دور الجمعيات الرياضية
من المؤكد والبديهي أن للجمعيات الشبانية والنوادي الرياضية الدور الأساسي والبارز في تأطير الشباب وتوجيههم على المستوى المحلي أو على مستوى مدن الشمال أو ما يعبر عنه محلياً (الغربة) مجازاً طبعاً .
الجمعيات الشبانية والرياضية ودورها محلياً :
في معايشتنا اليومية لواقع الشباب محلياً يظهر لنا الدور البارز للجمعيات الشبانية والرياضية في نشر التوعية و التحسيس لدى الناشئة , ويظهر لنا ذلك جلياً في المقارنة البسيطة لبعض العينات من الشباب الذين نجدهم على مستوى الجامعات أو الحياة العملية بعد سن العشرين , ذلك أنك لما تمتحن أي شاب بعد سن العشرين في الحياة العملية أو كما يعبر عنه في أرض الواقع , ترى الفرق واضح وجلي بين شاب نشأ وترعرع وسط جمعية شبانية نشطة سواء ثقافية أو رياضية ولو أن لفظة رياضية عندنا وللأسف لا تزال لا تعني غير الترفيه والتسلية ؟ قلت عندما تقارن بين شاب منتسب لجمعية وبين شاب غير منتسب تجد الفرق واضح , خاصة إذا كان غير المنتسب للجمعيات غير مؤطر ومراقب من طرف الوالد أولاً ثم محيطه الأسري بشكل عام .
وقد يتساءل أحدكم لماذا تطرقنا لعنصر المقارنة بين المنتسب للجمعيات من غيره ؟
ربما الجواب يقودنا بالضرورة للإجابة على السؤال وفق النقطة الأولى للنقاش: ما هو دور الجمعيات في تأطير الشباب ؟؟ وطبعاً فضلت الكلام عن دور الجمعيات وأهميتها , لأني ألاحظ والله أعلم ,رغم أني غير مداوم الإقامة بالعطف كثيراً , إلا أني ألاحظ أن الاهتمام بالجمعيات و فهم دورها صار عملة نادرة بالعطفاء خصوصاً , ذلك أننا نشأنا نسبياً على نهاية عهد كانت فيه للحركة الجمعوية بالعطف الأثر الكبير في توجيه الهمم , وزرع بذور الأمل في نفوس الشباب , وربما لو تحدثنا عن دور التنظيمات الطلابية التي كانت محور الحراك الثقافي بالعطف لفهمنا الأثر الإيجابي للانتساب للجمعيات وكذا أيقنا فاعليتها .
في الحقيقة يمكن لأحدكم أن يحاجج على ضعف الإقبال على الجمعيات بحجة تواجد تنظيمات عرفية تقوم بعملية التوعية والإرشاد في المجال الثقافي والاجتماعي وهي مشكورة على ذلك (الهيئات العرفية) ولو أنها تدخلها أصبح ضعيفاً بسبب تهميشه ومحاصرته وفق برنامج التجهيل والتسخيف الذي يمارس على الأعمال التطوعية من قبل المجتمع بإرادة لاشعورية منه (من جهل شيئاً قتله) والتضييق على تلك النماذج الحضارية من مواصلة المسيرة المضيئة لها , لكن لا بأس بأن نعرج ونفتح الأفاق للجمعيات الرسمية في المجتمع لنتساءل بكل تواضع أين هي ؟
لا ينكر أحدنا أهمية العمل بآلية الجمعيات وذلك للغطاء القانوني الذي تمنحه للناشطين تحت سقفها , ونؤكد على ضرورة تفعيل هذه الجمعيات والانتساب إليها بقوة وفاعلية , كما نطالب بتفعيل قوانينها وضبطها وتعديلها من حين لآخر لتواكب التغيرات المتزايدة في المجتمع .
وربما أصبح من الضرورة بمكان الآن التفريق بين نشاطات الجمعيات وكيفية تأسيسها , ذلك أن هناك بعض الخلط عند الشباب بين نوعية الجمعيات التي نرغب في تأسيسها وربما القيام بدراسة وتبسيط لقانون الجمعيات يمكننا من الحصول على التعليمات الواجبة إتباعها في هذا الخصوص .
غير أننا لو أجرينا مسحاً متواضعاً للجمعيات المتواجدة عبر البلدة لوجدنا بعض التنوع فيها غير أننا لا نزال في أمس الحاجة لعدد أكبر حتى تقوم بواجبها التربوي وتأطير ومرافقة الشباب في مسيرتهم فنجد مثلاً :
جمعيات ثقافية عريقة مهمتها تأطير للشباب في محاولة لانتشالهم من جحيم الشوارع .(الفن والأدب الإسلامي.الوفاء.الرعاية الاجتماعية….).
