المسلمون : دماءٌ و أشلاء أو رقصٌ و غناء !!
المسلمون : دماءٌ و أشلاء أو رقصٌ و غناء !!
إن ائتلاف قلوب المسلمين وتلاقي مشاعرهم وغاياتهم , يُعدُّ تحقيقٌ وتطبيقٌ لأسمى تعاليم الإسلام وألزم خصائصه . فالمحبة , والرحمة , و الإيثار , و التناصر من أهم سمات وتجليات أخوّة الدين التي قال تعالى عنها ( إنما المؤمنون إخوة ) .
وفي مثل هذه الأيام التي تتسارع فيها الأحداث وتتلاحق التغيرات في عالمنا الإسلامي , حيث تتوالى الثورات ضد الاستعمار الحديث :"زعماء العرب عملاء الغرب" , ليحار المسلم أيفرح و يستبشر خيرا بالخلاص من جبابرة البغي والطغيان و يتطلع لفرج يلوح في الأفق تستيقظ على أنواره الأمّة بعد أن تنازعتها أيادي الوهن وتكالبت عليها عوادي الزمن ؟ أم يقف متفكرا متأملا يتوجس مما قد يحمله المستقبل من مفاجآت أو نتائج وتقلبات لم يستشرفها أو يستعد لها أحد ؟.
إن ما يتعرض له إخوتنا في ليبيا من مجازر وحشية على يد السفاح المجرم مدمّر القذافي , ليُدمي قلوبنا ويُشعل لهائب الألم في ضمائرنا . كيف لا ؟ وقد قال من لا ينطق عن الهوى عليه أفضل الصلاة والسلام : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ) .
لا أستنكر هنا الموقف الأمريكي أو الغربي اللئيم من مذابح ليبيا , فشعاراتهم المتبجحة بالحريات وحقوق الإنسان واحترام القوانين الدولية , ما هي إلا واجهةً سخيفة تُدار من ورائها صفقات مصالحهم : " النفط أمن إسرائيل تركيع و إضعاف بني الإسلام ) !!.
ولن أستنكر ذلك الصمت المخزي لحكومات الدول الإسلامية والعربية تحديدا , فقد أُحتلت العراق , وقُصفت أفغانستان , وأُحرقت غزة بينما كانوا ينددون ويشجبون على استحياء ! وهانحن اليوم بتنا نشتاق ولو حتى لسماع ذلك الشجب وحسب!!.
أنا هنا أستنكر و بشدة تلك الاحتفالات الغامرة التي تملأ مظاهرها وفعالياتها الشوارع ووسائل الإعلام الرسمية في بعض دول الخليج !!
يحتفي السعوديون بعودة الملك لأرض الوطن , ويحتفي أبناء الإمارات ببعض مهرجانات التسوق والفن والرياضة , فيما يحتفي أهل الكويت ببعض المناسبات الوطنية . وما كنا بحاجة لكل تلك التعابير والصور الاحتفالية من الرقص والأغاني والأهازيج , وكان يكفي الوطن منا صدق الحب والعمل والانتماء , و العهد بأن نفديه بالروح والدماء , وكان موفيا لحقّه أن ندعوا الله مخلصين أن يديم أمنه ووحدته . وموفيا لحق ولاة الأمر فيه أن نجدّد لهم الولاء ما أقاموا شرع الله بين ظهرانينا , وأن ندعوا لهم بالسداد والرشاد وأن يصلح الله أحوالنا وأحوالهم ويرزقهم البطانة الصالحة ويعينهم على حمل الأمانة وحسن أدائها .
فوالله لا يليق بإنسانيتنا أن تُمزق الأجساد في ديار القرآن والجهاد بقذائف الطائرات والمدافع , ونحن هنا نحتفل بأفراحنا ونضحك و نصفق ! ولا يليق بديننا أن ننفق مئات الملايين في شراء الأعلام والصور , و البرامج , وإعلانات التهنئة في المجلات و الصحف فيما تستجدي كثير من بقاع المسلمين بعض العون والإغاثة ! .
ثوّار ليبيا الأحرار لا أعتقد أنهم ينتظرون ولو في أحلامهم نجدةً أو نصرةً حقيقية منا , ولكن لا أظنهم قي الوقت ذاته يتوقعون منا أقلّ من مواساتهم والحزن لمصابهم .
اللهم أقرّ أعين المسلمين بالأمن والحرية والعدل في أوطانهم , و عجّل بنصر إخوتنا في ليبيا و تقبّل قتلاهم في الشهداء , و اشف جرحاهم .
اللهم يا قوي يا مجيد , يا ذا البطش الشديد ، عليك بطاغوت ليبيا . اللهم أهلكه وأعوانه وأرنا فيهم آيةً , واجعلهم عبرةً للظالمين , و حسبنا الله ونعم الوكيل .
