معركة الكرمة
معركة الكرمة هي معركة وقعت في 21 مارس1968 بين الفدائيين الفلسطينيين و الوطنيين في الجيش الأردني ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي . بدأ الهجوم الإسرائيلي فجراً ، وطلبت قيادة الجيش الإسرائيلي وقف إطلاق النار ظهراً وأجبر الجيش على الانسحاب من الأراضي الأردنية مساءً منهزماً كانت اغلب خسائر الجيش الاسرائيلي في الارواح قتلي بالسلاح الابيض على يد الفدائيين في البساتين والمزارع.
كانت هذه المنطقة قبل عام 1948 عبارة عن منطقة زراعية اشتهرت كثرت فيها البساتين مما يجعلها ارضا مناسبة للعمل الفدائي و تسمى ايضا بمنطقة الآبار وذلك لكثرة الآبار الارتوازية فيها ، وفي الأصل كانت تسمى بغور الكبد باعتبارها جزءا من منطقة زراعية واسعة ما زالت تسمى بهذا الاسم, وعندما وقعت نكبة حرب التقسيم عام 1948 وتدفق آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الأردن الذي كان حينها عدد سكانة لا يعادل أكثر من تعداد سكان ضاحية من ضواحي القدس أقام بهذه المنطقة المسماة بغور الكبد أو الابار عدد كبير وكانت غالبيتهم العظمى من المزارعين .
قبيل أستيلاء القوات الإسرائيلية على الضفة الغربية من نهر الأردن والتي كانت خاضهة حينذاك لادارة المملكة الاردنية بناءا على نتائج حرب تقسيم فلسطين عام 48 وما ترتب عليها من مؤتمرات مفبركة على غرار مؤتمر اريحا الذي حول الادارة الاردنية الي حكم جبري اعتبرت من خلاله الأردن الضفة الغربية جزء من اراضي المملكة، ونتج عن هذا الاحتلال الاسرائيلي تحرير المقاومة في الضفة الشرقية واحراج عربي لنظام الاردني الذي كان ملزما باحتضان العمل الثوري الفلسطيني الذي انطلق في الضفة عقب الهزيمة مما ادي الي ردود فعل تمثلت في صدامات عسكرية بين وحدات صغيرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على طول نهر الأردن، وكانت فتح حينها في طليعة العمل الفدائي وأدت هجمات الفدائيين إلى زيادة نشاط الدوريات الإسرائيلية بما في ذلك إطلاق النار عبر النهر، وشمل ذلك تسلل دوريات إسرائيلية عبر النهر أيضا والتي قابلها من الجهة الأخرى دوريات من المقاومة العربية والفلسطينية.
وفي مطلع سنة 1968 صدرت عدة تصريحات رسمية عن إسرائيل تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين عبر النهر فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب ، وبناءا عليه تزايد نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة ما بين 15-18 مارس 1968 في المنطقة الواقعة بيم جسر الملك حسين وجسر داميا وصاحب ذلك عدد من طلعات الإستكشاف الجوية الإسرائيلية فوق وادي الأردن.
المعركة
بدأت معركة الكرامة عند الساعة 5.30 من صباح يوم 21 مارس1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال متواصل على طول الجبهة ، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المدافعة المقابلة ،وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلطوعمانوالكرك ..
وكانت المقتربات كالتالي:
1 مقترب العارضة. ويأتي من جسر الأمير محمد /غور داميا/ إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى السلط . 2 مقترب وادي شعيب . ويأتي من جسر الملك حسين / اللنبي سابقاً / إلى الشونة الجنوبية ، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط . 3 مقترب سويمة . ويأتي من جسر الأمير عبد الله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان . 4 محور غور الصافي . ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك.
وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بنصف مجنزرات مدربة والدبابات تساندهم على كل مقترب من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة من ألـ م د 106ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات .
