من أعلام مدينة جكني
مليئة هي صفحات التاريخ بالعظماء الذين اثروا هذه الصفحات بالعطاء اللا متناهي في مختلف المجالات،ولكن هؤلاء منهم من حظي تاريخه بالاهتمام و الشهرة و منهم ما دون ذلك، و عائد ذلك لاختلاف الأزمنة و الوسائل و مدى الوعي لدى الأجيال المتعاقبة، إذ الاهتمام الذي توليه هذه الأخيرة لموروثها على مختلف الأصعدة، يعد احد المحددات الحقيقية لمدى وعي هذه الأجيال . وكبادرة عن حسن نية تخصص الرعاية أحد أعمدتها للتعريف بمشاهير افنوا حياتهم خدمة للمجتمع، وذلك على نحو يمكنها من تناول كل شخصية على حدة بتخصيص كل عدد لأحدها كلما كانت الفرصة سانحة.
الطالب احمد ولد مامه ولد سيدي ولد غلام عالم بل علامة الحوض كله وفخر عزته وملاذ ضريره ، ولم لا! فهو الكريم ابن الأكرمين، وفضلا عن هذا وذك فهو الذي حوي من العلوم أنفسها ومن الأخلاق أدمثها ومن رصانة الأسلوب وقوة الحجة وسرعة البديهة ونقاء السريرة ما يكفي لتلقى إليه مقادة العلماء وكان أحق بها وأهلها ، فقد قيل ما تحت أديم سماء شنقيط من أفقه وأدرى بالحلال والحرام منه ، فقد شهد له بذلك من العلماء معلموه ومعاصروه من أمثال شيخه العلامة سيد أمحمد ولد أحمد معلوم والعلامة محمد ولد المحفوظ رحمة الله عليهم جميعا . وتعالوا نستمع إلى ما قاله حجة عصره بداه ولد البصيري رحمة الله عليه قاصدا صاحبنا اعترافا له بغزارة علمه وعمق تمكنه من مقاصد الشريعة الغراء وسبر أغوار ما خفي منها : "والله لو كان مالك معاصرا لنا لقلنا بأنه هذا الرجل ".
وهذا محمد ولد أبو مدين أحد أعلام هذه الأرض لم يكن منه عندما ألتقي صاحبنا عام 1975 بمناسبة انعقاد مؤتمر العلماء بنواكشوط إلا أن أعجب به وبعلمه وقال فيه قصيدته الطويلة:
أشا الطالب المرضي أحمدي في الفرض و النفل والعليا كل فتى مرضي
سري بين عرض الأرض وطولها ذكره خطاب به طول البلاد مع العرض
كريم السجايا في العروض مرزؤ ولكنه في عروضه وافر العرض
ولد علامتنا في نهاية المائة الثامنة بعد الألف من الميلاد وبالتحديد سنة
ويبقى أن ننوه بأن صاحبنا رزق ثلاثة أبناء وبنتين ، وفي سنة 1978 أسلم النفس لباريها عن عمر ناهز 86 سنة مليئة بالعلم والعطاء والفضل فتغمده الله برحمته الواسعة وأدخله فسيح جناته هو وجميع موتي المسلمين .
إعداد مولاي لحبيب ولد نافع جريدة الرعاية الصادرة عن منتدي التسهيل لشباب جكني