحقق النجاح الذي تدين البشربة به لأديسون حتى اليوم.