علم نفس الطفل والمراهق
اليوم الثاني: محاضرة "علم نفس الطفل والمراهق" - أ. رضا حيرش السبت, 25 يونيو 2011 11:33 عبد الله تونسي
في إطار فعاليات اليوم الثاني للجامعة الصيفية، كان للأستاذ رضا حيرش محاضرة خاصة حول فهم شخصية التلميذ وكيفية التعامل معه، عشية يوم الخميس 23 جوان بقاعة المحاضرات. حضرها الأساتذة المشاركون بالاهتمام والحساسية التي أثارها الموضوع. بين الأستاذ في بداية محاضرته أنّ نجاح مهمّة الأستاذ التربوية تقوم على مهارته في التعامل مع المتعلّم ذي الأبعاد النفسية والاجتماعية والمعرفية، هذا ما يجعل من الضروري على الأستاذ الإلمام بكل هذه الأبعاد على أساس من المعارف المتحصل عليها من علم النفس التربوي متجنبًا الارتجال والمعرفة السطحية.لإعطاء صورة واضحة عن طبيعة التلميذ في مرحلة الطفولة والمراهقة قام الأستاذ المحاضر بتفصيل المراحل العمرية لنموّ التلميذ مركّزًا على الخصائص العقلية والنفسية والاجتماعية لكل منها وتبيين الحاجات الطبيعية للتلميذ مع كيفية إشباعها والتعامل معها بالشكل الصحيح، وكذا التنبيه على التعاملات الخاطئة والسائدة في المجتمع.وفي حديثه عن مفهوم الحاجة أوضح أنه توجد حاجات طبيعة وحاجات مرضية تعود إلى أسباب موضوعية نفسية واجتماعية، ومعرفة الحاجات الطبيعية للتلميذ هو بهدف إشباعها وتوجيهها بالأسلوب العلمي والتربوي.حسب تقسيم العلماء لمراحل نمو الطفل ذكر الأستاذ أن حياة الطفل تبدأ منذ مرحلة الرضيع ومرحلة الطفولة المبكرة التي تنتهي مع انطلاق الطفل في تلقي العملية التربوية، مرحلة الطفولة المبكرة تحوز أهمية كبيرة لأنها تبلور أهم مميزات شخصية الطفل وملامحها الأساسية، ثم تليها مرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة ومرحلة المراهقة اللتان تشملان الطور الابتدائي إلى الثانوي. إن مصطلحًا كالمراهقة قد يؤخذ بشكل إيجابي أو سلبي حسب طبيعة المجتمع وذهنياته لكنها مرحلة طبيعية في تشكيل شخصية الإنسان.إذا ما عدنا إلى مرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة فإن الطفل فيها -حسب رؤية الأستاذ- يتميز بالعينية والحركية للتواصل مع الظواهر الخارجية ويمتلك كذلك طبيعة تفكير حسية وحدسية لا تقوم على الاستدلال والتجريد بل على العاطفة والتجربة الحسية، كما أن الطفل في هذه الفترة يميل كثيرًا إلى التفاعل مع الأشكال والألوان، وكلها حاجات على المربي استغلالها في العملية التربوية، مع مراعاة تمكينه من ممارسة حريته في الاكتشاف وتنمية مهارات التصرف في المواقف المختلفة على عكس وضعية القمع التي يمارسها المجتمع في سبيل المحافظة على الأعراف والقيم الموروثة.كما يبدي الطفل في هذه المرحلة رغبة كبيرة في التساؤل والاستكشاف مع تمتعه بديناميكية فائقة أنتجها الفضول والبحث.من خصائصه الانفعالية في هذه المرحلة جنوحه إلى التحدي محاولةً منه في مشاركة الآخرين صناعة القرار، بالإضافة إلى عنصر الغيرة الذي يجب توخيه بمراعاة العدل في الجانب المادي والعاطفي خاصة. ومن الناحية الاجتماعية تعتبر هذه الفترة بداية الاندماج مع الآخر عن طريق التواصل مع أقرانه ومن ثمّ بداية تبلور صورته الاجتماعية تلبية لحاجته إلى الانتماء.سن المراهقة بدوره مرحلة حساسة يمر بها التلميذ تختلف عن الطفولة بكونها فترة الانتقال إلى سن الرشد. من أهم القضايا الحساسة التي يعاني منها المراهق في الواقع تلك التغيرات الفيزيولوجية وظهور الميول الجنسي الذي أكّد الأستاذ على أنه ميول طبيعي لا يجوز كبته بل على المربي أن يحافظ على التوازن النفسي للطفل عن طريق توعيته بالفروق الطبيعة مع الجنس الآخر وتجنب تقديم صورة سلبية عنه. من التطورات الحاصلة كذلك في الخصائص العقلية عند المراهق ارتقاؤه إلى التجريد واستقلاله في أسلوب التفكير، فيلزم على المربي التعايش معه على أساس الأفكار والقيم مع التزام إشباع رغبته الفكرية بإثراء محيطه الإبداعية. والمراهق من الناحية النفسية يعيش في أحيان كثيرة عالم أحلام اليقظة التي يعزوها الأستاذ إلى مواجهة الواقع بصناعة عوالم أخرى مريحة وهو يعتبرها من جهة أخرى مجالاً لنمو خياله الإبداعي، كما للمراهق خصائص أخرى كالرغبة في تحمل المسؤولية والنقد وحب التنافس وغيرها.تعددت مجالات النقاش التي طرحها المشاركون مثل مسألة التوازن بين الأخلاق الدينية وفتح مساحة الحرية، دور الحوار في التواصل مع المراهق، ومشاركة الوالدين في العملية التربوية. ورغم أن النقاش لم يأخذ الوقت اللازم إلا أنه أثار إشكالات وأسئلة كانت مدار الحوار بين المشاركين.
منقول