علم نفس النمو
وزارة التعليم العالى
جامعة عين شمس
المعهد العالى للتعاون الزراعى
بحث مقدم من
الفرقة الأولى ( الشعبة تربوى )
رقم الجلوس : 14201
تحت اشراف :
الأستاذ الدكـــــــــتور : محمد يعقوب
هذا البحث خاص بمادة علم نفس النمو ويسلط الضوء على مرحلة سنية معينة
وهى مرحلة الرضاع وهى العامين الأولين من حياة الطفل وهى مرحلة مهمة فى
حياة الطفل ففيها يتم تخزين الأساسيات والخطوط الأساسية فى حياة الإنسان
وأقدمه إلى استاذى الدكتور: محمد يعقوب
وأتمنى أن ينال استحسانه والله المستعان
الباحث : منى عماد الدين على نويجى
الفرقة الأولى
شعبة تربوى
مقدمة
الميلاد والرضاعة في القرآن والسنة
قال الله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع
والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )
(صدق الله العظيم )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا رضاعة إلا ما كان في الحولين )
* الطفل الحديث الولادة ( الأسابيع الأولى بعد الولادة ) :
تبدأ هذه المرحلة مباشرة بعد قطع الحبل السري وتستمر لمدة 15 - 20 يوما , ويبدأ الطفل في هذه المرحلة بالتكيف لظروف الوسط الخارجي المحيط به الذي يختلف كليا عن بيئيه السابقة ( بطن أمه )0
وتتميز هذه المرحلة بكون وظائف جسم الطفل لم تكتمل بعد لعدم نضج الجهاز العصبي المركزي وخاصة لحاء المخ , لذلك الطفل يلزمه عناية خاصة في هذه المرحلة0 النمو في سنتي المهد 0
النمو الجسمي :
1- يزن الطفل الطبيعي حوالي 3 كجم وقد يزيد أو ينقص , ويزيد وزن الذكر بضعة جرامات من وزن الأنثى ويبلغ طوله حوالي
فى حين نجد ان وزن الطفل يتضاعف 3مرات تقريبا خلال السنة والنصف الاولى من عمر الطفل0
2 ـنسب الجسم : تتغير نسب الجسم بسرعة خاصة فيما بين فترة الستة شهور والاثنى عشر شهرا الاولى فبعد ان كانت الساقين اقل من الزراعين نجد فى نهاية العام الثانى ان طول الساقين يبلغ ما تبلغة النسبة لدى الراشدين بالنسبة لطول الجسم وطول اطرافة 0 وينخفض معدل النمو فى الدماغ والوجة عن معدل النمو فى باقى اعضاء الجسم خلال هذة الفترة0
3ــ التسنين او ظهور الاسنان وهذة العملية تعتبر من اهم مظاهر النمو الجسمى فى هذة الفترة وتبدأ الاسنان اللبنية او المؤقتة فى الظهور وعادة تظهر الأسنان عند معظم الأطفال في الشهر السابع والثامن ويصل مجموع الأسنان للطفل في نهاية العام الأول 6 أسنان , ويأخذ عدد الاسنان في الزيادة وتظهر الانياب قرب نهاية العام الثاني 0
وتؤثر العوامل الوراثية فى موعد ظهور ونمو الاسنان 0 والجنس أيضا فعادة ما تسنن الأنثى قبل الذكر0
وهناك بعض العوامل التي تؤثر في النضج الجسمي للطفل في هذه المرحلة مثل جنس المولود حيث تنمو البنات بدرجه أسرع من البنين والغذاء فتحت شروط الغذاء الفقيرة يبدو الطفل قصيرا كما تبطوء سرعة نموه إما تحت شروط الغذاء الجيد يبدو الطفل طويلا ثقيلا في الوزن .
