وطن النجوم إيليا أبو ماضي................
وطن النجوم
إيليا أبو ماضي
.........
وطن النجوم أنا هنا , حدق أتذكر من أنا؟
ألمحت في الماضي البعيد فتى غريرا أرعنا؟
جذلان يمرح في حقولك كالنسيم مدندنا
المقتنى المملوك ملعبه وغير المقتنى !
يتسلق الأشجار لا ضجرا يحس ولا ونى
ويعود بالأغصان يبريها سيوفا أو قنا
ويخوض في وحل الشتا متهللا متيمنا
لا يتقي شر العيون ولا يخاف الألسنا
ولكم تشيطن كي يقول القوم عنه تشيطنا
أنا ذلك الولد الذي دنياه كانت ها هنا
أنا من مياهك قطرة فاضت جداول من سنا
أنا من ترابك ذرة ماجت كواكب من منى
أنا من طيورك بلبل غنى بمجدك فاغتنى
حمل الطلاقة والبشاشة من ربوعك للدنى
كم عانقت روحي رباك وصفقت في المنحنى
للأرز يهزأ بالرياح وبالدهور وبالفنا
للبحر ينشره بنوك حضارة وتمدنا
لليل فيك مصليا للصبح فيك مؤذنا
للشمس تبطئ في وداع ذراك كي لا تحزنا
للبدر في نيسان يكحل بالضياء الأعينا
فيذوب في حدق المها سحرا لطيفا لينا
للحقل يرتجل الروائع زنبقا أو سوسنا
للعشب أثقله الندى للغصن أثقله الجنى
عاش الجمال مشردا في الأرض ينشد مسكنا
حتى انكشفت له فألقى رحله وتوطنا
واستعرض الفن البلاد فكنت أنت الأحسنا
لله سر فيك يا أوطاني لم يعلن لنا
زعموا سلوتك ليتهم نسبوا إلي الممكنا
فالمرء قد ينسى المسيء المفتري والمحسنا
والخمر والحسناء والوتر المرنح والغنا
لكنه مهما سلا هيهات يسلو الموطنا
..................