الأبيض سيدي الشيخ

هنالك عدة صُوَر سلوكية باتت تطفو على سطح مجتمعنا المحلي ، ومن هاتيك السلوكيات والصّـور ، عدم تدبر آي الذكر الحكيم المتعلقة خاصة بالرزق ، هذه النعمة التي شاء الخالق سبحانه أن يجعلنا متفاوين فيها ، ليتخذ بعضُـنا بعضا سُخريا " من التسخير لا الاستهزاء " ، لكن وللأسف الشديد هناك من لا يحمد الحال التي هو عليها ، حال القدرة المالية فتراه متطاولا على الناس ، رافعا منخريْــه ، لا لشيء إلا لكونه ذا مال ، متجاهلا ما حاق بالكثير من أنداده عبر القرون والأمم الخالية ، غيرَ مُدرك لما سيؤول إليه أمره حال التمادي فيما يأتي ، فلطالما استوقفتني العديد من الآيات الداعية في مغزاها إلى العودة إلى الله ومنها قوله تعالى: " كم تركوا من جنات وعيون و زروع و مقام كريم و نـَعْـمَـة كانوا فيها فاكهين ،كذلك وأورثناها قوما آخرين .... " ، ألا يكفي مضمون هذه الآية لنستقيم و نتواضع ؟؟ لِـمَ الهرولة واللهث وراء متاع مصيره الزوال ؟؟ هل هذا الصنف من البشر أكـثر غِـنـًى من سابقيــه ممن احتواهم باطن الأرض؟؟ أو أعلى رتبة ممن كانت الدنيا ملك أيمانهم وشمائلهم ، من أنبياء ومُرسلين وصالحين ، فتركوها وراء ظهورهم ؟؟ سأظل مستغربا كل سلوك يصب في هذا الاتجاه ، كل سلوك عاكس لمكنون النفس التواقة إلى " وســخ " الدار الفانية ، إلى مثل هؤلاء أقول: التواضع ،، التواضع ، فكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ،، صدق الله العظيم .
إنها مجرد ذكرى لنفسي ولغيري ، ولمن أحب ،،، فما عندنا ــ قليلُــه أو كثيرُه ــ سينفذ ، سينفـذ ، سـينـفذ ،،، وما عند الله خير وأبقى .الشيخ قدور بن علية.