ب:النمو الحركي :
ويلاحظ أن النمو الحركي للطفل في هذه المرحلة يسير من الرأس إلى القدم حيث يستطيع الطفل السيطرة على رأسه وعنقه ثم على صدره وظهره والجزء الأسفل من الظهر وأخيرا أمكانية السيطرة على رجليه 0
ونوضح بعض الأوضاع التي يتخذها الطفل في هذه المرحلة من النمو:
1- الوضع المعتاد للطفل في الشهور الثلاثة الأولى هو وضع الاستلقاء على ظهره0
2- عندما يبلغ الطفل الشهر الرابع يكون في استطاعته أن يتحكم في عضلات رقبته بحيث يحتفظ برأسه منتصباً0
3- عندما يصل الطفل الشهر السابع يستطيع أن يجلس بمفرده 0
4- في نهاية الشهر التاسع يمكنه أن يتخذ وضعاً يكون له دوراً مهم في تطوره الحركي وهو وضع الحبو 0
5- في نهاية السنة الأولى يستطيع الطفل الوقوف بمساعدة الاخرين0
6- وعندما يبلغ الشهر الرابع عشر يستطيع الطفل الوقوف بمفرده 0
v- يبدأ الطفل تعلم المشي عند بلوغ الشهر الثالث من العام الثاني من عمره 0
ألا أن لعملية المشي أهمية خاصة عند الطفل حيث تساعده في استقلاله عن امة في الانتقال واللعب مما يقلل علاقته الارتباطية بها0 كما تتحسن خبراته بالآخرين والمحيطين حيث يختلط بنوعيات لم يكن يختلط بها من قبل 0 ويرتبط عامل التدريب بالنضج فى هذة المرحلة اكثر من ارتباطة بة فى اى مرحلة اخرى؛ حيث تقوم الخلايا بدور هام فى عملية النمو الحركى فى هذة المرحلة؛ ويعتبر كثير من العلماء ان التدريب عى بعض المهارات الحركية يكون ذا فاعلية كبيرة كلما نضجت التكوينات الجسمية والعصبية لدى الطفل؛ الى مستوى مناسب لعمرة ؛فلكى يتعلم الطفل مهارة المشى على سبيل المثال ينبغى ان يكون قد وصل فى نضجة الى مستوى يؤهلة لتعلم ما يراد منة تعلمة ؛ لذا يعد النضج العصبى العضلى شرطا اساسيا لامكانية تعلم الطفل للمشى ومن اخطا ارغام الطفل على تعلم المشى قبل ان يكتمل نضج الاعضاء المتصلة بهذة المهارة 0 ولذا يجب التاكد من نضج الاعضاء المتصلة بالمهاراة التى يراد تعلم الطفل قبل البدء فى تعلمة لها 0
النمو الحسي :
1- البصر : تنضج العين في فترة منتصف الحمل وتكون جاهزة للعمل منذ الولادة ويزداد تمايز ووضوحا مع الوقت فحتي الشهر الثانى لا يستطيع ان يركز على المثيرات التى تقل مسافتها عنة
2- السمع : يولد الطفل وتكون أذنيه عاطلة عن العمل والسبب في ذلك وجود مادة مخاطية في الأذن الوسطى تمنع الطفل من الاستجابة السمعية لكنها تزول بعد فترة ويعجز الطفل فى بداية حياتة عن ادراك الاصوات الخافتة الا ان الاصوات الحادة والفجائية تثير انزعاجة بينما تؤدى الاصوات الاقاعية الى ارتياحة واسترخائة ؛ ومع حلول الشهرين الخامس والسادس يستطيع ان يحدد مصدر الصوت ويميز بين الاصوات الخاصة بافراد الاسرة0
3- الشم : ضعيف جدا ولا يستطيع الطفل شم الروائح البسيطة أو الضعيفة 0
4 - التذوق : يكون التذوق ضعيف عند لولادة ويبدأ الزيادة تدرجيا مع تقدم العمر0 وفى نفس هذة الفترة يستطيع ان يميز بين الطعام من حيث المزاق ويبدو رد الفعل على تعبيرات وجهة0
5 - الإحساسات الجلدية : تكون هذه الحاسة قوية جداً