تعتبر معركة الكرامة من المعارك العسكرية المخطط لها بدقة ، وذلك نظراً لتوقيت العملية وطبيعة وأنواع الأسلحة المستخدمة ، حيث شارك فيها من الجانب الاسرائيلي أسلحة المناورة على اختلاف أنواعها إلى جانب سلاح الجو، في حين شهدت الجبهة الاردنية صمتا الا من المقاومة الفلسطينية حيث لوحظ مع بدايات المعركة عدم تدخل القوات الاردنية في المعارك لاسيما وان اغلب هذه القوات كان بعيدا بشكل مسبق عن خط المواجهة باستثناء سلاح المدفعية الاردني الذي تدخل في وقت متأخر من المعارك فلعب دورا فاعلا في المعركة .. وبالنظر لتوقيت المعركة نجد ان لتوقيت الهجوم / ساعة الصفر/ دلالة أكيدة على أن الأهداف التي خطط للاستيلاء عليها هي أهداف حاسمة بالنسبة للمهاجم ، وتحتاج القوات المنفذة لفترة من الوقت للعمل قبل الوصول إليها واحتلالها .. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن طبيعة الأسلحة المشاركة في تلك المعركة من الجانب الإسرائيلي / جميع أسلحة المناورة المسندة بأسلحة الإسناد والمدعومة بسلاح الجو / تؤكد أن المخطط لتلك المعركة كان قد بني خطته على معلومات استخبارية وأمنية اتضح من خلال تقييمها حجم القوات المدافعة وتسليحها وطبيعة دفاعها كما اتضح لاحقا ان المعركة تمت بتنسيق مسبق مع جهات اردنية بهدف طرد الفلسطينيين من الأردن بعد ان انهكت عملياتهم الفدائية الجيش الاسرائيلي. وقد كان الهدف الاسرائيلي الاساس هو الاستيلاء على المرتفعات محققا ابعاد الفلسطينيين عن الحدود وكذلك ليبرر للاردن لاحقا الدخول في التسوية وطرد الفلسطينيين الأمر الذي حدا بذلك المخطط لزج هذا الحجم الهائل من القوات لتحقيق المفاجأة وإدامة الاستحواذ على عنصر المبادأة أو المبادرة لتأسيس رأس جسر يسمح باستيعاب باقي القوات المخصصة للهجوم شرقي النهر من اجل الوصول إلى الأهداف النهائية المرسومة .. وهذا يؤكد حقيقة لا مراء فيها أن التخطيط تم لمعركة حاسمة جائت لتأكيد كلمت موشى دايان في ان المقاومة في الضفة الشرقية هي بيضة استطيع ان اكسرها متي شئت فقد كان الهدف من المعركة تحقيق أهداف معنوية وإستراتيجية إذ أن زخم الهجوم ما كان ليكسر لولا أن القوة المقابلة لها في الضفة الشرقية كانت صامدة ومؤمنة ومنظمة وتعمل من مواقع دفاعية منظمة ومخططة وفقاً لأسلوب الدفاع الثابتوقد فاجئت العدو بذلك ، حيث أن القوات التي عبرت النهر شرقاً قد تم التماس معها منذ البداية من قبل المدافعين الفلسطينيين الذين اعدو انفسهم مسبقا للمعركة وعلى الرغم من ان تعداد قواتهم لم يتجاوز 400 مقاتل هو كل ما كانت تملكة القوات الفلسطينية الا ان الصمود كان اسطوريا فبعد معارك استمرت لساعات طويلة في مواجهة القوات الاسرائيلية شهدت خلالها عدة عمليات بطولية خصوصا العمليات الاستشهادية التي كان ينفذها المقاومون ومن ثم تم حاولت القوات الاسرائيلية الالتفاف على خطوط الفدائيين مما اوقعها في طوق محكم بين الخطوط الدفاعية الأردنية على جبهة المعركة والتي لم تحرك ساكن لولا بحجة انها لم تتلقي الاوامر المناسبة لولا ان قائد كتيبة المدفعية الاردنية امر باطلاق النار مما فاجأ الاسرائيليين الامر الذي ادي الي امتصاص زخم هجومهم في عمق المواقع الدفاعية .وقد اكدت جهات اخري ان هذا العصيان الي قتل قائد الكتيبة الاردنية على يدي النظام الاردني الذي ادعي لاحقا ان ائد الكتيبة قتل في المعركة. كما اكدت بعض الجهات الغير رسمية ان امراً كان قد صدر من هيئة الاركان الاردنية المسلحة بضرورة تراجع القوات الاردنية من مراكزها إلى مراكز دفاعية جديدة إلا ان قوات الحجاب الاردنية "حرس الحدود والجبهة المقابلة مباشرة مع اسرائيل" كانت أول من اعلن رفض الاوامر وبدء الرد على الهجوم. ومن الجدير بالذكر القول ان القوات الاسرائيلية اعترفت لاحقا بان اغلب القتلي من جنودها قتولوا بالسلاح الابيض الامر الذي يثبت ان المعارك جرت بين الفدارئيين ولجنود الاسرائليين في البساتين والمزارع القريبة التي تحتوي عليه المنطقة .
