نظرة شاملة على الجنوب الغربي
لقد كتبت الكاتبة أني ري قولد زيقر في كتابها المملكة العربية- عن ثورة أولاد سيدي الشيخ في الصحراء بالخصوص الجنوب الغربي الجزائري التي سمته في كتابها هذا -بلاد الخوف والبارود- وهذا لأن الصحراء الشرقية أي الجنوب الشرقي الجزائري يختلف تماما مع الجنوب الغربي لأسباب جغرافية حيث أن الأطلس أو المرتفعات تبدأ من سعيدة في نفس الارتفاع مع بسكرة في الجنوب الشرقي ويستمر تدريجيا إلى غاية الانخفاض في الصحراء محددا بجبال القصور و جبال العمور .
أما الطقس هنا في مناطق الجنوب الغربي حارا في الصيف وباردا في الشتاء أما الوديان المؤدية إلى الصحراء كوادي الناموس وواد سقر وواد زرقون كلهم يصبون في رمال الصحراء الجنوب الغربي وكما هو معروف على الجنوب الغربي الجزائري يوجد بها كثيرا من المسالك الوعرة ما عدى الاتجاه الحدودي الشرقي الذي يجلب إليه طريق كبيرة ويظم إليه التراب المغربي و يتجه بعد ذلك إلى الساورة و قورارة و توات و الذراع و بعد ذلك إلى إفريقيا السوداء وهذه الطرق كانت تؤدي معها القوافل الآتية من إفريقية السـوداء التي كانت تسمى بالسودان آنذاك إلى تلمسان مرورا بتبلبالة و توات ، وقورارة والقصور نذكر من بين هذه القصور قصر بوسمغون.
حيث أن التبادل التجاري ماكان يقتصر إلا على التمور، وإنما كان التبادل التجاري يشمل الحبوب الملح والأقمشة الآتية من الصين وكذا الآواني المنزلية وحتى الذهب والفضة و خيرات هذه الواحات والإشعاع الديني في ذلك العهد جلب إليها الكثير من طالبي العلم والمعرفة وانتشر الإسلام عن طريق علماء العصور الماضية والحديثة .
لقد شاهدت فرنسا الكثير من المتاعب والمسالك الصعبة أثناء دخولها الجنوب الغربي حيث كانت قبائل أولاد سيدي الشيخ منتشرة في كامل تراب الواحات الغربية ، و تصدت فرنسا لكثير من الهجومات من طرف هؤلاء المجاهدين الذين في أغلب الأحيان كلفوها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
شخصية الشيخ بوعمامة : سيدي بوعمامة ترعرع وتربى على يد مقدم سيدي الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمان أين مكث وقرأ القرآن الكريم والفقه والسنة وهذا في المكان المسمى الحمام الفوقاني بفيقيق وكان بصحبة المقدم أثناء زيارته إلى الأبيض سيدي الشيخ و خاصة في موسم الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد أي " ركب سيدي الشيخ " الذي كان موكبا لكل القبائل المحبة للولي الصالح تحضره ، حيث تعد زيارة كبرى تعد كل سنة إحتفالا بسيدي عبد القادر بن محمد وكذا زيارات أولياء الله الصالحين كسيدي بحوص الحاج بمقربة بلدية البنود حاليا ، وسيدي الحاج بحوص بضواحي واد الناموس وفي هذه المجامع الكبيرة تتمازج الأجناس من كل فج من المحبين للطريقة الشيخية .
وكذا المقاديم الوافدين من جميع النواحي هي التي تسير ذلك المجمع الكبير وتقرأ قصيدة الياقوتة " القصيدة الرائعة " هذه القصيدة الروحية التي كتبها الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد في التوسل إلى الله وفي ذكر أولياء الله الصالحين ، الذين كان يكن لهم أسمى عبارات المحبة والمعرفة **بوحدتهم ** إلى المراد الموهوب من المولى عز وجل .
الشيخ سيدي بوعمامة عندها رأى تلك الدلائل الخيرية عند أهل الذكر والمعرفة أسس إلى أن يتبع الطريق الذي هيئت له من طرف جده سيدي عبد القادر بن محمد " الطريقية الشيخية " لما لها من ذكر معتبر للتقرب من المولى عز وجل فالشيخ قرر إلا أن يؤسس زاويته بمقرار التحتانية حيث كانت قد استجاب له جميع سكان القصور في بناء هذا المأوى الجديد أين كان يدرس الفقه والسنة والقرآن الكريم هذا المكان كان مركزا جديدا لنشر شعاع الدين والمعرفة في تلك المنطقة ، وفي هذه الزاوية وبعد وفاة مقدم سيدي الشيخ كان قد خلف معلمه ، شيخا على الطريقة الشيخية، تخصص في توجيه العارفين والسالكين إلى " طريقة جده البيضاء النقية السنية المباركة