إياك وتدليل أبنائك
المرجع: كتاب الأسرة في الإسلام
ونحن بصدد بيان دور الأم في تنشئة الطفل، لا يفوتنا أن نحذر الأمهات من بعض التدليل الذي يؤدي بهن إلى إهمال التربية بحجة المحبة والحنان، وزيادة العطف على الأبناء، وليس إهمال التربية عطفا ولا رحمة بالأبناء، وإنما إهمال التربية ضياع لحق الأبناء في حسن التنشئة، وليس في تأديبهم والأخذ على أيدي العابثين قسوة ولا شدة عليهم، بل إن توجيههم إلى الأدب العالي والخلق الرفيع وتربيتهم وتوجيههم، كل ذلك يمثل عين الرحمة بهم والحب لهم والعطف عليهم.
عن أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ) ما نحل والد من نحل أفضل من أدب حسن (، وبعض الآباء والأمهات قد يتهاون حين يراه على رذيلة من الرذائل أو منكر من المنكرات، أو إهمال في واجب، ويظهر هذا الإهمال بصورة أكثر في جانب بعض الأمهات لما عرفن به من فرط المحبة والعاطفة، فترى بعض الأمهات ولدها يأتي بعض العادات السيئة، فلا تنهاه ولا تلومه عليها، بل وجد ما هو أدهى من ذلك وأشد: أن بعضا من الأمهات قد يتسترن على أبنائهن في بعض العادات، وقد تخفي الأم على الأب ما يأتيه ابنه، وقد يدفعها شدة حبها وعاطفتها نحوه أن تعطيه بعض المال من غير علم أبيه، وفي عاطفة كاذبة وتدليل خائن لا يحمل بين طياته خيرا للأبناء، بل فيه الشر والفساد لحياتهم.
ومثل هؤلاء الآباء والأمهات لا يكونون بهذا السلوك مصلحين لأبنائهم، بل يكونون مفسدين لنشأتهم، ولا يكونون محبين لهم، بل كأنهم أعداء، كما أن بعض الأبناء الذي يكونون سببا في تستر بعض الآباء أو الأمهات عليهم والسكوت على ما يأتون من منكر، أن أمثال هؤلاء الأبناء كأنهم أعداء لآبائهم وأمهاتهم، وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: ? إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ?.
وبعض الآباء والأمهات قد يأتون من الأقوال أو الأفعال ما لا يصح، ويراهم أبناؤهم يأتون أفعالا سيئة وبعض الرذائل، فينشأ الأبناء مقلدين لآبائهم وأمهاتهم.. كما يلاحظ في بعض البيوت، حيث يقع نظر الأطفال على الأب يدخن مثلا أو الأم تدخن، أو أن يأتيا بعض العادات القبيحة فينشأ عليها أبناؤهما.
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه