قريتي والاجازه - لبكي شريف الهنــــــــــــدي
قريتي والاجازه - لبكي شريف الهنــــــــــــدي
01-07-2011
--
اخواني قراء وكالة عجلــــــــــون نيوز الاخباريه .. هذه احد القصص التي نشرتها في مدونتي على موقع مكتوب عام 2007م . وكانت اجمل الروائع القصصيه التي حازت على اجمل قصه بالتعابير والسرد والتعليقات البناءه من موقع مكتوب الثقافي ... واحببت ان انشرها ها هنا . لحبي وعشقي لها ... وهي تصوير في اماكن من خيالي والبعض من واقع المجتمع ..
قريتي والاجازه
اصدقائي الاعزاء
اريد ان اسرد عليكم يومي في قريتي الصغيره الوديعه الحالمة كالعروس في يوم زفافها او كالطفل في مهده .
نعم تعودت ان اصحوا كل يوم على ضجيج السيارات وصياح الباعه المتجولون في المدينه التي اعمل بها . الا انني اليوم صحوت على هدؤ طالما افتقدته واشتقت له . ان بيت اهلي يقع في قريه جبليه تحيط بها الجبال التي تكسو قممها طوال العام الثلوج . ويمر من خلالها نهر صغير يرفد من ينابيع وما تتصدق به الجبال من بعض ثلوجها البيضاء الناصعه . واهلها من الذين ما زالوا لا يعرفوا الا الجار للجار . والحب يبادله الحب والخطيئه والاساءة تقابل بالتسامح والعرفان . بيوتنا في القريه من طابقين وجميعها تحوي على الشرفات المطله على الشارع مباشره (الفرندات ) كما شبهتها الكاتبه ربيعه الناصر باحد روائعها . وشوارع قريتي مرصوفه بالحجاره المنمقه والتي تعود للعهد العثماني . ويتوسطها نافوره من الحجر المرسوم متوسطه الحجم وهي رائعه قريتي والتي يزيد عمرها على المائه عام وما زالت معطاءة كما هو عهدها بالوفاء لاهلها الاوفياء البسطاء .
( اصدقائي القصه يجب ان يكون العنصر النسائي من اساسياتها ولا شو فايدتها )
افتح باب الشرفه لاسمع كالعاده اذاعة حارتنا ام سمير وام ايمن يتحادثان في كل صباح وهنا لذه الحياة الصباحيه فانت تسمع منهن جميع اخبار القريه دون حذف او تقطيع واحيانا بعيدا عن الرقابه ( بث مباشر من ارض الحدث ) وكنت وانا صغير استمع اليهن الى حد انهن يتكلمن بامور نسائيه. وكان محور حديثهن اليوم ان بنت ام سمير تقدم لخطبتها شاب لكنه موظف . وانت بتعرفي يا ام ايمن الموظف تجوز عليه الصدقه . وما برمي بنتي هالرميه . ضحكت لان بنت ام سمير لا يزيد وزنها عن 45 كم . وبنت ام ايمن يزيد وزنها عن 90 كم الله يستر . يعني ما بلبق لهن ازواج الا الامراء او اجمل شباب القريه .
ارتديت ملابسي ونسقت شعري وتعطرت بعطر الياسمين الطبيعي الذي يعده الحاج سالم الفقيه من الطبيعه الرائعه . وهممت بالخروج الى قريتي المشتاقه لي كما انني المتيم بجبالها ومراعيها . وما ان هممت بالخروج حتى سمعت صوت الملائكه من ورائي يقول ( شو يا ابني بدك تخرج دون فطور ) رجعت وقبلت الطهاره . يداها وجبينها . وقلت لها مو جاي ببالي لاني تعودت ان اتأخر بالفطور في المدينه . لكن لما ارجع بدي منك يا اغلى الغوالي المنسف او الكبسه وعليها الحار يا اغلى الدرر في حياتي . فقبلتني وأكملت مشواري الى الشارع . وما زالت ام سمير وام ايمن يتداولن الحديث .
