سيدي الشيخ
سيدي الشيخ واحد من الوجوه الأكثر بروزا في الجنوب الغربي الجزائري على الصعيد الديني كما على الصعيد التاريخي، تسمية سيدي الشيخ التي عُرف واشتهر بها هي لقب يدل على علوّ مكانة مشيخته وَ ولايته . اسمه الحقيقي عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة ،نشأ في نواحي " قصر أربوات " وهي عبارة عن واحة واقعة على الطريق المؤدي إلى البيّض في اتجاه الأبيض على بعد حوالي 23 كلم من هذه الأخيرة .
مولده : بينما كانت أمه آتية من البدو حتى حصل لها المخاض في أربوات الفوقاني وبالضبط بدرا قرب المسجد العتيق - معلم تاريخي - وقد اتخذها أهل المنطقة كدار للضيوف - كما أنها تحتوي هذه الدار على وتد أصبح يستعمله أهل هذه المنطقة للتداوي به من كل داء . حسب بعض ألأقاويل الشعبية المعروفة ، فإنّ أُمّه تسمّى شفيرية كانت ابنة الشريف سيدي علي بن سعيد أحد " أولياء " المنطقة، وقبره مشيّد في قبّة في" قصر الغاسول "، على بعد حوالي 35 كلم جنوب البيّض حاليا وعن تاريخ ميلاده ووفاته ومسقط رأسه يوجد شك كبير. إن المخطوطات التي يمتلكها أحفاده تعطينا معلومات ريبية وغير يقينية لا تمكّننا من الاستنتاج الصحيح. زد على ذلك أنه لا يمكن التيقّن من الزمان والمسافات بين الولادات عند البدو الرحّل الذين تتميز حياتهم بالترحال المستمر دائما وراء القوت ، مجبرون بطبيعة حياتهم على العيش مع ماشيتهم متنقلين حسب الفصول أو حسب الظروف السياسية أو الاقتصادية على الهضاب أو بين السهول وغالبا حول عنصر الماء ، سواء أكان عينا أو بئرا . فالنقول الشفهية تخبرنا أن عائلته كانت تحط الرحال عادة في" منطقة الحمّام" ؛ غير بعيد عن القرية الصغيرة أربوات التحتاني بعض " الأوتاد" الطبيعية استعملت كمعالم لتحديد مكان خيمة أبيه عندما نشأ في تاريخ لم يُجمِع عليه مترجمو حياته . المخطوطات تصرح أن سيدي الشيخ توفي سنة 1025 هـ/ الموافق ل 1616 عن عمر يناهز 85 سنة هجرية و من ذلك نستنتج أنه ولد سنة 940هـ/ 1533م.
إنه ينزل من سلالة أول خليفة في الإسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، إلا أنّ سلسلة نسبه وجد فيها من وثيقة إلى أخرى بعض الاختلافات . أقرب وثيقة إلى الصواب وجد فيها بعض التعديلات باجتهاد من إمام زاوية سيدي الشيخ السابق العالم الراحل" محمد القاسمي" الذي اغْتِيل غدرا في البيّض من طرف مجرم مجهول سنة 1379هـ /1960 م . حسب هذه الوثيقة المخطوطة فإن سلسلة نسب سيدي الشيخ تكون كالآتي : الشيخ عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة بن أبي ليلى بن أبي يحيا بن عيسى بن معمر بن سليمان بن سعد بن عقيل بن حرمة الله بن عسكر بن زيد بن أحمد بن عيسى بن الثادي بن محمد بن عيسى بن زيدان بن يزيد بن طفيل بن المضي بن ازراو بن زغوان بن صفوان بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق . عائلته أقامت مند بداية القرن التاسع الهجري ( 14 الميلادي) في هذه المنطقة مترحلة بين العرب والبرابرة . وكانت تتمتع بشهرة وإطراء نظرا لانتسابها لأول خليفة في الإسلام سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه الصاحب الوفي والصديق الدائم للرسول صلى الله عليه وسلم، شهرة مضاعفة نظرا للدور الروحي الكبير الذي لعبه أجداده (آل أبي بكر) أو كما هو متعارف عليه ( البوبكرية) في تونس والجزائر والمغرب . لكي نتمكن من توضيح حضور البوبكرية بين العرب الرحل ولكي تظهر المراحل الهامة لمحنهم يجب علينا أن ندخل ملحقا في هذه الترجمة التاريخية الدينية ، بعض المآثر البطولية والأحداث التي ليس لها ظاهريا إلا علاقات ضئيلة بعملنا لكنها تمكننا من الإحاطة الجيدة بالموضوع ومن تصحيح كثير من الهفوات . في هذا الجو التاريخي نشأ سيدي الشيخ الذي كان حسب مترجميه منذ ولادته يتميّز بطابع القداسة. إن كراماته تملأ مناقبه. و لن نتطرّق في هذه الدراسة إلاّ إلى الأعمال التاريخية المحضة، تاركين لمن يهمّهم أمر هذه المسألة من هذا الجانب (الذي لا يجب إهماله) أن يرجعوا إلى هذه الأعمال وإلى الروايات الشفهية المحلية. منذ صغر سنّه أظهر استعداداته المتميزة للدراسات الدينية. أثناء تكوينه الفكري تابع الدروس متلقّيا التشجيعات من مختلف شيوخه المحلّيين أمثال الشريف سيدي الحاج بن عامر، مؤسس القرية التي تحمل اسمه ، و من أقرباء أبيه بالمصاهرة ، وأمثال الشيخ عبد الجبار بالقصر الصغير الشلالة الظهرانية من نفس المنطقة ،والشيخ موسى الحسن الكرزاز مؤسس فرع من الشاذلية الكرزازية مركزها الواحة التي تحمل نفس الاسم ، و الموجودة بطريق بشار إلى قورارة.لكنّ شيخها الأوليّ الملقّن للشاذلية كان الشيخ محمد بن عبد الرحمن من قرية السهلي