6- الإحساسات الحشوية : وتكون قوية وتشمل ( الإحساس بالجوع والعطش الإحساس باالألم )
النمو الفيسلوجي :
يتصل معظم سلوك الوليد بالوظائف الفيسلوجية مثل المص والبلع و الهضم والإخراج والنوم0
النمو اللغوي :
يبدأ بنطق الحروف الحلقية ثم يبدأ بحروف الشفة ( م 0 ب ) ثم يجمع بين حروف الشف والحلقية ( ما ما ) , ثم تظهر حروف السنية ( د 0 ت ) ثم الحروف الأنفية
( ن ) وتظهر الكلمة الأولى في نهاية الشهر التاسع تقريبا 0
النمو العقلي والمعرفي :
والنمو العقلي المعرفي في فترة الرضاعة نال قسطا كبيرا من اهتمامات بياجية حيث نشر كتابة ولادة الأذكياء والذي تناول فيه بالتفصيل دراسة الذكاء الحسي والحركي منذ ولادته وحتى السنة الثانية ولنستعرض افكارة :
يرى بياجية أن فترة الرضاعة والممتدة من الولادة حتى السنة الثانية يمثل مرحلة هامة من مراحل تطور الذكاء وأطلق عليها مرحلة الذكاء الحسي ـ الحركي motorstageـsensory حيث تمتاز بنشاط ذهني هام بالرغم من اعتقاد الناس بأنها مرحلة شبة بدائية لان الطفل لا يتوصل خلالها إلى اكتساب اللغة بسهولة 0 فالتطور الحادث في هذه المرحلة ينحصر في نمو الحواس وتطور الحركات؛ وهذا ما يساعد الطفل على إدراك العالم الخارجي والتنقل في المكان والاصطدام بأشياء ويبرز هذا التقدم في نهاية هذه الفترة فهناك اللغة التي تبدأ في النمو مما يساعد على تكوين صور عقلة من المدركات الحسية ويقسم بياجية هذه المرحلة إلى ست مراحل جزئية :
1ــ مرحلة المنعكسات يعتمد تكيف الطفل فى الاسابيع الاولى على المنعكسات الفطرية والوراثية فالطفل يعتمد على المص (الرضاعة) لإشباع الجوع ثم لاتلبث هذة المنعكسات ان تعتنى بفعل التجربة والتدريب 0
2ــ مرحلة التكيفات المكتسبة :حيث تتطور المنعكسات وتنتظم تدريجيا حيث ينتقل الطفل من مص ثدى الام فقط لاشباع الجوع الى مص الاشياء الاخرى بمافى ذلك اصبعة مثلا وهذا يعنى تطور المنعكس وخروجة عن الاطار الفطرى الوراثى وذلك نتيجة لتكرار الفعل ويعرف هذا الانتقال بالفعل او بالسلوك الى العناصر والاشياء الاخرى بالاستيعاب الذى يتحول الى عملية معرفية عندما يدرك الطفل هذة العناصر 0
3ــ مرحلة الاستجابات القصدية أو الغرضية حيث نلاحظ ان الطفل يعى رغبتة ويحاول اشباعها عن قصد او غرض وبالتالى يمارس نشاطة مع الاشياء المختلفة فالطفل الذى يضرب بالعصا على وعاء معدنى ويجد لذة فى ذلك لسماع الصوت الناتج يدل على عمل مقصود ,عندما يكرر مثل هذا الفعل, وبالرغم منذ ذلك فان حركات الطفل فى هذه المرحلة القصدية فى هذه الحركات لم يحدث من جانب الطفل بالذات بل عن طريق الصدفة .
4- مرحلة تنظيم الحركات: نلاحظ فيها الطفل يصبح قادرا على استخدام الخبرات السابقة فى الموقف الجديد, فنجد أن الطفل يتكيف مع المواقف الجديدة استنادا الى خبراته السابقة , فاذا ما أعطى لعبة جديدة لم يرها من قبل , نراه يجرى علها تجارب, فيتناولها ويتفحصها بيده ويبدأ فى هزها أو رصها.... وغيره من الأمثلة هذه الحركات هى خبراته القديمة انتقلت الى هذا الموقف الجديد, وغالبا ما يحدث ذلك مع نهاية السنة الأولى من حياته الطفل.
5- مرحلة الذكاء الاكتشافى : نلاحظ أن الطفل يتوصل فى نشاطاته الى اكتشاف الوسائل الجديدة للفعل فى الموقف وذلك عن طريق التجربة الفعلية , حي يبدأ المرة الأولى بالتكيف مع المواقف الجديدة دون اللجوء الى استخدام خبراته السابقة بل البحث عن وسائل جديدة
وهذا ما يشير إلى ولادة التفكير والذكاء عند الطفل حسب دراسات بياجيه ويساعد المشى أيضا الطفل على اكتشاف العالم بصورة أكثر فاعلية , ففى هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يسحب الطاولة تجاهه حتى يستطيع ان يتناول الدمية الموجودة عليها, فهو يدرك الارتباط أو العلاقة بين الدمية وغطاء الطاولة , وهذا ما يعجز عنه الطفل قبل الشهر التاسع تقريبا و وتمتد هذه الفترة من بداية العام الثانى من عمر الطفل حتى منتصف هذا العام تقريبا.
6- مرحلة اكتشاف الوسائل الجديدة عن طريق التصوير الذهنى ومما هو جدير بالذكر فعلا أن المرحلة الجزئية السابقة ليست منفصلة عن بعضها البعض كما أن ظهور مرحلة جديدة لا يعنى انتهاء مفعول المرحلة السابقة . فهناك تفاعل وتمثل تداخل للمعطيات والأساليب السابقة فى صور سلوكية جديدة وهذا ما يجعل من السلوك بناء أو تكوين متدرج. والمرحلة الجزئية السادسة تمتاز عن المرحلة السابقة بأنها مرحلةجديدة فى ادراك العلاقة بين الأشياء والعناصر . ما تعتمد على عملية التمثيلRepresention فى اكتساب الطفل لقدرات أخرى مثل تكوين صور عقلية menta-images للأشياء كنتيجة لأكتساب مفاهيم دائمة للأشياء كما يتعلم الطفل أن للأشياء وجودا مستقلا عن شخص 0
العوامل التي تؤثر في النمو العقلي
6- الذكاء والقدرة اللغوية
v- المثيرات البيئية الثقافية
v - الحرمان العاطفي والحالة الانفعالية
النمو الانفعالي :
يبدأ الطفل غير مميز للانفعالات الا أن استجابته الانفعالية فى هذه الفترة تدور حول راحته الجسمية واشباع حاجته من الطعام وقد ذهبت بعض الدراسات الى ان الاستجابات الانفعالية التى تظهر فى هذه المرحلة متمثلة فى الحب والخوف والغضب هى استجابات نظرية وانه يمكن استثارة هذه الاستجابات ببعض المثيرات الخاصة , فى حين ترى دراسات أخرى أنها ليست فطرية حيث أكدت أن الطفل حديث الولادة لا يبدى انفعالاة مميزة أو محددة وإنما يظهر حالات من الانفعالات غير متمايزة.
ويمكننا ملاحظة أن انفعالات الأطفال تتصف بالحدة والعنف فهو يثور بدرجة واحدة لمختلف المثيرات كما يغضب بدرجة واحدة كذلك لأى مستوى من الإحباط وتتطور استجابات الطفل الانفعالية كما يتطور التعبير عنها بتطور نمو الطفل.
وفى المسائل العامة فى هذه المرحلة والمرتبطة بالنمو الانفعالى للطفل هى عملية النظام فالتبكير بهذه العملية أو الفجائية كلاهما يسبب اضرار بالصحة النفسية للطفل ونموه الانفعالى . حتى ان بعض العلماء يذهب الى أن كثيرا من الميول والنزاعات العدوانية التى تبدوا على الطفل فى سنوات الطفولة المتأخرة يمكن أن تمتد جذورها الى سن الفطام . وما صاحبه من خبرات غير سارة ولذا يكون من الضرورى فى هذه الفترة اتمام عملية الفطام على نحو تدريجى وفى جو نفسى ملائم .
النمو الاجتماعي :
س: كيف يدرك الطفل الواقع ؟ وهل بإمكانه التمييز بين نفسه والواقع؟
جـ: نعم فملاحظاته تدل على أن الطفل يدرك الأشياء عن طريق تأثيرها الظاهرى أو نتائجها المحسوسة ولا يربطها بأسبابها الحقيقية فهو يكتفى بالفعل المحسوس كم هو يتقبلها عقليا دون تحليل أو تفسير معقول ويضيف بياجيه بأن تمركز الطفل حول ذاته يشكل الحجر الأساسى فى تفكير الطفل ويقصد بياجيه بمفهوم التمركز حول الذاتEgocentrisme أنه حالة ذهنية تمتاذ بعدم القدرة على التمييز بين الواقع والخيال. بين الذات والموضوع. بين الأنا والأخرأو بين الأنا والأشياء القائمة فى العالم الخارجى . فالطفل يجهل نفسه وجسمه ولا يعرف الزمان والمكان والسببية القائمة بين الأشياء والموضوعات الأخرى. ولذا فان بياجيه يرى أن الطفل يدرك الأشياء المحيطه به لا من حيث ان لها وجودا مستقلا بل هو يدركها من حيث أنها عناصر وظيفية تشبع له كثيرا من رغباته.
