هل هو مشكل ثقافة أم تحضر
هل هو مشكل ثقافة أم تحضر ؟
تعتبر مقاطعة جكني من ضمن المقاطعات العريقة بموريتانيا وقد اشتهرت بكثرة علمائها وكرم ضيافة أهلها. وكان بإمكان المقاطعة أن تستفيد من عمرها الطويل على الأقل في تطويرها من الناحية العمرانية إلا أن المتجول اليوم في شوارع المقاطعة يشعر بأسى شديد وهو يشاهد بأم عينيه البنيات السكنية التي يعيش فيها سكانها والتي هي مهددة بالسقوط في كل وقت خاصة في فصل التساقطات المطرية والذي تشهد فيه المدينة تساقطات مطرية غزيرة.أما الشوارع والتي جعل منها بعض السكان سلة لرمي الأزبال فلا تكاد تميزها إذ أن أكثرها نظافة قد تحول أديمه إلى أماكن لتجميع البلاستيك.
هذا الواقع ـ الذي يشيب لهوله الولدان وتقشعر لجسامته الأبدان ـ يبعث على التساؤل عن ما إذا كانت ثقافة أغلبية السكان هي هكذا ، والأمر عندهم يرتبط بعادات وتقاليد يرون بصلاحيتها " لكل زمان ومكان " أم إنهم يرون مفهوم التحضر بعيون أخرى.
عموما هذا الواقع يتطلب من كل الغيورين على مستقبل هذه المقاطعة والذين تربوا في أكنافها أن يعملوا على توعية المواطنين بضرورة تجاوزهم لهذه العراقيل التي تحول دون التحاق المقاطعة بركب بعض المقاطعات الأخرى والتي نشأت بعدها. فعلى الجميع أن يساهم كل من موقعه وعلى الأندية الثقافية أن تتحمل نصيب الأسد في ذلك ، ولئن كان منتدى التسهيل لشباب جكني مشكورا قد قام ببعض خطوات في هذا المجال كتنظيمه لبعض الأيام حول النظافة وسهره على توعية المجتمع من خلال تنتظيم العديد من المحاضرات إلا أنه ينبغي أن يبذل المزيد وأن ينظم سنويا على الأقل " يوم محليا للبيئة " .
إننا نعيش اليوم في عالم تتطلب مسايرته تجاوز هذا الواقع الذي لا زالت مقاطعتنا تتشبث بحبله المتين ظنا منها أنه منتهى مسايرة العصر . وإذا كان الجانب العمراني يوحي بالهشاشة ويؤشر على عدم تقدم المقاطعة فقد لوحظ في الآونة الأخيرة مؤشر آخر حمل لواءه العديد من أطفال وشباب المقاطعة حيث أصبحوا يأخذون من بعض المغنين والموسيقيين الغربيين " أسوة حسنة " لهم وأصبحوا يتنافسون في حفظ أغانيهم وتقليدهم في المشي والملبس ... الأمر الذي أصبح يدفعهم إلى ارتكاب أنواع الجرائم ، هذا في وقت كان فيه أطفال المدينة وشبابها يتبارون في حفظ القرآن ومختلف العلوم الشرعية التي ينهلونها من معين علماء أفذاذ. وهو أمر يتحمل مسؤوليته الآباء الذين أطلقوا لهم العنان والحبل على الغارب في تلقف كل وافد جديد. فعليهم إذا أن يبادرواـ لأن الظاهرة في تفاقم ـ في أن يرجعوا للمقاطعة بريقها وذلك بإرجاع هؤلاء الصغار إلى مقاعد الدرس أو إلى البيئة المحظرية التي تربى فيها العديد من أبناء هذه المقاطعة الغالية.
محفوظ ولد السالك
طالب صحفي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط نقلا عن جريدة الرعاية الصادرة عن منتدي التسهيل لشباب جكني
تعتبر مقاطعة جكني من ضمن المقاطعات العريقة بموريتانيا وقد اشتهرت بكثرة علمائها وكرم ضيافة أهلها. وكان بإمكان المقاطعة أن تستفيد من عمرها الطويل على الأقل في تطويرها من الناحية العمرانية إلا أن المتجول اليوم في شوارع المقاطعة يشعر بأسى شديد وهو يشاهد بأم عينيه البنيات السكنية التي يعيش فيها سكانها والتي هي مهددة بالسقوط في كل وقت خاصة في فصل التساقطات المطرية والذي تشهد فيه المدينة تساقطات مطرية غزيرة.أما الشوارع والتي جعل منها بعض السكان سلة لرمي الأزبال فلا تكاد تميزها إذ أن أكثرها نظافة قد تحول أديمه إلى أماكن لتجميع البلاستيك.
هذا الواقع ـ الذي يشيب لهوله الولدان وتقشعر لجسامته الأبدان ـ يبعث على التساؤل عن ما إذا كانت ثقافة أغلبية السكان هي هكذا ، والأمر عندهم يرتبط بعادات وتقاليد يرون بصلاحيتها " لكل زمان ومكان " أم إنهم يرون مفهوم التحضر بعيون أخرى.
عموما هذا الواقع يتطلب من كل الغيورين على مستقبل هذه المقاطعة والذين تربوا في أكنافها أن يعملوا على توعية المواطنين بضرورة تجاوزهم لهذه العراقيل التي تحول دون التحاق المقاطعة بركب بعض المقاطعات الأخرى والتي نشأت بعدها. فعلى الجميع أن يساهم كل من موقعه وعلى الأندية الثقافية أن تتحمل نصيب الأسد في ذلك ، ولئن كان منتدى التسهيل لشباب جكني مشكورا قد قام ببعض خطوات في هذا المجال كتنظيمه لبعض الأيام حول النظافة وسهره على توعية المجتمع من خلال تنتظيم العديد من المحاضرات إلا أنه ينبغي أن يبذل المزيد وأن ينظم سنويا على الأقل " يوم محليا للبيئة " .
إننا نعيش اليوم في عالم تتطلب مسايرته تجاوز هذا الواقع الذي لا زالت مقاطعتنا تتشبث بحبله المتين ظنا منها أنه منتهى مسايرة العصر . وإذا كان الجانب العمراني يوحي بالهشاشة ويؤشر على عدم تقدم المقاطعة فقد لوحظ في الآونة الأخيرة مؤشر آخر حمل لواءه العديد من أطفال وشباب المقاطعة حيث أصبحوا يأخذون من بعض المغنين والموسيقيين الغربيين " أسوة حسنة " لهم وأصبحوا يتنافسون في حفظ أغانيهم وتقليدهم في المشي والملبس ... الأمر الذي أصبح يدفعهم إلى ارتكاب أنواع الجرائم ، هذا في وقت كان فيه أطفال المدينة وشبابها يتبارون في حفظ القرآن ومختلف العلوم الشرعية التي ينهلونها من معين علماء أفذاذ. وهو أمر يتحمل مسؤوليته الآباء الذين أطلقوا لهم العنان والحبل على الغارب في تلقف كل وافد جديد. فعليهم إذا أن يبادرواـ لأن الظاهرة في تفاقم ـ في أن يرجعوا للمقاطعة بريقها وذلك بإرجاع هؤلاء الصغار إلى مقاعد الدرس أو إلى البيئة المحظرية التي تربى فيها العديد من أبناء هذه المقاطعة الغالية.
محفوظ ولد السالك
طالب صحفي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط نقلا عن جريدة الرعاية الصادرة عن منتدي التسهيل لشباب جكني