أن معركة الكرامة لم تكن معركة محدودة تهدف إلى تحقيق هدف مرحلي متواضع، بل كانت معركة امتدت جبهتها من جسر الأمير محمد شمالاً إلى جسر الأمير عبد الله جنوباً . هذا في الأغوار الوسطى ، وفي الجنوب كان هناك هجوم تضليلي على منطقة غور الصافيوغور المزرعة ومن خلال دراسة جبهة المعركة نجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خطط على أكثر من مقترب . وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة وبشكل يسمح بإيصال أكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى الضفة الشرقية لأحداث المفاجأة والاستحواذ على زمام المبادرة ،بالإضافة إلى ضرورة أحداث خرق ناجح في أكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقا ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن جبهة المعركة تؤكد أن تعدد المقتربات كانت الغاية منه تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الفدائيين من جهة ومن جهة اخري احداث صدمة نفسية يكون لها ما بعدها ، وهذا يؤكد إن القوات المتواجدة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من نهر الأردن وحتى عمق المنطقة الدفاعية، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم وربما لو كان الجيش الاردني سمح له بالتدخل من البداية لكانت النتائج تاريخية.لاسيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب عام 1967.
لم تكن بداية معركة الكرامة كما هو معلوم الساعة5.30 في 21 آذار 1968 فقد سبق ذلك قيام دولة الطوارئ الاسرائيلية بهجمات عديدة ومركزة من قصف جوي ومدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة ومهدت لذلك باستعداد واسع النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تغيير الحال العام بالمنطقة.. من حال الصمود العربي العنيد ضد أرادتها إلى حال تحقق له الهدف الذي أراد الحصول عليه من حرب حزيران العدوانية التي شهدت تسليم العرب بارادتهم او رغما عنهم لاراضيهم وما تبقي من الاراضي القلسطينية وأراد العدو من المعركة التبرير للقيادة الأردنية اخراجها للفلسطينيين ومسالمتهالجارها الحبيب حيث ارادت إسرائيل ان تكمل مشروع حرب حزيران في ابعاد اي مقاومة فلسطينية بالقرب من حدود دولة الطوارئ الاسرائيلية حيث اعتقدت القيادة الإسرائيلية أن الجيش العربي اذا ما ظهر في صورة انه يعيش الهزيمة ومشتت الصف في معركة جديدة بعد حزيران سيتيح للالاردن الحديث عن اتفاقية سلام دون ان يلومة أحد لكنها أخطأت التقدير فبقيت القيادة الفلسطينية العسكرية والوطنيين من القوات الأردنية قادرة على إعادة تنظيم نفسها وبسرعة فائقة وتمكنت من ذلك بوقت قياسي ،واحتلت مواقعها العسكرية على الضفة الشرقية من النهر وبقيت روح القتال والتصميم على خوض المعركة أعلى ما تكون عليه روح القتال والتصميم في صمود عربي فلسطيني رائع.
أعلنت إسرائيل أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومين العرب، إلا أن الهدف لم يكن كذلك فقبل أيام من معركة الكرامة حشدت إسرائيل قواتها لاحتلال مرتفعات البلقاء والاقتراب من العاصمة عمان لاكمال الخطة المتفق عليها مع القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل والعمل على ضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق الاهداف التي تتلخص فيما يلي.
1- ارغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة.
2- محاولة وضع ولو موضع قدم على ارض شرقي نهر الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
3- ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن.
4- توجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى المقاومة الفلسطينية.
5- زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين لاسيما الفلسطينيين وقد بدا ذلك واضحا من خلال قصف المخيمات وإرغامهم على النزوح من مخيماتهم ليشكلوا أعباء جديدة، وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في حزيران 1967م.
كانت هذه المنطقة قبل عام 1948 عبارة عن منطقة زراعية اشتهرت كثرت فيها البساتين مما يجعلها ارضا مناسبة للعمل الفدائي و تسمى ايضا بمنطقة الآبار وذلك لكثرة الآبار الارتوازية فيها ، وفي الأصل كانت تسمى بغور الكبد باعتبارها جزءا من منطقة زراعية واسعة ما زالت تسمى بهذا الاسم, وعندما وقعت نكبة حرب التقسيم عام 1948 وتدفق آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الأردن الذي كان حينها عدد سكانة لا يعادل أكثر من تعداد سكان ضاحية من ضواحي القدس أقام بهذه المنطقة المسماة بغور الكبد أو الابار عدد كبير وكانت غالبيتهم العظمى من المزارعين .
قبيل أستيلاء القوات الإسرائيلية على الضفة الغربية من نهر الأردن والتي كانت خاضهة حينذاك لادارة المملكة الاردنية بناءا على نتائج حرب تقسيم فلسطين عام 48 وما ترتب عليها من مؤتمرات مفبركة على غرار مؤتمر اريحا الذي حول الادارة الاردنية الي حكم جبري اعتبرت من خلاله الأردن الضفة الغربية جزء من اراضي المملكة، ونتج عن هذا الاحتلال الاسرائيلي تحرير المقاومة في الضفة الشرقية واحراج عربي لنظام الاردني الذي كان ملزما باحتضان العمل الثوري الفلسطيني الذي انطلق في الضفة عقب الهزيمة مما ادي الي ردود فعل تمثلت في صدامات عسكرية بين وحدات صغيرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على طول نهر الأردن، وكانت فتح حينها في طليعة العمل الفدائي وأدت هجمات الفدائيين إلى زيادة نشاط الدوريات الإسرائيلية بما في ذلك إطلاق النار عبر النهر، وشمل ذلك تسلل دوريات إسرائيلية عبر النهر أيضا والتي قابلها من الجهة الأخرى دوريات من المقاومة العربية والفلسطينية.
وفي مطلع سنة 1968 صدرت عدة تصريحات رسمية عن إسرائيل تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين عبر النهر فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب ، وبناءا عليه تزايد نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة ما بين 15-18 مارس 1968 في المنطقة الواقعة بيم جسر الملك حسين وجسر داميا وصاحب ذلك عدد من طلعات الإستكشاف الجوية الإسرائيلية فوق وادي الأردن.
المعركة
بدأت معركة الكرامة عند الساعة 5.30 من صباح يوم 21 مارس1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال متواصل على طول الجبهة ، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المدافعة المقابلة ،وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلطوعمانوالكرك ..
وكانت المقتربات كالتالي:
1 مقترب العارضة. ويأتي من جسر الأمير محمد /غور داميا/ إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى السلط . 2 مقترب وادي شعيب . ويأتي من جسر الملك حسين / اللنبي سابقاً / إلى الشونة الجنوبية ، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط . 3 مقترب سويمة . ويأتي من جسر الأمير عبد الله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان . 4 محور غور الصافي . ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك.
وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بنصف مجنزرات مدربة والدبابات تساندهم على كل مقترب من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة من ألـ م د 106ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات .
تعتبر معركة الكرامة من المعارك العسكرية المخطط لها بدقة ، وذلك نظراً لتوقيت العملية وطبيعة وأنواع الأسلحة المستخدمة ، حيث شارك فيها من الجانب الاسرائيلي أسلحة المناورة على اختلاف أنواعها إلى جانب سلاح الجو، في حين شهدت الجبهة الاردنية صمتا الا من المقاومة الفلسطينية حيث لوحظ مع بدايات المعركة عدم تدخل القوات الاردنية في المعارك لاسيما وان اغلب هذه القوات كان بعيدا بشكل مسبق عن خط المواجهة باستثناء سلاح المدفعية الاردني الذي تدخل في وقت متأخر من المعارك فلعب دورا فاعلا في المعركة .. وبالنظر لتوقيت المعركة نجد ان لتوقيت الهجوم / ساعة الصفر/ دلالة أكيدة على أن الأهداف التي خطط للاستيلاء عليها هي أهداف حاسمة بالنسبة للمهاجم ، وتحتاج القوات المنفذة لفترة من الوقت للعمل قبل الوصول إليها واحتلالها .. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن طبيعة الأسلحة المشاركة في تلك المعركة من الجانب الإسرائيلي / جميع أسلحة المناورة المسندة بأسلحة الإسناد والمدعومة بسلاح الجو / تؤكد أن المخطط لتلك المعركة كان قد بني خطته على معلومات استخبارية وأمنية اتضح من خلال تقييمها حجم القوات المدافعة وتسليحها وطبيعة دفاعها كما اتضح لاحقا ان المعركة تمت بتنسيق مسبق مع جهات اردنية بهدف طرد الفلسطينيين من الأردن بعد ان انهكت عملياتهم الفدائية الجيش الاسرائيلي. وقد كان الهدف الاسرائيلي الاساس هو الاستيلاء على المرتفعات محققا ابعاد الفلسطينيين عن الحدود وكذلك ليبرر للاردن لاحقا الدخول في التسوية وطرد الفلسطينيين الأمر الذي حدا بذلك المخطط لزج هذا الحجم الهائل من القوات لتحقيق المفاجأة وإدامة الاستحواذ على عنصر المبادأة أو المبادرة لتأسيس رأس جسر يسمح باستيعاب باقي القوات المخصصة للهجوم شرقي النهر من اجل الوصول إلى الأهداف النهائية المرسومة .. وهذا يؤكد حقيقة لا مراء فيها أن التخطيط تم لمعركة حاسمة جائت لتأكيد كلمت موشى دايان في ان المقاومة في الضفة الشرقية هي بيضة استطيع ان اكسرها متي شئت فقد كان الهدف من المعركة تحقيق أهداف معنوية وإستراتيجية إذ أن زخم الهجوم ما كان ليكسر لولا أن القوة المقابلة لها في الضفة الشرقية كانت صامدة ومؤمنة ومنظمة وتعمل من مواقع دفاعية منظمة ومخططة وفقاً لأسلوب الدفاع الثابتوقد فاجئت العدو بذلك ، حيث أن القوات التي عبرت النهر شرقاً قد تم التماس معها منذ البداية من قبل المدافعين الفلسطينيين الذين اعدو انفسهم مسبقا للمعركة وعلى الرغم من ان تعداد قواتهم لم يتجاوز 400 مقاتل هو كل ما كانت تملكة القوات الفلسطينية الا ان الصمود كان اسطوريا فبعد معارك استمرت لساعات طويلة في مواجهة القوات الاسرائيلية شهدت خلالها عدة عمليات بطولية خصوصا العمليات الاستشهادية التي كان ينفذها المقاومون ومن ثم تم حاولت القوات الاسرائيلية الالتفاف على خطوط الفدائيين مما اوقعها في طوق محكم بين الخطوط الدفاعية الأردنية على جبهة المعركة والتي لم تحرك ساكن لولا بحجة انها لم تتلقي الاوامر المناسبة لولا ان قائد كتيبة المدفعية الاردنية امر باطلاق النار مما فاجأ الاسرائيليين الامر الذي ادي الي امتصاص زخم هجومهم في عمق المواقع الدفاعية .وقد اكدت جهات اخري ان هذا العصيان الي قتل قائد الكتيبة الاردنية على يدي النظام الاردني الذي ادعي لاحقا ان ائد الكتيبة قتل في المعركة. كما اكدت بعض الجهات الغير رسمية ان امراً كان قد صدر من هيئة الاركان الاردنية المسلحة بضرورة تراجع القوات الاردنية من مراكزها إلى مراكز دفاعية جديدة إلا ان قوات الحجاب الاردنية "حرس الحدود والجبهة المقابلة مباشرة مع اسرائيل" كانت أول من اعلن رفض الاوامر وبدء الرد على الهجوم. ومن الجدير بالذكر القول ان القوات الاسرائيلية اعترفت لاحقا بان اغلب القتلي من جنودها قتولوا بالسلاح الابيض الامر الذي يثبت ان المعارك جرت بين الفدارئيين ولجنود الاسرائليين في البساتين والمزارع القريبة التي تحتوي عليه المنطقة .
