من نوادر الشعراء
من نوادر الشعراء (1)
لص في منزل شاعر
عبد الله البردني
............
شكرا دخلت بلا إثارة / وبلا طفور أو غرارة
لما أغرت خنقت في / رجليك ضوضاء الإغارة
لم تسلب الطين السكون / ولم ترع نوم الحجارة
كالطيف جئت بلا خطى / وبلا صدى وبلا إشارة
أرأيت هذا البيت قزما / لا يكلفك المهارة ؟
فأتيته ترجو الغنى / ثم فهو أعرى من مغارة
ماذا وجدت سوى الفراغ / وهرة تشتم فارة ؟
ولهاث صعلوك الحروف / يصوغ من دمه العبارة
يطفي التوقد باللظى / ينسى المرارة بالمرارة
لم يبق في كوب الأسى / شيئا حساه إلى القرارة
ماذا ؟أتلقى عند صعلوك / البيوت غنى الإمارة ؟
يا لص عفوا إن رجعت / بدون ربح أو خسارة
لم تلق إلا خيبة / ونسيت صندوق السيجارة
شكرا أتنوي أن تشرفنا / بتكرار الزيارة ؟
............
الشاعر محمد مصطفى حمام كان آية في خفة الظل وصياغة الفكاهة شعرا , وقد كان حمام كثير الإفلاس دائم الحاجة للمال , لأنه كان ينفق دون حساب , وذات يوم قهره إفلاسه فجلس في نقابة الصحفيين مع بعض أصدقائه يشكو لهم معاملة سائقي التاكسي له , فقد عرفوا جميعا أنه عندما يركب معهم يعتذر عن عدم دفع الأجرة فامتنعوا عن الوقوف له , وقد كتب في ذلك شعرا على وزن وقافية إحدى قصائد شوقي
يقول فيه :
لم يبق في جيبي سوى تعريفة / والله يمنح من يشاء ويرزق
لما قصدت البنك أطلب سلفة / قالوا : ابتعد فالبنك لا يتصدق
هل من كريم أرتجيه لورطتي / سمح اليدين إلى المكارم يسبق
فإذا طلبت بريزة من فيضه / ألفيت بحر برايز يتدفق
شاورت للتاكسي أريد ركوبه / فمضى يبرطع كالحمار وينهق
السائقون دروا بإفلاسي فما / يقفون لي وأنا أشير وأزعق
.............