أعد قراءة هذه المقالة معي...........
ما أظلم الحاكم العربي..!
أربعون عاماً والحاكم العربي يركب على ظهر الشعب، وعندما تململ الناس قليلاً، وتوجعوا من قسوة حذائه على أعناقهم، انهال الحاكم عليهم بالعصا، والزجر، والتقريع.
ثلاثون عاماً والحاكم العربي يضع اللجام في فم الشعب، ويضع الكمامة على عيونهم، وعندما صرخ الناس، ونطقوا بكلمات الحرية، قطع عنهم الاتصالات، وحاصر عقولهم، وعزلهم عن العالم.
عشرون عاماً والحاكم العربي يحصد عرق الشعب، هو ملكة النحل، يأتيه طعام الملكات، ويتذوق أشهى المأكولات، وعندما تطلع الشعب إلى رغيف خبز معجون بالكرامة، حرق الحاكم العربي الزرع، وجفف الضرع، ومنع عن الناس الهواء، وسمم الماء.
أقل حاكم عربي حكم الشعب عشرة أعوام، كان فيها عريساً، وصار كل الوطن صالة أفراح تتزين أمام عينيه، وصار كل الشعب عروسا تتجمل تحت أقدامه، وترش العطر على الطرقات التي يمشي عليها، وعندما قطف الشعب وردة حرية من البراري، شمّها، وضمّها، انقض عليه الحاكم العربي بالرصاص، وقصفه بالدبابات، فالحاكم العربي غيور في حكمه للشعب، لا يحب أن يشاركه أحد الفراش، أو يلتفت إلى ألوان الفراش، الحاكم العربي لا يحب المنافسة، فهو المطلق في القرار، لأنه حامي البلاد، وناشر الأنوار.
أيها الحاكم العربي في كل مكان، ألا يكفيك كل هذه السنوات التي عشت فيها أميراً، ألا يكفيك ما قطفت من ثمر الشعب، وما قطعت من الرؤوس، وما أحرقت من شجر الأمل، وما نفثت من دخان أسودٍ يحجب الديمقراطية؟
أما آن لكل حاكم عربي صعد إلى العرش عنوةً، وصار الحاكم المطلق لمدة تزيد عن ثماني سنوات، أما آن له أن ينزل، وأن يقول للناس: شكراً لكم على صبركم، وتحملكم، وسكوتكم كل السنوات التي حكمتكم، ومنعت تطوركم، وحجبتكم عن الحضارة، شكراً لكم، سألقي رسنكم من يدي، سأسلمكم إلى أنفسكم تختارون ما يناسبكم!؟
لم يفعلها أي حاكم عربي حتى الآن، ولن يفعلها، فحجم الجرائم، والكبائر، والسرقة، والتآمر أكبر من التخيل، وأقسى على نفس الشعب من أن تمر بلا عقاب، لذا، نجد الحاكم العربي يقاتل قتال المستميت على الكرسي، فهو يعرف مصيره، ويعرف ما سيلحقه من تحقير وتصغير وتشفير يتوازى بشكل عكسي مع ممارساته غير الإنسانية، وغير القانونية.
لذا؛ فإن معركة الشعوب العربية مع حكامها هي معركة كسر عظم، فإما أن ينمحي الشعب العربي، ويغيب عن الوجود، وإما أن يختفي الحاكم العربي، ويرسف في القيود.
عن د/ صلاح أبو شمالة
تقييم:
0
0
أربعون عاماً والحاكم العربي يركب على ظهر الشعب، وعندما تململ الناس قليلاً، وتوجعوا من قسوة حذائه على أعناقهم، انهال الحاكم عليهم بالعصا، والزجر، والتقريع.
ثلاثون عاماً والحاكم العربي يضع اللجام في فم الشعب، ويضع الكمامة على عيونهم، وعندما صرخ الناس، ونطقوا بكلمات الحرية، قطع عنهم الاتصالات، وحاصر عقولهم، وعزلهم عن العالم.
عشرون عاماً والحاكم العربي يحصد عرق الشعب، هو ملكة النحل، يأتيه طعام الملكات، ويتذوق أشهى المأكولات، وعندما تطلع الشعب إلى رغيف خبز معجون بالكرامة، حرق الحاكم العربي الزرع، وجفف الضرع، ومنع عن الناس الهواء، وسمم الماء.
أقل حاكم عربي حكم الشعب عشرة أعوام، كان فيها عريساً، وصار كل الوطن صالة أفراح تتزين أمام عينيه، وصار كل الشعب عروسا تتجمل تحت أقدامه، وترش العطر على الطرقات التي يمشي عليها، وعندما قطف الشعب وردة حرية من البراري، شمّها، وضمّها، انقض عليه الحاكم العربي بالرصاص، وقصفه بالدبابات، فالحاكم العربي غيور في حكمه للشعب، لا يحب أن يشاركه أحد الفراش، أو يلتفت إلى ألوان الفراش، الحاكم العربي لا يحب المنافسة، فهو المطلق في القرار، لأنه حامي البلاد، وناشر الأنوار.
أيها الحاكم العربي في كل مكان، ألا يكفيك كل هذه السنوات التي عشت فيها أميراً، ألا يكفيك ما قطفت من ثمر الشعب، وما قطعت من الرؤوس، وما أحرقت من شجر الأمل، وما نفثت من دخان أسودٍ يحجب الديمقراطية؟
أما آن لكل حاكم عربي صعد إلى العرش عنوةً، وصار الحاكم المطلق لمدة تزيد عن ثماني سنوات، أما آن له أن ينزل، وأن يقول للناس: شكراً لكم على صبركم، وتحملكم، وسكوتكم كل السنوات التي حكمتكم، ومنعت تطوركم، وحجبتكم عن الحضارة، شكراً لكم، سألقي رسنكم من يدي، سأسلمكم إلى أنفسكم تختارون ما يناسبكم!؟
لم يفعلها أي حاكم عربي حتى الآن، ولن يفعلها، فحجم الجرائم، والكبائر، والسرقة، والتآمر أكبر من التخيل، وأقسى على نفس الشعب من أن تمر بلا عقاب، لذا، نجد الحاكم العربي يقاتل قتال المستميت على الكرسي، فهو يعرف مصيره، ويعرف ما سيلحقه من تحقير وتصغير وتشفير يتوازى بشكل عكسي مع ممارساته غير الإنسانية، وغير القانونية.
لذا؛ فإن معركة الشعوب العربية مع حكامها هي معركة كسر عظم، فإما أن ينمحي الشعب العربي، ويغيب عن الوجود، وإما أن يختفي الحاكم العربي، ويرسف في القيود.
عن د/ صلاح أبو شمالة
تقييم:
0
0