التصوف والتقدم العلمي
من الأفكار الشائعة والخاطئة بين العوام أن التصوف ذو منهج رجوعي مهمل للعلم والتحضير وهذا من الأقوال الخاطئة لاسيما في وقت تأخر العالم الإسلامي وتقدم العالم الغربي نحن لا يضيرنا كمجتمع مسلم أن نجلس في موقف المتعلم من الغرب ماداموا قد تفوقوا علينا في حضارتهم العلمية والتكنولوجية
لكن لابد أن هناك فرقا بين تقدمنا ونحن متصلون بالغرب وتقدمنا ونحن على صلة بالله سبحانه وتعالى .. وهنا لابد أن نرتقي بفهمنا لطبيعة وأدوات التقدم العلمي والتكنولوجي من نطاقه الضيق على مستوى المجتمع إلى نطاق أوسع وأشملوأعظم وهوالتعامل من الله عز وجل مصداقا لحديثه القدسي السابق ذكره .
المسلمون في القرون الوسطى كانوا يقودون العالم ويضيئون الدنيا نوراً وعلماً وذلك في الوقت الذي كانت أوروبا فيه تضج في الظلمات والجهل والتاريخ يروي واقعة تاريخية شهيرة بين هارون الرشيد الخليفة المسلم وبين شارلمان أحد حكام أوروباحينما أهدى له ساعة فبهره ما رأى وطلب خاصة دولته وأعيانهم ومستشاريه وعقدوا اجتماعات لمدة ثلاثة أيام خرجوا بنتيجة مفادها أن الساعة يحركها شيطان يسكنها !! في القرون الوسطى كنا نفقه كيفية تلقي خطاب الله على الوجه الأمثل فتقدمنا ..
وعلى العكس سارت الأمور مع مرور الأيام حتى عجزنا عن ملاحقة ركب التقدم .