المصدر : http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=176307&issueNo=1167&secId=16
تقييم:
0
0
إن ائتلاف قلوب المسلمين وتلاقي مشاعرهم وغاياتهم , يُعدُّ تحقيقٌ وتطبيقٌ لأسمى تعاليم الإسلام وألزم خصائصه . فالمحبة , والرحمة , و الإيثار , و التناصر من أهم سمات وتجليات أخوّة الدين التي قال تعالى عنها ( إنما المؤمنون إخوة ) .
وفي مثل هذه الأيام التي تتسارع فيها الأحداث وتتلاحق التغيرات في عالمنا الإسلامي , حيث تتوالى الثورات ضد الاستعمار الحديث :"زعماء العرب عملاء الغرب" , ليحار المسلم أيفرح و يستبشر خيرا بالخلاص من جبابرة البغي والطغيان و يتطلع لفرج يلوح في الأفق تستيقظ على أنواره الأمّة بعد أن تنازعتها أيادي الوهن وتكالبت عليها عوادي الزمن ؟ أم يقف متفكرا متأملا يتوجس مما قد يحمله المستقبل من مفاجآت أو نتائج وتقلبات لم يستشرفها أو يستعد لها أحد ؟.
إن ما يتعرض له إخوتنا في ليبيا من مجازر وحشية على يد السفاح المجرم مدمّر القذافي , ليُدمي قلوبنا ويُشعل لهائب الألم في ضمائرنا . كيف لا ؟ وقد قال من لا ينطق عن الهوى عليه أفضل الصلاة والسلام : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ) .
لا أستنكر هنا الموقف الأمريكي أو الغربي اللئيم من مذابح ليبيا , فشعاراتهم المتبجحة بالحريات وحقوق الإنسان واحترام القوانين الدولية , ما هي إلا واجهةً سخيفة تُدار من ورائها صفقات مصالحهم : " النفط أمن إسرائيل تركيع و إضعاف بني الإسلام ) !!.
ولن أستنكر ذلك الصمت المخزي لحكومات الدول الإسلامية والعربية تحديدا , فقد أُحتلت العراق , وقُصفت أفغانستان , وأُحرقت غزة بينما كانوا ينددون ويشجبون على استحياء ! وهانحن اليوم بتنا نشتاق ولو حتى لسماع ذلك الشجب وحسب!!.
أنا هنا أستنكر و بشدة تلك الاحتفالات الغامرة التي تملأ مظاهرها وفعالياتها الشوارع ووسائل الإعلام الرسمية في بعض دول الخليج !!
يحتفي السعوديون بعودة الملك لأرض الوطن , ويحتفي أبناء الإمارات ببعض مهرجانات التسوق والفن والرياضة , فيما يحتفي أهل الكويت ببعض المناسبات الوطنية . وما كنا بحاجة لكل تلك التعابير والصور الاحتفالية من الرقص والأغاني والأهازيج , وكان يكفي الوطن منا صدق الحب والعمل والانتماء , و العهد بأن نفديه بالروح والدماء , وكان موفيا لحقّه أن ندعوا الله مخلصين أن يديم أمنه ووحدته . وموفيا لحق ولاة الأمر فيه أن نجدّد لهم الولاء ما أقاموا شرع الله بين ظهرانينا , وأن ندعوا لهم بالسداد والرشاد وأن يصلح الله أحوالنا وأحوالهم ويرزقهم البطانة الصالحة ويعينهم على حمل الأمانة وحسن أدائها .
فوالله لا يليق بإنسانيتنا أن تُمزق الأجساد في ديار القرآن والجهاد بقذائف الطائرات والمدافع , ونحن هنا نحتفل بأفراحنا ونضحك و نصفق ! ولا يليق بديننا أن ننفق مئات الملايين في شراء الأعلام والصور , و البرامج , وإعلانات التهنئة في المجلات و الصحف فيما تستجدي كثير من بقاع المسلمين بعض العون والإغاثة ! .
ثوّار ليبيا الأحرار لا أعتقد أنهم ينتظرون ولو في أحلامهم نجدةً أو نصرةً حقيقية منا , ولكن لا أظنهم قي الوقت ذاته يتوقعون منا أقلّ من مواساتهم والحزن لمصابهم .
اللهم أقرّ أعين المسلمين بالأمن والحرية والعدل في أوطانهم , و عجّل بنصر إخوتنا في ليبيا و تقبّل قتلاهم في الشهداء , و اشف جرحاهم .
اللهم يا قوي يا مجيد , يا ذا البطش الشديد ، عليك بطاغوت ليبيا . اللهم أهلكه وأعوانه وأرنا فيهم آيةً , واجعلهم عبرةً للظالمين , و حسبنا الله ونعم الوكيل .
المصدر : http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=176307&issueNo=1167&secId=16
تقييم:
0
0