ويبدوا الطفل فى العام الثانى من عمره أكثر حركة وبحثا عما كان عليه من قبل , وهكذا يكون الطفل مهيأ لعملية الضبط الاجتماعى ويقوم الأباء فى ثقافة ما بتدعيم الضوابط الاجتماعية عن طريق تعلم الطفل أى أنماط للسلوك والقيم مقبولا من المجتمع وأنها غير مقبول وتسمى هذه العملية بالتطبيع الاجتماعى ,ويعتبر التدريب على ضبط عمليات الإخراج من أهم مواقف التطبع الاجتماعى فى هذه المرحلة المبكرة من العمر. وتمارس هذه العملية فى كل الثقافات وأن تفاوت ميعادها أو حدتها من ثقافة الى أخرى. ويؤثر ردود فعل الأم أو بديلها على سلوك الطفل بصفة عامة وسلوكه الاجتماعى بصه خاصة , ويحدد التفاعل بين سلوك الطفل وردود أفعاله من ناحية وبين سلوك الأم وردود أفعالها من ناحية أخرى مدى الارتباط النفسى بينهما.
كما يصبح هذا الارتباط النفسى بينهما
كما يصبح هذا الارتباط نفسه معزز أو مكافئا للأم حينما يبدأ الطفل فى الاستجابة لإيحاءات الأم وسلوكها الاجتماعى فى المستقبل, فهذه العلاقة ذاتها تتأثر كما تؤثرهذه التوقعات المتبادلة على درجة الاكتشاف المتبادل بين الطفل وأمه كل بصدد الاخر, ودرجة التوافق بينهما.
وقدمة العديد من الدراسات الوصفية صورة عن نمو السلوك الاجتماعى للطفل فى هذه المرحلة , حيث ترى أن الطفل فى عامه الأول يستطبع أن يميز بين أفراد أسرته عن غيرهم, ولذا فاتصالاته بالغير محدودة , ويكون لعبه مع نفسه, وينظر الى الأطفال الأخرين وكأنهم لعب, وبعد هذه المرحلة يمكن أن يلعب الطفل بجانب الأطفال الأخريين فى مثل سنه أو قريبا منهم ولكن لا يستطيع أن يلعب الطفل بجانب الأطفال الآخرين فى مثل سنه سنه أو قريبا منهم ولكن لا يستطيع أن يلعب معهم بل يقلد ما يفعله غيره فى نفس الوقت بطريقة فردية حيث لا يتعاون معهم.
يتطور نمو الطفل اجتماعيا مع تقدم العمر وخاصة مع أمه ويبدأ الطفل التعرف على أمه من بداية الشهر الرابع وفي الشهر السابع يبدأ يميز أصوات والديه.وهذه بعض مقتطفات من مراحل نمو الطفل خلال العامين الأولين من حياته
يبدأ الرضيع في النمو بعد وقت قصير من الولادة، ويستمر هذا النمو طوال فترة الرضاعة، بل وفي مراحل الحياة المختلفة. غير أن معظم الخبراء يعتقدون أن التجارب المبكِّرة في حياة الطفل لها تأثير قوي بشكل خاص على تطور شخصيته فيما بعد. فمثلاً يتعلم الأطفال ترك البكاء بسبب عدم تلبية رغباتهم حين يبكون، بل يظلّون مستلقين في أَسِرّتهم بهدوء دون أن يسبِّبوا الكثير من الإزعاج. غير أن نموهم العاطفي والذهني والاجتماعي ما يلبث أن يتأخر عن أقرانهم من الأطفال. أما الأطفال الذين يلقون الحب والرعاية الحانية ـ أو أولئك الذين يظلون على علاقة وثيقة ومتفهِّمة مع الأبوين أو مَنْ يقومون مقامهما ـ فإنهم يحظون بأفضل الفرص، لاكتساب شخصية سليمة وطبيعية.
