دائرة عين البيضاء

ولأنك متاع الغرور..
طلقت حساني..
وواريت الدواهي ..
خلف السواهي..
وعطرت جسدي..
بالمسك والكافور..
وأقلعت عن عشقي
وغرامي..
وودعت مجوني
واستهتاري..
وأقسمت ألا تكوني..
في كياني..
لأنك الدنيا..
متاع الغرور...
من قصيدة شعرية للسيدة هجريس رقية بنت عين البيضاء بلد العلم والعلماء ومدينة العديد من الكتاب و الروائيين و الشعراء أمثال الشاعر الكبير محمد العيد آل خليفة و الروائي رشيد بوجدرة، القاصة ليلى حموتان، الشاعر لزهر بعزيز، الروائي كمال عبد اللاوي، الشاعر المرحوم الشريف شناتلية، الروائي والشاعر علي رحمون، الشاعر الشعبي شمامي العايش، الروائية والمخرجة السينمائية حفصة زيناي كوديل.. و غيرهم كثير
للسيدة هجريس العديد من المؤلفات منها
إبنة التربية مجموعة قصص قصيرة صادرة عن دار الهدى سنة 2000
''هؤلاء'' هي مجموعة قصص قصيرة (2009)تناولت فيها الكاتبة محطات عدة استقتها من مختلف ضفاف الحياة المرهقة التي تفرضها الطبيعة حينا، بينما يكون النصيب الأكبر لبني البشر في فرض حياة تعيسة وفي غالب الأحيان، إذ حاولت هجريس من خلال مجموعتها هذه والتي وقعت على 66 صفحة استماتة بعض الألفاظ والعبارات التي لها من الوزن الأدبي النصيب الأوفر، وهذا لكي تفسح أمام قرائها مجالات أوسع للاستمتاع بالسرد العذب.
لا تخلو قصص رقية هجريس من الاشارة إلى بعض المواقف الساخرة التي كانت نفسها (الكاتبة) شاهدة يوما عليها مثلما هو حال ''الزنبورة والحضيض'' وهي قصة فتاة جامعية أرادت أن تسلط على نفسها أضواء قد لا تسلط حتى على أعتى فنانات الإباحة، حيث لمحت هجريس إلى عينة من بنات اليوم اللواتي يبحثن عن استمالة المجتمع الى حتمية الاغراءات والشرود ـ الفاضح ـ عن القيم والتربية القويمة الفاضلة، فهذه الجامعية كانت في منتهى أناقتها وهي تستقل سيارة أجرة والتي تصادف وأن شاركتها الكاتبة نفسها السيارة لم تأبه للسعات ألسنة الناس بعد أن ''زنبرت دبرها في بنطال ضيق...'' على حد تعبير الكاتبة التي يكفيها بهذا المدخل لقصتها أن تلفت انتباه القارئ والمجتمع عموما إلى مخاطر الانزلاق نحو هاوية اسمها ''فتنة الجسد''.
كما تمتاز السيدة رقية بالقصة القصيرة جدا كما في الشراغيف
بعد لحظات من الترقب الحذر..همد الضجيج، ركدت المياه وعلى
أديمها فقاقيع سرعان ما تلاشت..
لمع برق، تلاه هزيم، امتلأت غدران ، فاضت أودية وآبار..
سمع سكان الحي نقيقا امتزج بضجة وحركة غريبة، تنبعث
من غدير مهجور!!..
انزوت الحيوانات، فرت أسراب الطيور ، أوصدت الأبواب