مولده : بينما كانت أمه آتية من البدو حتى حصل لها المخاض في أربوات الفوقاني وبالضبط بدرا قرب المسجد العتيق - معلم تاريخي - وقد اتخذها أهل المنطقة كدار للضيوف - كما أنها تحتوي هذه الدار على وتد أصبح يستعمله أهل هذه المنطقة للتداوي به من كل داء . حسب بعض ألأقاويل الشعبية المعروفة ، فإنّ أُمّه تسمّى شفيرية كانت ابنة الشريف سيدي علي بن سعيد أحد " أولياء " المنطقة، وقبره مشيّد في قبّة في" قصر الغاسول "، على بعد حوالي 35 كلم جنوب البيّض حاليا وعن تاريخ ميلاده ووفاته ومسقط رأسه يوجد شك كبير. إن المخطوطات التي يمتلكها أحفاده تعطينا معلومات ريبية وغير يقينية لا تمكّننا من الاستنتاج الصحيح. زد على ذلك أنه لا يمكن التيقّن من الزمان والمسافات بين الولادات عند البدو الرحّل الذين تتميز حياتهم بالترحال المستمر دائما وراء القوت ، مجبرون بطبيعة حياتهم على العيش مع ماشيتهم متنقلين حسب الفصول أو حسب الظروف السياسية أو الاقتصادية على الهضاب أو بين السهول وغالبا حول عنصر الماء ، سواء أكان عينا أو بئرا . فالنقول الشفهية تخبرنا أن عائلته كانت تحط الرحال عادة في" منطقة الحمّام" ؛ غير بعيد عن القرية الصغيرة أربوات التحتاني بعض " الأوتاد" الطبيعية استعملت كمعالم لتحديد مكان خيمة أبيه عندما نشأ في تاريخ لم يُجمِع عليه مترجمو حياته . المخطوطات تصرح أن سيدي الشيخ توفي سنة 1025 هـ/ الموافق ل 1616 عن عمر يناهز 85 سنة هجرية و من ذلك نستنتج أنه ولد سنة 940هـ/ 1533م.
إنه ينزل من سلالة أول خليفة في الإسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، إلا أنّ سلسلة نسبه وجد فيها من وثيقة إلى أخرى بعض الاختلافات . أقرب وثيقة إلى الصواب وجد فيها بعض التعديلات باجتهاد من إمام زاوية سيدي الشيخ السابق العالم الراحل" محمد القاسمي" الذي اغْتِيل غدرا في البيّض من طرف مجرم مجهول سنة 1379هـ /1960 م . حسب هذه الوثيقة المخطوطة فإن سلسلة نسب سيدي الشيخ تكون كالآتي : الشيخ عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة بن أبي ليلى بن أبي يحيا بن عيسى بن معمر بن سليمان بن سعد بن عقيل بن حرمة الله بن عسكر بن زيد بن أحمد بن عيسى بن الثادي بن محمد بن عيسى بن زيدان بن يزيد بن طفيل بن المضي بن ازراو بن زغوان بن صفوان بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق . عائلته أقامت مند بداية القرن التاسع الهجري ( 14 الميلادي) في هذه المنطقة مترحلة بين العرب والبرابرة . وكانت تتمتع بشهرة وإطراء نظرا لانتسابها لأول خليفة في الإسلام سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه الصاحب الوفي والصديق الدائم للرسول صلى الله عليه وسلم، شهرة مضاعفة نظرا للدور الروحي الكبير الذي لعبه أجداده (آل أبي بكر) أو كما هو متعارف عليه ( البوبكرية) في تونس والجزائر والمغرب . لكي نتمكن من توضيح حضور البوبكرية بين العرب الرحل ولكي تظهر المراحل الهامة لمحنهم يجب علينا أن ندخل ملحقا في هذه الترجمة التاريخية الدينية ، بعض المآثر البطولية والأحداث التي ليس لها ظاهريا إلا علاقات ضئيلة بعملنا لكنها تمكننا من الإحاطة الجيدة بالموضوع ومن تصحيح كثير من الهفوات . في هذا الجو التاريخي نشأ سيدي الشيخ الذي كان حسب مترجميه منذ ولادته يتميّز بطابع القداسة. إن كراماته تملأ مناقبه. و لن نتطرّق في هذه الدراسة إلاّ إلى الأعمال التاريخية المحضة، تاركين لمن يهمّهم أمر هذه المسألة من هذا الجانب (الذي لا يجب إهماله) أن يرجعوا إلى هذه الأعمال وإلى الروايات الشفهية المحلية. منذ صغر سنّه أظهر استعداداته المتميزة للدراسات الدينية. أثناء تكوينه الفكري تابع الدروس متلقّيا التشجيعات من مختلف شيوخه المحلّيين أمثال الشريف سيدي الحاج بن عامر، مؤسس القرية التي تحمل اسمه ، و من أقرباء أبيه بالمصاهرة ، وأمثال الشيخ عبد الجبار بالقصر الصغير الشلالة الظهرانية من نفس المنطقة ،والشيخ موسى الحسن الكرزاز مؤسس فرع من الشاذلية الكرزازية مركزها الواحة التي تحمل نفس الاسم ، و الموجودة بطريق بشار إلى قورارة.لكنّ شيخها الأوليّ الملقّن للشاذلية كان الشيخ محمد بن عبد الرحمن من قرية السهلي