رقم 19 والحقيقة
الرقم 19 الذي يروج له البهائيون وغيرهم من أصحاب المذاهب الهدامة , يريدون أن يجعلوا منه شيئا مقدسا .. إن الله ذكر في القرآن الكريم أرقاما كثيرة ليس بينهما ترابط .. أي أنها لا تقبل القسمة على عدد واحد مثلا .. ولا هي مثلا كلها أحاد .. ولا كلها أزواج .. فقال سبحانه وتعالى : (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) وقال جل جلاله : ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ) ..................
وقوله تبارك وتعالى : ( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) وقوله سبحانه : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ* لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ) ... وقوله تعالى : (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) .. وقوله جل جلاله : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) وقوله عز من قائل : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) سورة الحج
وهكذا نرى أن الله سبحانه وتعالى قد استخدم في القرآن الكريم أرقاما كثيرة لا يربط بينها إلا مشيئة الله .. فحملة العرش هم ثمانية .. لأن الله أراد لهم أن يكونوا ثمانية .. وأبواب جهنم سبعة لأن الله أراد لها أن تكون سبعة .. وميقات موسى كان أربعين ليلة لأن الله أراد أن يكون ميقاته أربعين ليلة .
وليس هناك معنى لإثارة الجدال في هذا كله ... ذلك أن الجدال ممكن أن يثور حول أي رقم من الأرقام .. ولو أننا قلنا ما الحكمة في أن الله اختار أن يحمل عرشه ثمانية لثار السؤال ما هي الحكمة لو أن الله اختار عشرة أو اثني عشر ملاكا لحمل العرش .. إذن ل توجد العلة في الاختيار لتضع قيودا على مشيئة الله في اختياره .. وفي هذا حكمة إيمانية كبرى , لأن متى اختار الله .. فلا نقول لماذا ؟ .. ولا نحاول أن نفلسف الأمور .. ولكن نقول شاء الله وما شاء فعل ... وهذا هو نفس المنطق الإيماني الذي كان يجب أن يقابل به العدد 19 ... من أن مشيئة الله أرادت أن يكون الملائكة حول النار تسعة عشر ... كما أرادت هذه المشيئة أن يكون حملة العرش ثمانية ... وكل ما يقال خلاف ذلك ... كلام من باب المجادلة دون الوصول إلى شيء .. والذي يدلنا على ذلك هو سياق القرآن نفسه ... ولنرجع إلى الآية الكريمة في قوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ* لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ* عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ*وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ* كَلَّا وَالْقَمَرِ* وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ* وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ* إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ*لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ) سورة المدثر
القران يتحدى
إذا قرأنا هذه الآيات بإمعان فكأننا نرى ما يحدث اليوم مسطورا في القرآن الكريم بدقة ووضوح .. يقول الله : ( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) .. أي أن الذين سيفتنون بهذا العدد ويحاولون تفسيره بأوجه شتى .. ويحاولون استخدام الكمبيوتر وغيره لفتنة الناس ينطبق عليهم قول الله : ( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) .. ومن هنا يصف الله كم من يفتن بهذا العدد , أو يحاول أن يفتن به الناس من الذين كفروا ... وتأكيدا لما يحدث اليوم .. يقول الله سبحانه وتعالى : (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) .. وليحذر الذين يحاولون الآن أن يضعوا تفسيرا لهذا الرقم من عند أنفسهم أو باستخدام التمويه أو باستخدام الحيل بالعقول الإلكترونية ... ليحذر هؤلاء جميعا من أنهم إذا حاولوا أن يفسروا لنا : ( مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) .... هؤلاء ينطبق عليهم قول القرآن الكريم : ( الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ) ...
وهكذا نرى من إعجاز القرآن الكريم أنه أنبأنا بما سيحدث قبل وقوعه وقت طويل ... وقال إنني ضربت مثلا بالملائكة حول النار ... وقلت انهم تسعة عشر .. وهذا العدد جعلته فتنة للذين كفروا .. فسيأتي الكافرون فيفتنون به , ويحاولون أن يفتنوا الناس به ... بل أكثر من هذا .. إن الذين في قلوبهم مرض والكافرين سيحاولون تحليل هذا الرقم .... ليتقولوا على الله سبحانه وتعالى ... وليحاولوا أن يفسروا لكم : (مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) .. وهذا ما يحدث الآن ... ولو أن هؤلاء الكافرين والمضلين لم يأتوا ولم يستخدموا هذا الرقم بالذات ( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) في الفتنة والإضلال ... ولم يحاولوا بالكمبيوتر وغيره أن يقولوا لنا ( مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) ... لقلنا أن الله قد أخبرنا في القرآن عن كافرين ومضلين سيأتون ليضلونا ويحاولوا فتنتنا بالعدد تسعة عشر ولكنهم لم يأتوا ... فكونهم أتوا ... وكونهم استخدموا الكمبيوتر وغيره لينشروا عمليتهم هذه .. أكبر دليل يثبت الإيمان ويدلنا على أن الآية الكريمة التي وصفتهم بالذين في قلوبهم مرض والكافرين قد حددتهم بالذات ... وهكذا يثبت الله الإيمان وينشر الدين بالكافرين ويجعل من هؤلاء الكافرين الذين جاءوا ليضلوا بآيات الله وبالقرآن الكريم يجعلهم مثبتين للإيمان ودليلا على صدق اليقين .
وبذلك نعرف أن كل العبث الذي يقال عن الغيبيات الخمسة وعن رقم 19 ... إنما هو نوع من الإضلال والضلال .. والعجب أن الذين يروجون أن الغيبيات الخمسة قد انكشفت هم أنفسهم الذين يروجون للرقم 19 ... وما يدعون مما يحمل من معجزات