جمعيات تربوية عريقة مهمتها تأطير وتسيير الإرث الحضاري والتربوي للمدينة .(المدارس الدينية).
جمعيات تربوية تعليمية مهمتها الإبداع في تأطير الناشئة ومرافقة الشباب (الطفل المبدع , الطفولة السعيدة , الأنوار ….).
جمعيات رياضية مهمتها المشاركة بصفة رسمية في المنافسات والمسابقات المحلية والوطنية ( الجيدو , الكاراتي , ….).
جمعيات الأحياء مهمتها القيام بشؤون المواطنين وتمثيلهم والتحدث باسمهم لدى الجهات الوصية (جل أحياء العطف).
تنظيمات طلابية للطلبة الجامعيين مهمتها الاهتمام و تأطير الطلبة الجامعيين والمساهمة في المجتمع بمختلف النشاطات والتظاهرات .
التنظيم العريق للكشافة الإسلامية الجزائرية مهمته تربية وتكوين وتنمية الناشئة والشباب وباستمرار وفق برامج هادفة.
وربما هناك جمعيات مجهريه لم نسمع عنها أو هي في الجهة الأخرى , وأكيد أن هناك بعض النماذج التي ربما غفلنا عنها وذلك هو المقصود من فتح النقاش للجمهور ليشاركنا , ويثري نقاشنا كما يقول الأخ خير الناس , عموماً هذه محاولة بسيطة مرتجلة على قلة معلوماتها أردتها أن تكون بين أيدي من يستطيع أن يضيف لنا المزيد حول هذا المحور .
ربما تجدر الإشارة هنا إلى المعوق الكبير الذي يعرض حياة الجمعيات عامة و الشبانية منها خاصة للتوقف أحياناً أو تغير مسارها باستمرار هو انعدام الإستقرار في العنصر البشري المسير للجمعيات المحلية , حيث أن الطابع العام لبعض إطاراتنا وقيادات تلك الجمعيات يفرض نفسه على مسيرة الجمعية , فكلما سافر أحد مؤسسي أو قيادات تلك الجمعية كلما جرى تغير في برامجها أو تغير في مسارها أو توقف وشلل في منتصف الطريق أو بدايته , وللأسف عدم الإستقرار دائما يرهن بعض جمعياتنا خاصة إذا اختصت في مجالات الشباب وواقع الشباب .
والإشكال الثاني هو الطابع التطوعي في غالب جمعياتنا , والإشكال ليس في التطوع والعمل الخيري الذي هو اساس النجاح لمن أراد أن يعرف للجمعيات المحلية حقها , لكن الإشكال في بعض المناصب التي ينبغي التفكير فيها بجدية , لجعلها مناصب قارة ويخصص لها راتب شهري لصاحبها , حتى نضمن الحيوية في النشاط والإستمرارية في العطاء , وهي مناصب محددة وواضحة المعالم لا تقبل النقاش والتأخير خاصة بالنسبة للجمعيات ذات الطابع التعليمي والتكوين .
أما ما يؤسف له حقاً هو ضعف التواصل بين الجمعيات عموماً , وغياب روح التضامن التلقائي بينها , وذلك يتجلى مع كل تحفظنا على هذه الملاحظة في : إستنساخ بعض النشاطات وعدم الإبداع كل في مجاله وحيزه للوصول لأهداف مشتركة وبرامج متكاملة على مستوى البلدة .والله أعلم .
أما الجمعيات التي تؤسس في الشمال أو خارج الإطار المحلي للعطفاء أو ميزاب , فنعتقد أن طابعها يكون رياضياً بحثاً ويمكن لبعض الطلبة الجامعيين أن يؤسسوا لفعاليات ثقافية على مستوى إقاماتهم ,كما يمكن العودة لاحقاً للتفصيل مع هذا الإستثناء , وربما الأخ خير الناس سليمان يمكنه أن يشاركنا بتعريف أشمل للجمعيات الناشطة خارج الإطار المحلي ….
وربما تطاولنا على أصحاب الاختصاص في موضوع الجمعيات .
لذلك نلح على كل من أنس من نفسه معرفة أو حكمة في الموضوع أن يشاركنا بها والله لا يضيع أجر من نشر علماً