معاناة المعلم ( إبراهيم طوقان يرد على شوقي )
قصيدة إبراهيم طوقان في الرد على شوقي
لما كتب أمير الشعراء شوقي قصيدته عن المعلم والتي مطلعها:
( قم للمعلم وفه التبجيلا - كاد المعلم أن يكون رسولا )
رد عليه طوقان - وقد كان معلما للغة العربية – شارحا له معاناة المعلم قائلا :
شوقي يقول وما درى بمصيبتي - قم للمعلم وفه التبجيلا
اجلس – فديتك – هل يكون مبجلا - من كان للنشء الصغار خليلا ؟
ويكاد يزعجني الأمير بقوله : كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرب التعليم شوقي ساعة - لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمة وكآبة - مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا
مائة على مائة إذا صححتها - أخذ العمى نحو العيون سبيلا
ولو كان في التصحيح نفع يرتجى - وأبيك لم أك بالعيون بخيلا
ولكني أصلح غلطة نحوية - فيها وأتخذ الكتاب دليلا
مستشهدا بالغر من آياته - أو بالحديث مفصلا تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم وأنتقي - ما ليس مبتذلا ولا مبذولا
وأبيت أوقظ سيبويه من البلى - وذويه من أهل القرون الأولى
وأرى حمارا بعد ذلك كله - رفع المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة - وسقطت ما بين الفصول قتيلا
يا من تريد الانتحار وجدته - إن المعلم لا يعيش طويلا ..!!!!!
...........
أيها التلميذ
قدر معاناة المعلم
اصبر على مر الجفا من معلم / فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعة / تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابه / فكبر عليه أربعا لوفاته
وذات الفتى والله بالعلم والتقى / إذ لم يكونا لا اتبار لذاته
.............
احترم معلمك واكرمه واستمع إلى نصحه
إن المعلم والطبيب كليهما / لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه / وعش بجهلك إن أهنت معلما
...............
هذه أرق التحايا
وأجمل السلام
لكل المعلمين والتلاميذ
الطيب الشنهوري