غير أن الأطفال يختلفون في معدلات وسبل نموهم ونشأتهم. فبعض الأطفال مثلاً يبدأون في الحبو من الشهر التاسع أو العاشر من العمر، غير أن البعض الآخر يحبو بعد ذلك العمر أو قبله. كما أن أطفالاً آخرين قد يمشون دون أن يمروا بمرحلة الحبو.
الشهر الأول.
يعتبر الطفل وليدًا لمدة شهر واحد بعد الولادة، ويقضي معظم الوقت في هذه الفترة نائمًا.
سمات الوليد.
تكون عيون الأطفال ـ من ذوي السلالات البيضاء ـ عادة عند الولادة زرقاء مائلة للون الرمادي، كما أن بشرتهم تميل إلى اللون الوردي، إلا أن لون العينين قد يتغير في حوالي الشهر الخامس أو السادس، ويصبح بعد ذلك ثابتًا. أما الأطفال السود فتكون عيونهم بنيّة وبشرتهم فاتحة نسبيًا ومائلة للون الوردي عند الولادة. وتبقى عيونهم بنيّة بينما تبدأ البشرة في اكتساب اللون الداكن بعد مرور أيام على الولادة.
يشكل رأس الرضيع حديث الولادة حوالي ربع طول الجسم إجمالاً، وقطره أكبر من قطر الصدر، كما أن الذراعين أطول من الساقين. غير أن هذه المقاييس ما تلبث أن تتبدل بتقدم الطفل في السن. فنمو الرأس مثلاً يتباطأ بالمقارنة مع باقي الجسم، بحيث يشكل حوالي ثُمن طول الإنسان البالغ.
توجد في جمجمة الوليد ستة مواقع طريّة، لا تتصل فيها العظام اتصالاً تامًا، غير أنها تكتسي بالعظم بالتدريج إلى أن تكتمل تمامًا في الشهر الثامن عشر بعد الولادة. أما العظام الأخرى في جسم الرضيع فإنها لا تكون مكتملة التكلّس (أي أنها لا تكون متصلّبة بسبب نقص الكالسيوم في العظام) لدى الولادة، وتأخذ في التَّكلُّس بدورها بالتدريج خلال مراحل الطفولة كلها.
وحركات الوليد كلها حركات انعكاسية، أي أنها آلية كليًا ولا إرادية. فالمواليد يستطيعون المص والبلع وتحريك الذراعين والساقين، بالإضافة إلى البكاء للإفصاح عن رغباتهم. وحين يستلقون على السرير يتكورون في بعض الأحيان في نفس الوضع الذي كانوا عليه في رحم الأم. وإذا ما أفزعهم صوت مرتفع أو حركة مفاجئة، فإن الذراعين والساقين تهتز كلها في حركة تسمى انعكاس الفزع. كما أن عضلات عنق الوليد، تفتقر إلى القوة اللازمة لحمل رأسه وإيقافه مستقيمًا، وذلك لفترة عدة أشهر. ولذا يجب على من يحمل الرضيع، أن يسْند الرأس بيده عند رفعه أو حمله.
ولا يستطيع المواليد التحكم في حركات العينين، إلا أنهم يميزون بين الظلام والنور، ويرون الأشياء التي تمر أمام العينين مباشرة. وهم قادرون على السمع، وقد يظلّ السمع ضعيفًا لعدة أيام بعد الولادة، بسبب وجود سائل في الأذنين، إلا أن هذا السائل ما يلبث أن يخرج ويعود السمع إلى طبيعته.
الغذاء ومعدل النمو. يستطيع المواليد أن يبتلعوا السوائل فقط، ولذا فإنهم يحصلون على ما يلزمهم من تغذية من خلال رضاعة الحليب من ثدي الأم، أو من الرضّاعة الصناعية. وبإمكان الأم أن تبدأ بإرضاع الطفل بعد دقائق قليلة من الولادة. غير أن الثديين لا يفرزان كمية كافية من الحليب، إلا بعد مرور عدَّة أيام على الولادة. ولكن هذا لا يعتبر مشكلة؛ إذ إن حاجات الوليد الغذائية خلال هذه الفترة تبقى ضئيلة جدًا. ويُعطى الأطفال الذين لا يرضعون حليب أمهاتهم مزيجًا من حليب البقر الدافئ مع الماء والسكر. وهذا الخليط يشابه حليب الأم، ويُعطى عن طريق زجاجة لها حلمة مطاطيّة.