(شو رايكم اصدقائي مو لازم ندخل بالقصه شويه رومنسيه )
وما ان تجاوزت بعض البيوت باتجاه مركز قريتي وهي النافوره . حتى رأيت اجمل ما وقع عليه عيني في شوارع قريتي . فتاة ولا اجمل كانها اللؤلؤ المنثور . تتهاوى في نظراتها . تتجاوز المعقول ولا معقول في عالم الجمال الرباني . ولكن بيت من هذا ؟؟؟. انه بيت ابو سامح .. نعم .. ولكن لا اعلم ان في عندهم بنت بالجمال والادب او العمر الريحاني هذا . اكملت مسيري ونظراتي لا استطيع ان اتحكم فيها . لانها سافرت مع مشاعري الى تلك الطفله الناضجه . وبالجهه المقابله قهوه ابو قاسم مع ان اسم ابن صاحب القهوة الكبير سليمان فلا اعلم لما ينعتوه بابو قاسم . فجلست في القهوه الشعبيه الصغيره التي تشع بالوقار وبالاصاله . وفي المقابل تلك الحوريه تنظر من طرف الشباك وتهرب وكانها تلاعبني وكاننا ما زلنا اطفال حالمين . تضحك ولا اسمع ضحكتها بل ارى اللؤلؤ بائن في ثغرها . فيأتي الي حدوا خادم القهوه ويقول ( يصبحك بانوار النبي يا لبكي وين هالغيبه ) وهون المشكله بدك تشرح اله ستة اشهر كامله وهذا بحد ذاته مأساه لا تعدوها مأساه ان تشرح لحدوا وبعدها تقوم بالتفسير ( لانه الماء لا يفسر الا بالماء ) فقلت له بعدين يا حدوا يا اخوي خليني هلا بقهوتك جيبلي فنجان . فلاحظ ما انا به من هيام . وقال أه أه أه …. هاي رندا بنت ابو سامح الرجل الاقطاعي اغنى رجال قريتي وهذه ابنته . استغربت رندا البنت التي كانت تخاف مني بالشارع وتختبيء وراء والدتها كلما اهديتها حبة من الشوكولا او بسكوته . كبرت واصبحت عروس . سبحان الله .جمالها لا يعدوا عن سمراء اكتمل بها فن الخالق .
ودون تفكير وتروي العقلاء قررت ان اتسلل بمشيتي اليها واحادثها . واعلم يقين العلم ان رأني احد من الاهل في القريه سوف تكون هنالك مشكله ولا اكبر منها لان العرض في قريتنا هو الشئ الوحيد الذي لا يتسامحوا به . بل تقوم لاجله الحروب . ولكن قررت ما قررت . وفعلا نهضت من مقعدي على مرأى من الاخرين وتقدمت اليها . وانا في هذه اللحظات افكر بما سوف ابدأ . صباح الخير رندا ام كيفك رندا او ممكن اتقدم الك وتوافقي علي يا من ملكتي كياني وقلبي . وما ان وصلت الى شباك بيتها وهي تقف بالمقابل
وعزمت على اطلاق الكلمات والسؤال من فمي وازين بها باقي ايامي بالرد منها
الا بيد تمتد الى كتفي وتقول اصحى يا اخي الساعه الثامنه هلا ما بدك تروح على عملك . فعلمت اني كنت احلم وليس هنالك قريه او رندا او ام سمير وام ايمن . ولا جبال تكسوها الثلوج . ولكن هنالك شئ واحد بقصتي واقعي صوت السيارات . وبياع الخضار تحت شباك غرفتي ( ترك الحي كله ووقف تحت شباكي ينادي على الكوسى والبندوره ) بدكم احلى من هالرومنسيه الصباحيه . ما عرف اخوي يتركني نصف ساعه بس اعرف شو ردها على طلبي ( الله يهديك يا اخي ) . ذهبت الى عملي وما زلت افكر …. هل من الممكن ان توافق على طلبي يدها ام سوف ترفض ( رندا ) لانني موظف بسيط وهي ابنت التاجر وصاحب الاملاك الفائضه ام سوف تنظر الي من شرفت منزلها ؟؟؟
كم سوف اشتاق الى الاذاعه المحموله ام سمير وام ايمن
تقييم:
0
0