أن معركة الكرامة لم تكن معركة محدودة تهدف إلى تحقيق هدف مرحلي متواضع، بل كانت معركة امتدت جبهتها من جسر الأمير محمد شمالاً إلى جسر الأمير عبد الله جنوباً . هذا في الأغوار الوسطى ، وفي الجنوب كان هناك هجوم تضليلي على منطقة غور الصافيوغور المزرعة ومن خلال دراسة جبهة المعركة نجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خطط على أكثر من مقترب . وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة وبشكل يسمح بإيصال أكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى الضفة الشرقية لأحداث المفاجأة والاستحواذ على زمام المبادرة ،بالإضافة إلى ضرورة أحداث خرق ناجح في أكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقا ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن جبهة المعركة تؤكد أن تعدد المقتربات كانت الغاية منه تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الفدائيين من جهة ومن جهة اخري احداث صدمة نفسية يكون لها ما بعدها ، وهذا يؤكد إن القوات المتواجدة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من نهر الأردن وحتى عمق المنطقة الدفاعية، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم وربما لو كان الجيش الاردني سمح له بالتدخل من البداية لكانت النتائج تاريخية.لاسيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب عام 1967.
لم تكن بداية معركة الكرامة كما هو معلوم الساعة5.30 في 21 آذار 1968 فقد سبق ذلك قيام دولة الطوارئ الاسرائيلية بهجمات عديدة ومركزة من قصف جوي ومدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة ومهدت لذلك باستعداد واسع النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تغيير الحال العام بالمنطقة.. من حال الصمود العربي العنيد ضد أرادتها إلى حال تحقق له الهدف الذي أراد الحصول عليه من حرب حزيران العدوانية التي شهدت تسليم العرب بارادتهم او رغما عنهم لاراضيهم وما تبقي من الاراضي القلسطينية وأراد العدو من المعركة التبرير للقيادة الأردنية اخراجها للفلسطينيين ومسالمتهالجارها الحبيب حيث ارادت إسرائيل ان تكمل مشروع حرب حزيران في ابعاد اي مقاومة فلسطينية بالقرب من حدود دولة الطوارئ الاسرائيلية حيث اعتقدت القيادة الإسرائيلية أن الجيش العربي اذا ما ظهر في صورة انه يعيش الهزيمة ومشتت الصف في معركة جديدة بعد حزيران سيتيح للالاردن الحديث عن اتفاقية سلام دون ان يلومة أحد لكنها أخطأت التقدير فبقيت القيادة الفلسطينية العسكرية والوطنيين من القوات الأردنية قادرة على إعادة تنظيم نفسها وبسرعة فائقة وتمكنت من ذلك بوقت قياسي ،واحتلت مواقعها العسكرية على الضفة الشرقية من النهر وبقيت روح القتال والتصميم على خوض المعركة أعلى ما تكون عليه روح القتال والتصميم في صمود عربي فلسطيني رائع.
أعلنت إسرائيل أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومين العرب، إلا أن الهدف لم يكن كذلك فقبل أيام من معركة الكرامة حشدت إسرائيل قواتها لاحتلال مرتفعات البلقاء والاقتراب من العاصمة عمان لاكمال الخطة المتفق عليها مع القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل والعمل على ضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق الاهداف التي تتلخص فيما يلي.
1- ارغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة.
2- محاولة وضع ولو موضع قدم على ارض شرقي نهر الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
3- ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن.
4- توجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى المقاومة الفلسطينية.
5- زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين لاسيما الفلسطينيين وقد بدا ذلك واضحا من خلال قصف المخيمات وإرغامهم على النزوح من مخيماتهم ليشكلوا أعباء جديدة، وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في حزيران 1967م.