ولا يستطيع المواليد أن يهضموا ما يزيد عن 30ملم من حليب الأم، أو مزيج حليب الأطفال في كل وجبة. ولذا ينبغي إعطاؤهم وجبات عديدة بمعدل واحد كل أربع ساعات في الغالب، خلال الليل والنهار. وينخفض وزن الوليد بعد عدة أيام من الولادة، نظرًا لأن ما يتلقاه من الغذاء لا يلبي احتياجاته، غير أنه ما يلبث في الغالب أن يستعيد ما فقده من وزن بحلول اليوم العاشر بعد الولادة، وبعد ذلك يبدأ وزنه بالازدياد بمعدل 28جم في اليوم الواحد.
من الشهر الأول إلى السادس. يبدأ نمو الرضيع في التباطؤ بعد الشهر الثالث. وبحلول الشهر السادس يكون معدل الزيادة اليومية حوالي 14جم في اليوم الواحد.
كما تبدأ مهارات حركية بالنمو لدى الرضيع اعتبارًا من الشهر الثاني، علمًا بأن هذه الحركات إرادية، ويقوم بها استجابة لحافز معيّن أكثر من كونها مجرد ردود فعل مُعَمَّمَة. وتعتمد هذه الحركات إلى حد كبير على مدى تطور المخ والأعصاب.
يبدأ نموّ مهارات الحركة من الرأس، ثم يتَّجه إلى الأعضاء السفلى. وبذا يصبح الأطفال قادرين على تحريك الرأس والعينين، قبل أن يتعلّموا التحكم بالذراعين والساقين. ويتمكن معظم الأطفال بحلول الشهر الثاني من تحريك الرأس والعينين، لمتابعة حركة الناس والأشياء الكبيرة. وفي حوالي الشهر الخامس أو السادس من العمر، يستطيع معظم الأطفال إسناد الرأَس، والإمساك بالأشياء باليدين، والتقلّب في الفراش، والجلوس إذا ما تم إسنادهم.
يبدأ الأطفال في التعَّرف على الأشخاص والأشياء المحيطة بهم في حوالي الشهر الثالث. ويحتاج الأطفال الإحساس بالثقة والأمان، لكي يتمكنوا من إقامة علاقات إنسانية طبيعية. ويساعد الأبوان في تنمية مثل هذا الإحساس لدى الرضيع، إذا ما عاملوه بحب وتفهّم. غير أنه يجب على الأبوين ألا يُفْرطُوا في حمايته وألا يستسلموا لكل نزواته. وبذا يمكن أن ينمو لدى الرضيع ما يسمّى بالقدرة على تحمل خيبة الأمل والإحباط، أي قدرته على التحكم في أحاسيسه، إذا لم تُلَبّْ كل مطالبه.
من الشهر السادس إلى الثاني عشر. تنمو لدى الأطفال أمور عدة لأول مرة، فيما بين الشهر السادس والثاني عشر من العمر. فالسن الأولى تبرز عادة في الشهر السادس أو السابع. ثم تستمر الأسنان في البروز بمعدل سن واحدة في الشهر تقريبًا إلى أن يستكمل الطفل أسنانه الأولية أو اللبنية أو أسنان الطفولة العشرين. ويستكمل معظم الأطفال أسنانهم اللبنية في سن عامين ونصف العام تقريبًا. وبعد أن يبلغ الطفل شهره السادس، يتعلّم التقاط الأشياء الصغيرة وقطْع الطعام بالإمساك بها بين الإبهام وراحة اليد. ويجلس الكثيرون من الأطفال دون إسناد في حوالي الشهر السابع من العمر، وما إن يبلغوا الشهر التاسع تقريبًا، حتي يصبح بإمكانهم أن يرتكزوا على القدمين وأن يقفوا عند إسنادهم.
