استراتيجيات النجاح (2) العمل مع إرهاف الحواس
قصة رمزية
العمل لتحقيق الهدف مع إرهاف الحواس
-
-
يحكى أن رجلا كان له ثلاثة أبناء وعندما كبر سنه أراد أن يطمئن على أبنائه فقرر أن يختبرهم. كان الاختبار الذي أعده لأبنائه عبارة عن هدف للرماية وُضع على شجرة تبعد مسافة معينة عن الموقع الذي يقف فيه الأب وأبناءه. بدأ الأب يوجه أبناءه فقال لهم لقد وضعت لكم ذلك الهدف على تلك الشجرة لأرى أيكم أقدر على التصويب وإصابة الهدف وسنبدأ العمل ابتداء بالأكبر فيكم هل أنت مستعد يا سعد، فأجاب سعد : نعم يا أبي. أعطى الأب سعدا القوس والرمح وبدأ سعد التركيز على الهدف، فسأله أبوه : ماذا ترى ؟ فقال : أرى الهدف وأرى الشجرة التي وَضَعت عليها الهدف. فقال له الأب : حسنا ، إعط القوس والرمح لسعيد. أخذ سعيد القوس والرمح بحماس، وبدأ التصويب نحو الهدف، فسأله أبوه : ماذا ترى يا سعيد ؟ فقال سعيد : أرى الهدف والشجرة وأرى الحمار الذي بجوار الشجرة. فقال الأب : حسنا ، إعط القوس والرمح لأخيك هدّاف. أخذ هدّاف القوس والرمح وصوب نحو الهدف، وقبل أن يطلق سهمه سأله أبوه : ماذا ترى يا بني ؟ فقال أرى الهدف يا أبي. فقال : وماذا ترى أيضا : فقال : لا أرى سوى الهدف يا أبي. فقال : ركز يا بني، ماذا ترى؟ فقال : لا أرى سوى الهدف يا أبي. فقال له أبوه : إرم يا بني فستصيب الهدف بإذن الله.
-
-
-
-
هذه القصة تبين أهمية تحديد الهدف ( العنصر الأول ) وكيف تكون نتيجة ذلك رؤية واضحة أثناء العمل لتحقيق الهدف مع إرهاف الحواس ( العنصر الثاني ). في جلستنا مع عنصرنا الثاني من عناصر الاستراتيجية الناجحة نلفت النظر إلى أهمية اتخاذ الخطوة الأول نحو الهدف. بعض الناس متميزون في التخطيط ووضع الأهداف. وستجد لديه قدرة عالية وبراعة منقطعة النظير على العمل طوال اليوم في هذا الإطار ولكن إذا طلبت منه اتخاذ الخطوة الأول فإنه يتوقف ولا يدري ماذا يفعل. مثل هذا الشخص لا تسوى خططه وأهدافه الحبر الذي كتبت به لأنها لن ترى النور. قضاء وقت كاف في التخطيط ووضع الأهداف المحددة مهم جدا، ولكن لا بد من التحرك والمبادرة بالخطوة الأولى في طريق تحقيق الهدف. قضاء وقت طويل في وضع الأهداف دون العمل سيجعل هذه الأهداف مجرد أحلام، وهذا هو الفاصل الرفيع المميز بين الأحلام والأهداف.
-
-
نحتاج أثناء عملنا لتحقيق أهدافنا إلى إرهاف الحواس للتحقق من أننا نسير نحو الهدف المرسوم. أثناء العملية الأولى : تحديد الهدف، وضعنا مجموعة من المواصفات التي تعرف هدفنا، قد يكون ضمن هذه المواصفات معلومات كمية وكيفية توضح هذا الهدف، وخلال المرحلة الثانية يجب علينا أن نرهف حواسنا للتعرف على حصولنا على الهدف بنفس المواصفات والمعايير. إرهاف الحواس يساعدنا على جمع أكبر قدر من المعلومات البصرية والسمعية والحسية عن الهدف بحيث يمكن مقارنتها مع المواصفات المطلوبة للهدف، فإن تحققت تلك المواصفات فنكون بذلك قد أنهينا الاستراتيجية بتحقيق الهدف وإلا فعلينا البحث عن طريقة أخرى تحقق هدفنا وذلك من خلال عملية المرونة.
-
خلق الله الانسان وزوده بالحواس الخمس وأعطى كل حاسة قدرات محددة. تعمل هذه الحواس في النطاق الذي حدده الخالق سبحانه وتعالى، ولكن مع مرور الزمن تصاب هذه الحواس بما يطلق عليه تبلد الحس. يمكن أن نفسر تبلد الحس بأنه نظرا لتكرر الاحساس بشئ ما فإن عقل الانسان يغفل هذا الشئ في المستقبل نظرا لأنه أصبح شيئا مألوفا. هذه العملية تحدث مع جميع الحواس الخمس. ونظرا لذلك نحتاج من وقت لآخر أن نقوم ببعض التمرينات للحواس التي تعيد لها النشاط وترفع من قدراتها. وكمثال على ذلك كتمرين لحاسة البصر تأمل في مشهد معين لمدة دقيقة ثم أغمض عينيك وصف ذلك المنظر لزميل بكل تفاصيله، ثم افتح عينيك وتأمل المنظر دقيقة أخرى ثم أغمض عينيك وصف المشهد مرة أخرى ستجد أن هناك عناصر لم تذكرها في المرة الأولى.
-
نحتاج أثناء عملنا لتحقيق أهدافنا لحواس مرهفة لتساعدنا على ملاحظة مواصفات الهدف وهذا سيختصر الوقت اللازم لتحقيق الهدف.