شذرات القلم !!!
شذرات قلم
الشذرات مفردها " شذرة " وهي صغار اللؤلؤ، أو ذرات الذهب الصغيرة، التي تتجمع بمجموع مفرداتها وكلماتها؛ لتشع لنا عملاً يكون ذا قيمة فنية وفكرية وأدبية، إذا اُلتقطت من معدن صافي ونفيس.
والتقطها لنا قلم متألق ومتدفق وصادق وذو إحساس عذب، يغوص في كل بحر صافي هادي الأمواج، ليقدم لنا لوحات أدبية وفنية وفكرية عذبة شامخة، واثقة الخطى ترتقي إلى تطلعات الذواقة من القراء.
مبتعدة عن مواطن الزلل والسخافة بالعقول واستفزاز المشاعر وبيع الكلام بأبخس الأثمان؛ بقصد الثراء والصعود على حساب العقول البشرية.
فناثر الشذرات على بساط الصفحات البيضاء؛ عليه تحمل مسؤولياته الكبيرة بكل ثقة واقتدار؛ وأن يكون واثقًا بنفسه وبما ينثر من شذرات هنا وهناك، متأكدًا من صلاحيتها للمتلقي، موازنًا بين ما يعرض وما هو مطلوب؛ دون الرضوخ لتلقين الآخرين، وخاصة المخالفين منهم؛ الذين لا يملكون بالأصل مفاتيح الثقة بالنفس.
فمتى كان ناثر الشذرات متوكلاً على الله ثم واثقًا في نفسه، مدركًا لقدراته، مستشعرًا للأمانة الملقاة عليه؛ فإنه يكون قادرًا على صنع كنز إبداعي، من خلال تلك الشذرات المنسكبة من حبر قلم نقي وأخاذ، بشرط أن لا يتأثر لما سوف يقابله في طريقه؛ من عقبات ومنعطفات ومنحدرات وأمواج ورياح عاتية تأتيه من هنا وهناك، لأنه بهذا الصمود سيكون قادرًا على مواجهة كل ذلك، وتصحيح ما يقع به من أخطاء، وينطلق شامخًا نحو القمة والهدف، تاركًا له بصمات وأثار لا يمكن أن يُغض الطرف والنظر عنها، عند ذلك سنستطيع مواصلة المشوار الذي بدأناه لخدمة ديننا وعقيدتنا وأمتنا وقيمنا ومبادئنا، مخلصين بكل ذلك لله وحده سبحانه وتعالى .
بقلم
المهـ رحال ـاجر
الرياض