خديجة الجهمي
ولدت الأديبة خديجة محمد عبدالله الجهمى، بمدينة بنغازى فى 15/3/1921، حيث درست القرآن الكريم، ثم دخلت مدرسة الأميرة ببنغازي فى أكتوبر سنة 1947، ودرست بها حتى أغسطس 1952، سافرت بعدها إلى مصر، حيث درست الإعدادية والثانوية بمدرسة عابدين الليلية بالقاهرة وتخرجت فيها عام 1956، رجعت بعدها إلى بنغازى فى أكتوبر سنة 1965 لتعمل مذيعة بإذاعة بنغازى، ومنها إلى طرابلس، لتمارس العمل الإذاعي بها وبقيت تمارس العمل الإذاعي إعدادا، وتقديما، إلى جانب عملها الصحفى الذى ابتدأ من عام 1965.
نشرت نتاجها فى عدد من الصحف والمجلات من بينها برقة، ليبيا الحديثة، المرأة،الأمل، والجيل المصرية، قدمت للإذاعة عشرات البرامج الاجتماعية، والثقافية من بينها: (أضواء على المجتمع) الذى استمر مدة عشرين سنة، و(ركن الأطفال)، و(صور من الماضى)، و(اسأل الطبيب)، و(اسهر معنا) كما ألفت عددا من الأغانى الشعبية التى تغنى بها كبار الفنانين الليبيين، أسهمت فى تأسيس الإتحاد النسائى الليبى، وتولت رئاسته عام 1972، كما تولت رئاسة تحرير (مجلة المرأة) عام 1965، وكانت الرئيس المؤسس لها ثم رأست تحرير (مجلة الأمل)، شاركت فى عدد من المؤتمرات النسائية، والصحفية منها، مؤتمر الأتحاد النسائى العربى سنة 1970، والحلقة الدراسية حول أثر الصحافة فى التربية بألمانيا سنة 1962، أجرى معها عدد من الحوارات الصحفية والإذاعية فى كل من صحف الثورة، الحقيقة، طرابلس الغرب، والبلاد، وكتب عنها عدد من الأدباء والكتاب من بينهم، ياسين رفاعية فى الكفاح العربى اللبنانية.
جمعت الأستاذة عزيزة الشيبانى من نتاجها فى كتاب صدر عن مكتبة طرابلس العلمية العالمية بعنوان (خواطر بنت الوطن).. حصلت على عدد من الأوسمة منها وسام الفاتح، وجائزة الفاتح التقديرية عام 1995.
من مؤلفاتها (أمينة) الصادر عن الدار الجماهيرية عام 1978، أما المخطوطات التى لم تنشر: الطريق إلى المهارات، أزياؤنا فى أغانينا، والزواج بالأجنبيات.
والجدير بالذكر أن السيدة خديجة تولت رئاسة اتحاد المرأة عام 1973، واشتركت في لجنة اتحاد الجمهوريات، وهي احدي رائدات المطالبة بحقوق المرأة مند الاستعمار الإيطالي، تعلمت علي حسابها الخاص ولم تستفد من التعليم الرسمي، ناضلت في سبيل حق المرأة لخدمة شقيقاتها في جميع أنحاء البلاد،كما أنها تعي جيداً ما تحقق من انتصرت في ظل الثورة.
انطلقت بعزيمتها وإرادتها القوية لتكون أول مذيعة تألقت في سماء الجماهيرية، واجهت ناقل الصوت لأول مرة عبر الإذاعة المسموعة عام 1956 ف، وبذلك أستقبل الجمهور برامجها الاجتماعية والندوات العائلية والمتابعات التي تلبي رغباتهم من مختلف الأعمار كباراً كانوا أم صغارا، لم تترك فراغا في حياتها، بل سعت جاهدةً في سبيل العطاء لتوصيل المعلومة وكل ماهو مفيد لغيرها، فمن خلال أبداعها فى تقديمها للبرامج الاجتماعية التى أثرت فى نفس المشاهد جعلت الأسر الليبية مجتمعة بين جدران منازلها في استماع لمقدمتهم (خديجة)التي أثرت في نفوسهم بالمفيد تم المفيد.
انطلقت من كونها مذيعة إلي ما هو جدير بثقافتها وعلمها، فكانت أول من أسس مجلة ليبية باسم (مجلة المرآة) التي أصدرتها عام 1965ف، والتى أصبحت فيما بعد باسم مجلة (البيت) والتى تعي بالمرأة، ومن مجلة البيت التي تخص أو (بالاحري) تخاطب جميع الفئات اتجهت إلي مخاطبة الأطفال وهى رسالة لايقدر عليها إلا فيمن يتواخر فيه إبداعات مثل ماهو عند هذه السيدة الفاضلة..وكان موعد إصدار مجلة الأطفال عام 1974.
الكثير من النساء انطلقن نحو المجال الإعلامي والثقافي متخذي درب(خديجة الجهمي) دربهم، ساهمت فى إعداد جيلاً من الكاتبات الليبيات والصحفيات والمذيعات اللائي سرن علي نهج خديجة الجهمي.
كما خصصت ركناً للأطفال، وبذلك أبدعت فى مخاطبة أذكى فئات المجتمع.وهما الأطفال.. و كان مشهوداً لها بثقافتها وجدارتها في العمل وإخلاصها في أداء الواجب وكانت علاقتها بالوطن علاقة الأم بطفلها عانقت كل البيوت الليبية بصدر حنون وبصوت عذب من خلال تقديمها في الاذاعةالمسموعة.
من بين المئات من النساء تألقت بإبداعها، اعتنقت المجال الإعلامي فجمعت بين (الإذاعة والكتابة والثقافة والشعر) في أن واحد، سرب من الذكريات الجميلة التي تركتها(السيدة خديجة)المذيعة والكاتبة والصحافية
كرمتها الثورة عن دورها المتميز في مجال الشعر الغنائي، كما كرمتها عن الدور الفاعل والمؤترفي خدمة الوطن في المجال الإعلامي، وتكريس حياتها لمتابعة الأعمال الثقافية والإبداعية فترة تربوعن نصف قرن حين منحتها جائزة الفاتح التقديرية للأداب والفنون عام 1995ف، توفيت رحمها الله تعالى يوم 11/8/1996.