تنمو لدى معظم الأطفال درجة من الاستقلالية في حوالي الشهر السادس من العمر، ويبدو ذلك في سمات مختلفة. فقد يُظهر البعض منهم ميلاً للإمساك بالرَّضَّاعة بدلاً من أن يسندها لهم الآخرون. وشيئًا فشيئًا تنمو لدى كل رضيع أساليب مميّزة في أداء الأشياء، تختلف عن تلك التي يبديها رضَّع آخرون لدى القيام بنفس العمل. وينبئ هذا الاختلاف في السلوك عن نمو السمات الفردية للرضيع.
من الشهر الثاني عشر إلى الثامن عشر. يتعلم الأطفال كيفية القيام بعدة أعمال معينة، بتقليد من هم أكبر منهم سنًا، وتتحسن قدرتهم على التقليد، بعد أن يبلغوا الشهر الثاني عشر من العمر، وربما يحدث ذلك بسبب تقدم مفاجئ في نموّ الدماغ والأعصاب.
يبدأ معظم الأطفال في المشي بمساعدة الآخرين في حوالي الشهر الثاني عشر أو الثالث عشر من العمر، ويخطون أولى خطواتهم دون مساعدة في حوالي الشهر الخامس عشر، ويصبحون قادرين على الركض في الشهر الثامن عشر. كما يبدأ الطفل في اللعب بالمكعبات والكرات، وغيرها من الألعاب في حوالي الشهر الثاني عشر. وقد يكتفون في البداية بإلقاء الأشياء أو بوضعها في الفم، غير أن معظم الأطفال، يصبحون قادرين على صف عدد من المكعبات بعضها فوق بعض، وعلى دفع الأشياء بأيديهم على الأرض ببلوغهم الشهر الثامن عشر من العمر.
يستطيع معظم الأطفال التلفظ ببضع كلمات لدى بلوغ الشهر الثاني عشر، بينما يمكنهم أن يتكلّموا باندفاع لدى بلوغهم الشهر الخامس عشر، وإن كانت مفرداتهم من الكلمات الفعلية تظل قليلة. وحين يبلغ عمر الرضيع ثمانية عشر شهرًا تتراوح ذخيرته من الكلمات التي يستطيع التلفظ بها بين عشر كلمات وعشرين كلمة، كما أن بعض الأطفال يستطيعون دمج أكثر من كلمة في عبارة واحدة خلال هذه المرحلة من العمر.
يستطيع الأطفال أن يفهموا عددًا كبيرًا من الكلمات يفوق بكثير عدد الكلمات التي يستعملونها. فعند بلوغ الشهر الثامن أو التاسع من العمر، يستجيب معظم الأطفال لدى
مناداتهم بأسمائهم. كما أن الرضيع البالغ سنة واحدة من عمره، يفرِّق بين أسماء أشياء متعددة، ويفهم معنى كلمة لا وغيرها من الأوامر التي تُوَجَّه له. وببلوغهم ما بين الشهر الخامس عشر والثامن عشر، يستمتع معظم الأطفال بسماع الأصوات المميزة، كأن يسمع الطِّفل صوت أبيه يقرأ القرآن أو أمه، أو أي شخص في أسرته يردد الأغاني البسيطة أو أغاني ترقيص الأطفال، كما قد يستمتعون بسماع قصّة، وإن كانت القصّة نفسها قد لا تعني الشيء الكثير بالنسبة لهم. ويحبّ الأطفال في هذه السن أن يشاهدوا التلفاز، ويطّلعوا على الصور في الكتب والمجلات.
وبعد أن يبلغ الطِّفل الشهر الثامن عشر من العمر، قد يصبح مهيئًا لاستعمال المرحاض، أي يتعلم التحكم في البراز والبول، وإن كان السن الذي يستطيع فيه أن يفعل ذلك، يختلف من طفل لآخر اختلافًا كبيرًا. وعلى الأبوين ألا يجبراه على ذلك، بل يجب أن ينتظرا حتى يبدي هو نفسه استعداده للتحكم بالبول والبراز.
المراجع
محاضرات فى علم النفس .................. للمؤلف ( المعهد العالى للتعاون الزراعى )
الطفل من الحمل إلى الرشد ................... د : محمد عماد إسماعيل
علم نفس النمو ................ د : حامد زهران