من طرائف جرير والفرزدق والاخطل (2)
اجتمع عبد الملك بن مروان بكل من الفرزدق والأخطل وجرير ، فأحضر بين يديه كيسا فيه خمسمائة دينار ثم قال : ليقل كل منكم بيتا في مدح نفسه ، فأيكم غلب فله الكيس ، فبدأ الفرزدق فقال:
أنا القطران والشعراء جربى = وفي القطران للجربى شفاء
فقال الأخطل للفرزدق:
فإن تك زق زاملة فإني = أنا الطاعون ليس له دواء
(الزق هو الوعاء الذي يصب فيه القطران)
فقال جرير لهما:
أنا الموت الذي آت عليكم = فليس لهارب مني نجاء
فقال عبد الملك : لعمري إن الموت يأتي على كل شيء ، وقضى لجرير.
واجتمع عند عبد الملك بن مروان الفرزدق وجرير بعد المفاضلة السابقة التي حكم فيها لجرير.
فقال الفرزدق : النوار طالق إن لم أقل شعرا لا يستطيع ابن المراغة أن ينقضه أبدا ، ولا يجد في الزيادة عليه مذهبا.
(االنوار زوجة الفرزدق)
فقال عبد الملك : ما هو ؟
فأنشده
فإني أنا الموت الذي هو واقع = بنفسك فانظر كيف أنت مزاوله
وما أحد يا ابن الأتان بوائل = من الموت إن الموت لا شك نائله
فأطرق جرير ثم قال : أم حزرة طالق ثلاثا إن لم أكن نقضته وزدت عليه . ف
قال عبد الملك : هات فقد والله طلق أحدكما لا محالة.
(ام حزرة زوجة جرير)
فأنشد جرير
أنا البدر يغشي نور عينيك فالتمس = بكفيك يا ابن القين ، هل أنت نائله؟
أنا الدهر يفني الموت والدهر خالد = فجئني بمثل الدهر شيئا يطاوله
مرة أخري انتصر جرير على الفرزدق وكان جرير دائما يتفوق على الفرزدق في لكن الفرزدق كان يميل كفته بجاهه وماله حيث كان ينتسب لكبار العرب وتجارهم وكان دائما ما يستخدم ذلك للظفر من جرير الذي كان من عائلة متواضعة مادياً.